مولافي: دبي محور العالم.. والاتجاهات حول المدن الصاعدة
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
دبي: سومية سعد
نظم نادي دبي للصحافة، أمس الأربعاء في مقره بدبي، جلسة معرفية لقطاع الإعلام تحت عنوان: «أهم 5 تحولات أمام مستقبل الأخبار»، تحدث خلالها الباحث أفشين مولافي، زميل أعلى في معهد السياسة الخارجية بجامعة جون هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة بواشنطن، ومستشار بشركة أكسفورد اناليتيكا للتحاليل والاستشارات الدولية، حول شكل الأخبار المنتشرة في الإعلام العالمي، وتأثير صياغة العناوين والأخبار العاجلة في الاتجاهات الإعلامية المستقبلية.
أكد مولافي، خلال الجلسة، أهمية أن يهتم الصحفيون والعاملون في غرف الأخبار، اهتماماً وثيقاً بالاتجاهات الإعلامية الحديثة، نظراً لتأثيرها المباشر في المهارات المستقبلية للتحرير، في ظل تأثر العالم بالثورة الصناعية الرابعة، ودخول الذكاء الاصطناعي مجال الإعلام، واعتماد الأفراد والمؤسسات على منصات التواصل الاجتماعي.
وقال مولافي: إن عالم الصحافة مختلف اليوم عمّا كان عليه قبل 4 سنوات، والمؤشرات الراهنة تكشف أن الاتجاه الذي سيسود المشهد الإعلامي خلال السنوات القليلة القادمة، هو زيادة الاعتماد على تطبيقات «الميتافيرس»، مشيراً إلى أن الأهم من قراءة الاتجاهات الإعلامية المتوقع ظهورها خلال العامين المقبلين، هو إدراك العاملين بالمجال، كيفية قراءة هذه الاتجاهات بشكل دقيق.
وأضاف: ما زال هناك الكثير من الكلام المتداول في الصحافة العالمية حول مفهوم «العولمة»، على الرغم من أن هذا المفهوم قد تراجع في السنوات القليلة الماضية، فاليوم كل أخبار العالم تبدأ ويناقشها الصحفيون صباحاً مع فنجان قهوة، بهذه البساطة يتم تلقي ونقل معلومات والأخبار، وعلى الصحفيين والعاملين في مجال الأخبار أن يكونوا على دراية تامة بكيفية التخطيط للمستقبل.
جاهزية تامة
أضاف مولافي أن المتغيرات العالمية السريعة تضع الصحفيين أمام تحدٍ صعب، إلا أن الراغبين بمواكبة هذه المتغيرات، عليهم أن يكونوا جاهزين لتلقي الأخبار الكبيرة والمؤثرة بشكل مفاجئ، لأن العالم بات معرضاً باستمرار لظهور مثل هذه الأخبار، وعلى سبيل المثال عندما ظهرت جائحة «كوفيد – 19» وما نتج عنها من تداعيات على البيئة الاجتماعية والاقتصاد العالمي لم يكن أحد يتوقع ذلك، وهذا ما شكل ارتباكاً في الإعلام العالمي، وتكرر نفس الارتباك مع الحرب الروسية الأوكرانية، وما نتج عنها من تعطل في سلاسل التوريد وأسعار الطاقة.
قال مولافي: إن حركة الأخبار العالمية والاتجاهات الجديدة، تتركز اليوم حول مدن مستمرة في الصعود التنموي، دبي اليوم هي محور هذا العالم، وتتبعها سنغافورة وهونغ كونغ وغيرهما من المدن، كما أن 75% من النمو العالمي، يتركز في 20 دولة.
أفكار نمطية
تحدث خبير السياسة والدراسات الدولية المتقدمة في واشنطن، عن الأفكار النمطية المتداولة في الصحافة العالمية، وقال: على سبيل المثال، كل ما يروج في الصحافة العالمية عن منطقة الشرق الأوسط هو أنها منطقة مملوءة بالتحديات والأزمات، بينما القليل يتحدث عن أن هذه المنطقة في الحقيقة هي مركز ثقل العالم ومساحة غنية بالفرص، في المقابل تروج الصحافة العالمية عن روسيا على سبيل المثال، كدولة عظمى لها تأثيرها في العالم، متسائلاً هل هذه هي الحقيقة الوحيدة؟، وبالمقابل تروج بعض وسائل الإعلام عن حجم وتأثير أوكرانيا هو حول ملف القمح والذرة، وأيضاً الأفكار النمطية التي تروج عن العلاقة بين الولايات المتحدة والصين، لكن هل يدرك صنّاع الأخبار أن العلاقة الحقيقية بين هاتين الدولتين هي علاقة 650 مليار دولار، إلى جانب أن القوتين تتشابكان اقتصادياً على عكس ما يتم تداوله.
