المعارضة الإسرائيلية تتحالف مع رئيس «الشاباك» ضد مسعى «نتنياهو» لإقالته
تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT
قدّمت أحزاب «يش عتيد»، و«المعسكر الوطني»، و«إسرائيل بيتنا»، والحزب الديمقراطي، اليوم الإثنين، رسالة تحذير إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمستشارة القضائية للحكومة، قبل تقديم التماس ضد قرار نتنياهو الشروع في إجراءات إقالة رئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار.
وورد في الرسالة المشتركة التي أوردتها القناة السابعة الإسرائيلية أن قرار الشروع في إجراءات الإقالة قرار غير قانوني، اتُخذ في انتهاك للقانون، نتيجة تضارب مصالح خطير من جانب رئيس الوزراء.
وأضافت الأحزاب المعارضة في الرسالة، أن هذا القرار اتُخذ نتيجة تضارب مصالح خطير من جانب رئيس الوزراء، وتشير جميع الوقائع إلى أن القرار استند إلى اعتبارات خارجية، مرتبطة، من بين أمور أخرى، بتحقيق جهاز الأمن العام مع موظفي مكتب رئيس الوزراء.
وأشارت الأحزاب إلى أن بيان رئيس الوزراء يظهر أن القرار اتُخذ دون أي أساس واقعي ملموس وواضح لتبرير هذه الخطوة الجريئة والمُثيرة للجدل.
وأوضحت أحزاب المعارضة أيضًا أن «هذا يُمثل إساءة استخدام واضحة للسلطة الحكومية، وأن الاعتبارات التي استند إليها القرار هي اعتبارات غريبة وباطلة، وتتناقض بشكل واضح مع الاعتبارات التي تُسيّر عمل جهاز الأمن العام الإسرائيلي وفقًا للقانون».
وختمت الرسالة بالقول: «ما دامت إجراءات الإقالة مستمرة، وسيُطرح قرار حكومي بتنفيذ قرار رئيس الوزراء، فستتقدم الفصائل بالتماس إلى محكمة العدل العليا».
اقرأ أيضاً«إعلام عبري»: 43٪ من الإسرائيليين يرفضون إقالة رئيس الشاباك مقابل 33٪ يدعمون إقالتهؤ
رئيس الشاباك: يجب التحقيق مع جميع الجهات المسؤولة في الحكومة بشأن إخفاق 7 أكتوبر
إعلام عبري: نتنياهو يستعد لإنهاء ولاية رئيس الشاباك رونين بار
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: نتنياهو الشاباك رئيس الشاباك رونين بار المعارضة الإسرائيلية رئیس الوزراء
إقرأ أيضاً:
الصحافة الإسرائيلية: خفايا إقالة رئيس الشاباك وسيناريوهات المستقبل
أثار قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار صدمة واسعة في الأوساط السياسية والشعبية داخل إسرائيل، واعتبر كثيرون أنه يشكل تهديدا لاستقلال المؤسسات الديمقراطية ويضع مستقبل البلاد على طريق يفضي إلى الحكم الاستبدادي.
أسباب الإقالةوقد تناولت الصحف الإسرائيلية في افتتاحياتها ومقالات الرأي بالتحليل أسباب الإقالة وتداعياتها وسيناريوهات المستقبل في ما يتعلق بمن سيخلف رونين في المنصب.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خبير فرنسي: نظام عالمي جديد ينطلق من الشرق الأوسط ويقصي أوروباlist 2 of 2أربعون يوما في الغابة.. القصة الحقيقية لأطفال كولومبيا الأربعةend of listوعزا نتنياهو سبب الإقالة إلى "فقدان الثقة" بينه وبين رئيس الشاباك، لكن خلف هذا الادعاء الظاهري تكشف التقارير عن دوافع أعمق تتعلق بفضيحة تلقي أموال من دولة أجنبية.
ووصف المحلل العسكري لصحيفة هآرتس يوسي ميلمان القرار بأنه غير مسبوق، لكنه كان متوقعا، إذ أراد نتنياهو اتخاذ هذه الخطوة منذ شهور، ومع ذلك قوبل الخبر بصدمة وغضب من الأوساط السياسية والشعبية التي تعارض سياساته.
وقال إن نتنياهو لجأ في تبرير قراره إلى الأساليب التي درج على استخدامها، وهي إطلاق الاتهامات التي كان آخرها أن بار حاول ابتزاز رئيس الوزراء، وهي اتهامات قال ميلمان إنها لا أساس لها من الصحة.
ومع ذلك، يبدو أن هناك -برأي المحلل العسكري لهآرتس- سببا خفيا آخر وراء قرار رئيس الوزراء المفاجئ، والذي يشير إلى الضغط الشديد الذي يتعرض له نتنياهو، والذي يؤثر على حكمه وقراره.
إعلانوكان رئيس الشاباك رونين بار قد صدّق قبل بضعة أسابيع على فتح تحقيق حساس بشأن علاقات مالية مشبوهة لمستشارين مقربين من نتنياهو يمكن -حسب ميلمان- أن يتمخض عنها توجيه اتهامات بسلوك يقترب من الخيانة.
