أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن الشريعة الإسلامية قائمة ومطبقة في المجتمعات الإسلامية بمختلف أشكالها، وليست مقتصرة فقط على الحدود والعقوبات، كما يروج بعض الجماعات المتطرفة. 

وأوضح المفتي، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الإثنين، أن الشريعة الإسلامية منظومة شاملة تنظم جميع جوانب الحياة، من العقائد والعبادات إلى المعاملات والعلاقات الاجتماعية والقوانين الاقتصادية والسياسية.

وأضاف مفتي الديار المصرية، أن الادعاءات التي تروج بأن الشريعة غير مطبقة تنطوي على مغالطات كبيرة، حيث إن أحكام الشريعة تُنفذ بطرق متعددة في المجتمعات الإسلامية، سواء من خلال القوانين المستمدة من الفقه الإسلامي، أو من خلال تطبيق قيم العدل والرحمة وحفظ الضرورات الخمس (الدين، النفس، العقل، المال، النسل). 

وأشار الدكتور نظير عياد، إلى أن هناك فئتين تخلطان بين مفهوم الشريعة وتطبيقها: الأولى هي الجماعات المتطرفة التي تزعم أن الشريعة غائبة لمجرد عدم تطبيق الحدود، بينما الثانية هي التيار الحداثي المتطرف الذي يرفض الشريعة بدعوى عدم مناسبتها للعصر.

وأكد مفتي الجمهورية، أن كلا الطرفين يقدمان تصورات خاطئة، لافتًا إلى أن الشريعة الإسلامية تحمل في جوهرها مرونة فقهية تسمح لها بالتكيف مع مختلف العصور دون أن تفقد مبادئها الأساسية. 

وشدد مفتي الديار المصرية على ضرورة نشر الوعي الصحيح بمفهوم الشريعة الإسلامية، وتشجيع الاجتهاد الفقهي المعاصر لضمان تحقيق مقاصد الشريعة في الواقع العملي. 

وأشار مفتي الديار المصرية، إلى أن الخطاب الذي يروج لتعطيل الشريعة يؤدي إلى التشدد والتكفير، وهو ما يتنافى مع رسالة الإسلام السمحة التي جاءت رحمة للعالمين.

الفرق بين الشريعة والفقه

وكان الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أكَّد على أهمية إدراك الفرق بين الشريعة والفقه، معتبرًا أن الخلط بينهما من أخطر ما يواجه الفكر الإسلامي المعاصر، وأن هذا الخلط قد يؤدي إلى انحرافات فكرية ومنهجية، تتراوح بين الجمود والتطرف من جهة، والانفلات والتسيب من جهة أخرى.

أوضح مفتي الجمهورية، في حديثه الرمضاني، أن الشريعة هي المنهج الإلهي الذي أنزله الله لتنظيم حياة البشر، وتشمل العقائد، والعبادات، والمعاملات، والأخلاق، والتشريعات العامة التي تحقق مقاصد الدين الكبرى. وهي أحكام إلهية ثابتة مستمدة من الكتاب والسنة، لا تحتمل الاجتهاد أو التغيير، مثل وجوب الصلاة، وتحريم القتل بغير حق، وسائر الأحكام القطعية.

كما بيَّن المفتي، فهو علم يُعنى باستنباط الأحكام الشرعية العملية من الأدلة التفصيلية، ويعتمد على الاجتهاد البشري المنضبط بأصول علمية راسخة، مما يؤدي إلى تنوُّع في الآراء الفقهية واختلاف بين المذاهب، وهو اختلاف محمود، يعكس مرونة الفقه وقدرته على التفاعل مع متغيرات الزمان والمكان.

وأشار المفتي إلى أن الفقه ليس منفصلًا عن الشريعة، بل هو فهم لها ومحاولة لتنزيلها على الواقع، موضحًا أن الشريعة معصومة لأنها من عند الله، أما الفقه فهو اجتهاد بشري غير معصوم، يخضع للتطوير والتجديد بما يحقق المقاصد الشرعية ويخدم مصالح الناس.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مفتي الديار المصرية الدكتور نظير عياد الشريعة الإسلامية المجتمعات الإسلامية الشريعة المزيد مفتی الدیار المصریة الشریعة الإسلامیة أن الشریعة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الوزير الشرجبي: صندوق التكيف مع تغير المناخ يعتمد 9.9 مليون دولار لإدارة المياه في دلتا تُبن

شمسان بوست / عدن:

اعلن  وزير المياه والبيئة المهندس توفيق الشرجبي، ان مجلس ادارة صندوق التكيف مع تغير المناخ، اعتمد تمويل مشروع زيادة القدرة على التكيف مع شح المياه والفيضانات في دلتا تُبن بمحافظة لحج بقيمة 9.9 مليون دولار.

وثمن الشرجبي، في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، تدخلات صندوق التكيف لتعزيز جهود الحكومة اليمنية في العمل المناخي رغم التحديات المتعددة التي افرزتها الحرب..مؤكداً حرص الحكومة على تعزيز الشراكة مع الجهات الأممية لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز صمود المجتمعات الضعيفة.

وأشار إلى أن المشروع سيسهم في تعزيز قدرة دلتا تُبن على التكيف مع التغيرات المناخية، ومواجهة التحديات المتعلقة بقطاع المياه من خلال تنفيذ إدارة متكاملة الموارد المائية بالاعتماد على التقنيات الذكية لتعزيز الكفاءة والاستدامة في امدادات مياه الشرب، وإدخال أنظمة ري حديثة تساعد على ترشيد استخدام المياه وضمان استدامتها لخدمة المجتمعات الزراعية في منطقة الدلتا التي تعد من أكثر المناطق تأثراً بالتقلبات المناخية في اليمن.

وأكد وزير المياه والبيئة، أن المشروع الذي سيتم تنفيذه بالشراكة بين وزارة المياه والبيئة وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بالتعاون مع الجهات الوطنية المختصة، سيسهم في بناء القدرات المؤسسية والمجتمعية، ورفع مستوى المرونة المناخية في قطاع المياه، مما يعزز الأمن المائي ويقلل من آثار الأزمات المناخية المتصاعدة.   

مقالات مشابهة

  • توتر ومشاحنات تحت القبة بعد رفض تضمين عبارة “مع مراعاة أحكام الشريعة الإسلامية”
  • قرقاش: عقدة «الإخوان» تجاه الإمارات ليست سوى عقدة التطرف أمام التسامح
  • "العز الإسلامي" يختتم برنامج تدريبي حول "معايير الشريعة للمؤسسات المالية الإسلامية"
  • احذر.. غرامة 10 آلاف جنيه عقوبة التخلف عن سداد رسوم المخلفات
  • "مؤامرة متطرفة".. مراهق أميركي يقتل والديه لاغتيال ترامب
  • ” ASB Capital ” و”State Street Global Advisors ” تتعاونان لإدارة صندوق جديد للأسهم العالمية يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية
  • الوزير الشرجبي: صندوق التكيف مع تغير المناخ يعتمد 9.9 مليون دولار لإدارة المياه في دلتا تُبن
  • عبد الله آل حامد: موقف إماراتي قوي أمام «العدل الدولية»
  • لمن أفطروا في رمضان لأسباب صحية.. موافي: حفظ النفس من مقاصد الشريعة
  • حملات الختان وتصحيح النظر.. اتهامات حشد الدعم الإنتخابي تلاحق منتخبين ورؤساء جماعات