محافظ قنا يشهد احتفال الأوقاف بذكرى غزوة بدر الكبرى بمسجد سيدي عبد الرحيم القنائي
تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، الاحتفال الذي نظمته مديرية أوقاف قنا بمناسبة ذكرى غزوة بدر الكبرى، وذلك عقب أداء صلاة التراويح بمسجد العارف بالله سيدي عبد الرحيم القنائي.
حضر الاحتفال الدكتور حازم عمر، نائب المحافظ، واللواء أيمن السعيد، السكرتير العام المساعد للمحافظة، والعقيد علي كامل محمد، نائب المستشار العسكري للمحافظة، والنائب محمد أحمد الجبلاوي، والنائب مبارك أبو عامر، عضوا مجلس النواب، وفضيلة الشيخ محمد زكي يونس، وكيل وزارة الأوقاف بقنا، إلى جانب عدد من القيادات التنفيذية والشعبية وجمع غفير من أبناء المحافظة.
بدأت الفعاليات بتلاوة آياتٍ عطرة من القرآن الكريم، تلاها فضيلة الشيخ جمال عبد الحميد المناعي، ثم ألقى الدكتور محمد محمود عبد الرازق، ممثل مديرية الأوقاف، كلمة تناول فيها الدروس المستفادة من غزوة بدر الكبرى، والتي يأتي في مقدمتها الثقة بالله، والتوكل عليه، والإخلاص في طاعته، كما تحدث عن فضل الشهادة في سبيل الله ومنزلة الشهداء، مشيرًا إلى أن هذه الغزوة كانت يوم الفرقان الذي فرق بين الحق والباطل، حيث نصر الله المسلمين نصرًا عظيمًا.
عقب ذلك، ألقى فضيلة الشيخ حسام حمد الله، ممثل الأزهر الشريف، كلمة أكد فيها أن الأخذ بالأسباب، وحسن التخطيط، والإعداد الجيد، هو السبيل إلى التقدم والنصر، مستشهدًا بما جسدته غزوة بدر من قيم التوكل على الله مقرونًا بالسعي والعمل.
واختتمت الاحتفالية بالابتهالات والأدعية الدينية التي قدمها فضيلة الشيخ محمود الفدار، في أجواء روحانية مليئة بالإيمان والخشوع.
وفي ختام الاحتفال، قدم محافظ قنا التهنئة للشعب المصري والأمة العربية والإسلامية عامة، ولأبناء محافظة قنا خاصة، بمناسبة هذه الذكرى العظيمة، داعيًا الله عز وجل أن يديم على مصر وشعبها نعمة الأمن والأمان، وأن يحفظها من كل مكروه وسوء.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: احتفال مديرية الأوقاف أبناء المحافظة التهنئة للشعب المصري الشيخ محمد أوقاف قنا عبد الرحيم القنائى غزوة بدر الكبرى لشعب المصري مديرية الأوقاف مسجد العارف بالله غزوة بدر
إقرأ أيضاً:
مسقط.. عاصمة الحكمة والتوازنات الكبرى
مدرين المكتومية
كشفت الساعات القليلة الماضية عن حجم التأثير الدبلوماسي لوطننا الحبيب سلطنة عُمان في مجريات السياسة الدولية، بعدما تصدر اسم "عُمان" عناوين الأخبار في شتى بقاع الأرض، وبمختلف لغات العالم، وذلك مع انطلاق أولى جولات المفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي قادتها عُمان بحكمة منقطعة النظير.
جولة المفاوضات التي استضافتها مسقط من أجل التوصل لاتفاق عادل ومُلزم بين البلدين، لا سيما فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، لم تكن مجرد حدث عابر في سجل الدبلوماسية الدولية والإقليمية؛ بل تجلٍ جديد لدورٍ راسخ ومكانة متقدمة أحرزتها عُمان في هندسة التوازنات ونسج عرى التفاوض بين الخصوم، وترجمة عملية لميزان الحكمة الذي تحتكم إليه سياستنا الخارجية المُتفرِّدة، التي ترتكز على الحياد الإيجابي والحوار العقلاني، بابتعاد مشهود عن الاصطفافات الحادة والمحاور المُتصارِعة.
