دراسة تكشف تأثير تقليل استخدام الهواتف الذكية على نشاط الدماغ
تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT
تأثير الهواتف الذكية على الدماغ.. سلطت دراسة حديثة الضوء على التأثيرات التي يمكن أن تحدث على نشاط الدماغ عند تقليل استخدام الهواتف الذكية، مما يعزز الفكرة القائلة بأن التكنولوجيا الحديثة تؤثر بشكل كبير على الوظائف العصبية.
ووفقا لصحيفة «الشرق الأوسط»، شملت الدراسة 25 شابًا بالغًا تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا، حيث طُلب منهم تقليل استخدامهم للهواتف الذكية لمدة 72 ساعة، مع السماح لهم فقط بالاتصال الأساسي والأنشطة المتعلقة بالعمل.
وقام باحثون من جامعتي هايدلبرغ وكولونيا في ألمانيا باستخدام عمليات مسح بالرنين المغناطيسي (MRI) واختبارات نفسية قبل وبعد فترة تقليل استخدام الهواتف، بهدف تحديد التأثيرات على الأنماط العصبية والنشاط الدماغي للمشاركين.
وأوضح الباحثون في ورقتهم البحثية المنشورة: «استخدمنا نهجًا طولياً لدراسة آثار تقليل استخدام الهواتف الذكية لدى مستخدميها». وأظهرت النتائج وجود ارتباطات بين التغيرات في تنشيط الدماغ مع مرور الوقت وأنظمة الناقل العصبي المرتبطة بالإدمان.
بعد فترة الـ72 ساعة، تم عرض مجموعة من الصور على المشاركين، بما في ذلك صور للهواتف الذكية أثناء التشغيل والإيقاف، بالإضافة إلى صور أخرى ذات طابع حيادي مثل القوارب والزهور. تبين أن صور الهواتف الذكية تسببت في تغييرات في أجزاء الدماغ المسؤولة عن معالجة المكافأة والشغف، والتي كانت مشابهة لتلك المرتبطة بإدمان المواد مثل النيكوتين والكحول.
كما أظهرت الدراسة أن التغيرات التي لوحظت في الدماغ كانت مرتبطة بأنظمة الدوبامين والسيروتونين، وهما ناقلان عصبيان مسؤولان عن السلوك القهري والتحكم في المزاج، مما يعزز فرضية أن الهواتف الذكية قد تكون مسببة للإدمان.
ومع ذلك، أظهرت الاختبارات النفسية أنه رغم التقييد في استخدام الهواتف، لم يشعر المشاركون بأي تغيرات كبيرة في مزاجهم أو رغبة شديدة في استخدامها. وأفاد بعض المشاركين بتحسن في مزاجهم، ولكن لم تظهر هذه التحسينات بشكل واضح في البيانات.
ورغم أن الدراسة لم تتعمق في الأسباب الدقيقة التي تؤدي إلى تغييرات نشاط الدماغ بسبب استخدام الهواتف، إلا أن الباحثين يشيرون إلى أن هناك عوامل متعددة قد تساهم في هذه التغيرات. قد لا تكون جميع الأنشطة المرتبطة بالهواتف مسببة للإدمان بنفس الدرجة.
وأشار الباحثون إلى أنه «بياناتنا لا تفصل بين الرغبة في استخدام الهواتف الذكية والرغبة في التفاعل الاجتماعي، حيث إن هاتين العمليتين مرتبطتين ارتباطًا وثيقًا في العصر الحالي».
على الرغم من أن الهواتف الذكية لم تكن موجودة منذ أكثر من 20 عامًا، إلا أن العلماء بدأوا في فهم تأثيراتها على حياتنا وأدمغتنا، حيث نشهد بعض الأعراض الدقيقة للانسحاب التي تحدث عندما نغيب عن هواتفنا لبضع دقائق.
في الختام، أكدت الدراسة أن «الآليات العصبية التي تم تحديدها قد تعزز السلوك الإدماني بشكل كبير لدى الأشخاص المعرضين لخطر الاستخدام المفرط للهواتف الذكية».
اقرأ أيضاًدراسة صينية تكشف آلية رئيسية وراء علاج السرطان بالأيونات الثقيلة
دراسة تكشف مخاطر الهواتف على نشاط الأطفال الحركي «فيديو»
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أعراض الانسحاب الإدمان الرقمي الدراسة العصبية الدوبامين الرنين المغناطيسي السيروتونين الناقلات العصبية تأثير التكنولوجيا تأثير الهواتف الذكية تقليل استخدام الهواتف نشاط الدماغ استخدام الهواتف الذکیة نشاط الدماغ
إقرأ أيضاً:
هل تصبح الهواتف المحمولة شيئا من الماضي؟.. زوكربيرغ يتوقع هيمنة النظارات الذكية على العالم الرقمي
سيطرت الهواتف الذكية على حياتنا اليومية منذ ثلاثة عقود ماضية وحتى الآن، حيث بدأت أهميتها تزيد يومًا بعد يوم، وبدأت تدخل كعضو هام ضمن أساسيات الحياة.
