أعاد اعتقال المصورة الصحفية المقدسية لطيفة عبد اللطيف (35 عاما)، أمس الأحد، قضية استهداف الاحتلال صحفيي القدس إلى الواجهة، والتي لم تهدأ منذ السابع من أكتوبر/تشرين الثاني 2023، حيث استُهدف عشرات الصحفيين، اعتقالا وإبعادا وغيرهما من أساليب الترهيب والردع.

ووفق مصادر محلية، فإن قوات الاحتلال اعتقلت الصحفية لطيفة ـوهي أم لطفل ومبعدة عن المسجد الأقصى- من منزلها في البلدة القديمة، بذريعة "التحريض ودعم الإرهاب" وفق ما نشرته شرطة الاحتلال، وتعاقبتها وسائل إعلام إسرائيلية بالتحريض وتلفيق التهم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بحثا عن أبنائها.. عائلات معتقلين في عهد الأسد تتظاهر في درعاlist 2 of 2رايتس ووتش تدعو لتحقيق عاجل بشأن "مذبحة" في بوركينافاسوend of list

ووفق بيان الشرطة، فإنها بدأت منذ أسابيع بمراقبة نشاط المصورة الصحفية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واطلعت على محتوى وصفته بالتحريضي، نُشر قبل أشهر، يتضمن مقطعا مصورا لرئيس حركة حماس يحيى السنوار، ومنشورا يظهر فيه عز الدين مسالمة منفذ عملية حاجز النفق في ديسبمر/كانون أول الماضي.

وقبل اعتقال لطيفة بساعات قليلة، استدعت شرطة الاحتلال الصحفية المقدسية، لانا كاملة، إلى مركز المسكوبية في القدس، وحققت معها ساعتين عن عملها الصحفي، ومثلها عشرات الصحفيين، الذين أفصح بعضهم عن استدعائه والتحقيق معه، خلال الأشهر الماضية، بينما يتكتم بعضهم الآخر لدواع شخصية أو عملية، ما أدى إلى صعوبة في إحصاء العدد الكلي.

اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، الصحفية المقدسية لطيفة عبد اللطيفة، من سكان البلدة القديمة في القدس المحتلة، بتهمة نشر محتوى تحريضي على منصة إنستغرام.

وقال مركز معلومات وادي حلوة الحقوقي القدس إن قوات الاحتلال اعتقلت الصحفية من منطقة باب العمود في القدس، ومددت… pic.twitter.com/8pBR7KxMDZ

— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) March 17, 2025

إعلان إبعادات عن الأقصى

وفي ذات السياق، شنت شرطة الاحتلال حملة إبعادات عن المسجد الأقصى، قبيل وخلال شهر رمضان المبارك، وصفت بغير المسبوقة بحق صحفيين ومصورين، منهم موظف قسم الإعلام والعلاقات العامة في دائرة الأوقاف الإسلامية، وهي دائرة أردنية مسؤولة عن المسجد الأقصى، رامي الخطيب، الذي أبعد عن المسجد والبلدة القديمة شهرين.

ومنعا لتقليص التغطية الإعلامية في المسجد الأقصى ومحيطه، أبعد الاحتلال خلال شهر رمضان، صحفيين ومصورين مُددا متفاوتة تصل إلى 6 أشهر، منهم لطيفة عبد اللطيف، وباسم زيداني، ومحمد أبوسنينة، وندين جعفر، ومحمد دويك، وإبراهيم السنجلاوي، ومحمد الصادق، بعضهم اعتقل وهو على رأس عمله في الأقصى.

وكان الاحتلال اعتقل الزوجين الصحفيين محمد الصادق وبيان الجعبة أثناء وجودهما داخل المسجد الأقصى برفقة طفلتيهما، في مساء 28 فبراير/شباط الماضي، حيث أبعد الصادق عن المسجد الأقصى فورا، أما زوجته فاحتجزت ساعات وأطلق سراحها بشرط الحبس المنزلي والإبعاد عن منزلها في مخيم شعفاط، كما استدعيت بعدها للتحقيق وحددت لها جلسة محاكمة بشبهة التحريض، رغم حملها وهي في الشهر التاسع.

