سلط مقتل قائد جماعة فاغنر، يفغيني بريغوجين، إثر تحطم طائرة خاصة على متنها 10 أشخاص في مقاطعة تفير شمال العاصمة الروسية موسكو، أمس الأربعاء، الضوء على صراعه المتصاعد مع القيادة العسكرية العليا، التي شكلت صدعاً كبيراً لدى الحكومة الروسية، خاصة منذ بداية الحرب الأوكرانية في فبراير(شباط) 2022.

 وكثرت التساؤلات حول مصيره الغامض، لدى وسائل الإعلام العالمية، خاصة مع عدم وجود تقارير تؤكد مقتله رسمياً.

قناة #بريغوجين: طائرته تم إسقاطها بـ "ضربة موجهة" #روسيا #فاغنر #يفغيني_بريغوجينhttps://t.co/RqKTEUIVmA

— 24.ae (@20fourMedia) August 23, 2023 علاقة مفككة

بعد أن أثبت نفسه كلاعب رئيسي في النزاع في أوكرانيا، كثرت انتقاداته لكبار المسؤولين العسكريين الروس، خاصة لوزير الدفاع سيرغي شويغو، ورئيس الأركان العامة للجيش فاليري غيراسيموف، إذ حملهما الخسائر الفادحة التي تعرضت لها القوات الروسية.

ففي الوقت الذي كانت قوات فاغنر تمثل الذراع الطولي للكرملين على مدار سنوات، إلا أنها خرجت عن سيطرتها نتيجة انتقاداتها المستمرة للبيروقراطية العسكرية الروسية، ويرى مراقبون أن تفكك العلاقة بين القوى العسكرية الروسية المنخرطة في معارك أوكرانيا، كشفت عن مؤشرات على خلافات داخل الحلقة الضيقة المحيطة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

فقوات فاغنر حظيت منذ تأسيسها وظهور نشاطها في شبه جزيرة القرم عام 2014، بثقة الكرملين وتمتعت بوضع خاص داخل أروقته، وهذا الأمر أثار فيما يبدو خلافات بين زعيمها بريغوجين، والجنرالات الروس.

تحليل: #تمرد_فاغنر يغير كل شيء في #روسيا

https://t.co/JNaINcRVlt

— 24.ae (@20fourMedia) August 5, 2023 التمرد على بوتين

وكشفت المجموعة عن فصل جديد بإعلانها التمرد على القيادة الروسية، واستيلائها على مدينة روستوف الجنوبية، في يونيو (حزيران) الماضي.

إلا أن الأزمة لم تدم طويلاً، فسرعان ما أعلن بريغوجين قبوله وساطة من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، بانسحاب قواته والعودة إلى مقراتهم مقابل ضمانات، شملت إسقاط الدعوى الجنائية بحقه، وإرساله إلى بيلاروسيا.

ويقول مسؤولون غربيون إنه "من الصعب قياس مدى قدرة هذا الخلاف على زعزعة استقرار روسيا". وأوضحت التقارير أن القرارات التي ستلي أزمة تمرد فاغنر، سيكون لها تأثير هائل على السياسة الخارجية لروسيا، وتدخلاتها العسكرية في السنوات القادمة.

أصحاب القوة

يعتقد باحثون في شؤون دول أوراسيا، وجود خلافات داخل الطبقة المسماة "أصحاب القوة" ضمن روسيا، وهم الدائرة الضيقة المحيطة ببوتين، كما يوضحون أن تصعيد قائد فاغنر ضد قادة الجيش الروسي، يعتبر امتداداً للخلافات ضمن طبقة "أصحاب القوة".

ويقول البعض: "الاستنتاج الرئيسي الذي توصلت إليه النخب الروسية، هو أن بوتين غير قادر على تنظيم هذه العلاقات بين المسؤولين"، وهذا يعني أن بوتين أصبح ضعيفاً لدرجة أن القوة الرأسية تتراجع".

وأشارت وسائل إعلام غربية إلى أنه "في أوقات الحرب، يعد الحفاظ على جبهة موحدة المهمة الأساسية للدولة. وبوتين غير قادر على تحقيق ذلك". 

