أجرى وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، د. بدر عبد العاطي، سلسلة اتصالات هاتفية مع نظرائه في الدول الأعضاء باللجنة الوزارية العربية الإسلامية، والتي تضم السعودية، الإمارات، الأردن، قطر، فلسطين، تركيا، نيجيريا، وإندونيسيا، وذلك في إطار الجهود العربية والإسلامية لتنفيذ مخرجات القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة في 4 مارس، وتعزيز خطة التعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة.



وتركزت الاتصالات على تنسيق المواقف الإقليمية والدولية للترويج للخطة العربية-الإسلامية، وتفعيل عمل اللجنة الوزارية، بالإضافة إلى إجراء اتصالات مكثفة مع الأطراف الدولية لحشد وتعبئة الدعم السياسي والمالي للمبادرة. كما ناقش الوزير مع نظرائه سبل تنفيذ باقي مخرجات القمة العربية الطارئة والاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي، الذي عُقد في جدة في 7 مارس.



واستضاف بدر عبد العاطي، اليوم الإثنين 17 مارس، اجتماعًا موسعًا بمقر الوزارة، حضره أكثر من مائة سفير أجنبي وممثلين عن السفارات والمنظمات الدولية، لمناقشة خطة إعادة إعمار قطاع غزة، وذلك بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية.

وخلال الاجتماع، قدم عبد العاطي عرضًا مرئيًا حول الخطة المتكاملة التي وضعتها مصر لإعادة إعمار غزة، موضحًا أن الخطة تتطلب تثبيت وقف إطلاق النار في القطاع، وإدارة مرحلة التعافي المبكر بإشراف فلسطيني كامل. كما شدد على أهمية تمكين السلطة الفلسطينية من العودة إلى قطاع غزة عبر إنشاء لجنة مستقلة لإدارة شؤون القطاع لفترة انتقالية. وأشار إلى أن مصر والأردن بدأتا تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيدًا لنشرهم في القطاع.

وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية عن التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر دولي في القاهرة لجمع التمويل اللازم لتنفيذ خطة إعادة الإعمار، مؤكدًا على تأييد واسع لهذه الخطة على الصعيدين الإقليمي والدولي. كما اقترح أن يناقش مجلس الأمن الدولي إمكانية إرسال قوات حفظ سلام أو حماية دولية إلى الأراضي الفلسطينية.

من جانبه، قدم د. خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة، عرضًا تفصيليًا حول إعادة تأهيل القطاع الصحي في غزة، مشيرًا إلى الجهود الصحية الطارئة التي بذلتها مصر لدعم أكثر من 107 آلاف فلسطيني عبروا إلى مصر منذ بداية الحرب، بتكلفة تجاوزت 570 مليون دولار. كما تطرق إلى التحديات الصحية في غزة، لا سيما نقص الإمدادات الطبية، وأكد على أهمية تعزيز قطاع الصحة هناك من خلال مشروعات مستدامة ترفع كفاءته وتلبي احتياجات السكان.

يأتي هذا الاجتماع في إطار الجهود المستمرة لتوفير الدعم الضروري للقطاع الصحي في غزة وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، كما يعكس التزام مصر بدعم القضية الفلسطينية على جميع الأصعدة.



وتأتي هذه التحركات في سياق التحضيرات الجارية لمؤتمر القاهرة الدولي لإعادة إعمار غزة، والذي تسعى مصر من خلاله إلى توفير دعم دولي مستدام للجهود الإنسانية والتنموية في القطاع، بما يسهم في تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني وتحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة.

وعُقدت القمة العربية الطارئة في القاهرة يوم الثلاثاء، 4 مارس 2025، بمشاركة قادة الدول العربية، لبحث التطورات الأخيرة في القضية الفلسطينية، خاصة الوضع في قطاع غزة. أسفرت القمة عن بيان ختامي من أبرز بنوده اعتماد خطة مصرية قالت قناة القاهرة الإخبارية إنها تقوم على مرحلة أولية تستغرق 6 أشهر وتمتد 3 سنوات مع رفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم.

وسبق للأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، أن أكد أن خطة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة، هي الرد العربي والطرح المقابل لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير القطاع.

