واشنطن والرؤية االجديدة للشرق الاوسط
تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT
17 مارس، 2025
بغداد/المسلة:
محمد حسن الساعدي
منذ فوز دونالد ترامب بولاية ثانية لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية والنية أن يعيد لامريكا نفوذها على العالم خصوصا وإنها تتجه نحو هندسة اقتصادها على أساس الاقتصاد القومي وحتى بين الدول الحليفة لها،وترحيل الأزمات من الداخل إلى الخارج والذهاب نحو إعادة العمل بالتعامل المالي مع العالم وفقا رسوم كمركية وضرائب جديدة بالإضافة إلى إعلانه بأنه يسعى إلى جعل غزة فييرا جديدة لتكون متنزه لليهود الإسرائيليين إلى الأبد.
واشنطن تسعى إلى أن يكون للعالم أجمع دور في تطوير ترسانتها التسليحية لأنها تعتقد بأن هذا التطوير للاسلحة جاء لخدمة الحلفاء فبالتالي ينبغي عليهم أن يشاركوا في عملية التطوير من خلال تقديم الدعم المالي لها من حلفائها في العالم والذهاب نحو الاقتصاد الانفرادي والاعتماد على المخرجات المالية الداخلية كالضرائب والجمارك من أجل تحقيق توازن مالي داخلي للولايات المتحدة الأمريكية والضغط باتجاه ضم كندا إليها بالإضافة إلى فرض Grin land والضغط على المكسيك بشأن عمليات الهجرة المنظمة إلى الداخل الأمريكي.
الخطاب الإعلامي اعتمد على الشفافية والدعوة إلى حل الصراعات والنزاعات في العالم عبر الدبلوماسية وبدأ ينظر منذ حملته الانتخابية بالدعوة إلى ضرورة إنهاء الصراع في الشرق الأوسط قبل دخوله البيت الأبيض،ولكن في عمق سلوكه وقراراته التي اتخذها حال توليه أنهاء إعفاء العراق من استيراد الغاز من إيران الأمر الذي سبب حرجا للحكومة العراقية في ضمان توفير الغاز السائل لتشغيل المحطات الكهربائية في العراق،كما أن دعوته إلى تهجير الفلسطينيين من غزة وتوزيعهم على مصر والأردن، والذي هو الآخر قرار ينم عن رؤية جديدة للشرق الأوسط التي يبدو أن فيها بداية عصر جديد له.
أمسى واضحا من خلال سيطرة ترامب على البيت الأبيض وأختياره لنائب لا علاقة له بعمله إذ تم اختيار الفريق لكي ينفذ الأوامر فقط خلال فترة ولايته ما يعني أن الرئيس الأمريكي لا يرغب بفريق يناقشه في قرارته كدورته الأولى التي شابها الكثير من الاعتراضات على السياسات التي كان ينتهجها،بل يريد فريقا ينفذ الأوامر فقط دون مناقشة أو رفض أو استقالة من هذا أو ذاك ما يعطينا رسائل مهمة بأن أمريكا ذاهبة نحو هيمنة الحزب الجمهوري قبالة أفول وشيك للحزب الديمقراطي بصورة تدريجيا فبعد سيطرة ترامب على المحكمة العليا التي فيها ستة قضاة تم تعيينهم من قبل ترامب وربما نجد تعيينات أخرى بهذا الاتجاه.
