الناس هم اساس المجتمع، و جوهر الحياة وهذا العنوان يحمل في معناه أنّ الناس بإيجابياتهم و سلبياتهم قوّتهم و ضعفهم هم أساس الحياة و هم من يُشكّلون نسيجها المُتداخل
في هذا العالم الواسع نجد أنفسنا مُحاطين بأناسٍ كُثر مختلفين في أشكالهم و أفكارهم و طبائعهم بعضهم قريبٌ منّا بِروابطِ الدم أو الصداقة أو المُجتمع و بعضهم آخر لا نعرفهم إلاّ بِمُجرد المُصادفة
و في هذا التفاعل المُستمر بين الناس تظهر معادنهم الحقيقية فنجد من يُسارع إلى مدّ يد العون و المُساعدة في أوقات الشّدّة و الضيق و نجد من يُغلق بابه في وجه المُحتاج و يُدير ظهره ويعامله بسلبيه وكانه لم يكن يعرفه يوما
و في مواقف الحياة المُختلفة تتجلّى قوّة التّرابط بين الناس فنجد أنّ الناس بالناس يُصبحون أقوى و أكثر قدرةً على تجاوز الصّعاب و المُشكلات و نجد أنّ التّعاون و التّضامن هما أساس النجاح و التّقدّم
و لكن في نفس الوقت نجد أنّ الناس بالناس يُمكن أن يُصبحوا أكثر ضعفاً و هشاشةً فالتّنافس و الحسد و الغدر و الخيانة كلّها أشياء تُؤثّر سلباً على المُجتمع و تُهدّد بِتفكّكه
و في هذا العالم المُعقّد يُصبح من الضروريّ أن نُدرك أهمية التّواصل و الفهم و التّسامح بين الناس يجب أن نُحاول أن نرى الجميل في الآخرين و أن نُقدّر جهودهم و أن نُساعدهم عندما يحتاجون إلى ذلك
و في النهاية يبقى الناس هم أساس الحياة و هم من يُحدّدون مسارها فبِحسن تعاملنا مع بعضنا نُبني مجتمعاً قوياً و متماسكاً و بِسوء تعاملنا نُهدّد بِتفكّكه و انهياره
فلتكن علاقتنا ببعضنا بناءة و إيجابية لتكن قائمة على المحبة و الاحترام و التّعاون لتكن مُلهمة لِجيلٍ قادم يُدرك أهمية التّرابط و التّضامن بين الناس ففي النهاية الناس بالناس و الحياة بِالناس
فلتكن حياتنا معاً أجمل و أكثر إشراقاً
.المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصداقة الم جتمع المزيد
إقرأ أيضاً:
هل انقرض أهل الكوميديا!؟
حمد القشانين*
قبل صلاة المغرب تجد برنامجين أو 3 على قنوات يتابعها الشارع السعودي، فقط لو لم تنتج سوى تلك البرامج لكفتنا، فمثلاً برنامج (حكاية وعد) وبرنامج (سين) والتي تظهر للمشاهد حقيقة السعودية ومستقبلها، وكيف أنها تنافس، بل وتتخطى قوى عظمى لها عشرات السنين في مصاف اقتصادات العالم، وكيف أننا وبقيادة عراب رؤيتنا وصلنا وحققنا في أقل من 10 أعوام ما لم يحققه غيرنا في خمسة أضعاف هذا المدة.
وما أن يؤذن المغرب حتى يبدأ التهريج والاستخفاف بعقل المشاهد، وجعله سلعة تتشاطره شركات التسويق مع منتجي المسلسلات الكوميدية، فحتى لا يتأخر المسلسل عن عرضه في هذا الوقت الذهبي تجد مسلسلاً يقدم “الهبل” نفسه بالشخصيات نفسها والإعادة نفسها، بل إنه يكرر ذلك حتى في الحلقة نفسها، فعلى أساس أنه بشخصيات منفصلة عن بعضها، ولكن لأنه لا يوجد سوى هذا الممثل، فالمخرج يقول له نحن سنبدأ التسجيل وأنت “قل أي شيء”، ثم تبدأ الشخصية الأخرى، ويقول له المخرج الكلام نفسه، فيعيد الكلام الذي في المشهد السابق، ولكنه غير لهجته حسب ما يرتديه من ملابس.
أخبار قد تهمك «ملحمة التأسيس».. تاريخ ممتد لثلاثة قرون.. 22 فبراير 2025 - 1:34 مساءً التـداوي بالتـاريـــخ.. 20 ديسمبر 2024 - 10:04 صباحًاأما النص فهو “قل أي شيء”، ثم ينتهي هذا المكرر من “الأفيهات” التي لم نخرج من مشاهدتها بمعنى، فيبدأ مسلسل آخر على أساس أنه يظهر حياة “المهايطية” ثم تجد أنه لتقليل كلفة الإنتاج فكأن المنتج يقول للمشاهد “خسارة في عقلك السطحي” أن نعامله بنوع من الإحترام، فتجد التصوير كله والذي على أساس أنه في أحد أحياء مدينة الرياض، يتم تصويره بالكامل داخل غرفة (كروما) وبجدران من الفلين المقوى وبسيارات «شد الوكالة» ودون لوحات لإعادتها للوكيل، الذي يريد أن يقتسم كعكة عقل المشاهد بأقل التكاليف، فتجد أن لوحات السيارات مكتوبة بالخطاط، وكأن هذا الأمر ليس مجرماً قانوناً، بل ويدخل في دائرة التزوير إن ضبطت المركبة وهي بهذه الحالة في الحياة الواقعية بالرياض.
وبالسؤال عن تكلفة الإنتاج، فالطبيعي أنها ذهبت لمشهورات “السناب” اللائي يتسابق عليهن المنتجون بعد أقل من ربع ساعة من خروجهن على وسائل التواصل دون الالتفات لأي شيء آخر، فأصبحت خريجات المعاهد والفنون المسرحية والتمثيل عاطلات، وهؤلاء يتصدرن المشهد بعد بذلهن مجهوداً كبيراً يقارب (ربع ساعة “تميلح” أمام كاميرا في غرفة النوم).
السؤال هنا ألم يكن يعرض في هذا الوقت مسلسل “سيلفي” والذي ناقش بجرأة التطرف الديني والطائفي والمهايطة والمثلية الجنسية، وغيرها من السموم التي يخشى أن تنتشر في المجتمع، وبـ”كوميديا سوداء” تنتهي الحلقة منها وكأن عقلك قد أنير؛ فأي كوميديا هادفة في هذا الرمضان، دلوني أو تحيروا معي في تساؤلي (هل انقرض أهل الكوميديا الهادفة؟).
*كاتب سعودي
نقلاً عن: alwatan.com.sa