وشدد أبو الغيط على أن القمة الطارئة بالقاهرة أكدت الموقف العربي الجماعي الرافض لمقترحات التهجير، موضحا أن "الدول العربية أيدت بشكل كامل الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة".

ولفت أبو الغيط إلى أن الخطة المصرية وضعت مسارا لسياق أمني وسياسي جديد في القطاع".

وتضمنت الخطة، تشكيل لجنة "إدارة غزة" لتتولى تسيير شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر، على أن تكون اللجنة مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية "تكنوقراط" تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.

وشددت الخطة على أن لجنة إدارة غزة يجري تشكيلها خلال المرحلة الحالية تمهيدا لتمكينها من العودة بشكل كامل للقطاع وإدارة المرحلة المقبلة بقرار فلسطيني، مشيرة إلى أن "مصر والأردن يعملان على تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيدا لنشرها في القطاع".

ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.

وبلورت مصر خطة عربية شاملة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، خشية تصفية القضية الفلسطينية.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية المصريين فلسطين غزة إعادة إعمار مصر فلسطين غزة إعادة إعمار المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لإعادة إعمار غزة إعمار قطاع غزة فی القطاع

إقرأ أيضاً:

الدكتور ماهر صافي في حواره لـ"البوابة نيوز": الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة هي الأنسب للمرحلة الحالية.. تصريحات نتنياهو بعودة القتال في القطاع مناورات للضغط على حماس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 

مصر ترفض مخططات تهجير الفلسطينيين منذ بداية العدوان.. والبديل خطة إعمار غزةالقاهرة طرحت خطتها لتقويض خطة ترامب التي تسعى لتهجير سكان القطاعالمجتمع الدولي يجب أن يتحمل مسؤولياته تجاه الأزمة في غزة القمة العربية نجحت في رفض أي مخطط لتصفية القضية الفلسطينيةاحتجاز ترامب لطالب فلسطيني غير قانوني وانتقامي ويمثل تصعيدًا غير مسبوق الصحافة يجب أن تكشف الحقيقة وتفضح الانتهاكات الإسرائيلية في غزةتحتاج غزة لوصول المساعدات بشكل أسرع وأكثر أمانًا لدرء المجاعة الإعلام الإسرائيلي المزيف يهدف إلى تضليل الرأي العامالشعب الفلسطيني لن يتنازل عن حقوقه مهما كانت التحديات 

في قلب الشرق الأوسط، حيث تتلاطم أمواج التاريخ والجغرافيا، تقف غزة شامخة، شاهدة على صراعات لا تنتهي وآمال لا تخبو، في هذا الحوار، نغوص في أعماق الواقع الغزي، مستكشفين أحدث التطورات التي ترسم ملامح مستقبل هذه البقعة الصامدة.

تعيش فلسطين بشكل عام، وقطاع غزة على وجه الخصوص، ظروفًا غير مسبوقة من التوتر والدمار إثر العدوان الإسرائيلي المستمر منذ سنوات، ومع تصاعد العمليات العسكرية، يعاني القطاع من خسائر بشرية ومادية كبيرة، ما يعكس واقعًا مأساويًا يعيش فيه أكثر من مليوني فلسطيني. 

في هذا السياق، تبرز مصر كداعم أساسي للقضية الفلسطينية، حيث قدمت خطة شاملة لإعادة إعمار غزة، بالإضافة إلى رفضها التام لمخططات تهجير الفلسطينيين وتوطينهم في أماكن أخرى، بما في ذلك خطة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، والتي كانت تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.

حاورت جريدة "البوابة نيوز" الدكتور ماهر صافي المحلل السياسي الفلسطيني، لنستعرض معكم الأبعاد المختلفة لمستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ونناقش تأثيره على مستقبل القطاع، كما سنتناول دور مصر في إعادة إعمار القطاع، وكيفية مواجهة المشاريع المشبوهة التي تستهدف الشعب الفلسطيني وتهجيره من أراضيه.

وسنتناول السيناريوهات المحتملة لمستقبل غزة، في ظل استمرار الصراع وتفاقم الأزمات الإنسانية والاقتصادية، وسنبحث عن فرص لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، من خلال إيجاد حلول عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية.

