مسلسل معاوية بين الالتزام والإبداع والانفلات
تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT
أثار مسلسل معاوية الكثير من الجدل والكثير من الانتقاد يصل لحد رفض العمل برمته، والقليل من الثناء والتأييد الذي لا يسمن ولا يشبع من جوع، فذهبت الأكثرية التي صبت جام غضبها على العمل ودعواهم في ذلك عدم الالتزام بالوقائع التاريخية، بل وتجاوز الأمر إلى تغييرها لصالح شخصية معاوية.
ومن المعروف أن شخصية معاوية بل وابنه يزيد أيضا كان بها الكثير من التجاوزات التي أدانها التاريخ، ولكن دون الدخول في تفاصيل قد لا يتحملها مقالنا هذا.
أما القلة التي أثنت على أحداث المسلسل فقد كان دليلها أيديولوجيا، بمعنى لا يصح أن نعترف بأخطاء حاكم سني هو معاوية.
والمسلسل كتبه الصحفي خالد صلاح، وأخرج أجزاء منه طارق العريان الذي طلب رفع اسمه من التترات بعد إذاعة الحلقات الأولى، بدعوى أن هناك تدخلات من الجهة الإنتاجية بحذف مشاهد من الحلقات دون علمه.
وبعيدا عن كل هذا الصخب، أرى أنه لزاما علينا أن نحدد بعض المفاهيم كي لا يختلط الحابل بالنابل. فهناك فارق كبير بين السينما والتلفزيون، بمعنى أن الفن السابع هو وجهة نظر ورؤية مخرج العمل التي ليست بالضرورة تتوافق مع الوقائع التاريخية.
فعلى سبيل المثال، في فيلم صلاح الدين الأيوبي للمخرج يوسف شاهين؛ قدم شاهين شخصية عيسى العوام الذي اضطلع بها صلاح ذو الفقار؛ مخالفة لما ورد بكتب التاريخ. وكذلك المخرج الأمريكي كوينتن تارنتينو الذي قدم واقعة ذبح شارون تيت،في تصوري أن مخرج العمل، وهو مخرج سينمائي أولا، أراد أن يقدم معاوية كما يراه هو لا كما يراه التاريخ، ولكنه أخطأ الوسيط، بل وخسر رهانه في تقديم مغامرته الفكرية، وبالتالي فقد المسلسل الالتزام التاريخي. وأيضا خانه التوفيق في تقديم رؤيته الإبداعية فأصبح الأمر كله ضرب من ضروب الانفلات، ولهذا رُفض من الأكثرية زوجة المخرج رومان بولانسكي، هي وأصحابها الأربعة في فيلتها الأنيقة بلوس أنجلوس، على غير الحقيقة، وسردها بصريا وفق رؤيته الفنية. فهذه الواقعة لم تنجح في الفيلم، وتم إحباطها، وتم القبض على الجناة، ولم تمت شارون تيت ونعمت بالحياة المديدة وفق تارنتينو، فهل هذا يعد تزويرا؟ بالطبع لا.
نخلص من هذا إلى أن إلى السينما معنية بالفكر ووجهة نظر صانع العمل دونما قيد أو شرط، ولا التزام حتى بالتاريخ.
ننتقل إلى وسيط آخر، وهو التلفزيون الذي هو جهاز إعلام بالدرجة الأولى، فضلا عن أنه المنوط بالإعلام بشكل عام، ولهذا فمحتوى التلفزيون توجيهي تربوي في المقام الأول، وعليه وبالتبعية فالأعمال الدرامية التلفزيونية معنية بتقديم قيم تربوية أخلاقية تاريخية.
ولقد شاهدنا كثيرا من الأمثلة كمسلسل القاهرة والناس لمحمد فاضل، و"محمد رسول الله" لأحمد طنطاوي، وأوان الورد لسمير سيف، وكاتب هذه السطور، وغيرها الكثير. ولكن يبدو أن هذه البديهيات اختلطت وتبدلت أو نسيها جميع الأطراف ففقدت البوصلة وتاه الجميع.
ففي تصوري أن مخرج العمل، وهو مخرج سينمائي أولا، أراد أن يقدم معاوية كما يراه هو لا كما يراه التاريخ، ولكنه أخطأ الوسيط، بل وخسر رهانه في تقديم مغامرته الفكرية، وبالتالي فقد المسلسل الالتزام التاريخي. وأيضا خانه التوفيق في تقديم رؤيته الإبداعية فأصبح الأمر كله ضرب من ضروب الانفلات، ولهذا رُفض من الأكثرية.
