تجاهل البنوك والمصارف بصنعاء لمطالب نقل مقراتها إلى عدن المحتلة صنعاء أثبتت قدرتها على حماية البنوك وضمان استمرارية عملها برغم التهديدات

 

أثار بيان بنك عدن المركزي التابع المرتزقة الذي يطالب فيه البنوك التجارية والمصارف الخاصة في صنعاء بنقل مقراتها إلى عدن شكوكاً واسعة، بعدم قدرته على إصدار قرار واضح يطالب البنوك التجارية بنقل مقراتها من صنعاء، كما فعل العام الماضي، بسبب أن السعودية خضعت لتهديدات وضغوط صنعاء، وأجبرت حكومة المرتزقة حينها على إلغاء ذلك القرار بعد اتفاق مع صنعاء على تجنب التصعيد الاقتصادي، وذلك عقب تهديدات مباشرة وجهها قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، للسعودية، توعد فيها باستهداف المنشآت الحيوية داخل المملكة وفي مقدمتها البنوك.


وكانت وكالة ”بلومبرغ“ وقتها قد كشفت أن السعودية هددت حكومة الفنادق بقطع الدعم عنها، إذا لم تتراجع عن قرار نقل البنوك، ومما لا شك فيه أن التصعيد الاقتصادي يأتي ضمن الضغوط الأمريكية لإثناء صنعاء عن موقفها المساند لغزة بالتزامن مع العمليات العسكرية التي نفذتها القوات الأمريكية على صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية مطلع الأسبوع الجاري

الثورة / أحمد المالكي

بيان مركزي عدن الأخير، أكد أن التفاهم بين صنعاء والسعودية على عدم التصعيد ضد البنوك، لا يزال قائماً، وأن حكومة عدن لا تستطيع كسر هذا التفاهم وإصدار قرار جديد بنقل البنوك من صنعاء، الأمر الذي يجعل البيان تعبيراً عن “رغبة” المرتزقة في الضغط على تلك البنوك، وليس عن رغبة تلك البنوك نفسها.
وكانت البنوك التجارية العاملة في صنعاء قد رفضت العام الماضي نقل مقراتها إلى صنعاء، برغم تهديدات مركزي عدن بإغلاق نظام “سويفت” عنها، وإعلانه في مايو الماضي عن معاقبة ستة بنوك لم تستجب لقرار النقل، وهو ما يقلل احتمالية رغبتها في نقل مراكزها الآن، بعد أن أثبتت حكومة صنعاء قدرتها على حمايتها وضمان استمرارية عملها برغم التهديدات مع غياب أي قرار يلزمها بالنقل أصلاً.
مصادر مطلعة في صنعاء، أكدت أن هذا القرار لن يؤثر على إرادة البنوك بعدم التجاوب مع بيان مركزي عدن، وأن البنوك تثق بالبنك المركزي في صنعاء.
ونقلت مصادر مقربة من القرار عن مصادر مصرفية خاصة في صنعاء قولها: إن “ما ورد في بيان مركزي عدن حول عزم عدد من البنوك في صنعاء نقل أعمالها إلى عدن غير صحيح”.
مخاوف
وخلال أكثر من عام حتى الآن، تجنبت الرياض وأبو ظبي الاستجابة لمساعٍ أمريكية بالتصعيد ضد صنعاء من أجل الضغط عليها لوقف عملياتها المساندة لغزة، وذلك خوفاً من انهيار حالة خفض التصعيد، وعودة قوات صنعاء لاستئناف هجماتها الصاروخية والجوية على المراكز والمنشآت الحيوية والنفطية في العمقين السعودي والإماراتي.
وفي فبراير الماضي، ذكر تقرير نشره “معهد دول الخليج في واشنطن”، وهو مركز أبحاث أمريكي، “أن الموقف الحذر من قبل التحالف السعودي الإماراتي يخلق تحدياً إضافياً لما سموها « حكومة العليمي «، ففي حين حكومة المرتزقة التصنيف الأمريكي كأداة دبلوماسية للضغط على « الحوثيين» حسب وصفه، يجب عليها معايرة استجابتها بعناية لتجنب تجاوز شهية شركائها الإقليميين للتصعيد.
تحديات
إضافة إلى أن هناك تحديات كبيرة تتعلق بالآثار الإنسانية الكارثية التي ستترتب على تطبيق العقوبات التي ترغب صنعاء تطبيقها مثل تقييد الواردات التجارية والإنسانية إلى ميناء الحديدة وتعطيل عمل البنوك والمصارف العاملة في مناطق سيطرة حكومة التغيير والبناء، إذ ستؤدي مثل هذه الخطوات إلى تداعيات سلبية واسعة ستعزز موقف حكومة صنعاء في اتخاذ ردود الفعل العنيفة التي تحرص السعودية والإمارات على تجنبها، كما أن الولايات المتحدة نفسها ستواجه انتقادات ضاغطة بسبب مثل هذه الخطوات.
توجيهات سعودية
وكانت مصادر في حكومة المرتزقة قد كشفت عن توجيهات سعودية لمحافظ البنك المركزي في عدن باستئناف قرار استهداف البنوك التي تتخذ من صنعاء مقرا لها بالتوازي مع تحرك وزير النفط لسحب بساط استيراد النفط عبر ميناء الحديدة .
وأفادت وزارة مالية المرتزقة بعدن بأن قرار أحمد المعبقي الأخير وافق عليه السفير السعودي لدى اليمن شخصيا.
وكان مركزي عدن قد أصدر تحذيراً جديداً للبنوك اليمنية في صنعاء، ملوحاً بفصلها عن نظام الخدمات المالية المعروف بـ”السويفت”.
وحاول بيان البنك الضغط على البنوك لنقل مقراتها الرئيسية إلى عدن.
وجاء استئناف تحريك ورقة البنوك التجارية على إيقاع تصعيد أمريكي برز بقرار تصنيف حركة انصار على لائحة الإرهاب، وتحاول السعودية الآن استغلال الفجوة -وفق خبراء- بغية تمرير أجندتها السابقة والتي وعدت بوقفها..
ولم يقتصر التصعيد الاقتصادي على البنوك بل شمل أيضا النفط، إذ أبلغ وزير النفط في حكومة المرتزقة سعيد الشماسي مكتب المبعوث الأممي بأن حكومته ستتولى عملية تزويد مناطق صنعاء بالوقود مع دخول القرار الأمريكي حيز التنفيذ.
وتسعى حكومة المرتزقة من خلال الخطوة إلى تضييق الخناق على المواطنين شمال اليمن عبر بيعه بالعملات الصعبة على أمل أن يدفع ذلك نحو انهيار مماثل للانهيار الذي تعيشه المحافظات المحتلة مع أنها عجزت أصلا عن توفير الوقود لمناطق سيطرتها التي لا تشكل ثلث سكان اليمن.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: التصعید الاقتصادی البنوک التجاریة حکومة المرتزقة نقل مقراتها مرکزی عدن فی صنعاء إلى عدن