كما نسعى إلى تقديم رؤية متكاملة للوضع في غزة، من خلال تحليل معمق للأوضاع الراهنة، وتأكيد راسخ على حق الشعب الفلسطيني في حياة كريمة ومستقبل واعد.

الوضع في غزة يتطلب تدخلات عاجلة لإعادة إعمار البنية التحتية المتدمرة، وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين، وعلى الرغم من الجهود الدولية المستمرة، تبرز مصر كداعم رئيسي لإعادة إعمار غزة، ما رأيك في الخطة المصرية الحالية لإعادة إعمار القطاع؟

ملامح الخطة المصرية هو تشكيل لجنة لتتولى إدارة شؤون قطاع غزة في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر، على أن تكون مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية «تكنوقراط» تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.

‎ووفق الخطة، سيتم توفير سكن مؤقت للنازحين في غزة خلال عملية إعادة الإعمار، ومناطق داخل القطاع في 7 مواقع تستوعب أكثر من 1.5 مليون فرد، وقدرت الخطة إعادة إعمار غزة بـ 53 مليار دولار وستستغرق 5 سنوات.

‎أصبحت الخطة المصرية خطة عربية إسلامية ومسألة اعتماد القمة العربية للخطة وأيضًا منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة، بالتالي أصبحت الخطة المصرية هي الأنسب لقطاع غزة.

القمة العربية الطارئة كان من أهم مخرجاتها رفض أي مخططات لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني.. ما رأيك في مخرجات القمة وأهميتها؟
‎إن القمة العربية الطارئة حققت جزء كبير من أهدافها من أنها أصدرت مخرجات مهمة، وأهم تلك المخرجات هو رفض أي مخططات لتصفية القضية الفلسطينية سواء خطة التهجير أو خطة إعادة الإعمار.

‎والرؤية المصرية كانت واضحة عندما رفضت تهجير الشعب الفلسطيني من الجانب الأمريكي والجانب الاسرائيلي، ومنذ بدء العدوان والدولة المصرية ترفض التهجير، وقدمت خطة بديلة تقوم على فلسفة إعمار قطاع غزة في ظل وجود الفلسطينيين.

ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن الاجتماع الأول بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس الأركان إيال زامير ناقش احتمال استئناف القتال في غزة قريبًا.. هل ترى أن ذلك المقترح سينفذ أم سنرى استكمال للهدنة؟
‎زامير قد  أدخل تعديلات على خطة استئناف القتال بينها ضربات مكثفة ومناورة برية أوسع، وأرى أنها مناورات للضغط على حماس لمزيد من التنازلات في شأن صفقة الأفراج عن المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.

ماذا بعد رفض ترامب للخطة العربية لإعمار غزة؟ وما سيكون وضع غزة حال تنفيذ مقترح ترامب؟
القاهرة  طرحت خطتها في مسعى لتقويض خطة ترامب الأمريكية التي تقضي بتهجير سكان القطاع والسيطرة عليه لبناء مشروع استثماري سياحي، سماه ترامب "ريفييرا الشرق الأوسط"، في تراجع واضح عن النهج التقليدي للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، والذي كان قائمًا على حل الدولتين، وقد قوبلت  الخطة العربية برفض قاطع من إسرائيل، فيما وصفتها واشنطن بغير الواقعية، كما أكد البيت الأبيض تمسك إدارة ترامب برؤيتها لإعادة إعمار غزة خالية من حماس. 

ومن الصعب تنفيذ هذا المقترح في ظل الإصرار المصري والعربي والإقليمي الداعم للقضية الفلسطينية بفرض الخطة المصرية لإعمار غزة، وتمسك الشعب الفلسطيني بحقه في الأرض وتقرير مصيرة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967

ما هو مصير اتفاق وقف إطلاق النار في ظل التصعيدات الإسرائيلية الأخيرة؟ 
الاتفاقية التي جاءت بجهود مصرية قطرية، وصلت إلى طريق ربما كنا نأمل أن تستمر المرحلة الأولى، ثم ننتقل إلى المرحلة الثانية، نتنياهو ومجموعة من الإسرائيليين أمثال بن غفير وسموتريش، وغيرهم، وعلى رأسهم نتنياهو لا يريدون استكمال الاتفاق، ولكن المرحلة الثانية ربما تتأخر ولكنها سوف تأتي، ربما أن حركة حماس أوفت بكل شيء حيث لم تخرق الاتفاق ولو للحظة.

