وسط تحسن العلاقات والتواصل بين ترامب وبوتين.. الضمانات الأمنية حجر الزاوية لإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية
تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT
البلاد- جدة، وكالات
في خطوة تُظهر ميلًا نحو التهدئة وتحسين العلاقات بين أكبر قوتين عسكريتين في العالم، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين مُرتقب اليوم (الثلاثاء)، في خطوة قد تكشف عن تحركات جديدة لإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية. يأتي هذا الإعلان في وقت يشهد تغيرات دبلوماسية بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض، حيث يُظهر تواصلًا إيجابيًا مع بوتين وتلميحات لعقد صفقات كبرى بين الطرفين.
وخلال حديثه على متن طائرة الرئاسة عائدًا من فلوريدا إلى واشنطن، أمس، أشار ترامب إلى إمكانية الإعلان عن خطوات مشتركة غدًا بشأن روسيا وأوكرانيا، مُبرزًا أن “الكثير من العمل قد أنجز خلال نهاية الأسبوع”، وأن الهدف الرئيسي هو الوصول إلى نهاية للصراع الذي طال أمده. وفي تصريحاته، أكد الرئيس الأمريكي أهمية التوصل إلى اتفاق يُختم به العنف الدائر بين البلدين منذ فبراير 2022، مستعرضًا إمكانية التوصل إلى اتفاق يتضمن تقسيمًا للأراضي ومحطات الطاقة بين روسيا وأوكرانيا كجزء من حلول التسوية.
وتبدو معضلة “الضمانات” التي يطلبها الطرفان العقبة الكبرى في طريق السلام، إذ يشترط الجانب الروسي حصوله على ضمانات صارمة في أي اتفاق سلام. فقد أكدت موسكو مرارًا أن أي معاهدة سلام طويلة الأمد يجب أن تضمن بقاء أوكرانيا محايدة واستبعاد عضويتها من حلف شمال الأطلسي، كما شددت على ضرورة منع نشر قوات أجنبية على الأراضي الأوكرانية. هذه الشروط تعكس مخاوف موسكو من استمرار التوسع العسكري والتحالفات الغربية التي قد تزيد من الضغط على حدودها.
ومن جانب آخر، يصر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على ضرورة الحصول على ضمانات أمنية قوية لضمان عدم تكرار سيناريوهات الاعتداء الروسي، إذ أن الاتفاقيات السابقة التي مُنحت لأوكرانيا في التسعينيات لم تردع التدخلات الروسية في 2014 و2022.
وتُشير التصريحات الأخيرة إلى أن الولايات المتحدة تحاول إيجاد حل وسط يرضي الطرفين، حيث يسعى ترامب، إلى استخدام مفاوضاته لخلق مناخ دبلوماسي يسمح بالتوصل إلى اتفاق شامل. وفي ظل تبادل الضربات الجوية والصاروخية المكثفة بين روسيا وأوكرانيا خلال الأيام الماضية، تُعتبر مبادرات الاتصال المباشر بين ترامب وبوتين خطوة مهمة لكسر دوامة العنف بين الطرفين وإعادة رسم خريطة العلاقات في المنطقة.
ومن جهة أخرى، يبدي حلفاء أوكرانيا اهتمامهم بمبادرات السلام، إذ أعلنت بريطانيا وفرنسا عن استعدادهما لإرسال قوة حفظ سلام لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار، فيما أبدى رئيس الوزراء الأسترالي أيضًا تأييده تجاه أي طلبات تتعلق بالمهمة الدولية. ورغم ذلك، يظل السؤال قائمًا: هل سيتمكن ترامب من تقديم الضمانات اللازمة لكلا الطرفين؟.
في نهاية المطاف، يواجه المجتمع الدولي تحديًا دبلوماسيًا جسيمًا، حيث إن أي اتفاق سلام يجب أن يُعيد ترتيب البنية الأمنية والسياسية في الساحة الأوروبية، ويمنع تكرار سيناريوهات الحرب كما حدث في الماضي. لذا تبقى الضمانات الأمنية حجر الزاوية في أي مسار لتحقيق السلام، ويظل الأمل معلقًا على التفاهمات بين ترامب وبوتين، وعلى قدرة القادة في تجاوز الخلافات وتحقيق تقدم ملموس نحو سلام دائم.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
الدفاع الروسية: أكثر من 175 عسكريًا خسائر القوات الأوكرانية على محور كورسك خلال 24 ساعة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أفادت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت، بأن القوات الروسية، كبّدت القوات المسلحة الأوكرانية في المنطقة الحدودية لمقاطعة كورسك الروسية، خسائر بلغت أكثر من 175 عسكريًا، إضافة إلى تدمير معدات عسكرية خلال الـ24 الساعة الماضية.
