مياه فوكوشيما "الملوثة".. هل تكون مقدمة أزمة دبلوماسية إقليمية؟
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
في خطوة نحو تفكيك المحطة النووية التي تسببت بواحدة من أسوأ الكوارث النووية في العالم قبل 12 عاماً.. أعلنت اليابان، خطة لبدء تصريف أكثر من مليون طن، من المياه المشعة المعالجة من محطة فوكوشيما للطاقة النووية في المحيط الهادئ.
وتضم محطة فوكوشيما 1.3 مليون طن من المياه عبر تنقية مخصصة تُعرف "بنظام المعالجة السائلة المتقدم"، في أعقاب ذوبان 3 مفاعلات إثر زلزال قوي قبالة الساحل الياباني في مارس (آذار) 2011.
واعتبر رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، أن خطوة تفريغ المياه في المحيط مسألة لا يمكن تأجيلها، وتعهد ببذل أقصى جهد للتخلص من المياه المعالجة، لكن هذه الخطة تواجه بانتقادات من الصين والمعارضة في كوريا الجنوبية.وأعطت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي وكالة الأمم المتحدة التي تعنى بالطاقة النووية، الضوء الأخضر للخطة في يوليو (تموز)، وقالت إنها تستوفي المعايير الدولية وإن تأثيرها على الأفراد والبيئة "يكاد لا يذكر".
ما وراء الأكمةويؤكد أستاذ العلاقات الدولية والتنمية السياسية الدكتور غازي فيصل حسين، أن "البيانات الصادرة عن السلطات اليابانية المختصة تشير إلى أن تصريف المياه المعالجة آمن، إلا أن الصين ودولاً عديدة في المحيط الهادي لديها خشية من التلوث والكوارث البيئية"، مشيراً إلى أن "الخلافات بين اليابان والصين أعمق من قضية تصريف المياه المعالجة".
وقال حسين: "يؤجج النزاع على الجزر بين اليابان والصين استمرار التباين في التوجهات السياسية الخارجية لكلا البلدين، إلى جانب إثارة المصالح الاقتصادية، والحسابات الإقليمية وإثارة المشاعر القومية التي قد تدفع لاندلاع الحرب بين البلدين".
#الصين تتصدر التحديات الإستراتيجية أمام #اليابان
https://t.co/EgMIj8sxYG
وتصاعد التوتر بين الصين واليابان بعد أن أعلنت طوكيو أنها اشترت ثلاثاً من خمس جزر في أرخبيل تسميه "سينكاكو"، وهذه الجزر الواقعة في بحر الصين الشرقي غير مأهولة وصغيرة.
وأضاف حسين أن "أهميتها تكمن في أنها نقطة يبدأ منها تحديد المنطقة الاقتصادية والمياه الإقليمية لليابان، وقد تكون غنية بالغاز والنفط، كما أنها تتمتع بموقع إستراتيجي قريب من ممرات الملاحة البحرية، وتزخر مياهها بالثروة السمكية".
وأوضح أن "النزاع على هذه الجزر قديم، وسبق أن أدى الى تأزم العلاقات بين البلدين في مناسبات عدة في الماضي".
مخاوف الحرب وقال حسين إنه "على الرغم من التوتر الإعلامي وارتفاع وتيرة المشاعر القومية والتعصب الوطني، لدى شرائح واسعة من المواطنين في كلا البلدين، اللذين تبلغ تجارتهما البينية أكثر من ثلاثمائة مليار دولار في السنة، فإن المرجح تكثيف التحركات الدبلوماسية لاحتواء مزيد من التوتر".وأضاف "تجعل حقائق الواقع أن الحرب التقليدية بين البلدين مستبعدة، كما أن الولايات المتحدة لن تلقي بثقلها إلى جانب طرف مقابل الآخر، فإن كانت اليابان أقرب وأهم حلفائها بالمنطقة فإن الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم".
خصومة ممتدة
من جانبه يرى أستاذ العلاقات الدولية حسن شيخ علي نور، أن "الخصومة بين الصين واليابان ممتدة منذ فترة ليست بالقريبة"، مشيراً إلى "دور صيني محدود وخيارات ضيقة في التعامل مع خطة اليابان لتصريف مياه المحطة النووية في المحيط الهادئ".
وقال: "بطبيعة الحال كانت اليابان مند الحرب العالمية الثانية خصماً رئيسياً للصين، وفيما يخص تصريف المياه المعالجة فإن الصين لن تستطيع الوقوف أمام قرار اليابان بهذا الصدد، لأنها لا تمتلك خيارات كثيرة للتعامل مع قرار اليابان".
وأشار إلى أن "قمة كامب ديفيد بين الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكوريا الجنوبية، هي جزء من صراع عالمي بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية حول المحيط الهادئ والهندي".
#أمريكا و #اليابان تخططان لتطوير صاروخ "فرط صوتي"
https://t.co/8LhbDRvB81
وأضاف علي نور "اليابان وكوريا الجنوبية تقعان في محور صراع فعلي إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية ضد الصين، للتعامل مع تهديدات قد يسببها ملف ضخ المياه المعالجة في المحيط الهادئ أو ملف تايوان".
وختم أستاذ العلاقات الدولية حديثه بالقول: "أرى أن الضجيج الحالي لا يتجاوز الاستهلاك الإعلامي"، مستبعداً "لجوء الصين أو الولايات المتحدة وحلفائها اليابان وكوريا الجنوبية لتصعيد الاستفزازات المتبادلة في الوقت الراهن، رغم تمسك اليابان بخطتها لتصريف المياه في المحيط الهادئ".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني اليابان الصين الولایات المتحدة فی المحیط الهادئ المیاه المعالجة تصریف المیاه
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع الأمريكي: اليابان شريك لا غنى عنه لردع الصين
بغداد اليوم - متابعة
أكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، اليوم الإثنين (31 آذار 2025)، أن اليابان تلعب دوراً لا غنى عنه في ما أسماه "التصدي للعدوان الصيني" من خلال مساعدة واشنطن على بناء ردع "فعال" في المنطقة، بما يشمل مضيق تايوان.
وقال هيجسيث لنظيره الياباني جين ناكاتاني خلال اجتماع في طوكيو: "نتشارك روح المحارب التي تميز قواتنا".
وأضاف أنه "من الضروري أن تبذل الدولتان المزيد من الجهد لتسريع تعزيز قدراتهما العسكرية في وقت تواجه فيه المنطقة تصاعد الأنشطة العسكرية الصينية واحتمالية حدوث طوارئ في تايوان".
كما أعلن هيجسيث عن ترقية القيادة الحالية في اليابان، "قوات الولايات المتحدة في اليابان"، بوضع قائد عمليات موحد ليعمل كمقر قيادة مشتركة للتواصل مع نظيره الياباني والعمل كمقر "للحرب" لتعزيز سرعة وقدرة العمليات المشتركة لقواتهم.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) وصفت اليابان بأنها "ركيزة أساسية للسلام والأمن في المحيطين الهندي والهادي"، وأشار إلى أن حكومة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مثل الإدارات السابقة، ستواصل التعاون الوثيق مع حليفها الآسيوي الرئيسي.