شفق نيوز/ رغم أهمية الخبر الذي أعلن عنه وزير النفط العراقي حيان عبدالغني مع وزير الطاقة والثروات الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار في أنقرة، بشأن الاتفاق على أهمية استئناف تدفّق نفط كوردستان إلى تركيا بعد الانتهاء من عمليات تأهيل خطوط الأنابيب التي تضررت جرّاء الزلزال، إلا أن هذا الإعلان قوبل بالشكوك حول علاقة إغلاق الخط العراقي - التركي بوقوع الزلزال المدمر.

إذ جاء في بيان صادر عن وزارة النفط العراقية أمس الثلاثاء، أن الجانبين أكدا على أهمية "استئناف تدفقات النفط الخام، بعد الانتهاء من عمليات التأهيل والفحص اللازمة التي يتطلب تنفيذها بعد حادث الزلازل في شباط الماضي".

فيما يلاحظ أن الزلزال المدمر الذي تعرضت له تركيا كان في 6 شباط 2023، في حين كان إغلاق خط الأنبوب في 25 آذار 2023، وبهذا يكون الزمن الفاصل بين وقوع الزلزال وغلق الأنبوب أكثر من شهر ونصف!.

رواية تركية "ضعيفة"

وفي هذا السياق، يقول الأكاديمي والخبير النفطي العراقي، د.كوفند شيرواني، إن "ما جاء في المؤتمر الصحفي المشترك بين وزير النفط العراقي ووزير الطاقة التركي يوم أمس، هو التصريح نفسه للوفد التركي الذي زار العراق يوم 16 حزيران الماضي، بأن الأنبوب العراقي التركي يحتاج إلى فحص وصيانة لمعالجة الآثار الناجمة عن زلزال (6 شباط) الماضي".

ويضيف شيرواني لوكالة شفق نيوز، "لكن الواقع، أن التوقف الذي حصل للخط العراقي التركي وكذلك لخط أذربيجان بسبب الزلزال، دام لمدة يوم أو يومين فقط، وبعدها استمر تدفق النفط من (6 شباط) لحد يوم (25 آذار)".

ويتابع، "ما يعني أن تدفق النفط استمر قرابة 50 يوماً، إلى أن تم إيقافه في (25 آذار) استجابة لقرار المحكمة التجارية الدولية في باريس، ما يضعف الرواية التركية عن وجود تأثيرات أو عيوب فنية لحقت بالأنبوب نتيجة الزلزال".

وينقل شيرواني عن خبير اقتصادي تركي أكد له خلال لقاء سابق معه بأن "الخط التركي لم يتأثر بالزلزال، وأنه (الخبير التركي) زار المنشآت الموجودة في جيهان واطلع على أجزاء من الخط، ولم يلحظ أي أضرار لحقت به".

ويوضح شيرواني أنه "في حال وجود أي أضرار، فقد كان بالإمكان توثيقها بصور أو أفلام فيديوية للاطلاع عليها، وكذلك كان بالإمكان أن تتعاون الفرق الفنية التركية مع نظيرتها العراقية لإصلاح الأعطال سريعاً لتقليص الأضرار الكبيرة التي تلحق بالاقتصاد العراقي نتيجة هذا التوقف".

ويستدرك قائلاً "الا أن الحكومة التركية من المرجح أنها تربط بين إعادة تصدير النفط عبر ميناء جيهان بملفات أخرى مهمة لها علاقة بالجوانب الاقتصادية والأمنية وغيرها".

"ذريعة لغايات أخرى"

من جهته، يشير عضو لجنة النفط والغاز في البرلمان العراقي، النائب كاظم جرو، إلى أن "تركيا تتذرع بقضية الأضرار التي لحقت بالأنبوب لأسباب سياسية، منها الضغط على الحكومة العراقية بعد قرار المحكمة الدولية بتغريم تركيا لسماحها للإقليم بتصدير النفط دون موافقة الحكومة العراقية".

ويضيف جرو لوكالة شفق نيوز، "لذلك تحاول تركيا إلغاء هذه الغرامة وكذلك سحب الدعوى المقامة في المحكمة الدولية للسنوات من 2019 إلى 2023 باعتبار أن الغرامة الأولى هي للسنتين فقط".