وقالت الوزارة - في بيان أوردته وكالة "سبوتنيك" الروسية -: "تواصل القوات الروسية التقدم وصد محاولة غزو القوات المسلحة الأوكرانية للأراضي الروسية في مقاطعة كورسك".
وأضاف البيان: "خلال العمليات الهجومية، ألحقت وحدات من مجموعة قوات "الشمال" خسائر بتشكيلات من القوات المسلحة الأوكرانية في مناطق جورنال وأوليشنيا".
وتابع البيان: "واصلت وحدات القوات الروسية، عملياتها الهجومية مستهدفة من خلالها تشكيلات الألوية الهجومية الأوكرانية، في مناطق بيلوفودي، فلاديميروفكا، ميروبولي، موجريتسا، سادكي ويوناكوفكا ويابلونوفكا في مقاطعة سومي".
وأشارت الدفاع الروسية إلى أنه "خلال النهار، فقدت القوات المسلحة الأوكرانية أكثر من 175عسكريًا ومركبات قتالية مدرعة، وناقلة جند مدرعة وعدد من المدافع".
ومن جهة أخرى، أفادت وزارة الدفاع الروسية، بأن القوات الروسية تمكنت من السيطرة على مواقع أكثر فائدة عملياتية على محاور عدة في منطقة العملية العسكرية الخاصة، وكبدّت القوات المسلحة الأوكرانية، خسائر فادحة في العدة والعتاد.
وقالت الوزارة - في بيان - إن وحدات من قوات مجموعة "المركز" الروسية، واصلت عملياتها الهجومية، واتخذت خطوطًا ومواقع أكثر فائدة، واستهدفت القوات الروسية القوى البشرية والمعدات التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، في مناطق عدة من دونيتسك، وخسرت قوات كييف أكثر من 440 عسكريًا، وعدد من المدافع الميدانية والمركبات القتالية.
أضافت أن وحدات من قوات مجموعة "الجنوب" الروسية، حسنت الوضع التكتيكي على خطوط المواجهة، واستهدفت القوى البشرية والمعدات التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، في مناطق عدة من دونيتسك، وبلغت خسائر القوات الأوكرانية ما يصل إلى 310 جنود، ومركبات قتالية وناقلات جند مدرعة ومعدات قتالية مدرعة، وعدد من المدافع الميدانية، وتم تدمير محطة حرب إلكترونية ومستودعين للذخيرة.
وأشار البيان إلى أن وحدات من قوات مجموعة "الغرب" الروسية، حسنت الوضع على طول خط المواجهة، واستهدفت القوات الروسية القوى البشرية والمعدات التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، في مناطق عدة من مقاطعة خاركوف وفي دونيتسك، وخسرت قوات كييف أكثر من 250 عسكريًا، ودبابة وناقلات جند، وعدد من المدافع الميدانية، كما تم تدمير 3 محطات للحرب الإلكترونية و3 مستودعات للذخيرة".
وبحسب البيان، فإن وحدات من قوات مجموعة "الشرق" الروسية، سيطرت على مواقع أكثر فائدة، واستهدفت القوى البشرية والمعدات التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، في مناطق عدة من دونيتسك، وبلغت خسائر القوات المسلحة الأوكرانية أكثر من 155 عسكريا، ومركبات قتالية مدرعة وعدد من المدافع، كما تم تدمير مستودع وقود.
وألحق الطيران العملياتي التكتيكي والطائرات الهجومية المسيرة والقوات الصاروخية والمدفعية التابعة لمجموعات القوات المسلحة الروسية، أضرارًا بالبنية التحتية للمطارات العسكرية ومصانع الإنتاج ومستودعات تخزين الطائرات المسيرة ومحطة وقود للقوات المسلحة الأوكرانية، وتحشدات القوى البشرية والمعدات للعدو في 153 منطقة، كما أسقطت أنظمة الدفاع الجوي الروسية، 6 قنابل من طراز "جدام" و5 صورايخ من طراز "هيمارس" و154 مسيرة أوكرانية، بحسب البيان.