ماذا عن اعتقال الطالب الفلسطيني الذي يدعى محمود خليل في نيويورك؟ وما رأيك في رد ترامب بأنه سيعتقل كل من يناصر حماس؟
‎احتجاز إدارة ترامب لمحمود خليل غير قانوني وانتقامي، ويمثل هجومًا على حقوقه في حرية التعبير، ويمثل تصعيدًا غير مسبوق ومخيف  على الخطاب المؤيد لفلسطين.

‎تلك الخطوة تعتبر هي أحد الجهود الأولى التي يبذلها ترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض في يناير، للوفاء بوعده بالسعي إلى ترحيل بعض الطلاب الأجانب المشاركين في حركة الاحتجاج المؤيدة للفلسطينيين.

ما هو دور المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمة الحالية في غزة؟
‎كشفت الحرب في غزة عن خلل في قيم المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمات، فبينما نرى هرولة وتنافسا على سرعة إدانة قتل الأبرياء في مكان ما ونجد ترددا غير مفهوم في إدانة نفس الفعل في فلسطين، بل نجد محاولات لتبرير هذا القتل والإبادة المستمرة للشعب الفلسطيني الذي كان حصيلة الشهداء تجاوزت الـ 50 ألف شهيد جلهم من الأطفال والنساء والمدنيين وإصابة  أكثر من 110 آلاف خلافًا للمفقودين والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي.

ما المصاعب التي تواجه سكان غزة بعد مرور 10 أيام على قرار إسرائيل بوقف دخول المساعدات إلى القطاع؟
بعد مرور 10 أيام من الحصار على قطاع غزة، يواجه السكان وضعًا إنسانيًا كارثيًا يتفاقم يومًا بعد يوم، خاصة بعد قرار إسرائيل بوقف دخول المساعدات إلى القطاع، ومن أبرز المصاعب التي يواجهها السكان نقص حاد في الغذاء والماء، ةالمواد الغذائية الأساسية، حيث نفدت المخزونات في العديد من المتاجر والمنازل، كما تسبب انقطاع الكهرباء في توقف محطات تحلية المياه، مما أدى إلى نقص حاد في المياه الصالحة للشرب، يضطر السكان إلى شرب مياه غير نظيفة، مما يزيد من خطر انتشار الأمراض.

ما هي الاحتياجات الإنسانية العاجلة التي يجب تلبيتها في غزة في ظل الظروف الراهنة؟
‎تحتاج غزة لوصول المساعدات بشكل أسرع وأكثر أمنًا ولمزيد من طرق الإمداد لدرء المجاعة والحد من انتشار الأمراض الفتاكة.

يشهد قطاع غزة أزمة إنسانية متفاقمة، تتطلب استجابة دولية عاجلة لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان، فمع تصاعد حدة الصراع، تتزايد معاناة المدنيين الذين يواجهون ظروفًا معيشية قاسية ونقصًا حادًا في الخدمات الأساسية.

يعاني سكان غزة من نقص حاد في الغذاء، حيث تضررت البنية التحتية الزراعية والغذائية بشكل كبير، هناك حاجة ماسة لتوفير سلال غذائية تحتوي على المواد الأساسية، بالإضافة إلى المياه الصالحة للشرب، حيث تضررت شبكات المياه والصرف الصحي.

ويشهد القطاع الصحي في غزة انهيارًا تدريجيًا، حيث تعاني المستشفيات والمراكز الصحية من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود. هناك حاجة ملحة لتوفير الرعاية الصحية الطارئة للجرحى والمرضى، بالإضافة إلى الدعم النفسي للمتضررين من الصراع.

كما فقدت العديد من الأسر منازلها بسبب القصف، مما يتطلب توفير ملاجئ آمنة ومناسبة للنازحين، بالإضافة إلى دعم جهود إعادة إعمار المنازل المتضررة.