ويكشف النائب، أن "تركيا تحاول أيضاً عقد اتفاق جديد مع الحكومة العراقية لغرض الحصول على مكاسب منها تخفيض سعر النفط، واعطائها امتيازات بالبيع، باعتبار أنها كانت مع الإقليم تستحوذ على النفط طيلة هذه الفترة بالبيع والشراء وتحديد المشتري والأسعار".

يذكر أنه في 25 آذار 2023، أوقفت تركيا صادرات العراق البالغة 450 ألف برميل يومياً إلى ميناء جيهان، على خلفية قرار هيئة التحكيم في غرفة التجارة الدولية، يلزم أنقرة بدفع نحو 1.5 مليار دولار تعويضات إلى بغداد، بسبب السماح بتصدير نفط حكومة إقليم كوردستان دون موافقة الحكومة العراقية.

ويلزم القرار، الأطراف كافة بأن تكون شركة تسويق النفط العراقية "الجهة الوحيدة المخولة بإدارة عمليات التصدير عبر ميناء جيهان التركي"، ليتمّ على إثر ذلك، توقيع رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، ورئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني اتفاقًا في مطلع نيسان 2023 لاستئناف تصدير النفط، لكن الأمر لم يطبق حتى الآن.

وتلزم المادة 13 من الموازنة، إقليم كوردستان بتسليم ما لا يقل عن 400 ألف برميل من النفط الخام بشكل يومي إلى شركة سومو لتصديرها عبر ميناء جيهان، أو استخدامها محلياً في حالة عدم تصديرها.

خسائر مالية

وأدى كسب الحكومة الاتحادية لقضية التحكيم الدولية ضد تركيا إلى أن "تفصل الأخيرة خط النفط التصديري عن الخدمة، مما كبد العراق خسائر مالية أثرت سلباً على واقع الإيرادات العامة للدولة التي تعتمد بشكل كبير على العوائد النفطية"، بحسب الخبير الاقتصادي، علي عبدالكاظم.

ويضيف عبدالكاظم لوكالة شفق نيوز، أن "تركيا تعلم أن إيقاف تصدير النفط عبرها سوف يجبر العراق عن التراجع في أخذ الغرامة المفروضة عليها، واتخذت تركيا المسار الدبلوماسي والسياسي المؤطر بحكم المصالح المتبادلة، وأدعت ان الزلزال السبب وليس كرد فعل عن قرار المحكمة الدولية".

ويُرجح أن يكون استئناف تدفق النفط على جدول أعمال الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بغداد، إذ إنَّ حل هذه المسألة على الأغلب سيتطلب اتفاقاً سياسياً بين حكومتي البلدين.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: محمد شياع السوداني السوداني العراق نيجيرفان بارزاني بغداد ديالى الحشد الشعبي تنظيم داعش النجف السليمانية اقليم كوردستان اربيل دهوك إقليم كوردستان بغداد اربيل العراق اسعار النفط الدولار سوريا تركيا العراق روسيا امريكا مونديال قطر كاس العالم الاتحاد العراقي لكرة القدم كريستيانو رونالدو المنتخب السعودي ديالى ديالى العراق حادث سير صلاح الدين بغداد تشرين الاول العدد الجديد اقليم كوردستان نفط العراق تصدير النفط ميناء جيهان الحکومة العراقیة النفط العراقی میناء جیهان شفق نیوز

إقرأ أيضاً:

التسول الوافد.. تحدٍ يربك المدن العراقية

15 أبريل، 2025

بغداد/المسلة:
يتجول في شوارع بغداد ومدن العراق الأخرى أطفال ونساء ورجال يفترشون الأرصفة ويمدون أيديهم طلباً للعون، لكن المشهد لم يعد مجرد انعكاس للفقر، بل بات يحمل أبعاداً أمنية واجتماعية واقتصادية معقدة.

وأثارت ظاهرة التسول، التي تشهد تصاعداً ملحوظاً، تساؤلات حول أسبابها الحقيقية ومن يقف خلف تنظيمها، خاصة مع رصد جنسيات عربية وأجنبية بين المتسولين، ما يضيف طبقة جديدة من التعقيد.

