ترامب يهدّد برد "قاسٍ جدًا" على أي هجوم حوثي ويعتبره هجومًا إيرانيًا
تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT
حذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين، مليشيا الحوثي الارهابية من شن هجمات جديدة، مُهددًا برد "قاسٍ جدًا"، مؤكدًا أن واشنطن ستنظر إلى أي عمل عدائي من الجماعة على أنه هجوم إيراني مباشر.
جاء ذلك في منشور لترامب على منصة "تروث سوشيال"، أكد فيه أن "كل طلقة يطلقها الحوثيون ستُعتبر صادرة عن إيران، التي ستتحمل المسؤولية الكاملة وعواقب ستكون وخيمة"، مُضيفًا: "أي هجوم أو رد فعل من الحوثيين سيواجه بقوة هائلة".
واتهم ترامب إيران بدعم الحوثيين "بكل خطوة"، عبر تزويدهم بالأسلحة والتمويل والمعدات العسكرية المتطورة، وحتى المعلومات الاستخباراتية، قائلًا: "إيران لم تفقد السيطرة على جماعاتها الموالية".
في وقت سابق الأحد، هدّد مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز بضرب "أهداف إيرانية داخل اليمن"، كجزء من الحملة العسكرية الجارية ضد الحوثيين، وذلك رَدًا على هجماتهم في البحر الأحمر.
وأوضح والتز في حديث لشبكة "ABC News" أن الضربات الأمريكية ليست موجّهة للحوثيين فحسب، بل لإيران أيضًا، مشيرًا إلى أن الأهداف المحتملة تشمل السفن الإيرانية قرب السواحل اليمنية، والمدربين العسكريين الإيرانيين، ومنصات التجسس.
يأتي هذا التصعيد بعد يومين من استمرار الغارات الأمريكية على مواقع حوثية في اليمن، وسط تأكيدات من البيت الأبيض باستمرار العمليات العسكرية للأيام المقبلة، في إطار ما وصفه ترامب بـ"الرد الواضح على التهديدات".
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
تصعيد أمني حوثي وسط ترقب لانتفاضة داخلية وتكتم على خسائر القصف الأمريكي
تشهد العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء حالة استنفار أمني حوثي غير مسبوقة، مع انتشار واسع لنقاط "الأمن الوقائي" الحوثي في مختلف مداخل ومخارج المدينة، وفي شوارعها الرئيسية، في خطوة تعكس تصاعد مخاوف الجماعة من تحركات داخلية مناهضة في ظل استمرار القصف الأمريكي الذي يستهدف مواقعها ومخازن أسلحتها.
تشديد أمني واعتقالات انتقائية
وتفيد مصادر محلية لـ"وكالة خبر" أن عناصر الأمن الوقائي شرعوا في عمليات تفتيش دقيقة على الهوية الشخصية للمدنيين، مع التركيز على ضباط الجيش والأمن الذين تم تسريحهم أو إقصاؤهم من الخدمة منذ سيطرة الجماعة على مؤسسات الدولة.
وأكدت المصادر اعتقال عدد من الضباط السابقين، ونقلهم إلى جهات مجهولة دون توجيه اتهامات واضحة، ما أثار حالة من القلق بين أوساط العسكريين السابقين والمواطنين على حد سواء.
نقاط تفتيش مكثفة في مداخل العاصمة
وتمركزت النقاط الأمنية بشكل مكثف في مداخل العاصمة الرئيسية كصنعاء-مأرب، صنعاء-ذمار، صنعاء-الحديدة، إضافة إلى نقاط داخل الأحياء السكنية.
ووفقاً لشهود عيان، تم رصد انتشار مسلح لعناصر الحوثيين وهم يقومون بتفتيش المركبات بدقة، وسط حملة تدقيق صارمة على الهواتف المحمولة والبطائق الشخصية بحثاً عن أي أدلة على "تواصل مع جهات مشبوهة" بحسب زعمهم.
مخاوف من انتفاضة داخلية
وتشير تحليلات مراقبين إلى أن هذا التصعيد الأمني يعكس حالة من التوجس المتزايد داخل أروقة مليشيا الحوثي من احتمال اندلاع انتفاضة داخلية في العاصمة، خصوصاً مع تصاعد الغضب الشعبي جراء تدهور الأوضاع الاقتصادية، وانكشاف عجز الجماعة عن توفير الخدمات أو دفع الرواتب، إلى جانب الانقسامات داخلية بين أجنحة القيادة.
تكتم إعلامي على آثار القصف
بالتزامن مع هذا، تكثف المليشيا حملتها للتكتيم الإعلامي بشأن آثار الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت خلال الأسابيع الماضية مواقع عسكرية استراتيجية ومخازن أسلحة في صنعاء، وصعدة، والحديدة. وتمنع السلطات الحوثية نشر أي معلومات أو صور أو مقاطع فيديو توثق حجم الدمار أو الإصابات، مهددة باعتقال كل من يقوم بذلك.
حملة "مدري" لقمع النشر والتصوير
أطلقت المليشيا حملة غير رسمية بين أنصارها تحت وسم "مدري" في إشارة إلى إنكار المعرفة أو التعتيم، تهدف لحث المواطنين على عدم نشر أي محتوى يتعلق بالقصف أو الاعتداءات الجوية أو الحديث عن آثارها، بزعم "المحافظة على الروح المعنوية للجبهة الداخلية".
وقد ترافقت الحملة مع تهديدات مبطنة لكل من يتعامل مع وسائل الإعلام أو ينشر أي محتوى توثيقي على مواقع التواصل الاجتماعي.
يرى مراقبون أن تصاعد قبضة الأمن الوقائي يشير إلى هشاشة داخلية باتت تؤرق قيادة المليشيا، خصوصًا مع تنامي الاستياء الشعبي واتساع رقعة الاستهداف الدولي.
وتبقى صنعاء اليوم مدينة مغلقة، ترزح تحت قبضة أمنية خانقة في وقت تتزايد فيه المؤشرات على تحول نوعي قادم في المشهد اليمني، قد تبدأ شرارته من الداخل.