الولايات المتحدة الأمريكية مقبلة على متغيرات مهمة خصوصاً بعد هيمنة الحزب الجمهوري على مجلس النواب والكونغرس والقضاء وإبعاد المنافسين ما يعني إن الأوضاع الداخلية ذاهبة نحو عدم الاستقرار إذا ما علمنا أن هناك صراعاً قويا ومحتدماً مع الخصوم اللدودين الصين وروسيا وكوريا الشمالية وهي جبهات متعددة تحتاج إلى سياسة خاصة تتعامل بها واشنطن مع هذه الدول الأمر الذي يعطينا رؤية بأن الولايات المتحدة الأمريكية دخلت في في الصراع الداخلي ومحاولة إثبات الوجود والسيطرة على العالم وهو بحد ذاته يعد سقوطا في الهاوية لأنه لا يمكن لها أن تحكم العالم لوحدها ولا يمكنها السيطرة على الاقتصاد العالم لوحدها لذلك فان العالم أجمع يرفض مثل هذه السياسة الانفرادية على حساب الآخرين ناهيك عن الإبادة الجماعية التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية ضد الأقليات وتحديدا في الشرق الاوسط،والتي باتت تأرقها وتجعلها تحت ضغوط غير مسبوقة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکیة
إقرأ أيضاً:
ترامب يعلن الحرب على الجامعات في الولايات المتحدة.. لن تنتهي بخير
شدد أستاذ علم الاجتماع في جامعة "ستوني بروك" بنيويورك في الولايات المتحدة، موسى الغربي، على أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلنت الحرب ضد جامعات النخبة الأمريكية، موضحا أن هذه الحرب "لن تنتهي بخير" بالنسبة للإدارة الأمريكية و"ستصبح مستنقعا".
وقال الغربي في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" وترجمته "عربي21"، إن نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس دعا إلى استراتيجية ضد جامعات النخبة الأمريكية تشبه سياسة "اجتثاث البعث"، في إشارة إلى عملية التطهير الشاملة في المؤسسات العسكرية والمدنية من أي شخص له علاقة بنظام صدام حسين.
وأضاف الغربي وهو مؤلف كتاب "لم نكن متيقظين أبدا: ثقافة التناقض بين النخبة الجديدة"، أن هذه السياسة لعبت بعد احتلال العراق عام 2003 دورا في ظهور التمرد، مما قوض قدرة الولايات المتحدة لتحقيق أهدافها في البلد.
وبطريقة مشابهة ورغم نصر "الصدمة والترويع" في جامعة كولومبيا، أعلنت جامعة هارفارد عن استعدادها للمواجهة والتي قد تلهم الجامعات الأخرى لاتباع مثالها، بسبب تصرفات إدارة ترامب، وفقا للغربي.
ويعترف الكاتب أن الجامعات تعاني من مشاكل حقيقية، فهيئة التدريس، وبخاصة في العلوم الإنسانية والاجتماعية، لا تمثل البلد بشكل كامل. وهي متجانسة أيديولوجيا بشكل يعيق القدرة على فهم الظواهر الاجتماعية الخلافية بدقة.
ورغم أن الأكاديميين يتمتعون بحرية استثنائية نظريا، إلا أن الجامعات تميل إلى أن تكون أماكن رقابية شديدة بسبب عوامل ثقافية. وفي الوقت نفسه، فإن العديد من المبادرات التي تنفذ باسم التنوع والمساواة والشمول ليست فعالة فحسب، بل تؤدي إلى نتائج عكسية مقارنة برسالتها المعلنة، حسب المقال.
وقال الكاتب إن تحركات البيت الأبيض في هارفارد وكولومبيا، وبشكل واضح طبيعة إصلاح التعليم العالي التي تحمل في طياتها بذور الهزيمة الذاتية. ففي حالة جامعة كولومبيا، منحت إدارتها ترامب كلَ ما طلبه قبل الموعد النهائي المحدد وبدون مقاومة. مما منح البيت الأبيض فرصة كبيرة. ففي ظل الظروف التي تضاف إليها العديد من التنازلات المتنافسة والمصحوبةً بمخاطر عالية وحالة عدم يقين، تميل المؤسسات إلى تقليد "المبادرة"، وبخاصةً إذا كانت تلك المبادرة مؤسسةً مرموقةً مثل جامعة كولومبيا.