ورمضان كريم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مسلسل معاوية التاريخية مسلسل تاريخ دراما معاوية معاوية بن ابي سفيان مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة صحافة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة کما یراه فی تقدیم
إقرأ أيضاً:
منها «النص».. ثلاثة أعمال تعلن تقديم أجزاء جديدة
عقب انتهاء الحلقات الأخيرة من مسلسلات النصف الأول من رمضان، قرر عدد من صناع الأعمال الإعلان بشكل رسمي عن تقديم أجزاء جديدة من أعمالهم، ولعل من أبرز هؤلاء صناع مسلسلي “النص” و"أهل الخطايا"، كما أعلن ياسر جلال عن انتهاء كتابة جزء ثالث من مسلسل “جودر”.
ونرصد فى التقرير التالى تفاصيل هذه الأعمال.
النصفاجأ صناع مسلسل النص الجمهور خلال الحلقة الأخيرة والتي عرضت أمس، السبت، عبر قناة on الفضائية، بتقديم جزء ثانٍ من العمل الذي يخوض بطولته النجم أحمد أمين.
وشهدت الحلقة الأخيرة من مسلسل النص في نهاية الأحداث ظهور صورة مكتوب عليها: “إلى اللقاء في النص التاني"، ومن المتوقع أن يتم عرض الجزء الجديد خلال موسم دراما رمضان 2026.
مسلسل النص هو معالجة درامية مستوحاة من كتاب مذكرات نشال للباحث التاريخي أيمن عثمان، وتقع أحداثه في فترة الثلاثينات من القرن الماضي.
وهو بطولة أحمد أمين، صدقي صخر، أسماء أبو اليزيد، عبد الرحمن محمد، حمزة العيلي، دنيا سامي، سامية الطرابلسي، وهو من تأليف شريف عبد الفتاح، عبد الرحمن جاويش ووجيه صبحي وإخراج حسام علي.
أهل الخطاياكما شهد مسلسل أهل الخطايا، نهاية مؤثرة ومأساوية، أبرزت الصراع الأزلي بين الخير والشر، متمثلا في الإنسان والشيطان، إذ يدفع الأخير الأول نحو الخطايا لارتكابها ويحاول الأول التوبة والاستغفار.
وفي نهاية الحلقة الأخيرة من مسلسل أهل الخطايا، شهد مباراة تمثيلية بين نوح (جمال سليمان) وروح الدجال درغام (محمود السراج)، والتي تمثلت في هيئة الشيطان، ليكون كلاهما وجها لوجه، وإلصاق خطاياه بالآخر.
مسلسل "أهل الخطايا" يعكس الفلسفة التي يتبناها رؤوف في أعماله الفنية، والتي تهدف إلى تقديم دراما حقيقية، تنبض بالحياة وتقترب من الواقع، ما يعزز من ارتباط المشاهد بالقصص التي يتم سردها، وفي هذا السياق، يواصل رؤوف تقديم دراما ليست فقط للتسلية، بل للتوعية والتأثير في المجتمع.
يشار إلى أن مسلسل "أهل الخطايا"، يشارك في بطولته جمال سليمان، رانيا يوسف، سوسن بدر، محمد ثروت،أحمد فهيم، فرح الزاهد، إسلام جمال، مطرب المهرجانات اسلام كابونجا، ولاء الشريف، وئام مجدى، سارة درزاوى، دكتور أشرف زكى، هنادى عبدالخالق، عايده فهمى، عبير منير، شريف عمر، محمود السراج، هذا إلى جانب مجموعة من أهم خريجى أكاديمية الفنون الحاصلين على عديد من الجوائز، تأليف أحمد أنور، ومحمد عبد القوي، وإخراج رؤوف عبد العزيز، وإنتاج شركة كودكس.
جودربينما أكد ياسر جلال وجود جزء ثالث من مسلسل “جودر”، وهو بالفعل تم الانتهاء من كتابته ولكن لم يتم تحديد موعد لتصويره.
ويعيد مسلسل جودر المُشاهد مرة أخرى إلى زمن الكبار والحكايات الفريدة والأحداث الفريدة التي يقدمها صناع المسلسل، بشكل خاص جدًا، وبمستوى إخراجي لا يقارن، وكلها عوامل تجعل المشاهد المصري في حالة انتظار وتشوق للمسلسل لا سيما أن حكايات شهرزاد ليست غريبة على الإطلاق عن مواسم رمضان في العقود الماضية.
مسلسل جودر ينطلق بالمشاهدين إلى عالم عجيب يختلط فيه السحر بالحقيقة والخيال بالواقع بتأثيرات بصرية لم يسبق استخدامها في أعمال سابقة في سوق الدراما المصري، وكذلك كشف البرومو عن إمكانيات ضخمة سخرتها الشركة المنتجة.
المسلسل يقوم ببطولته ياسر جلال والذى يقدم فيه شخصيتي "شهريار وجودر المصري"، الذي تعقدت مقادير حياته قبل قدومه إلى الدنيا، بين التاجر "عمر" وما حدث له ولأخويه، ويشاركه البطولة نور اللبنانية، وياسمين رئيس، وأحمد فتحي، تأليف أنور عبد المغيث، وإخراج إسلام خيري.