وقد آتى هذا النهج أُكُلَه، فأصبحت عُمان اليوم مركزًا دبلوماسيًا موثوقًا للحوار، ووجهة مُفضَّلة لتفكيك الأزمات الإقليمية والدولية، ومتنفسًا سياسيًّا نادرًا حين تُسد الأبواب وتضيق السبل.
ففي تطور لافت يعكس هذه المكانة، فتحت السلطنة باب الأمل مجددًا، باستضافتها المحادثات النووية عالية المستوى؛ لتُعيد بذلك فتح نافذة الحوار وسط أجواء مشحونة وتصعيد يُهدد الأمن الإقليمي والدولي.
إن اختيار مسقط لاحتضان هذه المفاوضات في ظل تصعيدٍ غير مسبوق في لغة التهديد والوعيد، لا يُقرأ إلا بوصفه شهادة دولية متجددة على الثقة المطلقة في حكمة القيادة العُمانية، وقدرتها على توفير بيئة تفاوضية محايدة وآمنة. وليس الأمر وليد المصادفة، بل نتيجة طبيعية لمسار طويل من السياسات المتزنة التي أثبتت فاعليتها في أكثر الملفات تعقيدًا.
وفي هذا السياق، تبرز حكمة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- كرمز للرصانة السياسية؛ إذ تمضي إدارته الحكيمة قُدُمًا في تعزيز دور عُمان كجسرٍ للسلام لا كأداة للصراع. وقد أكدت السنوات الأخيرة أن السلطنة، بقيادته -أبقاه الله- تمضي على ذات النهج القويم الذي أسّسه المغفور له السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- ولكن بنَفَس جديد يُواكب المتغيرات، ويُعزز مكانة عُمان في عالم متغير.
وتتجاوز رمزية الحدث أبعاده التفاوضية المباشرة، لتصبّ في خانة الأثر الأشمل للدور العُماني في هندسة الاستقرار الإقليمي. فعُمان لم تكن يومًا دولة طارئة في مشهد الوساطات، بل لطالما كانت حاضنة لقمم ولقاءات رفيعة بين أطراف مُتخاصمة، من لقاءات سعودية- يمنية إلى عمليات تبادل وإفراج عن محتجزين، لعبت فيها السلطنة دور المفاوض الأمين، والوسيط الصادق.
كما لا يُمكن إغفال الأثر التراكمي لهذا الدور، والذي أكسب السلطنة مصداقية استثنائية لدى القوى الدولية، وأطراف النزاعات على حد سواء؛ فهي الدولة التي تملك القدرة على أن تُنصت لكل طرف دون أن تُدين أحدًا، وأن تُقنع الجميع دون أن تُملي على أحد، وهذه ميزة لا تُمنح إلا لمن رسّخ تاريخه في النزاهة والاحترام المتبادل.
لقد أدركت الأطراف الدولية والإقليمية أن عُمان، بخبرتها المُتراكمة ورؤيتها البعيدة عن التشنج، تملك من أدوات الإقناع ومفاتيح الاتصال ما لا يتوافر لغيرها. وما كان لهذا الدور أن يترسخ لولا انضباط السياسات العُمانية وثباتها على مبادئها رغم عواصف المنطقة.
إنًّ العالم، في لحظاته المأزومة، يحتاج إلى أصوات تتحدث بلغة العقل، لا لغة الرصاص. وعُمان، وهي تحتضن اليوم هذا المسعى الدبلوماسي الجديد، تؤكد مجددًا أنها دولة رسالية تحمل مشعل التهدئة في زمن الصَّخب، وتمدّ يد البناء في عالم تكثر فيه معاول الهدم.
وهذه الجولة الاستهلالية من المفاوضات بلا شك، تبقى شاهدًا جديدًا على أن مسقط لم تخرج يومًا عن معادلة التأثير؛ بل إنها تسكن قلبها بثقة وهدوء بفضل حكمتها وثباتها على الموقف، وهو ما جعل الجميع يُكن لها كل التقدير والاحترام، وقبل ذلك كله الثقة في حيادية الدبلوماسية العُمانية الرصينة.
رابط مختصر