مع حلول شهر رمضان، تملأ رائحة التمور الأسواق والبيوت في العالم العربي والإسلامي، فلا مائدة إفطار تكتمل بدونها، هذه الفاكهة الصغيرة ليست مجرد طعام، بل رمز للكرم والضيافة، تحمل في طياتها تاريخًا وثقافة تمتد عبر قرون.

لكن وراء كل حبة تمر قصة أكبر، قصة إنتاج وتنافس عالمي تضع الدول العربية في صدارة المشهد.

 

من مصر إلى السعودية، مرورًا بالجزائر وغيرها، كيف أصبحت التمور كنزًا اقتصاديًا وثقافيًا؟ دعونا نغوص في تفاصيل هذه الرحلة الشيقة. 

إنتاج عالمي ضخم: مصر تتربع على العرش

في عام 2023، وصل الإنتاج العالمي للتمور إلى 9.82 مليون طن، وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو). لكن اللافت أن مصر استحوذت على نصيب الأسد، حيث أنتجت 1.87 مليون طن، أي ما يقارب خُمس الإنتاج العالمي.

هذا الرقم ليس مجرد إحصائية، بل شهادة على قدرة مصر على استغلال أراضيها الخصبة وخبرتها الطويلة في زراعة النخيل. 

وتحت شمس الصحراء الحارقة، تحولت واحاتها إلى مصانع طبيعية تنتج هذه الثمرة التي تحمل لقب "الذهب البني"، لتكون المحرك الأول في سوق التمور العالمي. 

السعودية والجزائر في المراتب الأولى

وتحلّ المملكة العربية السعودية في المرتبة الثانية عالميًا بإنتاج 1.64 مليون طن، مستفيدة من المساحات الشاسعة لواحات النخيل، والاستثمارات الضخمة في قطاع التمور. 

فيما تحتل الجزائر المركز الثالث بإنتاج 1.32 مليون طن، حيث تشتهر بتمور "دقلة نور" التي تعدّ من أجود الأنواع عالميًا. 

الإنتاج العربي.. هيمنة على المشهد

وتعكس قائمة الدول العشر الأولى في إنتاج التمور حضورًا عربيًا طاغيًا، حيث تعتمد زراعة النخيل على المناخ الصحراوي الجاف، وتتطلب موارد مائية أقل مقارنة بالعديد من المحاصيل الأخرى.

وإلى جانب مصر والسعودية والجزائر، تضم القائمة دولًا مثل العراق، إيران، السودان، سلطنة عمان، تونس، والإمارات، وفقًا لتقرير صادر عن "Statista". 

ابتكارات جديدة في صناعة التمور 

ولم يتوقف الاهتمام بالتمور عند إنتاجها واستهلاكها التقليدي، بل دخلت مجال الصناعات التحويلية بقوة. ففي نوفمبر 2024، أطلقت السعودية أول مشروب غازي مستخرج من التمر، تحت اسم "ميلاف كولا"، كمنتج فريد عالميًا.

وتعود ملكية هذا الابتكار لشركة "تراث المدينة"، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، ومن المتوقع أن يصبح متاحًا قريبًا في الأسواق المحلية والعالمية. 


 

وتمثل التمور أكثر من مجرد غذاء في العالم العربي والإسلامي؛ إنها جزء من الهوية والموروث الثقافي. 

ومع تزايد الابتكارات في القطاع، يبدو أن هذه الفاكهة التاريخية مرشحة للعب دور اقتصادي أكبر في المستقبل، سواء من حيث الإنتاج أو التصنيع، ما يعزز مكانة الدول العربية في سوق الأغذية العالمية. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: رمضان الفاكهة مصر السعودية الجزائر التمور المزيد ملیون طن

إقرأ أيضاً:

70 مليون ريال استثمارات المرحلة الأولى من مصنع إنتاج توربينات الرياح بشراكة عُمانية صينية

 

توقيع اتفاقية لتدريب 756 باحثًا عن عمل في قطاع الطاقة المتجددة

 

الرؤية-ريم الحامدية

تصوير/ راشد الكندي

احتفلت شركة "موارد توربين"، الأحد، بتدشين المرحلة الأولى من مصنع متخصّص في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، لتصنيع توربينات الرياح بطاقة إنتاجية سنوية تصل إلى 1000 ميجاوات، بقيمة استثمارية تتجاوز 70 مليون ريال عُماني لهذه المرحلة؛ أي ما يعادل 200 مليون دولار أمريكي.

