ترجمة لبرنامجه ووعوده الانتخابية التي أطلقها خلال حملته الانتخابية والتي بموجبها كسب أصوات الملايين من العرب والمسلمين الذين يحملون الجنسية الأمريكية والتي وعد في سياقها بأنه سيوقف الحروب في المنطقة، وغيرها من الوعود الوردية الكاذبة ، ها هو السكَّير الأمريكي العجوز دونالد ترامب يقدم وبكل جرأة ووقاحة على شن عدوان غادر على بلادنا مساء السبت وفجر الأحد الماضيين، مستهدفا بطائراته الحربية وبوارجه البحرية العاصمة صنعاء ومحافظات صنعاء وصعدة والبيضاء وذمار والجوف ومارب وحجة بأكثر من ٤٧غارة مستهدفا الأعيان المدنية والأحياء السكنية مخلفا عشرات الشهداء والجرحى في جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم الأمريكية بحق اليمن واليمنيين ، والتي لن تسقط بالتقادم .
ترامب الذي استهل مهامه الرئاسية بالتوقيع على أمر تنفيذي بشأن فرض عقوبات على القيادة والسلطة في صنعاء على خلفية مواقفها الداعمة والمساندة لإخواننا في قطاع غزة ، خرج وهو في حالة سكر هستيرية ليصدر التوجيهات للبنتاغون بتنفيذ عملية عسكرية حاسمة وقوية ضد ( الحوثيين ) حد وصفه ، عقابا على وقوفهم مع غزة وفلسطين ولبنان ، ومناصرتهم للمدنيين الأبرياء الذين تعرضوا لحرب إبادة جماعية غير مسبوقة على يد كيان العدو الصهيوني على مدى أكثر من خمسة عشر شهرا بمشاركة ودعم وإسناد أمريكي ، لم يجد السخيف ترامب حرجا في التصريح بأن عدوانه على اليمن جاء على خلفية منع السفن الداعمة للكيان الصهيوني من الإبحار عبر مضيق باب المندب ، وأعلنها صراحة على مرأى ومسمع العالم وفي مقدمة ذلك القادة والزعماء العرب الذين أحجم غالبيتهم عن إدانة العدوان على غزة ولبنان ، ووقف البعض منهم مع إسرائيل وأمريكا ضد غزة ولبنان ، والبعض الآخر شارك في العدوان وحرب الإبادة ووقف مع الجلاد ضد الضحية .
عدوان أمريكا على اليمن هو رد ترامب على الأصوات الانتخابية الأمريكية العربية والإسلامية التي منحت له ، وكانت السبب الرئيسي في ترجيح كفته في السباق الانتخابي الرئاسي نحو البيت الأبيض ، وهو تأكيد عملي على أن أمريكا تحت قيادة هذا المعتوه تسير نحو الهاوية، وأنه سيجلب على أمريكا المزيد من الكراهية والحقد والسخط في أوساط الشعوب العربية والإسلامية الحرة ومعهم كل أحرار العالم .
لقد فتح مهفوف أمريكا على نفسه أبواب جهنم بالاعتداء على دولة مستقلة وانتهاك سيادتها واستباحة دماء المدنيين الأبرياء تحت يافطة استهداف مقدرات ومقرات من أسماهم بالحوثيين ، متجاوزا الحقيقة الدامغة التي تؤكد أن الحوثيين هم مكون من مكونات الشعب اليمني ، وأن استخدام الأمريكيين لأنصار الله كشماعة لتبرير جرائمهم وانتهاكاتهم السافرة للسيادة اليمنية حيلة مكشوفة ، فاليمنيون كلهم أنصار لله ، والدماء اليمنية المسفوكة في مختلف المحافظات اليمنية الحرة ، دماء يمنية سفكت بيد القاتل الأمريكي المتوحش ، الذي لا يفرق بين ذكر وأنثى ولا كبير ولا صغير ، ولن تقف القوات المسلحة اليمنية مكتوفة الأيدي تجاه هذه الجرأة والوقاحة الأمريكية مهما حصل .
