توجه العراق نحو الليبرالية الجديدة - السيطرة على المواطن
تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT
كتب: د. بلال الخليفة
قال الفيلسوف والاقتصادي والمفكر هيوم: "إن الحكومات كلما ازدادت حرية وشعبية، ازدادت ضرورة اعتمادها على التحكم بالرأي العام لضمان الخضوع للحكم".
وبتعبير آخر، يجب على الحكومات أن تجعل المواطن متفرجاً لا مشاركاً في الحكم، وأن يختارهم هو في الانتخابات ولا ينحاز إلى غيرهم. هذا من الناحية السياسية؛ أما من الناحية الاقتصادية، فإن الأمر مختلف.
ترى الليبرالية الجديدة، حسب المفكر السياسي ماديسون، أن "حماية الأقلية الثرية من الأغلبية" تعد الهدف الرئيسي. وهنا يقصد بالأقلية الثرية المسؤولين وأصحاب المال، بينما يشير للأغلبية بأنها الشعب. وفي مكان آخر، صرح ماديسون بأن "مسؤولية الحكومة هي حماية أصحاب المال من الأغلبية الجاهلة"، أو كما أطلق عليهم المفكر هتشسن "الرعاع". أما الكسندر هاملتون فقد وصف الشعب بأنه "وحش هائل"، وبالتالي فإن من واجب الحكومة السيطرة على ذلك الوحش وجعله في خدمة الصفوة، الذين هم هنا الأثرياء ومن ضمنهم المسؤولون.
يقول وزير الخارجية الأمريكي في عهد الرئيس الأمريكي أيزنهاور، وهو يصف الدول الفقيرة بما فيها دول أمريكا اللاتينية: "هذه الحكومات مثل الطفل، لا تمتلك فعلياً القدرة على الحكم الذاتي". وقال هذا الكلام في مجلس الأمن الدولي، وكان يعني أن هذه الحكومات تكون تحت طوع وإمرة الشركات العالمية الكبرى. وبهذا أعطت الولايات المتحدة نفسها والشركات التي تمثلها الحق في إدارة تلك الدول بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
عند تفحص الوضع الاقتصادي وأمور العقود التي تبرمها الحكومات مع الشركات الكبرى التابعة للدول الكبرى، نلاحظ أن معظم التعاقدات لا تحمل جدوى اقتصادية واضحة. والعديد منها يتم دون منافسة ودون تطبيق التعليمات والضوابط النافذة، رغم وجود بدائل أفضل وأكفأ وأقل سعراً. ومن الأمثلة البارزة: التعاقد مع شركة "جي إي" الأمريكية بدلاً من شركة "سيمنس" الألمانية في مجال الكهرباء، وكذلك التعاقد مع شركة "دايو" لإنشاء ميناء الفاو الكبير بدلاً من الشركات الصينية الكبرى المتخصصة في بناء الموانئ.
كما قال جون ديوي، أحد أهم فلاسفة القرن العشرين وأبرز رموز الليبرالية في أمريكا الشمالية: "إن الديمقراطية تُفرَغ من محتواها ومضمونها عندما تحكم الشركات الكبرى حياة البلاد عبر السيطرة على وسائل الإنتاج والتبادل التجاري والدعاية (القنوات الفضائية)، بالإضافة إلى التحكم بالنقل والاتصالات والصحف والجيوش الإلكترونية".
نتيجة لذلك، أصبح المواطن لا يرغب في المشاركة بالانتخابات، وبالتالي لا يرغب في تجديد بقاء السياسيين والمسؤولين في المنصب، لأنهم أصبحوا إما من أصحاب المال نتيجة الكسب غير المشروع والفساد، أو أصبحوا لعبة أو دمية تحركها مافيات المال. وهذا العزوف عن انتخاب المسؤولين أمر لا يستسيغه القادة (رؤساء الأحزاب)، ولذلك يعملون بكل الوسائل الإعلامية وغيرها لجر المواطن إلى صناديق الاقتراع.