ومن المتوقع أن يبدأ التشغيل التجاري للمصنع في عام 2026؛ ليكون النواة الأولى في المنطقة لتصنيع توربينات الرياح وتوطين تكنولوجيا الطاقة المتجددة، وسيوفر نحو 1080 فرصة عمل. وقال معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن- راعي حفل التدشين- إن هذا المصنع يُعنى بالمرفقات المتعلقة بتطوير إنتاج طاقة الرياح في سلطنة عُمان وبطاقة استيعابية تبلغ 1000 ميجاوات سنويًّا؛ ما سيغطي العديد من المشروعات الطموحة المخطط تنفيذها خلال العامين القادمين، معربًا عن أمله في أن يبدأ إنتاج المرحلة الأولى من هذا المصنع بنهاية العام المقبل.

وأضاف معاليه- في تصريح صحفي- أن الهدف الأساسي من إنشاء المصنع يأتي لاستغلال الطاقة الاستيعابية له في تموين محطات طاقة الرياح القادمة بدءًا من منتصف عام 2026، إضافة إلى توريد بعض المواد لمشروعات طاقة الرياح التي يتم تنفيذها، إلى جانب توفير فرص وظيفية للباحثين عن عمل، مشيرًا إلى أن المشروع يترجم توجه سلطنة عُمان للتحول إلى الطاقة المتجددة والطاقة النظيفة.

حضر حفل التدشين عدد من أصحاب المعالي والسعادة وجمع من المدعوين، في خطوة تُعد الأولى من نوعها في المنطقة، ومرحلة استراتيجية جديدة لسلطنة عُمان نحو التوسع في مشاريع الطاقة المتجددة والصناعات النوعية.

وفي كلمته خلال الحفل، عبّر مصطفى بن محمد بن زاهر الهنائي الرئيس التنفيذي لشركة موارد توربين، عن فخره بهذه اللحظة التاريخية في مسيرة نهضة عُمان المتجددة، مؤكدًا أن الشركة تُعنى بتصنيع توربينات الرياح وملحقاتها بصورة متكاملة. وقال الهنائي إن تأسيس المشروع جاء استجابة للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- الداعية إلى تعزيز دعائم الاستدامة الاقتصادية وتطوير قطاعات نوعية مبتكرة، بما يحقق أهداف رؤية "عُمان 2040"، ويعزز مكانة السلطنة كمركز إقليمي ودولي في مجال الطاقة النظيفة والصناعة المتقدمة. وأكد أن المشروع يمثل خطوة استراتيجية في تنويع مصادر الدخل الوطني، وترسيخ الحضور العُماني في مجال صناعة توربينات الرياح، والمساهمة في تطوير منظومة الطاقة المتجددة، التي تعد من أبرز القضايا الاستراتيجية عالميًا لما لها من أثر بيئي واقتصادي مستدام. وأضاف الهنائي أن المشروع يشكل نقلة نوعية ليس فقط لتوطين تكنولوجيا الطاقة المتجددة؛ بل أيضًا لبناء شراكات استراتيجية قائمة على التكامل الصناعي والابتكار التقني ونقل المعرفة، سعيًا لأن يكون المشروع رافدًا تنمويًا وطنيًا ومصدرًا عُمانيًا ذا بصمة واضحة في الأسواق الإقليمية والعالمية.

من جانبه، ألقى "وي لي" رئيس مجلس إدارة شركة شنغهاي إلكتريك، كلمة أعرب خلالها عن سعادته بالمشاركة في تدشين المشروع، مؤكدًا أن هذه الشراكة الاستراتيجية تعكس متانة العلاقات بين سلطنة عُمان وجمهورية الصين الشعبية؛ إذ إن المشروع سيسهم في نقل أحدث التقنيات وجذب الاستثمارات النوعية إلى السلطنة. وأكد أن شركة شنغهاي إلكتريك ستدعم بقوة توجهات سلطنة عُمان في التحول إلى الطاقة المستدامة، وتعزيز أمن الطاقة، وبناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.

وشهد الحفل توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التعاون، بحضور معالي المهندس سالم العوفي، حيث تم توقيع اتفاقية ترخيص التكنولوجيا وإنشاء مركز للأبحاث ونقل المعرفة والتصميم المبدئي بين شركة موارد توربين ومجموعة شنغهاي إلكتريك لطاقة الرياح. ووقّعها من الجانب العُماني مصطفى بن محمد الهنائي، ومن الجانب الصيني وي لي. كما تم توقيع اتفاقية توريد توربينات الرياح بين الجانبين لمحطات تجريبية.

وجرى توقيع اتفاقية التصميم التفصيلي لمصنع موارد توربين في الدقم مع شركة سي أي دي (الخليج)، ووقّعها مصطفى الهنائي وطارق بن نجيب الخنجي. وشهد الحفل أيضًا توقيع مذكرة تعاون بين أوكيو وموارد توربين لإنشاء المصنع في الدقم، ووقّعها مصطفى الهنائي وأشرف بن حمد المعمري، الرئيس التنفيذي لأوكيو، إضافة إلى مذكرة تعاون ثلاثية بين وزارة العمل وهيئة تنظيم الخدمات العامة وشركة موارد توربين. ويهدف برنامج التعاون الأخير إلى تدريب وتأهيل 350 من الكوادر الوطنية في مجالات التصنيع ضمن قطاع الطاقة المتجددة، بما يعزز فرص العمل ويدعم جهود التوطين في القطاع الخاص.

وفي إطار جهود لجنة حوكمة التشغيل بقطاع الخدمات العامة، تم توقيع اتفاقية تنفيذ برنامج تدريبي مع شركة موارد توربين لتأهيل 756 باحثًا عن عمل، في تخصصات هندسية وفنية وإدارية ضمن قطاع الطاقة المتجددة، تشمل مجالات الميكانيكا والكهرباء وتصنيع الأبراج وشفرات التوربينات وإدارة اللوجستيات.

وسيتم الإعلان قريبًا عن الدفعة الأولى من البرنامج التي تشمل 350 وظيفة، على أن تتوالى الدفعات خلال عام 2025. ويهدف البرنامج إلى توفير ما مجموعه 1080 وظيفة، تجمع بين التدريب والتوظيف المباشر.

مقالات مشابهة

  • تدشين أول مصنع عربي لـ«توربينات الرياح».. متى يبدأ الإنتاج؟
  • أبوظبي العالمي يفرض غرامات بقيمة 3.6 مليون دولار على إيه سي القابضة
  • السعودية تعزز ريادتها لحماية البيئة البحرية في مؤتمر عالمي
  • فيلم A Minecraft يحقق 500 مليون دولار في شباك التذاكر العالمي
  • 70 مليون ريال استثمارات المرحلة الأولى من مصنع إنتاج توربينات الرياح بشراكة عُمانية صينية
  • في أول دور عالمي.. يوسف عمر ينضم لبطولة فيلم SHASHOU
  • عطل عالمي يضرب تطبيق واتساب .. تفاصيل
  • مصنع “إيجيفسك” الروسي يبدأ في إنتاج ذخيرة برصاصتين
  • إنتاج "أوبك+" من النفط يبلغ أعلى مستوى له منذ 8 أشهر قبل بدء خطط زيادة الإنتاج
  • نائلة جبر: الهجرة غير الشرعية موجودة عالميًا.. ومصر تحافظ على خصوصيتها