الرد اليمني جاء سريعا وقويا ضاربا بتهديدات ووعيد مهفوف أمريكا عرض الحائط ، انطلاقا من قوله تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ } ، حيث نفذت القوات المسلحة اليمنية بعون من الله وتوفيقه (عمليةً عسكريةً نوعيةً استهدفتْ من خلالِها حاملةَ الطائراتِ الأمريكيةَ «يو إس إس هاري ترومان» والقطعَ الحربيةَ التابعةَ لها شماليَّ البحرِ الأحمرِ وذلك بـ18 صاروخاً بالستياً ومجنحاً وطائرةً مسيرةً، في عمليةٍ مشتركةٍ، نفذتها القوةُ الصاروخيةُ وكذلك سلاحُ الجوِّ المسيرُ والقواتُ البحرية) وأعقبتها عملية مماثلة فجر أمس الاثنين بعشرات الصواريخ والطائرات المسيرة، وسط تأكيدات رسمية على أن بلادنا بفضل الله قادرة على تأديب المهفوف الأمريكي وكسر غروره وتمريغ أنفه في الوحل إن هو واصل تطاوله السافر على اليمن واليمنيين ، وأن القوات المسلحة اليمنية ومن خلفها القيادة والشعب اليمني على جهوزية تامة لمواجهة هذا العدو المجرم والتنكيل به بفضل الله وعونه وتأييده، ولا يمكن أن تمر أي جرائم يرتكبها الأمريكي بحق أبناء شعبنا الصابر الصامد دونما رد مؤلم .
وبالنسبة للمواقف التافهة تفاهة أصحابها المباركة والمؤيدة والمحتفية بالعدوان الأمريكي السافر على بلادنا ، الصادرة عن مرتزقة الداخل والخارج ، وأدعياء العروبة والإسلام ، فإنها ليست بجديدة عليهم ، فقد صار لهم باع طويل في الدياثة والعمالة والخيانة والارتزاق ، منذ بداية العدوان على بلدنا في ٢٦مارس ٢٠١٥وحتى اليوم ، هذا هو ديدنهم ، وهذه هي أخلاقهم ، وهذه هي مواقفهم المخزية والمذلة والمهينة ، والتي لا يمكن أن تفت من عضد اليمنيين ، ولا النيل من ثباتهم وصمودهم واستمراريتهم على موقفهم الداعم والمساند لإخواننا في قطاع غزة مهما كانت التضحيات، لن يخيفنا ترامب وعدوانه الهمجي وتهديداته الرعناء ، وقرارته الحمقاء ، صامدون وثابتون على العهد والموقف ، مع غزة حتى النصر ، لن تتوقف عمليات الإسناد إلا بتوقف العدوان وإنهاء الحصار ، قالها قائد الثورة بكل وضوح ، وأكدت عليها القيادة السياسية ، وأكد عليها شعبنا الثائر الحر الأبي في المسيرات المليونية بالأمس في مختلف المحافظات اليمنية الحرة .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
ما أبعاد قمع إدارة ترامب لثورة طلاب الجامعات الأمريكية؟
أكد مقال نشرته مجلة "إيكونوميست" أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعادة هيكلة الجامعات تُهدد ازدهار الولايات المتحدة وحريتها، موضحا أن "هذا كلامه حول الثورة الاقتصادية والانتصار بشأن الرسوم الجمركية أشبه بتصريحات روبسبير أو إنغلز".
وأضاف المقال "كما يعلم أي ثوري، لا يكفي مجرد رفع الرسوم الجمركية على الواردات لإسقاط النظام القديم، بل يجب أيضا السيطرة على المؤسسات التي تُسيطر على الثقافة وإعادة تشكيلها، في أمريكا، يعني هذا انتزاع السيطرة على جامعات النخبة أو آيفي ليغ التي تلعب دورا كبيرا في تشكيل النخبة (بما في ذلك حكومة ترامب)".