وتشير المشاهدات الميدانية إلى تنوع ملامح المتسولين، من أطفال يبيعون المحارم الورقية عند الإشارات، إلى نساء يحملن رضعاً يثيرون الشفقة، وصولاً إلى شباب يبدون أصحاء لكنهم يفضلون التسول على البحث عن عمل.

وبرزت في السنوات الأخيرة ظاهرة “التسول الوافد”، حيث ينتقل أفراد من محافظات أخرى أو حتى من دول مجاورة إلى المدن الكبرى مثل بغداد والديوانية وديالى، مستغلين كثافة الحركة التجارية والسكانية.

وتكشف تقارير محلية عن وجود سوريين وبعض الجنسيات الآسيوية بين هؤلاء، ما يثير تساؤلات حول كيفية دخولهم وإقامتهم.

وتفاعلت الجهات الأمنية مع هذا الواقع بإجراءات مشددة، حيث أعلنت مديرية شرطة الأحداث في بغداد عن توقيف العشرات من المتسولين، مع ترحيل بعض الأجانب لمخالفتهم شروط الإقامة.

وأفادت إحصائيات غير رسمية بأن أعداد المتسولين في العراق قد تصل إلى مليون شخص، لكن نسبة ضئيلة فقط، نحو 300 شخص، سجلوا في برامج الرعاية الاجتماعية مقابل التزامهم بترك التسول، بحسب تصريحات وزارة الشؤون الاجتماعية العراقية في نوفمبر 2024.

ويعود ذلك إلى أن بعض المتسولين يجنون مبالغ تفوق رواتب الرعاية بأضعاف، ما يجعل التسول “مهنة” مربحة لبعضهم.

وتعمقت الأزمة مع استغلال عصابات منظمة لهؤلاء الأفراد، حيث كشف باحثون اجتماعيون عن وجود شبكات تدير عمليات التسول، تستغل الأطفال والنساء بشكل خاص، وتتحكم في توزيعهم على مناطق محددة.

وأشار تقرير لمنظمات المجتمع المدني إلى أن هذه الشبكات قد تكون مرتبطة بأنشطة غير قانونية أخرى، مثل الاتجار بالبشر، ما يزيد من خطورة الظاهرة.

و التسول في العراق ليس مجرد نتيجة للفقر، بل خليط من التحديات الاقتصادية، وغياب فرص العمل، وضعف الرقابة الحدودية، إلى جانب استغلال منظم.

وتظهر منصات التواصل الاجتماعي، مثل منشورات على إكس في أبريل 2025، قلق المواطنين من تنامي الظاهرة في الأسواق ومحيط الصيدليات، مع ملاحظات عن إلحاح المتسولين وتنوع جنسياتهم.

ورغم الجهود الأمنية التي قلصت نسبة التسول الوافد في ديالى بنحو 35%، بحسب تصريح صلاح مهدي، مدير المفوضية في ديالى، إلا أن الجذور العميقة للظاهرة تتطلب حلولاً شاملة تشمل تحسين الوضع الاقتصادي، وتفعيل برامج الحماية الاجتماعية، وتشديد الرقابة على الحدود.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • العراق خامساً في شراء العقارات التركية خلال آذار
  • نائب يطعن بقرار الحكومة العراقية بشأن خور عبدالله: ينتهك السيادة
  • غرفة تجارة حلب تبحث تعزيز التعاون الاقتصادي مع جمعية التنمية والفكر الدولية التركية
  • تركيا.. زلزال يضرب كاهرمان مرعش
  • التسول الوافد.. تحدٍ يربك المدن العراقية
  • زلزال بقوة 4 درجات ريختر يضرب تركيا
  • الحكومة العراقية تقرر الدخول الشامل للامتحانات الوزارية للمتوسطة والاعدادية
  • زلزال شديد بقوة 4 درجات يضرب غرب تركيا
  • مشروع ضخم لتصدير نفط وغاز العراق.. تعرف على تفاصيل المقترح التركي
  • تركيا… النعامة “هدهد التركية” تعود إلى صاحبها بسبب “الوحدة والاكتئاب”