جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-13@13:59:20 GMT

السلام هو الحل لليمن

تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT

السلام هو الحل لليمن

 

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

يأتي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وطاقمه اليوم ليُجَرِّب المُجرَّب ويُعيد إنتاج الفشل في اليمن، معتقدًا بأنَّ الحرب والقتل والدمار هو ما سيدفع "أنصار الله" إلى رفع الراية البيضاء وإعلان الاستسلام.

ترامب يمثل الشخصية الأمريكية التي تعتقد بأنَّ العالم بجغرافياته ملك لأمريكا ومرتع لها، بالقوة الخشنة أو بالقوة الناعمة؛ فترامب- كأي أمريكي- يؤمن بأنَّهم العالم الجديد والعالم النموذجي الأخير للبشرية، ونهاية أمريكا تعني نهاية العالم ونهاية التاريخ.

الشخصية الأمريكية شخصية نشأت وتكوَّنت من المُهمَّشين في أوروبا، تشكل المجتمع الأمريكي من عقليات تُعاني جذورها ونشأتها الأولى من أعراض الاضطهاد والقمع والتهميش، وبالنتيجة قيام وتشكُّل مجتمعٍ ذي ثقافة عنف مُتجذِّر وعنصرية مُتجددة، لم يستطع تهذيبها علم ولا تطور ولا انفتاح على العالم. العقل الأمريكي ذو بُعد واحد، لهذا يؤمن بأنَّ كل من ليس معه فهو بالضرورة ضده، وكل من يعاديه أو يقاومه فهو بالضرورة إرهابي وفق "البورد" السياسي الأمريكي، وكل من لا يشبهه فهو بالضرورة "مُتخلِّف".

لهذا ولغيره من الأسباب، نجد الأمريكي يتصرف خارج قناعات البشر وتجاربهم ومفاهيمهم، لأنه يعتقد بأنه مُتفَرِّد ورسول العناية الإلهية بلا منازع!

ما يفعله ترامب اليوم من فتح جبهات حروب مجانية في وقت يمكنه كسبها بالقوة الناعمة، يوحي بأن الرجل مبعوث العناية الإلهية، ولكن لتفتيت بلده والعبث بمكتسباتها وتوسيع دائرة الأعداء وتقليص دائرة الحلفاء والأصدقاء.

فبعد أن استَنزَفت أمريكا طاقاتها وطاقات حلفائها الأوروبيين في تبني قضية خاسرة تمثلت في قضية الحرب في أوكرانيا، عقد ترامب صفقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتسوية ملف أوكرانيا وكأنَّ شيئًا لم يكُن، مقابل ضغطه على الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي للتوقيع على التنازل عن ثروات بلاده لأمريكا كتعويضٍ عن الدعم الأمريكي طيلة سنوات الحرب. وبهذا الموقف طعن ترامب شركاءه وحلفاءه الأوربيين في الظهر، وأعلن الحرب عليهم؛ مما دفع الأوربيين إلى التشبث بأوكرانيا وزيلينسكي لتعويض شيء من خسائرهم، تلك الخسائر التي أوصلت بعض اقتصادات أوروبا إلى حافة الإفلاس.

حقيقة ما يجمع الأمريكي والأوروبي هو تحالف الضرورة وليس القواسم المشتركة كعادة قواعد التحالف من جغرافيا وتاريخ ومصير مشترك؛ فمشروع مارشال الأمريكي بعد الحرب الأوروبية (العالمية) الثانية لإعمار أوروبا، كان يعني في حقيقته ومراميه السيطرة الأمريكية المُطلقة على أوروبا، وهذا ما تحقق بالفعل.

كان حريٌّ بترامب السعي إلى إغلاق الملفات المُلتهبة بدءًا من أوكرانيا وصولًا إلى إيران ومرورًا باليمن ولبنان وسوريا وغزة؛ فهذه الملفات كفيلة بتحقيق الريادة والصدارة له ولاقتصاد بلاده ودولاره؛ بل وكفيلة بتعطيل أو إبطاء التكتلات الاقتصادية الناشئة والتي تُهدد عرش بلاده وعملته بالأفول.

وكما حدث لأمريكا جراء تدخلها في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، والذي جنت منه التموضُع المُريح في الشرق الأوسط، وتجفيف النفوذ الأوروبي إلى حد كبير. أمريكا والعالم اليوم يعانون من غياب الزعامات والساسة الحقيقيين؛ فبغياب الرئيس ريتشارد نيكسون ووزير خارجيته هنري كيسنجر يمكن القول بغياب آخر الزعماء وآخر الساسة الحقيقيين لأمريكا، فقد تعاقب عليها ثُلة من المُقامرين وضحايا وأتباع اللُوبيات الثلاثة المعروفة: السلاح والنفط والمال.

ما يحتاجه اليمن اليوم هو الهجوم عليه بالسلام، هذا السلام الذي سيجعل من اليمن واليمنيين ينهمكون في ثقافة السلام والإعمار إلى النخاع ولسنوات طويلة، أما خيار الحرب على اليمن، فسيُعيد اليمنيين واليمن- وكعهدهم التاريخي- مقبرةً للغُزاة، وجمهوريين صباحًا وملكيين في الليل.

قبل اللقاء.. إذا نفذت قوة الأرض، تبقى قوة السماء هي الفصل، فأمريكا تُريد والله فعّال لما يُريد.

وبالشكر تدوم النعم.

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

رغم توترات الرسوم.. ترامب منفتح على اتفاق مع الصين ومتفائل بأنباء مفرحة لأمريكا والعالم

واشنطن"أ ف ب": بعد توترات متصاعدة مع الصين استمرت أياما عدة، يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ترامب غيّر موقفه، مع حديث البيت الأبيض عن "تفاؤل" بشأن التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين، رغم فرض أكبر اقتصادين في العالم رسوما جمركية متبادلة.وأعلن ترامب اليوم أن الدولار سيظل "العملة المرجعية"، وذلك في وقت تشهد العملة الخضراء تراجعا في الأسواق متأثرة بسياسة الرسوم الجمركية التي يتبعها الرئيس الأميركي.

وقال الرئيس الجمهوري على متن الطائرة الرئاسية "نحن العملة المرجعية. وسنظل كذلك دائما.. أعتقد أن الدولار عظيم".

من جهتها قالت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية كارولاين ليفيت "أوضح الرئيس أنه منفتح على التوصل إلى اتفاق مع الصين"، مضيفة "إنه متفائل".

وفيما يستمر تصاعد التوترات، قالت الصين الجمعة إنها ستزيد الرسوم الجمركية على السلع الأميركية إلى 125%، مشيرة الى أنها "ستتجاهل" أي رسوم إضافية قد تفرضها إدارة ترامب.

ويواصل المشهد الضبابي الناجم من سياسات ترامب التأثير في سعر صرف الدولار الذي بلغ الجمعة أدنى مستوى في مقابل اليورو منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وعادت البورصات الأوروبية التي كانت الوحيدة الصامدة الخميس، إلى التراجع بعد إعلان بكين، لكن من دون تسجيل الانهيار الذي شهدته مطلع الأسبوع. في المقابل، أظهرت المبادلات الالكترونية التي سبقت الافتتاح الرسمي للبورصة في نيويورك أن المؤشرات الرئيسية في وول ستريت ستشهد ارتفاعا الجمعة.

في مواجهة هذه الضبابية، أعلن الاحتياطي الفدرالي (المصرف المركزي الأمريكي) أنه "مستعد تماما" للتدخل من أجل إرساء استقرار في الأسواق المالية إذا اقتضى الأمر، مشيرا إلى أن ذلك يتوقف على "الظروف التي نراقبها"، وفق ما أعلنت المسؤولة في الهيئة سوزان كولينز في تصريح لصحيفة "فاينانشل تايمز".

أما ثقة المستهكلين فتواصل التراجع في الولايات المتحدة، وقد أظهرت دراسة نشرتها جامعة ميشيغان تراجعا "معمما وشاملا بغض النظر عن العمر أو المستوى التعليمي أو مكان العيش أو الانتماء السياسي".

واعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن سياسته بشأن الرسوم الجمركية "تبلي بلاء حسنا"، رغم الاضطرابات في الأسواق العالمية وتراجع الدولار أمام عملات أخرى.

وكتب ترامب عبر منصته "تروث سوشال" للتواصل الاجتماعي"نحن نبلي بلاء حسنا في سياستنا بشأن التعرفات. (أنباء) مفرحة لأمريكا والعالم!!! تمضي بشكل سريع".

وأعلنت الصين الجمعة رفع رسومها الإضافية على المنتجات الأميركية الى نسبة 125%، في تصعيد جديد في الحرب التجارية مع الولايات المتحدة فيما يحاول الاتحاد الأوروبي من جهته إيجاد مسار دبلوماسي.

وأكدت لجنة الرسوم الجمركية التابعة لمجلس الدولة في بكين أن "فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية مرتفعة بشكل غير طبيعي على الصين يشكل انتهاكا خطرا لقواعد التجارة الدولية"، مستنكرة "سياسة الترهيب والإكراه الأحادية" بحسب بيان نشرته وزارة المال الصينية الجمعة.

وأضافت "عند هذا المستوى من الرسوم الجمركية، لم تعد للمنتجات الأمريكية المصدرة إلى الصين أي إمكانية لقبولها في الأسواق الصينية"، مشيرة الى أنه إذا واصلت واشنطن زيادة رسومها فإن "الصين ستتجاهلها".

وكان ترامب أعلن الأربعاء تجميد الرسوم الجمركية الإضافية مدة 90 يوما بعدما فرضها قبل أيام على 60 شريكا تجاريا للولايات المتحدة، الى حين إجراء مفاوضات تجارية مع هذه الأطراف. إلا أن الرئيس الأمريكي استثنى الصين من هذا الإجراء، وزاد الرسوم عليها.

ومنذ مطلع أبريل، حافظت الولايات المتحدة على الرسوم الجمركية الإضافية عند مستوى أدنى هو 10%، والرسوم الجمركية الإضافية بنسبة 25% على الصلب والألمنيوم والسيارات، خصوصا ضد الاتحاد الأوروبي.

أما بكين فقد فرضت عليها واشنطن رسوما إضافية ضخمة بلغت 145%.

- طلب فتح تحقيق -

إعلان الرئيس الأميركي انعكس ارتياحا كبيرا في الأسواق المالية، بحيث شهدت وول ستريت أخيرا واحدة من أفضل الجلسات في تاريخها.صباح الأربعاء، كتب ترامب على منصته تروث سوشل "الآن هو الوقت المناسب للشراء"، ليعلن بعد ساعات تعليق الرسوم، في رسالة دفعت عددا من الأعضاء الديموقراطيين في مجلس الشيوخ الجمعة إلى مطالبة هيئة الأوراق المالية والبورصات بفتح تحقيق.

وجاء في رسالة أعضاء مجلس الشيوخ إلى الهيئة "نحضّ هيئة الأوراق المالية والبورصات على التحقيق في ما إذا أثرى ما أُعلن بالنسبة للتعرفات الجمركية أقارب وأصدقاء الإدارة على حساب الشعب الأميركي".

وقد طلبوا في الرسالة التحقّق ممّا إذا كان "أقارب، بما في ذلك عائلة الرئيس، على علم مسبق بتعليق التعرفات الجمركية وأجروا تعاملات في سوق الأوراق المالية قبل الإعلان الذي أصدره الرئيس".

من جهتهم، يحاول الأوروبيون التفاوض مع واشنطن مع سعيهم لمواصلة التعاون مع بكين.

وقال رئيس الوزراء الإسباني إن "إسبانيا وأوروبا لديهما عجز تجاري كبير مع الصين وعلينا تصحيحه". لكن "علينا ألا نسمح للتوترات التجارية بعرقلة إمكانات نمو العلاقات بين الصين والاتحاد".

وقرر الاتحاد الأوروبي تعليق الرسوم الجمركية التي أعلنها على مجموعة من المنتجات الأميركية، في خطوة اعتبر ترامب أنها "ذكية جدا".

ويتوجه المفوض الأوروبي للشؤون التجارية ماروس سيفكوفيتش الاثنين إلى واشنطن للبحث في المسألة، على ما أعلن ناطق باسم المفوضية الأوروبية الجمعة.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إنه إذا فشلت المحادثات مع الولايات المتحدة، قد تفرض بروكسل ضرائب على شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة.

مقالات مشابهة

  • إيران دولة تخاف الحرب
  • رغم توترات الرسوم.. ترامب منفتح على اتفاق مع الصين ومتفائل بأنباء مفرحة لأمريكا والعالم
  • الرئيس الكولومبي لترامب: سأكون معك في أي خطة لوقف الحرب في غزة
  • ترامب: الرئيس الصيني قائد ذكي للغاية والحرب التجارية ستسفر عن نتيجة إيجابية
  • مرتاح للغاية.. الرئيس الأمريكي: شيء إيجابي سيخرج من الحرب التجارية مع الصين
  • مسؤول إيراني: الحرب مع واشنطن ستشعل العالم من أوكرانيا إلى تايوان
  • شحنة مضاعفة من آبل من الهند لأمريكا لتفادي التعريفات الجمركية
  • الرئيس الصيني يطالب أوروبا بمواجهة التصعيد التجاري الأمريكي
  • الرئيس الصيني يرد على ترامب.. فماذا قال ؟
  • شي يرد على ترامب: الصين لا تخاف ومواجهة العالم تؤدي إلى عزلة من يقدم على المواجهة