ولو كان البيت الأبيض يبحث فعلا عن محفزات للجامعات الأخرى ودفعها على التراجع كما فعلت جامعة كولومبيا، لكان عليه الاعتراف بامتثالها، وشكرها على موقفها التصالحي، وتحرير جزء من الأموال المعلقة، وفقا للمقال.
وأضاف الكاتب أن الخطوة الذكية في هذه الحالة هي مكافأة الجامعات التي تمتثل بسرعة، وجعل الجامعات التي ترفض عبرة لغيرها. وبدلا من ذلك، ردت إدارة ترامب على تنازلات جامعة كولومبيا بتصعيد انتقاداتها للجامعة ورفضها الإفراج عن أي دولار مجمد. بعبارة أخرى، ردت الإدارة على ضعف جامعة كولومبيا بتصعيد الضغوط، حتى أنها سعت إلى فرض رقابة فيدرالية كجزء من الاتفاق. ولأنها انتشت بنصرها على كولومبيا، فقد صعدت الإدارة مطالبها من الجامعات الأخرى أيضا.
ورد البيت الأبيض يوم الاثنين على جامعة هارفارد بتجميد تمويل فدرالي إضافي قدره 2.2 مليار دولار، وإصدار قائمة مطالب من شأنها أن تشكل تدخلا أكثر صرامة في نزاهة المؤسسة وأدائها الأساسي. كانت هذه المطالب متعدية وواسعة النطاق، بل إنها تعارضت مع بعضها البعض مباشرة. فعلى سبيل المثال، طالبت إدارة ترامب جامعة هارفارد بمراجعة التكوين الأيديولوجي لأعضاء هيئة التدريس والطلاب فبالنسبة لأي وحدة تعتبر غير متنوعة بما يكفي، ستلزم الجامعة بقبول المزيد من الطلاب أو توظيف المزيد من أعضاء هيئة التدريس، وذلك بناء على آرائهم الأيديولوجية.
ويعد هذا نظام عمل إيجابي وحصص للمحافظين، على الرغم من معارضة الرئيس الشديدة لمثل هذه السياسات في سياقات أخرى.
علاوة على ذلك، طالب البيت الأبيض جامعة هارفارد بفحص طلبات الطلاب الأجانب المحتملين لاستبعاد المتقدمين الذين قد يكونون "معاديين للقيم والمؤسسات الأمريكية" أو "داعمين للإرهاب أو معاداة السامية". كما طلب من الجامعة تهميش أو إبعاد أعضاء هيئة التدريس والإداريين الذين يبدون "أكثر التزاما بالنشاط السياسي منه بالعلم".
ومع ذلك، فرغم إلزام هارفارد بتطبيق عدة اختبارات حاسمة جديدة قائمة على أسس أيديولوجية للقبول والتوظيف، فإن وثيقة المطالب نفسها تلزم الجامعة أيضا "بإلغاء جميع المعايير والتفضيلات والممارسات، سواء كانت إلزامية أو اختيارية، في جميع عمليات القبول والتوظيف، والتي تُعتبر بمثابة اختبارات حاسمة أيديولوجية"، حسب المقال.
وعلق الكاتب أنه من المستحيل حرفيا الإلتزام بهذا الأمر، أي إلغاء جميع الاختبارات الأيديولوجية الحاسمة مع فرض المزيد منها. وقد أظهر مثال جامعة كولومبيا أن هناك فائدة ضئيلة من المحاولة. ونتيجة لذلك، لم يكن أمام إدارة جامعة هارفارد إلا خيارات قليلة بل التحدي.
ولفت الكاتب إلى أنه بعد أن اختارت هارفارد طريق المقاومة، فمن المرجح أن تحذو مؤسسات أخرى حذوها. وباختصار، تعقدت مساعي ترامب لإصلاح التعليم العالي بسبب أفعال ترامب نفسه. ولدى هارفارد المال الكافي للعيش بدون تمويل فدرالي بينما تخوض معركة قضائية ضده، حتى أنها قد تصل إلى حد تجاوز هذه الإدارة تماما.