وزيرة الدفاع الإسبانية توقف الاحتفال بالذكرى المئوية لإنزال الحسيمة لتجنب إغضاب المغرب
تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT
يُعتبر إنزال الحسيمة أحد أعظم النجاحات العسكرية الإسبانية. كان الجيش الإسباني قد أعد برنامجًا للاحتفالات، وتولى رئاسة الأركان العامة للدفاع مسؤولية تنظيمه، ولكن الوزيرة أمرت بإلغائه.
يصادف يوم 8 سبتمبر الذكرى المئوية لإنزال الحسيمة، وهو الإنزال البرمائي الذي وقع عام 1925 ويُعد من أهم النجاحات العسكرية الإسبانية الحديثة.
أدى هذا الإنزال إلى إنهاء حرب الريف، والتي تُعرف أيضًا باسم « الحرب الثانية في المغرب »، حيث كانت انتفاضة عبد الكريم الخطابي ضد السلطات الاستعمارية الإسبانية والفرنسية في شمال المغرب سبب اندلاعها. جاءت هذه الحرب بعد كارثة أنوال عام 1921، حيث خسر الجيش الإسباني 10,000 جندي أمام قوات الريف، مما دفع الفيلق الإسباني إلى التدخل لإنقاذ مدينة مليلية.
يُعد إنزال الحسيمة علامة فارقة في التاريخ العسكري، حيث كان أول إنزال برمائي يُستخدم فيه الدبابات، مع دعم جوي وبحري مكثف. شارك الجيشان الإسباني والفرنسي في العملية، مما أدى إلى استعادة السيطرة الإسبانية على منطقة الحماية في شمال إفريقيا.
الجيش الإسباني كان يستعد للاحتفال بالذكرىأعرب الجنرال خوسيه أجوستين كاريراس، قائد اللواء الثاني عشر في الفيلق الإسباني، في العدد 569 من مجلة « الفيلق » (إصدار أبريل 2024)، عن أهمية عام 2025، مشيرًا إلى عدة مناسبات تاريخية، من بينها الذكرى المئوية لإنزال الحسيمة.
برغم أن الجنرال كاريراس لا يشرف على جميع وحدات الفيلق (مثل تلك الموجودة في سبتة ومليلية)، إلا أنه يتمتع بسلطة رمزية في تمثيل الفيلق في المناسبات التاريخية المهمة.
عند الاتصال بقيادة الجيش الإسباني للحصول على تفاصيل حول الفعاليات المخطط لها بمناسبة الذكرى المئوية، جاءت الإجابة مقتضبة وغير واضحة:
« نحيطكم علمًا بأن الذكرى المئوية لإنزال الحسيمة ليست حدثًا رسميًا خاصًا بالجيش الإسباني. »
وفقًا لمصادر عسكرية، فقد كانت هناك خطط مبدئية لإحياء الذكرى، حيث خصص الجيش الإسباني ميزانية لتنظيم عدد من الفعاليات تركز على الأهمية التاريخية لهذه العملية العسكرية. كذلك، أبدى رئيس الأركان العامة للدفاع، الأدميرال تيودورو إستيبان لوبيز، اهتمامًا بالحدث، وقام بتنسيق تنظيمه ليشمل مختلف أفرع القوات المسلحة.
ولكن، عندما وصلت هذه الخطط إلى وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغريتا روبليس، أصدرت أمرًا بإلغاء جميع الفعاليات المتعلقة بهذه الذكرى.
تُشير المصادر إلى أن سبب هذا القرار هو تجنب أي توتر دبلوماسي مع المغرب، حيث يُعتقد أن الاحتفال بهذه العملية العسكرية قد يثير استياء الرباط.
عند الاتصال بوزارة الدفاع الإسبانية للحصول على تعليق رسمي، لم تصدر الوزارة أي رد حتى بعد عدة استفسارات. بينما اكتفى مكتب رئيس الأركان العامة للدفاع بالتصريح بأن: « سيتم إعداد دراسة تاريخية عن إنزال الحسيمة. »
موقف معهد التاريخ والثقافة العسكريةأكدت بعض المقالات المنشورة في الصحف مثل El Debate وMelilla Hoy أنه لا توجد خطط لدى معهد التاريخ والثقافة العسكرية لتنظيم أي احتفال بهذه الذكرى، باستثناء تنظيم مؤتمر أكاديمي حول العمليات البرمائية.
وتُشير مصادر من المعهد إلى أن الأولوية الرئيسية للجيش الإسباني في عام 2025 ستكون الاحتفال بالذكرى الـ500 لمعركة بافيا عام 1525، التي هزمت فيها القوات الإسبانية والألمانية الجيش الفرنسي في شمال إيطاليا.
العلاقات الإسبانية المغربية: توازن حساستعد العلاقة مع المغرب من القضايا الدبلوماسية الحساسة التي تواجه أي حكومة إسبانية. فقد شهدت السنوات الأخيرة أزمات دبلوماسية متعددة، أبرزها استقبال زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، في إسبانيا للعلاج، مما أدى إلى أزمة حدودية في سبتة عام 2021، فضلًا عن ارتفاع تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى جزر الكناري.
