فايننشال تايمز: بعد ترامب على حلفاء واشنطن بآسيا مراجعة سياساتهم الدفاعية
تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT
قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن التغيير الذي أحدثه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سياسة بلاده الخارجية دفعت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى الإسراع بإعادة النظر جذريا في سياساتها الدفاعية، بعد أن تحولت الولايات المتحدة إلى شريك لا يُعوَّل عليه كثيرا.
وأضافت -في مقال رأي لهيئة تحريرها- أن هذا التغيير رغم أنه لم يستأثر باهتمام حلفاء واشنطن في منطقة آسيا والمحيط الهادي بشكل كبير، فإن الآثار المترتبة عليه عميقة.
وأوضحت أن صعود الصين بوتيرة أقوى من روسيا يشكل تحديا بالغ الأثر على الأنظمة الديمقراطية في تلك المنطقة التي ظلت تعتمد على قوة الولايات المتحدة في صون أمنها.
ويتسم هذا التحدي بالحدة لا سيما بالنسبة لليابان وكوريا الجنوبية، التي لطالما كان تحالفهما مع الولايات المتحدة يمثل الركيزة الأساسية لأمنهما منذ خمسينيات القرن المنصرم.
علاقات قويةووفق الصحيفة، فقد بدا ظاهريا أن علاقات البلدين قوية، حتى إن البعض في طوكيو شعر بالاطمئنان بعد البيان المشترك الذي صدر عقب اللقاء الذي جمع الشهر الماضي في البيت الأبيض الرئيس ترامب ورئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا، الذي تحدث عن عصر ذهبي في العلاقات الثنائية.
إعلانوقد حذر البيان الصين من أي محاولة لاستخدام القوة والإكراه لتغيير الوضع الراهن في بحر شرق الصين والتشديد على أهمية الاستقرار في مضيق تايوان.
وتنظر هيئة تحرير فايننشال تايمز إلى المسألة بشكل مختلف، فهي تعتقد أن هناك سببا وجيها للتشكيك في التزام ترامب تجاه تايوان، ذلك لأن الرئيس الأميركي لا يُبدي أي إشارة تدل على استعداده لبذل الغالي والنفيس من أجل جزيرة يتهمها بسرقة صناعة أشباه الموصلات الأميركية.
لكنها تعتقد في مقالها أن استيلاء الصين على تايوان من شأنه أن يكتب نهاية لعصر السلام الأميركي (باكس أميركانا) في آسيا، ويسمح لبكين بالسيطرة على ممرات النقل البحري الحيوية لاقتصادات اليابان وكوريا الجنوبية.
ما ينبغي فعلهوجاء في المقال أن البعض في كلتا الدولتين سيرحب بالابتعاد عن الهيمنة الأميركية، إلا أن تجنب السقوط في حبائل الصين يستوجب من اليابان وكوريا الجنوبية إنفاق مزيد من الأموال على الدفاع، وهو ما قد يخفف من شكاوى الولايات المتحدة من أنهما يستغلانها. وتنصح الصحيفة البلدين بالعمل بشكل أوثق مع الدول الديمقراطية في المنطقة وخارجها.
وتشير إلى أن الأمر لا يقتصر على اليابان وكوريا الجنوبية وحدهما، ولذلك ترى هيئة تحرير فايننشال تايمز أن تراجع الثقة في المظلة النووية الأميركية سيدفع لا محالة بعض الحلفاء إلى التفكير في إنشاء قوات ردع نووية خاصة بهم، وهو خيار قيد النظر في سول.
أما طوكيو فتبدو أكثر تحفظا، إذ تعتقد أن المضي قدما في إنشاء مثل هذا الرادع قد يوجه ضربة قوية لجهود الحد من الانتشار النووي في العالم. وليس من الواضح حتى الآن ما إذا كان السياسيون في اليابان وكوريا الجنوبية مستعدين للتعامل مع مثل هذه القضايا الشائكة، طبقا للمقال.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان ترجمات الیابان وکوریا الجنوبیة الولایات المتحدة فایننشال تایمز
إقرأ أيضاً:
الصين تدعو الولايات المتحدة إلى إلغاء الرسوم الجمركية
دعت الصين، اليوم الأحد، الولايات المتحدة إلى "إلغاء" الرسوم الجمركية المتبادلة بشكل كامل، بعد إعلان واشنطن عن إعفاءات للإلكترونيات الاستهلاكية ومعدات تصنيع الرقائق.
وقال متحدث باسم وزارة التجارة الصينية في بيان "نحث الولايات المتحدة على اتخاذ خطوة كبيرة لتصحيح أخطائها وإلغاء الممارسة الخاطئة المتمثلة في فرض الرسوم الجمركية المتبادلة بشكل كامل والعودة إلى المسار الصحيح من الاحترام المتبادل".
وجاء في إشعار صادر عن مكتب الجمارك وحماية الحدود الأمريكي في وقت متأخر من يوم الجمعة الماضي أن الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وشرائح الذاكرة وغيرها من المنتجات سيتم استبعادها من الرسوم العالمية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الشهر.
وقالت وزارة التجارة الصينية إن الإعفاءات كانت "خطوة صغيرة" من جانب واشنطن وإن الصين "تقيم تأثير" القرار.
يأتي ذلك في الوقت الذي دخلت فيه الرسوم الجمركية الانتقامية الصينية بنسبة 125% على السلع الأمريكية حيز التنفيذ يوم السبت، حيث تقف بكين في موقف متحدي في مواجهة أكبر شريك تجاري لها.
وستستفيد من الإعفاءات شركات التكنولوجيا الأمريكية مثل إنفيديا وديل وكذلك شركة أبل التي تصنع هواتف آيفون ومنتجات متميزة أخرى في الصين.
لا تزال أغلب السلع الصينية تخضع لضريبة شاملة بنسبة 145% بعد استبعاد البلاد من إعفاء جمركي لمدة 90 يوما.