ووفقاً للخبراء، فإن العلاقة بين الكرملين وفاغنر لن تعود كما كانت من قبل، فتحركات بريغوجين وضعته أمام مواجهة مباشرة ربما لم يحسب حسابها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأوضحوا آنذاك أن "بوتين غير عازم على تصفية بريغوجين، على الرغم من عدم تساهله مع من يصفهم بالـ (الخونة)"، مشيرين إلى رغبته في تحجيم المجموعة وتقليص نفوذها ووقف الصدع في صفوف قواته المشاركة في أوكرانيا.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني روسيا يفغيني بريغوجين مجموعة فاغنر

إقرأ أيضاً:

صحيفة: بوتين يريد من ترامب اعترافا رسميا بـ 4 مناطق بأوكرانيا تسيطر عليها روسيا

  قالت صحيفة "كوميرسانت" الروسية إن الرئيس فلاديمير بوتين يريد من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف رسميا بكل المناطق الأوكرانية الأربع التي أعلنت موسكو سيادتها عليها بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم.

ونقلت الصحيفة الروسية عن مصادر لم تنشر أسماءها حضرت اجتماعا خاصا لرجال الأعمال مع بوتين، الثلاثاء، قولهم إن بوتين يريد من الولايات المتحدة الاعتراف رسميا بالمناطق الأربع، لوغانسك، ودونيتسك، وزابوريجيا، وخيرسون كجزء من روسيا بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي استولت عليها موسكو وضمتها في عام 2014.



ولا تسيطر روسيا على أي من المناطق الأربع بالكامل رغم تقدمها في ساحة المعركة.

وقالت صحيفة "كوميرسانت" إنه في مقابل الاعتراف، وفي حال حدوثه "في المستقبل القريب"، سيتعهد بوتين بعدم المطالبة بمدينة أوديسا الساحلية الأوكرانية وغيرها من الأراضي الأوكرانية.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، ردا على سؤال بشأن تقرير صحيفة كوميرسانت اليوم الأربعاء، إن بوتين وترامب لم يناقشا الفكرة في مكالمتهما الهاتفية، الثلاثاء.

لكنه أكد دون تفصيل أن بوتين ناقش الصراع في أوكرانيا في اجتماع مغلق أمس الثلاثاء مع مجموعة من صفوة رجال الأعمال في روسيا.

لكن بيسكوف لم يؤكد إذا ما كان بوتين قد طرح فكرة اعتراف الولايات المتحدة بالمناطق الأربع بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم في الاجتماع.

والثلاثاء جرى اتصال هاتفي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين تركز على الحرب في أوكرانيا، استمر ساعتين ونصف الساعة.

وقال بيان للبيض الأبيض عقب الاتصال: "اتفق الزعيمان على أن هذا الصراع يجب أن ينتهي بسلام دائم".

كما اتفق الزعيمان على أن تحسين العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وروسيا سيعود بالنفع على البلدين، بحسب البيان.

من جهته أعلن الكريملين أعلنت الرئاسة الروسية "الكرملين" أن بوتين ونظيره الأمريكي اتفقا على مواصلة الجهود لحل الصراع في أوكرانيا.


وأكد بوتين أن شروط موسكو بشأن المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما، تشمل السيطرة على خط التماس ووقف التعبئة وإعادة تسليح الجيش بأوكرانيا.

ولم يذكر بيان الكرملين أي شيء عن اشتراط روسيا اعترافا أمريكيا بالمناطق التي يسيطر عليها في أوكرانيا بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم.


مقالات مشابهة

  • "فورين بوليسي" تحذر من تحوّل الحملة العسكرية الأمريكية على اليمن إلى حرب استنزاف طويلة الأمد على غرار العراق وأفغانستان (ترجمة خاصة)
  • صحيفة: بوتين يريد من ترامب اعترافا رسميا بـ 4 مناطق بأوكرانيا تسيطر عليها روسيا
  • بأمر بوتين.. روسيا تسقط 7 من طائراتها قبل ضرب أهداف أوكرانية
  • الدفاع الروسية تعلن عودة 175 جنديا روسيا من الأسر في أوكرانيا
  • بوتين: روسيا تستكمل هزيمة أوكرانيا في كورسك
  • الكرملين: هناك تفاهم جيد بين بوتين وترامب
  • بوتين: روسيا تتعرض لمحاولات تستهدف زعزعة استقرارها السياسي
  • روسيا وأوكرانيا تتبادلان الاتهامات بعد مكالمة بوتين وترامب
  • "الكتلة الروسية بالكونجرس": بوتين وترامب قادران على التوصل لاتفاق تعزيز التعاون
  • بوتين: روسيا شريك رئيسي لطاجيكستان