تهمة واحدة جاهزة

وتتصدر تهمة "التحريض" لوائح اتهام الصحفيين المقدسيين، إن وجهت بحقهم لائحة اتهام أصلا، حيث تعمد شرطة الاحتلال إلى تسليم قرار الإبعاد دون محاكمة أو تهم أو إمكانية استئناف قضائي على القرار الذي تصفه الشرطة أحيانا بالاحترازي، أو المحارب للإرهاب.

ووفق إحصاء نشرته لجنة حماية الصحفيين، فإن عدد الصحفيين الفلسطينيين الأسرى في سجون الاحتلال هو الأعلى منذ عام 1992، قائلة إن "إسرائيل" هي من بين الدول الأكثر سجنا للصحفيين، وإنهم "يواجهون اتهامات بمناهضة الدولة من قبيل نشر أخبار كاذبة أو ممارسة الإرهاب، للانتقام منهم على تغطيتهم الصحفية الناقدة".

إعلان

وبينما يطلق الاحتلال يده لتكميم أفواه الصحفيين المقدسيين وحجب عدساتهم، يتجاهل موجة هائلة مضادة من التحريض يمارسها صحفيون ونشطاء إسرائيليون، تتضمن تحريضا مباشرا على قتل الفلسطينيين، ونشر صورهم وبياناتهم الشخصية ومواقع بيوتهم، مثل مجموعة "صيادو النازيين" على تطبيق تلغرام وغيرها العشرات.

وعدا عن ذلك، فإنه لا يزال صحفيون إسرائيليون -معروفون بأسمائهم- طلقاء، ينشرون ويتنقلون بحرية داخل القدس، منهم أحد أبرز مقتحمي المسجد الأقصى المتطرف "أرنون سيغال" الذي حرض ويحرض على تدمير الأقصى والإبادة الجماعية في قطاع غزة، وإلى جانبه المتطرف "يديديا أبشتين" الذي ينتحل صفة صحفي ويلاحق بكاميرته المقدسيين ويحرض على اعتقالهم ويعرقل عملهم، كما فعل العام الماضي مع مراسلة قناة الجزيرة نجوان سمري، والصحفي سيف القواسمي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات حريات عن المسجد الأقصى شرطة الاحتلال

إقرأ أيضاً:

مع بدء عيد الفصح اليهودي.. اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى

بالتزامن مع بدء عيد الفصح اليهودي، شهد “المسجد الأقصى” اليوم الأحد، اقتحامات واسعة نفذها مئات المستوطنين.

ووفقا لمصادر محلية، “توافدت أعداد كبيرة من المستوطنين على باحات “المسجد الأقصى” تحت حراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية، التي فرضت إجراءات أمنية صارمة، ومنعت عشرات المصلين الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد”.

في المقابل، أطلقت حركات مقاومة وفصائل فلسطينية، دعوات “لشد الرحال إلى المسجد الأقصى والتصدي لهذه الاقتحامات، والدفاع عن المقدسات الإسلامية”.

وبحسب المعلومات، “جاءت الدعوات لمواجهة الاستهداف المتكرر للمسجد خلال الفترة الممتدة من الأحد حتى الخميس، والتي تشهد ذروة الاحتفالات اليهودية”.

وأكد ناشطون ومقدسيون على أن “هذه الاقتحامات تمثل استفزازا متعمدا لمشاعر المسلمين، وتأتي في إطار محاولات إسرائيل لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى، تمهيدا لتقسيمه زمانيا ومكانيا”.

من جهتها، أدانت هيئات فلسطينية ودولية هذه الاقتحامات، محذرة من تداعياتها الخطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة. ودعا مراقبون المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف انتهاكات إسرائيل.

وكانت الخارجية الفلسطينية حذّرت، أمس السبت، من “التصعيد” الإسرائيلي في استهداف المسجد الأقصى، ودعوات جماعات متطرفة لذبح قرابين فيه بمناسبة عيد الفصح اليهودي”.

وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، إنها تحذر من “التصعيد الحاصل في استهداف الأقصى بهدف تكريس تقسيمه الزماني ريثما يتم تقسيمه مكانيا، في تعميق ضم القدس، وتهويد مقدساتها المسيحية والإسلامية، وتغيير واقعها القائم، وفصلها عن محيطها الفلسطيني”.

