بعد قضية شركة "هوواي".. كيف يُنظم البرلمان الأوروبي عمل جماعات الضغط؟
تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT
أثار تحقيق جديد حول الفساد في البرلمان الأوروبي جدلًا واسعًا في الأوساط المحلية. وذلك بعدما قامت السلطات البلجيكية بتفتيش مكاتب شركات الاتصالات الصينية "هواوي" واعتقال عدد من الأفراد للاشتباه في تدخل الشركة في قرارات البرلمان. الأمر الذي يطرح سؤالًا محوريًا: من هي جماعات الضغط وكيف تعمل؟
برز الضغط السياسي (lobbying) كعنصر أساسي في فضيحة الفساد التي تهز البرلمان الأوروبي، مما يجعل الحاجة إلى إعادة النظر في هذا الملف أمرًا ملحًا، لفهم كيفية تعامل المؤسسة التشريعية الأوروبية معه.
لا يستخدم الاتحاد الأوروبي عبارة "جماعة ضغط" للإشارة إلى المؤثرين على القرارات السياسية أو التشريعية (لوبيات)، بل يستخدم عبارة "ممثل المصالح"، ويعرّفها بأنها "أي شخص طبيعي أو اعتباري، أو مجموعة أو جمعية أو شبكة رسمية أو غير رسمية، تشارك في [...] أنشطة بهدف التأثير في صياغة أو تنفيذ السياسات أو التشريعات، أو في عمليات صنع القرار"، في الاتفاقات بين المؤسسات التي صيغت في عام 2021.
وبعبارة أخرى، يُعتبر أي شخص ينظم فعاليات تتناول التشريعات أو يشارك في المشاورات مع المفوضية أو يكتب رسائل مفتوحة حول الموضوعات الحالية من جماعات الضغط.
وعادة ما تكون شركات التكنولوجيا أو الأدوية أو شركات الأغذية الزراعية من أبرز الجماعات التي تؤثر على صناعة القرارات السياسية، غير أن تأثيرها واسع لا ينحصر بما ذُكر، بل يتعدى إلى قطاعات أخرى، مثل حماية البيئة أو صناعة السينما أو حتى القهوة.
Relatedالتحقيق مع مساعديْ نائبين في البرلمان الأوروبي في قضية فساد تتعلق بشركة هواويخبير أوروبي: نظام الأخلاقيات في البرلمان الأوروبي "غير مؤهل للمهمة"تحقيقات فساد تطال "هواوي" الصينية وحظر لدخول ممثليها البرلمان الأوروبيولا مشكلة في الغالب من أن تؤثر هذه الجماعات على السياسة، إذ يعتبر هذا النشاط قانونيًا - حتى أنه مذكور في معاهدة الاتحاد الأوروبي - طالما لم يكن التأثير مقابل المال، فيتحول بذلك إلى فساد.
في هذا السياق، تنص مدونة "قواعد سلوك المشرعين" على أنه يحظر على أعضاء البرلمان الأوروبي "التماس أو قبول أو تلقي أي منفعة مباشرة أو غير مباشرة أو أي مكافأة أخرى، إن كانت نقدية أو عينية، مقابل سلوك معين في نطاق العمل البرلماني للعضو"، وعليهم "السعي بوعي لتجنب أي موقف قد ينطوي على رشوة أو فساد أو تأثير غير مستحق".
كما يتعين على أعضاء البرلمان الإعلان عن أي هدايا يتلقونها وتفوق قيمتها 150 يورو، ليتم الاحتفاظ بسجل عام لها.
في الوقت الحالي، هناك 13,762 منظمة وأكثر من 50,000 شخص معترف بهم رسميًا كـ"ممثلين للمصالح" من قبل الاتحاد الأوروبي، ويزداد العدد يومًا بعد آخر. ولكن من غير الواضح مدى انخراط تلك الجماعات في عمليات التأثير أو الضغط.