ولفت إلى أن كل هذه الاتجاهات مرتبطة بمشكلة المعلومات المضللة، وظهور حملات التضليل للأخبار المزيفة العميقة بالذكاء الاصطناعي، أو ما يُطلق عليه «روبوتات الأخبار الكاذبة»، وبالتالي تراجع العناوين الرئيسية للأخبار العالمية وتمركزها بصورة مبالغ فيها حول الدول الغربية، بينما الحقيقة التي يتم تجاهلها هي أن 85% من التأثير العالمي يتركز حول منطقة آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط.
التأهيل للمستقبل
استعرض مولافي عرضاً تقديمياً حول سبل تأهيل العاملين في مجال الصحافة والنشر لمستقبل إعلامي أفضل، وطرق تطبيق المهارات المطلوبة، مشيراً إلى أن الصحفيين باتوا ملزمين اليوم أكثر من أي وقت مضى بالاشتغال على مواكبة التطور التكنولوجي والتقنيات الحديثة وطريقة التعاطي مع المعلومة، ونقلها عبر الوسائل المختلفة، بما يلبي احتياجات المستقبل.
وأضاف أن هناك العديد من القصص الخبرية التي يمكن للصحفي نقلها من خلال الأخبار، وكل ما عليه فعله هو النظر بتمعن إلى الأشياء التي يراها كل يوم، والأحداث التي تدور من حوله، وأن يملك الإيمان الكافي بهذه المتغيرات، ذاكراً حضوره لفعاليات منتدى الإعلام العربي في عام 2009 وكيف أن أجندة المنتدى وقتها كانت تستشرف الطفرة التكنولوجية القادمة والتأثير المضاعف الذي ستحظى به الأجهزة النقالة، بينما نشاهد اليوم الصعود المذهل للهواتف والأجهزة الذكية، وما زالت المؤشرات العالمية تتوقع حصول المزيد من التأثير، ليصل عدد مستخدمي هذه الأجهزة إلى 6 مليارات مستخدم بحلول عام 2025.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات نادي دبي للصحافة
إقرأ أيضاً:
ظاهرة خطيرة تهدد ثلث شواطئ العالم وسكان المدن الساحلية.. ماذا سيحدث؟
حذر العلماء مؤخرًا من ظاهرة جديدة تم رصدها على ثلث شواطئ العالم، والتي باتت تثير قلق العديد من المجتمعات الساحلية.
هذه الظاهرة تتعلق بزيادة الاعتماد على الهياكل الصلبة التي تُبنى على السواحل، مثل الموانئ والطرق، في محاولة لحماية هذه المناطق من تآكل الأرض والفيضانات.
ما المناطق الأكثر تضررا؟تشير الدراسات إلى أن خليج البنغال هو الأكثر تضررًا من هذه الظاهرة، حيث تم حجب 84 بالمئة من سواحله الآن بهياكل صلبة تعمل كدرع ضد ارتفاع مستويات سطح البحر والعواصف.
كما أن مناطق أخرى مثل أوروبا الغربية والبحر المتوسط وشرق آسيا تعاني أيضاً من قضايا مماثلة، حيث تُظهر بعض المناطق تصلبًا ساحليًا بنسبة تزيد عن 60 بالمئة.
ما المخاوف السكانية؟تُعتبر هذه الظاهرة مقلقة بشكل خاص، لأن أعدادًا كبيرة من السكان يعيشون بالقرب من الشواطئ. تشير تقديرات إلى أن ما يصل إلى 75 بالمئة من سكان بعض المناطق يقيمون على بعد حوالي 60 ميلاً من الشاطئ.
مع تغير المناخ وارتفاع مستويات سطح البحر، أصبحت هذه المناطق أكثر عرضة للخطر.
وعلى الرغم من أن الأحداث المناخية المتطرفة كانت تحدث دائمًا، فإن التغيرات التي يقودها الإنسان تجعلها أكثر قوة وخطورة.
ماذا سيحدث في المستقبل؟إذا استمر تلوث الكربون بمعدله الحالي، فقد نشهد فقدان ما يصل إلى 26 بالمئة من الشواطئ الرملية بحلول نهاية القرن، حسب الدراسة.
يسلط هذا الأمر الضوء على الطريقة التي يمكن أن تؤثر بها الأنشطة البشرية على بيئتنا واقتصادياتنا ومجتمعاتنا المحلية.
كيف نواجه هذه الظاهرة؟على الرغم من التحديات، هناك خطوات يتم اتخاذها لمعالجة هذه القضية. ويُعد الحد من تلوث الكربون أمرًا أساسيًا لإبطاء تآكل السواحل وتقليل الضغط على الشواطئ.
تتجه بعض المناطق نحو حلول قائمة على الطبيعة، مثل استعادة الكثبان الرملية والأراضي الرطبة وأشجار القرم، لحماية الشواطئ وتخفيف التأثيرات السلبية للتغير المناخي.
على المستوى الفردي، يمكن أن يحدث تقليل الاستخدام الزائد للبلاستيك ودعم البنية التحتية المستدامة فرقًا كبيرًا.
وبحسب العلماء، من الضروري أن يعطى كل فرد الأولوية لقضايا تغير المناخ وينخرط في سياسات صديقة للبيئة.