في عام 2022، كشف المغرب أن رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، وصف مبادرة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية بأنها « الأساس الأكثر جدية وواقعية » لحل النزاع، مما شكل تحولًا كبيرًا في موقف إسبانيا التقليدي تجاه هذه القضية.
في هذا السياق، فإن تنظيم احتفال واسع بذكرى إنزال الحسيمة قد يُفسر على أنه استفزاز للمغرب، خاصة أن منطقة الإنزال تشمل جزر الحسيمة، التي تطالب المغرب بسيادتها إلى جانب مدينتي سبتة ومليلية.
الخطابي.. وأنوالترتبط ذكرى إنزال الحسيمة ارتباطًا وثيقًا بشخصية عبد الكريم الخطابي، الذي قاد المقاومة الريفية ضد الاستعمار الإسباني والفرنسي. على الرغم من أنه كان خصمًا للسلطان المغربي في ذلك الوقت، إلا أن الحكومة المغربية الحديثة احتفت بذكراه، وأصدرت طابعًا بريديًا عام 2021 يحيي ذكرى انتصار الريفيين في معركة أنوال.
من اللافت أن وزارة الدفاع الإسبانية لم تقم بتنظيم فعاليات كبيرة لإحياء ذكرى كارثة أنوال، باستثناء بعض المراسم المحدودة في مليلية. ويُعزى هذا إلى توجه الحكومة الحالية، التي تُفضل عدم إعطاء أهمية مفرطة للأحداث العسكرية التي قد تكون محل جدل، خاصة تلك المتعلقة بالحروب الإسبانية في المغرب.
عن (إل كونفيدينثيال)
كلمات دلالية إسبانيا المغرب تاريخالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: إسبانيا المغرب تاريخ الدفاع الإسبانیة الأرکان العامة الجیش الإسبانی
إقرأ أيضاً:
واشنطن تبحث مع بغداد التهدئة باليمن: العمليات العسكرية ستتوقف فور توقف الهجمات
16 مارس، 2025
بغداد/المسلة: تلقى رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني، اليوم الأحد، اتصالاً هاتفياً من وزير الدفاع الأمريكي السيد بيت هيغسيث، جرى خلاله بحث الشراكة الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة، واهتمامهما المشترك بالاستقرار والأمن الإقليمي.
واستعرض وزير الدفاع الأمريكي التطورات المتعلقة بالعمليات العسكرية في اليمن، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ستواصل عملياتها ما لم تتوقف الهجمات الحوثية على القوات الأمريكية وتأثيرها على الملاحة في البحر الأحمر، كما أكد أن واشنطن لا تسعى إلى التصعيد، وأن العمليات العسكرية ستتوقف فور توقف هذه الهجمات.
من جانبه، شدد السيد رئيس مجلس الوزراء على أن التهدئة والحوار هما السبيلان الناجعان لمعالجة الأزمات في منطقة حساسة وحيوية مثل الشرق الأوسط، مؤكدًا أن هذا النهج يمثل الموقف الثابت للعراق في التعامل مع التحديات الإقليمية، وأن العراق سيواصل العمل وفق هذا المبدأ.
وأكد الجانبان أهمية استمرار التعاون الأمني في إطار التحالف الدولي لهزيمة داعش، كما ناقشا تطورات الأوضاع الأمنية في المنطقة.
وجدد السيد رئيس مجلس الوزراء التزام العراق بحماية مستشاري التحالف الدولي الذين يتواجدون في العراق بناءً على دعوة من الحكومة العراقية لدعم جهود مكافحة داعش، كما شدد على التزام العراق بحصر استخدام القوة بيد الدولة وتعزيز الاستقرار الداخلي.
كما أكد الطرفان التزامهما المشترك بمنع عودة التهديدات الإرهابية والأيديولوجيات المتطرفة، بما في ذلك داعش، وتعزيز الجهود المستمرة في مكافحة الإرهاب ودعم الأمن الإقليمي.
واستعرض الجانبان النجاحات الأخيرة في استهداف وقتل كبار قادة داعش، مشددين على أهمية الحفاظ على نهج قوي ومنسق في مكافحة الإرهاب لمنع التنظيم من إعادة بناء قدراته.
وتطرقت المحادثات أيضًا إلى الديناميكيات الأمنية الإقليمية، لاسيما الوضع المقلق في سوريا، وأعرب الطرفان عن عزمهما منع داعش في سوريا من تشكيل أي تهديد بعد أن تمكن من الحصول على أسلحة جديدة، ويعمل على إعادة تنظيم صفوفه، وهو ما يستدعي استجابة جماعية من المجتمع الدولي لمنع أي تصعيد جديد يهدد الاستقرار.
وجدد الطرفان التزامهما بالحفاظ على الاستقرار الإقليمي، فيما أكد وزير الدفاع الأمريكي التزام بلاده بدعم أمن العراق واستقراره على المدى الطويل.
وفي ختام المكالمة، شدد الجانبان على أهمية استمرار الحوار والتعاون لتعزيز المصالح المشتركة بين العراق والولايات المتحدة، والعمل معًا للحفاظ على السلام والأمن في المنطقة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts