إقالة رونين بار "المتهورة" تعمق الانقسامات الإسرائيلية
تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT
ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن إقالة رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي "شاباك" رونين بار تشكل خطوة مواجهة غير مسبوقة بين القيادة السياسية في إسرائيل وجهازها الأمني الأعلى، مما يثير احتمال حدوث أزمة دستورية.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أمس الأحد، أنه ينوي إقالة بار قبل 18 شهراً من انتهاء ولايته، ورد بار بقبول جزئي لقرار نتانياهو، وصرح بأنه سيستقبل مبكراً، ولكن فقط بعد أن يكون خليفته مستعداً لتولي المنصب، وبعد إحراز مزيد من التقدم فيما يتعلق بإعادة الرهائن الإسرائيليين.
وأضافت "جيروزاليم بوست" في افتتاحيتها التي نشرتها تحت عنوان "إقالة رئيس الشاباك جزء من تكتيكات نتانياهو الخطيرة لتشتيت الانتباه"، أن بار جادل في قرار نتانياهو لأنه التزم بالفعل بالاستقالة بسبب فشل جهازه في منع أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، ولذلك فإن مساعي نتانياهو لإقالة بار كانت غير ضرورية وذات دوافع سياسية.
#نتانياهو يقيل رئيس الشاباك لهذا السبب!https://t.co/3mb8hc7mf3
— 24.ae (@20fourMedia) March 16, 2025 أزمة دستوريةورأت الصحيفة الإسرائيلية، أن مثل هذه الخطوة تمثل مواجهة غير مسبوقة بين القيادة السياسية في إسرائيل وأعلى جهاز أمني، مما يثير احتمال نشوب أزمة دستورية، لأنه بحال رفض بار التنحي، فقد يحتاج نتانياهو إلى تدخل النائبة العامة غالي باهاراف ميارا، أو محكمة العدل العليا، وقد يقاوم كلاهما إقالة بار حالياً.
كما انتقد بار تعامل نتانياهو مع الوضع، قائلاً إنه إذا خضع "لاختبار الولاء" الذي يُجريه رئيس الوزراء، فسيكون قد فشل في أداء واجبه كموظف عام، وفي تطبيق القانون، وحماية مصالح الأمن القومي.
وأشارت جيروزاليم بوست إلى أن موقف بار يتناقض مع موقف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، الذي امتثل في النهاية لطلب نتانياهو بالاستقالة في 5 مارس (آذار) بعد تأخير قصير.
ومما زاد حدة الجدل، تصريح نداف أرغمان رئيس الشاباك السابق، مؤخراً، بأنه إذا تصرف نتانياهو بشكل غير قانوني، فسيكشف معلومات حساسة، كما تزامنت تصريحات أرغمان مع تجدد الجهود لإحياء "الإصلاح القضائي"، مما دفع نتانياهو إلى اتهام بار وأرغمان بالتصرف كـ"رجلي مافيا" يسعيان إلى إزاحته من منصبه.
ووفقاً للصحيفة، أشاد عضو الكنيست إيتمار بن غفير بهذه الخطوة، واصفاً إياها بأنها ضرورية ضد "الدولة العميقة" في إسرائيل، مقارناً إياها بمعارك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد وكالات الاستخبارات الأمريكية، وجادل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بأنه كان ينبغي على بار الاستقالة بعد إخفاقات 7 أكتوبر ، بينما وصف وزير الاتصالات شلومو كرعي بار بأنه "ديكتاتور" يقوض أمن إسرائيل.
ومن جهة أخرى، قال وزير الدفاع السابق بيني غانتس، إن نتانياهو يُعطي الأولوية للسياسة الشخصية على الأمن القومي، كما اتهمه عضو الكنيست غادي آيزنكوت بتقويض الديمقراطية لحماية ائتلافه، وحذر زعيم المعارضة يائير لابيد من أن إقالة بار تعرض مفاوضات الرهائن الجارية للخطر، فيما وصف رئيس الحزب الديمقراطي، يائير غولان، القرار بأنه "إعلان حرب على الديمقراطية الإسرائيلية" وحثّ على احتجاجات جماهيرية.
الخطة المصرية في مواجهة سياسات إسرائيل https://t.co/M1tW3QdTrv pic.twitter.com/zxqt26Zkrf
— 24.ae (@20fourMedia) March 17, 2025 صراع على السلطةوتقول الصحيفة الإسرائيلية، إن إسرائيل تواجه واحدة من أكثر البيئات الأمنية تحدياً في تاريخها، مشددة على الاحتياج إلى قيادة قوية في كل من الحكومة والأجهزة الأمنية، ولكن بدلاً من ذلك، يشهد الجمهور صراعاً على السلطة يضع الاعتبارات الشخصية والسياسية فوق المصالح الوطنية.
وذكرت الصحيفة، أن قرار نتانياهو بإقالة بار يُعد قراراً غير مسبوق، لأنها المرة الأولى في التاريخ التي يُقال فيها رئيس جهاز الأمن العام "شاباك"، مشيرة إلى أن توقيت القرار يثير مخاوف جدية، وتابعت: "من الصعب فصل هذا القرار عن خطوة ذات دوافع سياسية، لا سيما في ظل نمط نتانياهو في التهرب من المسؤولية عن إخفاقات 7 أكتوبر ، لو كان انتقال القيادة ضرورياً حقاً، لكان ينبغي معالجته قبل أشهر، وليس الآن، حيث أصبح بقاؤه السياسي على المحك".
وأضافت أن جوهر هذه الأزمة يكمن في قيادة نتانياهو، لأن محاولته إقالة شخضية أمنية رئيسية مع تجنب التدقيق في عيوبه "متهورة"، وينبغي أن تستند إقالة بار إلى اعتبارات مهنية لا سياسية.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة إن "الانقسام الداخلي هو بالضبط ما أدى إلى فشل السابع من أكتوبر، ففي حين كان الإسرائيليون يتقاتلون فيما بينهم، انتهز أعداؤنا الفرصة للهجوم، والآن يجب أن ينصب التركيز على كسب هذه الحرب، وإعادة رهائننا إلى وطنهم، واستعادة أمننا الوطني. يجب على نتانياهو أن يتوقف عن التعامل مع المؤسسات الأمنية باعتبارها أدوات سياسية، ويجب على بار أن يتذكر أن دوره هو خدمة الدولة، لا جدوله الزمني الشخصي، ومستقبل إسرائيل يعتمد على الوحدة والمسؤولية، وهي الصفات التي تفتقر إليها قياداتها اليوم".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل يوم زايد للعمل الإنساني غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل إسرائيل نتانياهو غزة الشاباك
إقرأ أيضاً:
اجتماع واسع للمعارضة الإسرائيلية بعد إقالة رئيس الشاباك.. فقدنا الثقة بنتنياهو
يجتمع رؤساء أحزاب "يش عتيد"، و"معسكر الدولة"، و"إسرائيل بيتنا"، وتحالف الديمقراطيين في مكتب زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، على خلفية إعلان رئيس حكومة الاحتلال بينامين نتنياهو إقالة رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك".
وقال لابيد: "دولة إسرائيل فقدت الثقة بنتنياهو، وهو أول من سيُقال"، بينما وصف زعيم حزب "معسكر" الدولة الإسرائيلي المعارض بيني غانتس، الخطوة بـ "الخطيرة للغاية، من الواضح أن النائب العام هو التالي في القائمة"، بحسب ما نقل تقرير لـ"القناة 12" الإسرائيلية.
ومن المقرر أن يضم الاجتماع مساء الاثنين يائير لابيد، وبيني غانتس، وأفيغدور ليبرمان، ويائير غولان، وقد هاجموا نتنياهو خلال الساعات الماضية لقراره إقالة بار، قائلين أن ذلك نابع من قضية "فضيحة قطر".
وفي مقابلة مع برنامج "هذا الصباح" على القناة الثانية، قال لبيد إن فقدان الثقة هو سبب الإقالة، وبالتالي فإن "أول من يحتاج إلى الرحيل هو نتنياهو". وبحسب لبيد، "فقدت دولة إسرائيل الثقة بنتنياهو. هناك تحقيق جنائي وأمني خطير، والمحققون يحاولون إقالة كبير محققيهم".
وأضاف لابيد: "بمجرد أن بدأ جهاز الشاباك التحقيق في مكتبه، قرر نتنياهو إقالة رونين بار في عملية متسرعة ومتهورة، وفي ظل تضارب واضح في المصالح"، معلنا أنه سيقدم التماسا ضد إقالة بار: "هدفهم الواضح هو تخريب تحقيق جنائي جدي يجريه مكتب رئيس الوزراء".
وعلق غانتس أيضا مقابلة منفصلة على قرار إقالة بار قائلا: "هذه خطوة خطيرة للغاية. أفترض أن هذه خطوة اتخذت بموجب السلطة، ولكن أتوقع أنه ستكون هناك عمليات قانونية لاحقة، هذه خطوة لا تتم بشكل معقول أو أخلاقي على الإطلاق.
وأضاف "لقد قبل الجميع المسؤولية بالفعل، واستقال الجميع بالفعل، وغادر الجميع بالفعل، وكان بار قد فعل الشيء نفسه أيضًا".
