قوم يا مصري وأنا المصري.. كيف أصبحت موسيقى سيد درويش رمزا للهوية الوطنية
تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT
يصادف اليوم ذكرى ميلاد الملحن سيد درويش أحد أهم رموز الموسيقى العربية، بل إنه الأب الروحي للتجديد الموسيقي في مصر.
لم يكن مجرد ملحن موهوب، بل كان صوتًا للمصريين، يعبر عن آمالهم وآلامهم، ويعكس أحلامهم في الحرية والاستقلال، رغم حياته القصيرة، التي لم تتجاوز 31 عامًا، إلا أن تأثيره امتد لعقود، وأصبحت أعماله جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية المصرية.
ولد سيد درويش في الإسكندرية عام 1892، ونشأ في بيئة بسيطة، حيث بدأ شغفه بالموسيقى منذ الصغر، التحق بالمعهد الديني لكنه سرعان ما انجذب للفن، فبدأ بالغناء في المقاهي، ثم سافر إلى الشام، حيث تأثر بالموسيقى هناك وطور أسلوبه الخاص.
عاد إلى مصر محمّلًا بأفكار جديدة، ليبدأ رحلته في تجديد الموسيقى العربية، من خلال تقديم ألحان تعبر عن واقع المصريين، مستخدمًا لغة بسيطة قريبة من الشارع، وألحانًا مستوحاة من البيئة الشعبية.
لم تكن موسيقاه مجرد تطوير للألحان التقليدية، بل كانت ثورة فنية حقيقية، أدخل النغمات الأوروبية في الموسيقى الشرقية، وابتكر أسلوبًا جديدًا في التلحين والغناء، مما جعل أعماله قريبة من الناس، سواء في الأوبريتات المسرحية أو الأغاني الوطنية والاجتماعية.
“قوم يا مصري”: كيف أصبحت موسيقاه رمزًا للهوية الوطنية؟في ظل الاحتلال البريطاني، كانت مصر تعيش مرحلة من الغليان السياسي، وكان سيد درويش حاضرًا بفنه في قلب الأحداث، لم يكن مجرد فنان يعزف ألحانه في المسارح، بل كان صوتًا للحركة الوطنية، يعبر عن مطالب الشعب في الحرية والاستقلال.
جاءت أغانيه لتعكس هذه الروح الثورية، فكانت “قوم يا مصري” نشيدًا للحراك الوطني، تدعو المصريين للنهوض والعمل من أجل وطنهم.
لم تقتصر أعماله على الأغاني الوطنية فقط، بل شملت أيضًا ألحانًا ساخرة تنتقد الأوضاع الاجتماعية، مثل “الشيخ متلوف” و”أنا المصري”، حيث جسد هموم الطبقة الكادحة، وتحدث بلسان البسطاء.
حتى بعد وفاته عام 1923، ظلت أغانيه حاضرة في المظاهرات والثورات، من ثورة 1919 وحتى ثورة يناير 2011، حيث استعان بها المتظاهرون للتعبير عن مطالبهم في التغيير.
استمرار التأثير: من الثورات إلى الإعلاناترغم مرور أكثر من مئة عام على رحيله، لا تزال موسيقاه تعيش بيننا، ليس فقط في الاحتفالات الوطنية، ولكن أيضًا في الإعلانات والأعمال الفنية.
يتم إعادة توزيع أغانيه بأصوات جديدة، مما يضمن وصولها إلى الأجيال الحديثة. كما أن مسرحياته الغنائية لا تزال تعرض حتى اليوم، وهو ما يؤكد أن إرثه الموسيقي لا يزال مؤثرًا في المشهد الفني المصري
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سيد درويش قوم يا مصري الموسيقى الشرقية الاحتلال البريطاني المزيد سید درویش
إقرأ أيضاً:
رئيس الأوبرا يتفقد متحف عبد الوهاب ويلتقي أسرته بمعهد الموسيقى العربية
التقى رئيس دار الأوبرا المصرية الدكتور علاء عبد السلام، في معهد الموسيقى العربية، أسرة الموسيقار محمد عبد الوهاب التي ضمت ابنته «عفت» وعددا من أحفاده، بناء على الدعوة الموجهة لهم لحضور الاحتفال بذكرى ميلاد موسيقار الأجيال، الذي جاء ضمن سلسلة «وهابيات»، بقيادة المايسترو حازم القصبجي.
وقام رئيس الأوبرا بجولة تفقدية بمتحف عبد الوهاب الذي تم فتحه للجمهور خلال الفترة من 9 إلى 13 مارس الجاري، كتقليد سنوي في ذكراه ويروي ملامح مشوار حياته من خلال صور فوتوغرافية نادرة والجوائز والتكريمات التي حصل عليها، إضافة إلى عدد من الغرف الخاصة بمنزله وبعض متعلقاته الشخصية بجانب مكتبة كاملة لأعماله من موسيقى وأغاني.
وتابع رئيس دار الأوبرا - خلال جولته - تدريبات طلاب مركز تنمية المواهب فصلي الإيقاع تدريب الفنان سعيد الأرتيست والبيانو تدريب الفنان أحمد رشاد، والتقى بعدد من الفنانين الذين قدموا له التهنئة على توليه رئاسة الأوبرا، وتمنوا له التوفيق فى مهمته.
وكان الاحتفال بذكرى ميلاد محمد عبد الوهاب قد تضمن نخبة من مؤلفاته الخالدة كان منها سكن الليل، آه لو تعرف، عندما يأتي المساء، سهرت منه الليالي، انت الحب، ردى عليا، طول عمرى عايش لوحدي، ياللي فت المال والجاه، متى ستعرف، ساكن قصادي، حبايبنا، شدا بها ندي غالب، أحمد عصام، أجفان طه، أحمد عبد الكريم وآيات فاروق.
«الأوبرا» تحتفي بذكرى ميلاد «محمد عبد الوهاب» في معهد الموسيقى العربية
ضمن السهرات العربية والإسلامية.. الأوبرا تحتفي بالتراث الثقافي الباكستاني غدا
رئيس جامعة حلوان يهنئ الدكتور علاء عبد السلام لتوليه رئاسة دار الأوبرا المصرية