والأمر يبدو جلياً في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في العراق، حيث أشارت التقديرات الأولية إلى أن نسبة المواطنين المشاركين في الانتخابات كانت أقل من 20%. أما النتائج الرسمية المعلنة، فهي بشكل عام غير موثوقة لدى المواطن. فالشعب يتطلع إلى وجوه جديدة نظيفة لم تتلطخ أيديها بالمال الحرام ولم تكن لها تاريخ ملوث بالفساد.
النتيجة النهائية هي أن المواطن يرغب في قيادات جديدة ذات تأثير حقيقي تستطيع مواجهة مافيات المال والسياسيين الفاسدين.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
هيكل لـ سانا: إلغاء التراخيص والرسوم يخفف الأعباء عن الشركات الناشئة، ويخلق بيئة أكثر ديناميكية لريادة الأعمال، تُمكّن الأفكار الجديدة من أن ترى النور بسرعة، لتحل المشكلات وتنافس محلياً وإقليمياً
2025-04-16hadeilسابق هيكل لـ سانا: نقدّر جهود الهيئة الناظمة للاتصالات في الفترة الماضية، فإن سوريا تنتقل اليوم إلى نموذج حديث مواكب للعالم، و يُشجع المبادرة، ويعتمد على الثقة والمسؤولية، مع تنظيم لاحق يضمن أمن المواطنين وحقوق المستخدمينالتالي هيكل لـ سانا: قرار إلغاء التراخيص هو دعوة صريحة لكل من لديه فكرة، مشروع، أو تجربة ناجحة، أن يقدم ويؤسّس، ومن كان لديه تجربة في الخارج أن يجد في بلده بيئة داعمة تشجّعه على العودة و التفاعل مع السوق السورية بثقة ووضوح انظر ايضاًهيكل لـ سانا: قرار إلغاء التراخيص هو دعوة صريحة لكل من لديه فكرة، مشروع، أو تجربة ناجحة، أن يقدم ويؤسّس، ومن كان لديه تجربة في الخارج أن يجد في بلده بيئة داعمة تشجّعه على العودة و التفاعل مع السوق السورية بثقة ووضوح
آخر الأخبار 2025-04-16وزير الاتصالات وتقانة المعلومات عبد السلام هيكل في تصريح لـ سانا: قرار إلغاء التراخيص والتصاريح والرسوم المفروضة سابقاً على تقديم الخدمات عبر التطبيقات الإلكترونية، يأتي في سياق توجه الحكومة بقيادة السيد الرئيس أحمد الشرع إلى توفير بيئة داعمة وممكنة للتكنولوجيا والابتكار ومعززة للتطبيقات الرقميّة، بما يخدم المواطنين ويسهّل حياتهم ويرفع كفاءة العمل الحكومي، ويطلق طاقات روّاد الأعمال المبدعين، ويساعدهم في تقديم أفضل ما عندهم، ويجذب السوريين في المهجر لتأسيس مشاريعهم داخل البلد 2025-04-16دعماً لملف رفع الحظر تنطلق مباراة أهلي حلب وأمية ببطولة المستقبل لكرة القدم 2025-04-16مباحثات سورية سويدية لتطوير التعاون في مجال التنمية الزراعية 2025-04-16سوريا وتركيا تبحثان سبل تعزيز التعاون التجاري والتنمية الاقتصادية 2025-04-16مديرية زراعة دمشق وريفها تتخذ عدة إجراءات للحفاظ على الوردة الشامية وإحيائها 2025-04-16عودة خدمات السجل المدني في الحفة باللاذقية 2025-04-16الوزير خطاب يعلن خطط وزارة الداخلية للمرحلة القادمة 2025-04-16وزارة الاتصالات تلغي كل القيود المفروضة على تقديم الخدمات عبر التطبيقات الإلكترونية 2025-04-16مباراة صعبة لريال مدريد أمام أرسنال في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا 2025-04-16اجتماع تنسيقي بين الأمن العام والتجار في اللاذقية لوضع خطة لتعزيز حماية المنشآت الاقتصادية
صور من سورية منوعات أول سماعة طبية رقمية في اليابان تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل نبضات القلب 2025-04-10 أول دراسة سريرية بالعالم… زراعة الخلايا الجذعية تحسن الوظائف الحركية لمرضى الشلل 2025-03-26فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |