نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرًا تناولت فيه الأزمة التي تواجهها شركة تيسلا، حيث تعاني من تراجع حاد في المبيعات وسط عزوف أنصار الحزب الديمقراطي عن سياراتها في ظل المواقف السياسية المثيرة للجدل التي يتبناها إيلون ماسك.

وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن شخصيات بارزة من المحافظين بدأت تحشد الدعم لشركة تيسلا، وتهدف إلى جذب عدد كافٍ من المستهلكين الذين يشاركونهم نفس التوجهات السياسية، لتعويض الخسائر الناجمة عن المقاطعة التي يقودها الليبراليون والديمقراطيون وكل المناوئين لإيلون ماسك.



وذكرت الصحيفة أن الرئيس ترامب ظهر الأسبوع الماضي وهو يركب سيارة تيسلا موديل "إس" وأعلن نيته شراء واحدة، كما أعرب مقدم البرامج بقناة فوكس نيوز، شون هانيتي، عن دعمه للشركة المتعثرة، وقال إنه اشترى سيارة موديل "إس بليد"، مشيرًا إلى أن تيسلا "تحتوي على مكونات أمريكية أكثر من أي سيارة أخرى مصنوعة في بلدنا".


ما مدى فاعلية هذه الحملة؟
نقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إن تخلي العديد من أنصار الحزب الديمقراطي عن سيارات تيسلا قد يجعل جهود التسويق التي يقودها ترامب غير كافية لتعويض النقص في عدد العملاء. ووفقًا لتحليلات جي بي مورغان، من المتوقع أن تُسجل تيسلا أدنى مستوى لبيع سياراتها في الربع الأول خلال ثلاث سنوات.

وفي هذا السياق، يقول ألكسندر إدواردز، رئيس شركة "ستراتيجيك فيجن" المتخصصة في أبحاث واستشارات السيارات: "عندما تجعل منتجك غير جذاب لنصف السوق، فإن زيادة المبيعات تصبح أمرًا مستحيلًا".

على مدى عقود، أجرى إدواردز استطلاعات رأي بين مشتري السيارات، وكشفت البيانات منذ عام 2016 أن عدد مالكي السيارات الكهربائية المنتمين للتيار الديمقراطي الليبرالي، يفوق بمعدل أربع مرات عدد الجمهوريين والمحافظين. أما بالنسبة لمالكي سيارات تيسلا، فقد ظل الفارق ثابتًا عند نسبة اثنين إلى واحد.

وبحلول عام 2024، تقلصت هذه الفجوة تقلصًا ملحوظًا. ومع تراجع المبيعات، تغيرت المعطيات، فقد أظهرت استطلاع جديد أن 30 بالمائة من مشتري تيسلا من الجمهوريين، مقارنة بـ 29 بالمائة من الديمقراطيين.

يوضح إدواردز: "يتخلى الديمقراطيون عن هذه العلامة التجارية ويصرحون بأنهم لن يفكروا في شرائها مستقبلًا، ما يؤدي بطبيعة الحال إلى زيادة نسبة المشترين الجمهوريين والمستقلين".

وأشار إدواردز إلى أن اهتمام الديمقراطيين بتيسلا بدأ يتراجع لأول مرة عندما استحوذ ماسك على تويتر، ويحوّله إلى إكس في عام 2022. وفي تموز/ يوليو الماضي، عندما أعلن ماسك دعمه العلني للرئيس ترامب، انخفضت نسبة الديمقراطيين الذين أكدوا أنهم يفكرون في شراء سيارة تيسلا إلى النصف.

ويُظهر استطلاع إدواردز أن حوالي 8 بالمائة فقط من مالكي السيارات يفكرون في شراء سيارة تيسلا، مقارنة بـ 22 بالمائة قبل خمس سنوات، عندما كانت تيسلا تتصدر قوائم العلامات التجارية الفاخرة التي يفضلها المشترون.

واعتبر إدواردز أن تراجع مبيعات تيسلا "يرتبط ارتباطًا وثيقًا، إن لم يكن كاملاً، بتصريحات إيلون ماسك وسلوكياته".

ورغم هذا التراجع، تظهر أرقام شركة "كيلي بلو بوك" لأبحاث السيارات، أن تيسلا تظل العلامة التجارية الرائدة في سوق السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، إذ تستحوذ على حوالي 44 بالمائة من السوق، رغم انخفاض مبيعاتها بنسبة 5.6 بالمائة في عام 2024، لتصل إلى نحو 634,000 سيارة.


السيارات والتجاذبات السياسية
وحسب الصحيفة، فإن السيارات كانت منذ فترة طويلة جزءا من الصراعات السياسية، ومن بينها شيفروليه فولت، وهي سيارة هجينة قابلة للشحن بالكهرباء، والتي سخر منها بعض المحافظين واعتبروها "سيارة أوباما"، وسيارة هامر من جنرال موتورز التي تستهلك الكثير من الوقود، وقد كانت محل مديح وانتقادات حادة من الأطراف السياسية المختلفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الأطراف التي تثق في تيسلا وماسك، ترى أن مبيعات الشركة وأسعار سهمها الذي انخفض بنحو 48 بالمائة عن ذروته في كانون الأول/ ديسمبر، ستتعافى في النهاية. لكن بعض خبراء صناعة السيارات يقولون إن الشركة قد تواجه صعوبات لأنها لم تقم بتحديث سياراتها بانتظام أو تقديم طرازات جديدة.

ويقول لورين ماكدونالد، كبير المحللين في شركة "بارين" المتخصصة في بيانات شحن السيارات الكهربائية، إن محطات الشحن التي كانت تستخدمها تيسلا في السابق بشكل حصري، أصبحت الآن متاحة تقريبًا لجميع المنافسين الرئيسيين. كما أن الشركات المصنعة الأخرى تقدم طرازات كهربائية جديدة، وغالبًا ما يتم بيعها بأقساط شهرية في متناول المستهلكين.

ورغم أن معظم المشترين لا يختارون سياراتهم بناءً على الميولات السياسية -وفقا للصحيفة-، فإن الصورة العامة للعلامة التجارية تبقى مهمة في عملية الاختيار. وقد انخفضت مبيعات تيسلا في عام 2024، رغم أن مبيعات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة نمت خلال هذا العام بنسبة 7.3 بالمائة، لتصل إلى 1.3 مليون سيارة.

ويرى إدواردز أن ماسك يسهل على الناس عملية شراء سيارات أخرى، بينما يؤكد ماكدونالد أن ترامب وغيره من المحافظين قضوا سنوات في شيطنة السيارات الكهربائية والسخرية من تغير المناخ، وفي الأخير أصبح من الصعب تغيير قناعات الكثير من مؤيديهم بأن سيارات تيسلا الكهربائية أفضل من السيارات التي تعمل بالوقود.

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية تيسلا الولايات المتحدة الولايات المتحدة الجمهوريون تيسلا صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السیارات الکهربائیة

إقرأ أيضاً:

7.5 مليار ريال فائضًا بالميزان التجاري بنهاية 2024.. و16.3% تراجعًا بالصادرات غير النفطية إلى 6.23 مليار

 

 

◄ 14.9 % نموًا في عمليات إعادة التصدير إلى 1.7 مليار ريال

 

مسقط- العُمانية

سجل الميزان التجاري لسلطنة عُمان فائضًا بلغ 7 مليارات و517 مليون ريال عُماني بنهاية ديسمبر 2024، وبيّنت الإحصاءات المبدئية الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات أن قيمة الصادرات السلعية بنهاية ديسمبر 2024 سجلت 24 مليارًا و230 مليون ريال عُماني، مرتفعة بنسبة 6.8 بالمائة عن الفترة نفسها من عام 2023 البالغة 22 مليارًا و690 مليون ريال عُماني. في حين بلغت قيمة الواردات السلعية لسلطنة عُمان 16 مليارًا و713 مليون ريال عُماني مرتفعة بنسبة 12.1 بالمائة بنهاية ديسمبر 2024 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، والتي بلغت 14 مليارًا و910 ملايين ريال عُماني.

ويُعزى ارتفاع قيمة الصادرات بشكل رئيس إلى ارتفاع قيمة صادرات سلطنة عُمان من النفط والغاز إلى 16 مليارًا و290 مليون ريال عُماني وبنسبة 18.4 بالمائة عن نهاية ديسمبر 2023 والتي بلغت 13 مليارًا و760 مليون ريال عُماني. ومن ضمن صادرات النفط والغاز بنهاية ديسمبر 2024، بلغت قيمة صادرات سلطنة عُمان من النفط الخام 9 مليارات و908 ملايين ريال عُماني، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 0.8 بالمائة عن الفترة ذاتها من عام 2023، وارتفعت قيمة صادرات النفط المصفى إلى 3 مليارات و854 مليون ريال عُماني وبنسبة 185.5 بالمائة، وانخفضت قيمة صادرات سلطنة عُمان من الغاز الطبيعي المسال إلى مليارين و528 مليون ريال عُماني وبنسبة 1.9 بالمائة، مقارنة بنهاية ديسمبر 2023.

وكشفت الإحصاءات عن انخفاض قيمة الصادرات السلعية غير النفطية بنسبة 16.3 بالمائة بنهاية ديسمبر 2024، لتبلغ 6 مليارات و232 مليون ريال عُماني، مقارنة بنهاية ديسمبر 2023، حيث سجلت وقتها 7 مليارات و442 مليون ريال عُماني.

وحازت المنتجات المعدنية على القيمة الأعلى من الصادرات السلعية غير النفطية؛ حيث بلغت قيمتها مليارًا و781 مليون ريال عُماني منخفضة بنسبة 36.8 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، تلتها منتجات المعادن العادية ومصنوعاتها بمليار و320 مليون ريال عُماني بارتفاع ما نسبته 0.1 بالمائة ثم منتجات البلاستيك والمطاط ومنتجاته بقيمة صادرات بلغت 996 مليون ريال عُماني بارتفاع نسبته 13.3 بالمائة.

أما صادرات سلطنة عُمان من منتجات الصناعات الكيماوية والصناعات المرتبطة بها فقد تراجعت بنسبة 19.6 بالمائة، لتصل قيمتها إلى 804 ملايين ريال عُماني، كما انخفضت صادرات الحيوانات الحية والمنتجات الحيوانية بنسبة 11 بالمائة مسجلة 350 مليون ريال عُماني، أما الصادرات الأخرى، فقد بلغت قيمتها 981 مليون ريال عُماني، بانخفاض نسبته 5 بالمائة.

وارتفعت قيمة عمليات إعادة التصدير من سلطنة عُمان إلى مليار و708 ملايين ريال عُماني وبنسبة 14.9 بالمائة بنهاية ديسمبر 2024، مقارنة بنهاية ديسمبر 2023، وسجلت قيمة عمليات إعادة التصدير في منتجات معدات النقل 401 مليون ريال عُماني بانخفاض نسبته 0.6 بالمائة والآلات والأجهزة والمعدات الكهربائية وأجزائها وأجهزة تسجيل وإذاعة الصوت 376 مليون ريال عُماني منخفضة بنسبة 5.4 بالمائة، وفي منتجات صناعة الأغذية والمشروبات والسوائل ارتفعت قيمة إعادة التصدير بنسبة 30.6 بالمائة لتسجل 184 مليون ريال عُماني، في حين سجلت إعادة تصدير المنتجات المعدنية ما قيمته 120 مليون ريال عُماني بارتفاع نسبته 21.3 بالمائة.

وانخفضت قيمة إعادة التصدير في منتجات "الحيوانات الحية والمنتجات الحيوانية" إلى 97 مليون ريال عُماني وبنسبة 10.1 بالمائة وبلغت القيمة في المنتجات الأخرى 529 مليون ريال عُماني.

وفي الواردات السلعية حازت المنتجات المعدنية على القيمة الأكبر؛ حيث سجلت 4 مليارات و674 مليون ريال عُماني بنهاية ديسمبر 2024، مرتفعة بنسبة 11.3 بالمائة تليها الآلات والأجهزة والمعدات الكهربائية وأجزاؤها وأجهزة تسجيل وإذاعة الصوت بقيمة مليارين و934 مليون ريال عُماني، مسجلة نموًّا بنسبة 28.9 بالمائة بنهاية ديسمبر 2024 والمعادن العادية ومصنوعاتها بما قيمته مليار و605 ملايين ريال عُماني وبنسبة ارتفاع 1 بالمائة ثم منتجات الصناعات الكيماوية والصناعات المرتبطة بها بما قيمته مليار و516 مليون ريال عُماني وبارتفاع ما نسبته 3.1 بالمائة. وسجلت واردات معدات النقل مليارًا و516 مليون ريال عُماني بارتفاع نسبة 13.5 بالمائة وسجلت واردات المنتجات الأخرى 4 مليارات و469 مليون ريال عُماني.

وتصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة عمليات التبادل التجاري في الصادرات غير النفطية بنهاية ديسمبر 2024 بما قيمته مليار و46 مليون ريال عُماني، بارتفاع نسبته 11 بالمائة عن نهاية ديسمبر 2023 وعمليات التبادل التجاري في إعادة التصدير من سلطنة عُمان؛ حيث بلغت قيمة إعادة التصدير إليها 569 مليون ريال عُماني، وأيضًا في الدول المصدرة لسلطنة عُمان بقيمة 3 مليارات و941 مليون ريال عُماني.

وجاءت المملكة العربية السعودية ثانيًا في الصادرات العُمانية غير النفطية وبما قيمته 849 مليون ريال عُماني تلتها الهند بـ 659 مليون ريال عُماني، فيما جاءت إيران في المرتبة الثانية في إعادة التصدير بما قيمته 359 مليون ريال عُماني ثم الكويت بـ117 مليون ريال عُماني، في حين جاءت الصين في المرتبة الثانية في الدول المصدرة لسلطنة عُمان بما قيمته مليار و830 مليون ريال عُماني تلتها الكويت بما قيمته مليار و692 مليون ريال عُماني.

مقالات مشابهة

  • الرئيس البرازيلي يقترح إنشاء مجلس تغير المناخ داخل الأمم المتحدة
  • منحة دولية لحركة طالبان من أجل مكافحة تغير المناخ
  • أسياد الجليد في خطر.. معركة الدب القطبي مع تغير المناخ
  • طالبان تحصل 10 ملايين دولار لمكافحة تغير المناخ
  • الحيتان.. عمالقة المحيط وسلاحه ضد تغير المناخ
  • 7.5 مليار ريال فائضًا تجاريًا.. و16.3% تراجعًا بالصادرات غير النفطية
  • الركود يضرب صناعة السيارات في تركيا.. ما الأسباب؟
  • انهيار أسعار السيارات| تخفيضات ضخمة من الوكلاء.. و175 ألف جنيه تراجع في قيمة كيا
  • 7.5 مليار ريال فائضًا بالميزان التجاري بنهاية 2024.. و16.3% تراجعًا بالصادرات غير النفطية إلى 6.23 مليار