وقال "وقد تُسفر خطة "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" لإعادة هيكلة أيفي ليغ عن عواقب وخيمة على التعليم العالي، والابتكار، والنمو الاقتصادي، وحتى على طبيعة أمريكا، وهذه ليست سوى البداية".
وأوضح "قد تم اختيار الهدف بدقة متناهية، على مدار العقد الماضي، فقدت جامعات النخبة الدعم الحزبي الذي كانت تتمتع به سابقا. وكان هذا جزئيا خطؤها، وفي كثير من الحالات، استسلم قادتها لتفكير جماعي متطرف بشأن القمع، وأصبحوا خائفين من طلابهم، ورفضوا التحدث باسم السلامة".
وذكر أنه "في الوقت نفسه، أصبح الوضع السياسي الأمريكي أكثر استقطابا بسبب التحصيل العلمي، وخسرت كامالا هاريس التصويت الشعبي في الانتخابات الرئاسية لعام 2024. لكنها فازت بأصوات الأمريكيين الحاصلين على شهادات الدراسات العليا بفارق 20 نقطة، هذا المزيج ترك الأكاديمية عرضة للخطر".
وبين المقال أن "التغيير الأكثر جوهرية كان داخل الحزب الجمهوري، واعتبر المحافظون الجامعات النخبوية أرضا معادية حتى قبل أن ينشر ويليام باكلي كتاب "الله والإنسان في جامعة ييل" عام 1951.
ومع ذلك، فقد احترموا أيضا الاتفاق الأساسي القائم بين الجامعات والحكومة الفدرالية: أن دافعي الضرائب يمولون البحث العلمي ويقدمون منحا للطلاب من الأسر الفقيرة، وفي المقابل، تجري الجامعات أبحاثا تغير العالم".
وأضاف "قد يكون لدى بعض الباحثين آراء تزعج البيت الأبيض في ذلك الوقت. كثير منهم أجانب. لكن عملهم ينتهي به الأمر إلى إفادة أمريكا. لهذا السبب، في عام 1962، موّلت الحكومة مُسرّع جسيمات، على الرغم من أن بعض مَن استخدموه كانوا ذوي شعر طويل ويكرهون السياسة الخارجية الأمريكية. ولهذا السبب، في وقت لاحق من ذلك العقد، اخترع باحثون في الجامعات الأمريكية الإنترنت، بتمويل عسكري".
وكانت هذه الصفقة مصدر القوة العسكرية والاقتصادية على حد سواء. لقد ساهمت في كل قفزة تكنولوجية تقريبا بتعزيز الإنتاج، من الإنترنت إلى لقاحات mRNA ومحفزات هرمون GLP-1 إلى الذكاء الاصطناعي.
لقد جعلت أمريكا نقطة جذب للأشخاص الموهوبين والطموحين من جميع أنحاء العالم. إن هذا الاتفاق - وليس إعادة مصانع السيارات إلى ما يعرف بـ "حزام الصدأ" هو مفتاح ازدهار أمريكا، والآن تريد إدارة ترامب تمزيقه.
وبحسب المقال، استخدمت حكومة ترامب المنح الفيدرالية للانتقام من الجامعات، وانتقد رئيسا جامعة برينستون وكورنيل الحكومة، وسرعان ما تم إلغاء أو تجميد منح تزيد قيمتها عن مليار دولار، كما اعتقلت الحكومة طلابا أجانب انتقدوا سلوك "إسرائيل" في حرب غزة.
وقد هددت بزيادة الضريبة على أوقاف الجامعات: فقد اقترح جيه دي فانس (خريج كلية الحقوق بجامعة ييل) رفع الضريبة على الأوقاف الكبيرة من 1.4 بالمئة إلى 35 بالمئة.
ويختلف ما تريده الحكومة في المقابل. أحيانا يكون القضاء على فيروس "الصحوة"، وأحيانا يكون القضاء على معاداة السامية. وهو ما ينطوي دائما على ازدواجية في معايير حرية التعبير، حيث يمكنك التذمر من ثقافة الإلغاء، ثم التشجيع على ترحيل طالبة أجنبية لنشرها مقال رأي في صحيفة جامعية.
هذا يوحي بأنه، كما هو الحال في أي ثورة، يتعلق الأمر بمن يملك السلطة والسيطرة.
حتى الآن، حاولت الجامعات التكتم على الأمر على أمل أن يتركها ترامب وشأنها، تماما كما فعلت العديد من شركات المحاماة الكبرى التي استهدفها الرئيس. يجتمع رؤساء جامعات آيفي ليغ كل شهر تقريبا، لكنهم لم يتوصلوا بعد إلى نهج مشترك.
في هذه الأثناء، تُغيّر جامعة هارفارد قيادة قسم دراسات الشرق الأوسط، وتتولى جامعة كولومبيا رئاسة ثالثة خلال عام. من غير المرجح أن تنجح هذه الاستراتيجية.
ولا تُصدّق طليعة "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" مدى سرعة استسلام جامعات آيفي ليغ. كما أن هذه الجامعات تستخف بحماسة الثوار الذين تواجههم، فبعضهم لا يريد فقط فرض ضرائب على هارفارد، بل يريد إحراقها.
وأكد المقال أن "مقاومة هجوم الإدارة تتطلب شجاعة. صندوق هارفارد المالي يعادل تقريبا حجم صندوق الثروة السيادية لسلطنة عُمان الغنية بالنفط، والذي يُفترض أن يُكسبها بعض الشجاعة. لكن هذه الضريبة المُقترحة قد تُقلّصه بسرعة. تتلقى هارفارد منحا تزيد عن مليار دولار سنويا. تبلغ الميزانية السنوية لجامعة كولومبيا 6 مليارات دولار؛ وتتلقى 1.3 مليار دولار كمنح. أما جامعات النخبة الأخرى فهي أقل حظا. فإذا لم تستطع حتى جامعات أيفي ليغ الصمود في وجه التنمر، فلا أمل يُذكر للجامعات الحكومية النخبوية، التي تعتمد بنفس القدر على تمويل الأبحاث ولا تمتلك أوقافا ضخمة لامتصاص ضغوط الحكومة".
كيف تستجيب الجامعات؟
أوضح المقال أن "بعض الأمور التي يرغب رؤساؤها في القيام بها على أي حال، مثل اعتماد قواعد تحمي حرية التعبير في الحرم الجامعي، وتقليص عدد الموظفين الإداريين، وحظر استخدام عبارات "التنوع" في التوظيف، وضمان تنوع وجهات النظر بين الأكاديميين، تتفق مع آراء العديد من الجمهوريين (وهذه المجلة). لكن على الجامعات أن تضع خطا واضحا: حتى لو كان ذلك يعني فقدان التمويل الحكومي، فإن ما تُدرّسه وتبحثه هو قرارها".
وذكر أن "هذا المبدأ هو أحد أسباب تحوّل أمريكا إلى الاقتصاد الأكثر ابتكارا في العالم على مدار السبعين عاما الماضية، ولماذا لم تفعل روسيا والصين ذلك. ومع ذلك، حتى هذا يُقلّل من قيمته. يُعدّ البحث الحرّ أحد ركائز الحرية الأمريكية، إلى جانب حرية انتقاد الرئيس دون خوف من العقاب. لطالما أدرك المحافظون الحقيقيون هذا. قال دوايت أيزنهاور في خطابه الرئاسي الوداعي عام 1961: "الجامعة الحرة هي منبع الأفكار الحرة والاكتشاف العلمي".
وحذّر أيزنهاور، الذي كان رئيسا لجامعة كولومبيا قبل أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة، من أنه عندما تعتمد الجامعات على المنح الحكومية، يُمكن للحكومة التحكم في المنح الدراسية. لفترة طويلة، بدا هذا التحذير هستيريا بعض الشيء. لم يسبق لأمريكا أن كان لديها رئيس مستعد لممارسة مثل هذه السلطة على الجامعات. الآن لديها ذلك الرئيس.