وأدانت الوزارة “دعوات ما تسمى منظمات جبل الهيكل، والجمعيات الاستيطانية، وتحريضها لحشد مزيد من المشاركين في اقتحام المسجد الأقصى المبارك في فترة الأعياد اليهودية، وكذلك تحريضها لذبح وتقديم القرابين في باحاته”.

هذا “وتتزامن دعوات اقتحامات الأقصى مع تصعيد مستمر للجيش الإسرائيلي والمستوطنين بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية بالتزامن مع بدء الحرب على غزة، أدى إلى مقتلأكثر من 947 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، وفق معطيات فلسطينية رسمية”.

في السياق، “حرمت القوات الإسرائيلية المواطنين الفلسطينيين المسيحيين من الضفة الغربية، يوم الأحد، من الوصول إلى مدينة القدس المحتلة، للمشاركة في إحياء أحد الشعانين”.

ووفق وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، “تحيي الكنائس المسيحية الشرقية والغربية، يوم الأحد، “أحد الشعانين” وهو الأحد الأخير قبل عيد الفصح المجيد، و”ذكرى دخول المسيح إلى مدينة القدس”.

وبحسب الوكالة، “ترأس بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن للروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث، وبطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، وسائر بطاركة ورؤساء الكنائس، قداديس وصلوات أحد الشعانين في كنيسة القيامة بالبلدة القديمة، بمشاركة لفيف من الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات، بحضور عدد محدود من المصلين، غالبيتهم من مدينة القدس وأراضي الـ48، بعد أن حرمت  القوات الإسرائيلية ال لاف من المسيحيين من محافظات الضفة الغربية من الوصول إلى المدينة المقدسة”.

ووفق الوكالة، “فرضت القوات الإسرائيلية إجراءات عسكرية مشددة على الحواجز المحيطة بمدينة القدس، وفي محيط البلدة القديمة، وتشترط السلطات الإسرائيلية على الفلسطينيين، المسلمين والمسيحيين، استصدار تصاريح خاصة للعبور من حواجزها العسكرية المحيطة في المدينة المقدسة والوصول إلى أماكن العبادة، خاصة المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، كما تضع قيودا على استصدار التصاريح، بضرورة حيازة المواطنين “بطاقة” تصدرها السلطات  الإسرائيلية بعد أن تجري ما تسميه “فحصا أمنيا” للمتقدم، وبعد ذلك، تجبر المواطنين على تحميل تطبيق خاص على أجهزتهم المحمولة وتقديم طلب للحصول على التصريح، وغالبا ما يتم رفض الطلب.”

وقال نائب الرئيس العام لحراسة الأرض المقدسة، الأب إبراهيم فلتس، إن “الاحتلال أصدر ستة آلاف تصريح فقط للفلسطينيين المسيحيين من محافظات الضفة الغربية، علما أن عدد المسيحيين في تلك المحافظات يقدّر بـ50 ألفا”.

 وأضاف أنه “للعام الثاني على التوالي، يشارك عدد قليل من الحجاج في صلوات “الأسبوع المقدس” وعيد الفصح في مدينة القدس، وذلك بسبب تداعيات الحرب”، مشيرا إلى أن “الكنائس سترفع صلواتها من أجل أن يتحقق السلام والعدل والحرية لجميع أبناء الأرض المقدسة”.

مقالات مشابهة

  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى ومحاولة لإدخال قربان / شاهد
  • القدس: سلطات الاحتلال استغلت الظروف الإقليمية لتمرير مخططات استيطانية
  • محافظة القدس: 765 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى بحراسة مشددة من قوات الاحتلال
  • محافظة القدس: 765 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى صباح اليوم
  • مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال
  • مع بدء عيد الفصح اليهودي.. اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى
  • بحراسة شرطة الاحتلال.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى ويدنسون باحاته
  • "الاحتلال الإسرائيلي" يقتحم بلدة "سلوان" جنوب المسجد الأقصى ويفرض مخالفات على المركبات
  • المسجد الأقصى يشهد اقتحامات واسعة مع أول أيام عيد الفصح اليهودي
  • الاحتلال يبعد خطيب المسجد الأقصى بعد إدانته للعدوان في غزة (صور)