ما هو تقييمك للأوضاع الحالية في قطاع غزة بعد التصعيدات الأخيرة؟
يعتمد سكان غزة على المساعدات للبقاء على قيد الحياة في ظل غياب القدرة على إنتاج أو استيراد الغذاء، ولكن المساعدات الإنسانية وحدها لا تستطيع تلبية الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع. بالرغم من الدعم المستمر من قبل الدولة المصرية لإغاثة شعب غزة وتمكن الأمم المتحدة ووكالات المعونة الدولية والمنظمات غير الحكومية من إيصال مساعدات إنسانية محدودة، ولكن الكميات أقل بكثير مما هو مطلوب لمنع مزيج قاتل من الجوع وسوء التغذية والمرض. وينتشر نقص الغذاء والمياه النظيفة والمساعدات الطبية بشكل حاد في قطاع غزة بشكل عام.

كيف يمكن للصحافة والإعلام أن يساهموا في تسليط الضوء على معاناة سكان غزة ونقل الصورة الحقيقية للأحداث؟
إن عوامل متعدّدة، على غرار الإجراءات الروتينية الإعلامية والصحفية والسياسات التنظيمية والأنظمة الاجتماعية، قد أثّرت في التغطية الصحافية لهذا العدوان على الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة والقدس ما انعكس على عمق السرديّات وغناها، في الواقع، غالبًا ما تُعطي الإجراءات الروتينة الإعلامية، التي تتضمّن الممارسات المعيارية مما يؤثّر بالتالي في فهم الرأي العام وخطابه، ولقد واجهت وسائل الإعلام الرئيسية عقبات في تغطيتها للعدوان على غزة بما فيها حواجز سياسية وتحديات أيديولوجية وقيود لوجستية.

ما هي الرسالة التي تود توجيهها للمجتمع الدولي والمواطنين العرب بشأن ما يحدث في غزة؟
الرسالة التي أود توجيهها للمجتمع الدولي والمواطنين العرب هي عدم التعامل مع الرواية الإسرائيلية والغربية الغير صادقة في سرد ما يقال في الإعلام الاسرائيلي المزيف الذي يهدف إلى تغير المفاهيم وتشبيه الضحية بالقاتل.
ويجب على المواطنين العرب أن يدركوا أن هناك شعب فلسطيني يريد التحرر وإقامة دولته المستقلة وهو حق مشروع ومصيري.

في ختام هذا الحوار مع المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور ماهر صافي، يمكن القول إن الوضع في غزة يظل متشابكًا ومعقدًا، وسط تحديات سياسية وإنسانية كبيرة، الدكتور صافي أشار إلى أن الوضع على الأرض في غزة يحتاج إلى تحرك فوري على مستوى المجتمع الدولي لوضع حد للانتهاكات، والعمل على تقديم الدعم الإنساني بشكل عاجل، كما أكد على ضرورة تعزيز الوحدة الفلسطينية وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجه الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الحرجة.

ودعا الدكتور صافي إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية والعمل على إيجاد حل شامل يضمن الحقوق الفلسطينية ويضع حدًا لمعاناة سكان قطاع غزة الذين يواجهون ظروفًا قاسية للغاية، مؤكدًا أن غزة ستكون دائمًا مركزًا للنضال الفلسطيني، ولن تهزمها التحديات، بل ستظل رمزًا لصمود الشعب الفلسطيني وإرادته في مواجهة الاحتلال.

1000112505

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يرحب بالخطة العربية لإعادة إعمار غزة
  • الأردن ومصر يدربان الشرطة الفلسطينية لنشرها في غزة
  • مصر تستعد لمؤتمر دولي لإعمار غزة وتكشف عن مبادرة لنشر قوات حفظ سلام
  • لدينا خطة متكاملة - مصر: نعمل حاليًا على ترتيب استضافة مؤتمر لإعادة إعمار غزة
  • وزير خارجية مصر يكشف عن بدء تدريب الشرطة الفلسطينية التي ستدخل إلى غزة
  • الدكتور ماهر صافي في حواره لـ"البوابة نيوز": الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة هي الأنسب للمرحلة الحالية.. تصريحات نتنياهو بعودة القتال في القطاع مناورات للضغط على حماس
  • تحالف الأحزاب: الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة الأكثر إنصافا لحل القضية الفلسطينية
  • تحالف الأحزاب: الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة الأكثر عقلانية لحل القضية الفلسطينية
  • وزير الخارجية يكشف عن تفاصيل الخطة العربية لإعادة إعمار غزة