وأكد أن "نتنياهو وحده منشغل باستبدال السلسلة بأكملها ونزع الشرعية عن المحكمة، مما يُلحق الضرر بأجهزة الأمن وقادتها، من وجهة نظري، من المحزن جدًا أن يعود رئيس الوزراء إلى 6 تشرين الأول/ أكتوبر في جميع المعايير، وسوف يرى أن الشارع سيعود أيضًا إلى ذلك الوقت وسيُسمع صوت الجمهور".
وقال غانتس ردا على سؤال "أين المعارضة؟": "لقد كنت على اتصال مع يائير لابيد وسيتم التنسيق بيننا، يوجد هنا رئيس وزراء مسؤول عن هذا البلد. يجب أن تعمل الأنظمة، ويجب عليه دعم القادة لا تقويضهم، علينا أن نطالبه بالتصرف كرئيس وزراء مسؤول، رجل دولة، متسامح، وأن يتحلى بضبط النفس في كل هذه الأمور".
وأكد أنه "من الغريب جدًا أن يحدث هذا الآن تحديدًا، بينما يجري تحقيق في مكتب رئيس الوزراء، وماذا سيحدث ؟ ومن الواضح أن النائب العام هو التالي في الترتيب".
وعلق رئيس الحزب الديمقراطي يائير جولان على إعلان نتنياهو، قائلا: " نتنياهو يعتقد أنه الحاكم الأعلى الذي يمكنه أن يفعل ما يشاء، إنه في حالة هستيريا كاملة.. لقد بدأ التحقيق في قضية قطر غيت للتو، وهو يعمل على الفور على تخريب القدرة على التحقيق فيما حدث في مكتبه".
واعتبر أن "هذا نضال من أجل أمن إسرائيل ومستقبلها وهويتها. سنناضل في الكنيست، وفي المحاكم، وفي الشوارع. سنوقف محاولة نتنياهو الانقلابية، وسنكون جميعًا في القدس،" قال غولان، الذي زعم أيضًا أن " التهديد الوجودي الأكبر لإسرائيل ليس خارجيًا، بل داخلي، وهو نتنياهو نفسه".
توجه الحزب الديمقراطي الليلة الماضية إلى النائبة العامة غالي بهاراف-ميارا، داعيًا إياها إلى منع عمليات الفصل، مضيفا أن "اختار رئيس الوزراء إقالة رئيس الجهاز في الوقت الذي كان فيه جزء كبير من مكتبه يخضع للتحقيق بتهمة التجسس وكشف أسرار الدولة التي يتحمل الجهاز مسؤوليتها.. توجهنا إلى المستشارة القانونية لرئيس الوزراء مطالبين إياها بوقف إقالة رئيس جهاز الشاباك".
رد رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، على إقالة بار قائلا: "خرج المتسابقون، ورونين بار في طريقه، والآن جاء دور من هو في قمة الهرم - رئيس وزراء 7 أكتوبر".
ردّت شخصياتٌ رفيعةٌ سابقةٌ في المؤسسة الأمنية على إقالة بار، ودعت شخصياتٌ رفيعةٌ سابقةٌ في المؤسسة العسكرية والشرطة، أعضاءٌ في "منتدى ماجن"، إلى احتجاجٍ مساءَ غدٍ في ساحة "هابيما".
وقال كبار الشخصيات، ومنهم اللواء (احتياط) نوعام تيبون، والمفوض السابق لجهاز الأمن العام (الشاباك) والمسؤول الكبير فيه روني ألشيخ، والرئيس السابق للجهاز كارمي جيلون: "نقف إلى يمين رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) وندعو جميع المواطنين الإسرائيليين للانضمام والتظاهر ضد قرارٍ مُعادٍ للديمقراطية سيضر بأمن إسرائيل".
والثلاثاء الماضي، أقر "الشاباك" بفشله في تقييم قدرات حركة "حماس" قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أو هجومها في ذلك اليوم، وألمح إلى مسؤولية نتنياهو عن "رسم سياسة فاشلة على مر السنين"، وفق هيئة البث.
وفي ذلك اليوم هاجمت "حماس" 22 مستوطنة و11 قاعدة عسكرية بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين ردا على "جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى"، وفق الحركة.
وبينما استقال مسؤولون عسكريون واستخباريون، معلنين تحملهم جانبا من المسؤولية عن فشل 7 أكتوبر، يرفض نتنياهو تحمل أي مسؤولية، ويتجاهل دعوات المعارضة إلى رحيل حكومته وإجراء انتخابات مبكرة.
وبدعم أمريكي ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.