حزب الله والتطورات الحدودية مع اسرائيل وسوريا: لا تختبروا صبرنا وصمتنا
تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT
كتب ابراهيم بيرم في" النهار": على رغم أن المشهد المحتقن والساخن على المحورين الحدوديين جنوبا وشرقا يشي بأن حزب الله قد قرر لتوه مغادرة مرحلة "العضّ على الجراح" بذريعة أنه خرج من مواجهات الـ16 شهراً "مثخنا بالجراحات" كما قال أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، فإن أوساطا على صلة بدوائر القرار في الحزب تدرج حادثي الحدود في خانة الدفاع عن النفس ليس إلا، أو في أحسن الحالات إنها عبارة عن رسائل موجهة إلى من يعنيهم الأمر، فحواها أن عليكم ألا تختبروا صبرنا وصمتنا بعد اليوم، إذ لا نزال نملك قدرات وخيارات تثبت "أننا رغم ما نقاسيه لم نُعدم الحيلة والوسيلة".
وتقول تلك المصادر إنه على رغم التزام الحزب التام اتفاق وقف الأعمال الحربية طوال الأشهر الأربعة الأخيرة التي تلت سريان ذلك الاتفاق، فإن الإسرائيلي أمعن في الاستفزاز والأعمال العدوانية ومضى يشهر حربه اليومية علينا، ولقد رفع أخيرا منسوبها إلى أقصى الحدود ما أدى إلى:
- إلحاق الضرر بنحو 19 بلدة حدودية، وجعلها مدمرة بنسبة تتجاوز الـ90 في المئة، وفضلا عن ذلك منع الأهالي من العودة الكريمة إليها، إن لجهة منع إعادة إعمار ما تهدم أو لناحية تخريب البيوت الجاهزة في 7 بلدات حدودية، قبِل أهاليها أن تركّب هذه البيوت لتكون بمثابة رأس جسر يتحدى سياسة الاحتلال الرامية إلى إعدام فرص الحياة في هذه البلدات وإبقائها حزاما عازلا وميتا.
- ضاعف الإسرائيلي ثلاث مرات مساحة الأرض المقضومة بعيد سريان وقف النار.
- واصل الإسرائيلي حربه الضارية على الحزب وجهازه المقاتل نفسه، فاغتال بالمسيّرات إلى الأمس نحو 121 عنصرا من كوادر الحزب الأساسيين، بما يوازي تقريبا كل الصف القيادي الثالث في الهرم العسكري.
وفي تقدير تلك المصادر أن الإسرائيلي ينفذ قراراً يقضي بألا يُعطى الحزب أدنى فرصة لالتقاط الأنفاس واستعادة المبادرة، وآخر شاهد على ذلك أن الإسرائيلي نفذ خلال يومي السبت والأحد الماضيين 6 عمليات اغتيال بالمسيّرات أدت إلى سقوط 8 من عناصر الحزب، وهو رقم قياسي غير مسبوق، خصوصا أنه ترافق مع أعمال قنص وتمدد إلى داخل 6 بلدات حدودية، وأرفق ذلك بغارات ليلية على 5 معابر حدودية بين لبنان وسوريا.
واقع الحال الميداني هذا فرض على الحزب اجتراح ردّ ما، فكانت الرصاصة التي ذكر أنها انطلقت من يارون الحدودية بمثابة الرد والتحدي الأوّلي.
ولهذا الرد وفق المصادر إياها وجهتان عند الحزب، الأولى نحو تل أبيب الماضية قدما في سياسة ممارسة أقصى الضغوط، ووالثانية نحو الداخل اللبناني حيث بدا خصوم الحزب يتصرفون من منطلق أن نجمه على وشك الأفول وأنه بات عاجزا عن أي فعل رادع.
وإذا كان الحزب قد اتخذ على الحدود الجنوبية وضع الدفاع عن النفس، فإن تطورات الموقف على الحدود الشرقية توحي بأنه قد قرر الانتقال إلى موقع الهجوم.
وعلى رغم أن الحزب نفى ثلاث مرات أي علاقة له بالأحداث السورية، سواء منها أحداث الساحل السوري وقبلها أحداث الحدود، فالثابت أن هذا النفي سيكون لاحقاً غير مقنع وغير كاف لكي ينأى بنفسه تماما ويثبت بالملموس أنه ليس في وارد العودة ثانية إلى الساحة السورية، وأن خروجه منها هو خروج نهائي، وذلك عائد إلى اعتبارات ثلاثة:
الأول أن الحكّام الجدد في سوريا يحتاجون إلى إدخال الحزب في المواجهات لكي يغطوا على حرب الساحل السوري التي أعادتهم إلى صورة الميليشيا المتطرفة.
الثاني أن العشائر البقاعية التي تواجه هي جزء من البيئة الحاضنة للحزب، وليس في مقدوره التخلي عنها طويلا.
الثالث أن الحزب مضطر في نهاية المطاف إلى أن يقدم برهانا على أنه ما زال قادرا ولم يتحول بعد إلى حزب سياسي محض، فضلا عن يقينه أن أعداءه لن يتركوا له الفرصة لكي يرتاح ويستعيد توازنه وأوراق القوة. مواضيع ذات صلة "حزب الله" بين "الصبر الاستراتيجي" والإصلاح الداخلي Lebanon 24 "حزب الله" بين "الصبر الاستراتيجي" والإصلاح الداخلي
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الحدود الشرقیة حزب الله
إقرأ أيضاً:
توترات على الحدود بين لبنان وسوريا.. واتهامات لـحزب الله (شاهد)
شهدت الحدود بين لبنان وسوريا، مساء الأحد، توترات تخللها سقوط عدد من القذائف الصاروخية في بلدة القصر اللبنانية، وسط اتهامات سورية لحزب الله اللبناني باختطاف وقتل 3 سوريين.
وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن عددا من القذائف الصاروخية سقطت في بلدة القصر، مشيرة إلى أن مصدرها "ريف القصير" بمحافظة حمص السورية، دون التطرق إلى تفاصيل أخرى.
بدورها، اتهمت وزارة الدفاع السورية حزب الله باختطاف وقتل 3 من عناصرها، بينما نفى الحزب ذلك بشكل مطلق.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع مصورة للاشتباكات العنيفة بين حزب الله والجيش السوري، وذلك في أعقاب الاتهامات السورية باختطاف 3 جنود سوريين وتصفيتهم داخل الحدود اللبنانية.
#لقطات | بثت منصات إخبارية مشاهد من الاشتباكات العنيفة بين حزب الله اللبناني والجيش السوري على الحدود بين سوريا ولبنان.
يأتي هذا التطور بعد اختطاف عناصر حزب الله لـ3 جنود سوريين وتصفيتهم داخل الحدود اللبنانية بحسب وسائل إعلام سورية.#فيديو #إيكاد pic.twitter.com/rAXbMMzVZW
#الحدود_اللبنانية_السورية | تقارير عن إرسال عشائر شيعية في #لبنان تعزيزات عسكرية كبيرة من #الهرمل إلى مناطق الاشتباك مع #الجيش_السوري، وسط تصاعد التوترات على الحدود.#syria #سوريا #رفع_العقوبات_عن_سوريا #LiftSanctionsOnSyria pic.twitter.com/2iMKTfgxWY
— شبكة أخبار سوريا (@SyrNetworkNews) March 16, 2025ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن المكتب الإعلامي في وزارة الدفاع أن "مجموعة من ميليشيا حزب الله تقوم وعبر كمين بخطف ثلاثة من عناصر الجيش العربي السوري على الحدود السورية اللبنانية، قرب سد زيتا غرب حمص، قبل أن تقتادهم للأراضي اللبنانية وتقوم بتصفيتهم تصفية ميدانية".
وأظهر مقطع فيديو جرى تناقله عبر الشبكات الاجتماعية تعرض أحد الأشخاص للرمي بالحجارة، فيما أشار مستخدمون إلى أنه أحد عناصر الجيش السوري الثلاثة.
وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان أن "الجيش اللبناني سلّم، من خلال الصليب الأحمر اللبناني، ثلاث جثث لمقاتلين سوريين، عند نقطة جوسيه القاع الحدودية مع سوريا".
من جانبه، نفى حزب الله "بشكل قاطع ما يتم تداوله بشأن وجود أي علاقة لحزب الله بالأحداث التي جرت اليوم على الحدود اللبنانية السورية".
وقالت العلاقات الإعلامية للحزب في بيان: "كما نجدّد التأكيد على ما سبق وأعلنا عنه مرارًا، بأن لا علاقة لحزب الله بأي أحداث تجري داخل الأراضي السورية".
يشار إلى أن اشتباكات حدودية وقعت الشهر الماضي بين مسلحين سوريين وعشائر لبنان، وذلك في نطاق جرود الهرمل في منطقة "البقاع" شمال شرق لبنان، المحاذية للحدود السورية.