ويُعتبر هذا التحقيق مصدر قلق كبير لنتنياهو، إذ يهدد بكشف تورط مقربين منه وربما نتنياهو نفسه في معاملات مالية قد تخدم مصالح حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفقا للتقرير.
خلافات بشأن هجوم 7 أكتوبر
لكن الكاتب الإسرائيلي أمير تيبون أوضح في مقال آخر بصحيفة هآرتس أن بار نفسه كان قد أشار منذ فترة طويلة إلى أنه ينوي الاستقالة قبل انتهاء ولايته على رأس الشاباك، بسبب مسؤوليته الشخصية عن إخفاق جهازه في توقع الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ولهذا السبب، يعتقد معظم الإسرائيليين أن عليه أن يرحل في نهاية المطاف كباقي قادة الجيش.
ورغم أن نتنياهو لم يشر في قراره إلى إخفاقات الشاباك في منع هجوم حماس فإنه يواجه هو الآخر مطالب شعبية واسعة بالاستقالة بسبب مسؤوليته المباشرة عن الفشل الأمني خلال تلك الأحداث، وفق مقال هآرتس.
وتبدو الإقالة -برأي تيبون- محاولة من رئيس الوزراء الإسرائيلي لإلقاء اللوم كله على الأجهزة الأمنية والاستخباراتية بدلا من تحمله هو شخصيا المسؤولية السياسية.
تهديد مباشر للديمقراطية
وفي مقال افتتاحي آخر، اعتبرت هيئة تحرير هآرتس أن إقالة بار خطوة مثيرة واستثنائية في حملة ترمي إلى تحويل إسرائيل من دولة ديمقراطية إلى استبدادية.
وأفادت بأن القرار جزء من حملة أوسع يشنها نتنياهو ضد المؤسسات المستقلة التي تشكل "حراس الديمقراطية"، مثل القضاء والنيابة العامة.
وزعمت أن الشاباك يعد أحد الأجهزة الأساسية لحماية الديمقراطية في إسرائيل من خلال دوره في مكافحة "الإرهاب" وصون المؤسسات الديمقراطية.
إعلانوقالت إن نتنياهو مستمر في حملته الشرسة والمدروسة للانتقام من أي مؤسسة لا تعبر عن ولائها التام له ومن أي مؤسسة تؤثر المحافظة على استقلاليتها وأن تظل خاضعة لسلطة القانون.
هآرتس: نتنياهو مستمر في حملته الشرسة والمدروسة للانتقام من أي مؤسسة لا تعبر عن ولائها التام له ومن أي مؤسسة تؤثر المحافظة على استقلاليتها وأن تظل خاضعة لسلطة القانون
بدورها، تناولت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" قرار الإقالة في مقال لرئيس مكتبها في الولايات المتحدة جاكوب ماجد.
وورد في المقال أن إقالة رونين بار تثير المخاوف من استغلال نتنياهو جهاز الشاباك لتحقيق مآرب سياسية وشخصية، مستلهما ذلك من إقدام الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على تعيين موالين له في مناصب حساسة.
سيناريوهات المستقبل
ويبقى السؤال الحاسم: من سيخلف رونين بار في هذا المنصب الحساس؟
تجيب هآرتس عن ذلك بالقول إنه إذا تحلى نتنياهو بضبط النفس واختار أحد نائبي بار فإن المرشح الأبرز لتولي المنصب يُعرف فقط باسم "م"، وهو ضابط عمليات مخضرم يعد من الملتزمين بالقانون والانتماء للدولة أكثر من الولاء الشخصي لنتنياهو.
لكن إذا اختار شخصية من خارج الجهاز ومخلصة له فإن هذا قد يكون مؤشرا على تحويل الشاباك إلى أداة سياسية تخدم أجندته الخاصة.
وخلصت تحليلات الصحف الإسرائيلية إلى أن إقالة رئيس الشاباك ليست مجرد حادثة أمنية، بل خطوة ذات أبعاد سياسية عميقة تهدد توازن الديمقراطية الإسرائيلية.
وإذا لم يتم التصدي لهذه التحركات فقد تواجه إسرائيل مستقبلا صعبا تستبدل فيه مؤسساتها المستقلة بولاء الشخصيات لأجندة سياسية، مما يضعف بنيتها الديمقراطية ويؤدي إلى عواقب قد تكون غير قابلة للإصلاح.
يشار إلى أن رونين بار وضع شروطا لإنهاء خدماته مع تمسكه برفض الاستقالة، واتهم نتنياهو بالفشل والإخفاق.
وقال بار إنه سيبقى على رأس عمله إلى أن ينجز مهمة إعادة جميع الأسرى، وطالب بتشكيل لجنة تحقيق مع جميع الأطراف، بمن في ذلك السياسية والحكومية ورئيس الوزراء، واعتبرها ضرورة لأمن الجمهور.
إعلان