إقرأ أيضاً:

غارات أمريكية جديدة تستهدف مناطق سكنية وزراعية في صنعاء

صنعاء – شنت طائرات أمريكية فجر الجمعة، سلسلة غارات متفرقة استهدفت مناطق سكنية وزراعية في العاصمة اليمنية صنعاء، وفق إعلام حوثي.

وأفادت قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين، بأن الطيران الأمريكي استهدف مديرية بني حشيش شرق صنعاء بخمس غارات متتالية، ما تسبب بأضرار مادية كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة.

وقالت القناة الحوثية: “كما استهدف العدوان منطقة جبل نقم شرقي العاصمة بغارة جوية عنيفة”.

وأضافت: “تواصلت الغارات الأمريكية بثلاث ضربات جوية على منطقة فج عطان في مديرية معين جنوب غرب العاصمة اليمنية”.

وأردفت: “تلاها استهداف مزرعة في منطقة الحاوري بمديرية همدان غرب صنعاء بغارتين، ما أسفر عن أضرار كبيرة بالأراضي الزراعية والمحاصيل التي تشكل مصدر رزق للعديد من الأسر”.

ومنذ 15 مارس/ آذار الماضي، رصدت الأناضول مئات الغارات الأمريكية على اليمن، ما أدى إلى مقتل 116 مدنيا وإصابة 224 آخرين، بينهم أطفال ونساء، حسب بيانات حوثية لا تشمل الضحايا من القوات التابعة للجماعة.

وتأتي الغارات الأمريكية بعد أوامر أصدرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجيش بلاده بشن “هجوم كبير” ضد جماعة الحوثي، قبل أن يهدد بـ”القضاء عليها تماما”.

غير أن الجماعة تجاهلت تهديد ترامب واستأنفت قصف مواقع داخل إسرائيل وسفن في البحر الأحمر متوجهة إليها، ردا على استئناف تل أبيب منذ 18 مارس الماضي حرب الإبادة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 166 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • الشحومي: نحن في حاجة إلى حكومة واحدة للخروج من المأزق الاقتصادي
  • 16 غارة أمريكية  جديدة على عدة محافظات يمنية
  • «القاهرة الإخبارية»: غارات أمريكية تستهدف شرق العاصمة اليمنية صنعاء
  • القاهرة الإخبارية: غارات أمريكية تستهدف مواقع الحوثيين جنوب صنعاء
  • برغم التصعيد الأمريكي.. هذا ما يحدث الآن في العاصمة صنعاء وادهش العالم
  • غارات أمريكية جديدة تستهدف مناطق سكنية وزراعية في صنعاء
  • وسائل إعلام حوثية: 5 غارات أمريكية تستهدف مديرية بني حشيش في صنعاء
  • اليمن.. سلسلة غارات أمريكية تستهدف صنعاء
  • صنعاء تُسقط ثالث طائرة أمريكية خلال 10 أيام وواشنطن تقر بالعجز رغم التصعيد الجوي
  • صنعاء.. اجتماع يناقش سبل تطوير الأداء الإعلامي ومواجهة الشائعات التي يبثها العدو