وتنبأ مارك زوكربيرج بزوال الهواتف المحمولة، الجهاز الذي نعتمد عليه يومياً، موضحًا أنه سيصبح من الماضي في القريب العاجل، كما توقع أن تُصبح النظارات الذكية خلال أقل من عقد، وسيلة اتصالنا الرئيسية بالعالم الرقمي، ما يجعل الهواتف الذكية شيئاً من الماضي، بحسب ما ذكره موقع «Dailygalaxy».
قد يبدو الأمر مستحيلًا عند بعض الأشخاص، إلا أن السباق بينهما قد بدأ بالفعل، حيث أنفقت ميتا وآبل وغيرهما من الشركات العملاقة في مجال التكنولوجيا، مليارات الدولارات في الواقع المُعزز والذكاء الاصطناعي لجعل هذا المستقبل واقعًا ملموسًا، السؤال هو: هل نحن مستعدون حقًا للتخلي عن هواتفنا إلى الأبد؟، حيث أصبحت الهواتف الذكية عبئًا أكثر من كونها وسيلة راحة، حيث أنها تسيطر على حياتنا اليومية والاجتماعية والمهنية والعائلية، حتى باتت تتحكم بينا بدلًا من تحكمنا نحن بها.
ومع الإشعارات اللا نهائية التي يستقبلها الفرد يوميًا، وإرهاق الشاشة، والحاجة المُستمرة للبقاء على اتصال دائم مع المجتمع الخارجي، سئم المواطنين من التحديق في شاشات الأجهزة المحمولة طوال اليوم، ويعتقد خبراء التكنولوجيا أن الابتكار الكبير القادم، لن يكون في مثابة ترقية الهواتف الذكية، بل في استبدالها كليًا.
ويتخيل زوكربيرج عالمًا لن تضطر فيه أبدًا لإخراج جهاز من جيبك مرة أخرى، وبدلاً من ذلك، سيتم عرض جميع تفاعلاتك الرقمية والرسائل النصية والمكالمات والملاحة والترفيه، بسلاسة أمام عينيك باستخدام النظارات الذكية.
لكن رؤية زوكربيرج ليست مجرد تكهنات، بل إنها تتشكل بالفعل، حيث يُوصف مشروع أوريون من ميتا، الذي كُشف عنه في فعالية ميتا كونيكت 2024، بأنه أكثر النظارات الذكية تطورًا على الإطلاق، وتتميز هذه النظارات المستقبلية بشاشات ثلاثية الأبعاد تعرض صورًا افتراضية في العالم الحقيقي، مما يتيح إرسال الرسائل النصية أو المكالمات أو التنقل دون الحاجة إلى استخدام الهاتف الجوال.
على عكس تجارب الواقع المعزز السابقة، فإن أوريون ليس مجرد جهاز، بل هو مصمم ليحل محل الهاتف الذكي تمامًا، وبفضل تتبع العين والأوامر الصوتية وإيماءات اليد، يمكن للمستخدمين التفاعل مع المحتوى الرقمي بسهولة.
ولم تستكفى ميتا إلى هذا الحد، بل قامت بالتعاون مع راي بان لتوفير النظارات الذكية للجميع، والتي تجمع بين تصميم راي بان المميز وتقنية ميتا المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتجمع الكاميرات ومكبرات الصوت والتحكم الصوتي في إطار أنيق.
وبالرغم من أنها ليست متقدمة مثل أوريون، إلا أن هذه النظارات تمثل خطوة حاسمة نحو جعل أجهزة الواقع المعزز القابلة للارتداء شائعة الاستخدام، وإذا اعتاد الناس على استخدام النظارات للموسيقى والصور والمكالمات، فسيكون التحول عن الهواتف الذكية أكثر طبيعية.
لكن اختفاء الهواتف لن يسير بهذه السهولة، حيث تواجه النظارات الذكية تحديات هائلة، والتي تتمثل في: «عمر البطارية - قوة المعالجة - مخاوف كبيرة تتعلق بالخصوصية - الشعور بالراحة مع وجود كاميرات تعمل دائمًا - وجود ذكاء اصطناعي يتتبع كل ما تراه».
وبجانب ذلك، وبحسب ما ذكر في التاريخ أن التكنولوجيا القديمة لا تختفي بين عشية وضحاها، فقد استمرت الخطوط الأرضية لعقود بعد أن حلت الهواتف المحمولة محلها، ولا يزال بعض المواطنين يفضلون أجهزة الكمبيوتر المكتبية على أجهزة الكمبيوتر المحمولة، قد لا يختفي الهاتف الذكي تمامًا، ولكنه قد يتلاشى في الخلفية مع احتلال النظارات مركز الصدارة.
اقرأ أيضاً«فيجن برو».. أبل تعتزم إطلاق إصدار جديد من نظارتها الذكية للواقع المختلط
مشروع «أسترا» من جوجل: إعادة تعريف البحث الإلكتروني باستخدام الذكاء الاصطناعي
«جوجل» تطلق نظام «أندرويد XR» المصمم لتعزيز تجارب الواقع المختلط