وللدخول إلى البرلمان الأوروبي كـ" ممثل مصالح"، يجب أن تكون الجهة مدرجة في سجل الشفافية - وهو فهرس يظهر جماعات الضغط ويعرض معلومات عنها مثل أهداف المنظمة وميزانيتها والاجتماعات التي عقدتها مع المشرعين ومسؤولي المفوضية الأوروبية.
وبمجرد إدراجها، يتوجب على "ممثلي المصالح" احترام مدونة قواعد السلوك التي تحظر محاولة الحصول على معلومات أو قرارات بطريقة غير شريفة أو باستخدام ضغوط لا مبرر لها أو سلوك غير لائق.
وفي حال لم يتم احترام المدونة، يمكن أن تواجه الشركات حظرًا من دخول البرلمان الأوروبي.
كيف تطبق القواعد؟
في حين أن هنالك تسجيلًا رسميًا للمشاركة في عملية صنع القرار، إلا أن هذا الإجراء لا يعبر عن العمل الحقيقي أو عدد جماعات الضغط. فالمؤتمرات التي تنظمها جهات معينة مثل مراكز الأبحاث أو المجموعات السياسية أو وسائل الإعلام، على سبيل المثال، قد توفر فرصًا لممارسة الضغط التي تظل غير منظمة.
من جهة ثانية، تبرز تساؤلات حول كيفية تحديث السجلات الخاصة بجماعات الضغط، حيث لا يستطيع البرلمان إجبار الشركات على إجراء التحديثات.
في حديثه إلى "يورونيوز"، قال ألبرتو أليمانو، أستاذ قانون جان مونيه في كلية الدراسات العليا في الاتحاد الأوروبي في باريس، إن وجود نظام لقواعد الضغط لدى البرلمان والمؤسسات الأوروبية الأخرى يعني أن هناك رقابة ذاتية.
ويتابع: "من حيث التصميم، فإن النظام لا يفي بالمطلوب، وهو مصمم لكي لا يعمل، لأنه لا توجد حوافز سياسية للرئيس في البرلمان الأوروبي، الذي هو أيضًا عضو في حزب سياسي لتطبيق تلك القواعد، لأنه إذا تم تطبيقها، أولاً، يمكن أن تضر بحزبه. وأعتقد أن هذا هو ما يفسر حقًا سبب عدم ملاءمة نظام الأخلاقيات الأوروبي الحالي للوظيفة".
ووفقًا لأليمانو، لا يزال أعضاء البرلمان الأوروبي الحاليين والسابقين قادرين على ممارسة النفوذ في البيئة الحالية.
ويردف: "لا يزال يُسمح لأعضاء البرلمان الأوروبي اليوم بأن يكون لديهم وظائف جانبية بحيث يمكنهم أن يكونوا أعضاء في البرلمان الأوروبي، ولكن أيضًا محامين، وجماعات ضغط، ومناصرين لأنواع مختلفة من القضايا في المجتمع التي تضعهم في حالة تضارب مصالح".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية دراسة تكشف: الفقر يعجّل بالشيخوخة ويزيد الأمراض مسلسل الفظاعات بالسودان: العثور داخل بئر على جثث أطفال ونساء قتلوا على يد الدعم السريع انتظار يائس للطعام أمام الجمعيات الخيرية في غزة.. الحصار الإسرائيلي يفاقم معاناة السكان جماعات الضغط ـ شركات الضغطهواويالبرلمان الأوروبيفسادتحقيقالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل سوريا دونالد ترامب ضحايا إيران الحوثيون إسرائيل سوريا دونالد ترامب ضحايا إيران الحوثيون هواوي البرلمان الأوروبي فساد تحقيق إسرائيل سوريا دونالد ترامب ضحايا إيران بنيامين نتنياهو الحوثيون لبنان غزة قطاع غزة أبحاث طبية حركة حماس فی البرلمان الأوروبی الاتحاد الأوروبی أعضاء البرلمان جماعات الضغط یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
انتظار رد حماس - صحيفة عبرية تتحدث عن آخر مستجدات مفاوضات غزة
قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن إسرائيل تنتظر حالياً رد من حركة حماس على الإنخراط في مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة .
وأضافت الصحيفة، ان إسرائيل تأمل في أن يُسهم الضغط العسكري على حركة حماس في دفعها نحو إبرام صفقة تبادل.
إقرأ أيضاً: 4 شهداء وإصابات في غارات إسرائيلية على قطاع غزة اليوم
واكدت نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين أن الضغط العسكري والسياسي على حماس يُحقق نتائج، قائلين: "هذا الضغط يحرّك الأمور ويدفعها نحو التقدم".
وبحسب الصحيفة تأمل إسرائيل بالوصول إلى مرحلة تبدأ فيها محادثات تفصيلية، تُعرف باسم "محادثات التقارب"، والتي قد تُعقد في القاهرة أو الدوحة، وتُبدي إسرائيل استعدادها للمشاركة في هذه المحادثات، بلقاءات مباشرة بين طاقم المفاوضين الإسرائيليين والوسطاء، إذا اقتضت الحاجة.
وفي هذه الأثناء، تُجرى الاتصالات حتى من دون أن يسافر فريق التفاوض إلى الخارج، وقال مصدر مطّلع على التفاصيل: "هناك إصرار كبير جداً على استغلال الفرصة ومواصلة تحرير المحتجزين بأسرع ما يمكن".
وأوضحت أن الوفد المفاوض الإسرائيلي يجري مباحثات مكثفة مع الوسيط المصري وبالتنسيق مع الولايات المتحدة لإتمام صفقة تبادل.
وأشارت نقلاً عن مسؤول إسرائيلي إلى أن الكرة الآن مع حماس التي رفضت مقترح الإفراج عن 11 أسيرًا إسرائيليًا.
ولفتت الصحيفة إلى أن "الوفد الإسرائيلي يحاول الإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الأحياء مع بداية أي صفقة قادمة".
وتابعت بأن "إسرائيل على استعداد لإخراج وفد للقاء الوسطاء في القاهرة أو الدوحة لإجراء مباحثات"، وأعلنت أن "الضغط العسكري سيستمر في غزة طالما لم تتوصل إسرائيل لاتفاق مع حماس بشأن الصفقة".
وفي ذات السياق من المقرر أن يتوجه وفد رفيع المستوى من حركة حماس الى العاصمة المصرية القاهرة اليوم السبت، بناءً على دعوة من مصر.
وقال مصدر قيادي في حماس، إن الحركة لم تتلقّ أي عروض جديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، فيما أعلن مسؤول إسرائيلي تسليمهم الرد على المقترح المصري الأخير.
وأضاف المصدر القيادي في حماس لقناة الجزيرة، أن الحركة وافقت على آخر مقترح تسلمته من الوسطاء، وأعلنت ذلك بوضوح قبل عيد الفطر .
وأشار إلى أن الحركة منفتحة على أي مقترحات جديدة من شأنها تحقيق وقف لإطلاق النار وانسحاب الاحتلال.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة ضابط وقتل 3 فلسطينيين جنوبي غزة الجيش الإسرائيلي: إصابة جندي بجروح خطيرة خلال معارك جنوب قطاع غزة وزير إسرائيلي: هدفنا ضم الضفة الغربية بعد خطة "الإصلاح القضائي" الأكثر قراءة سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم السبت 05 إبريل أحوال طقس فلسطين اليوم السبت: أجواء غائمة جزئيا آخر التطورات في غزة - شهداء وإصابات إثر تواصل القصف الإسرائيلي شاهد: مقطع فيديو يٌكذّب إسرائيل ويوثّق إعدام المُسعفين بدم بارد في رفح عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025