تُواجه خنافس جالوت، وهي واحدة من أكبر الحشرات في العالم، خطر الانقراض بشكل كبير بسبب التوسع في زراعة الكاكاو في غرب أفريقيا والتجارة الدولية للحشرات.

وتنتمي هذه الخنافس العملاقة إلى جنس "غولياتوس"، وهناك أنواع مختلفة منها ويمكن أن يصل طولها إلى 110 مليمترات، وتتميز ذكورها عن إناثها بوجود قرون على شكل حرف Y لديها، وتعيش في الغابات المطيرة في دول مثل غينيا، وساحل العاج، وغانا، ونيجيريا، والكاميرون، وجنوب السودان.

وخلصت دراسة حديثة نشرت في المجلة الأفريقية لعلوم البيئة (أفريكان جورنال أوف إيكولوجي)، أن نوعين رئيسيين من خنافس جالوت، هما غولياتوس كاسيكوس وغولياتوس ريجيوس معرّضان بشكل خاص لخطر الانقراض.

%80 من هذه الحشرات قد انقرضت بالفعل (غيتي)

وفي حديثه للجزيرة نت يقدّر الدكتور لوكا لويزيلي، أستاذ الإحصاء وعلم البيئة السكانية في جامعة لومي في توغو، الذي قاد فريق عمل الدراسة، أن حوالي 80% من أعداد حشرة غولياتوس كاسيكوس قد انقرضت بالفعل في ساحل العاج، بالنظر إلى كمية الغابات التي دُمرت، بهدف زراعة الكاكاو، وبالمثل، فقدت حشرة غولياتوس ريجيوس حوالي 40% من موطنها الطبيعي، واستنادا إلى فقدان الموائل المُسجل، فإن أعداد النوع الأول قد شهدت انخفاضا كارثيا على مدار الـ30 عاما الماضية.

وتعد حشرة غولياتوس كاسيكوس أصغر نوعي الخنافس العملاقة، ويتراوح طولها عادة ما بين 60 و84 مليمترا، ويمكن أن يصل إلى 95 مليمترا، وتعيش فقط في الغابات المطيرة الناضجة، أما خنافس ريجيوس، فيمكن أن يصل طولها إلى 105 مليمترات، ويتراوح عادة ما بين 75 و95 مليمترا، لكنها تفضل العيش في الغابات الأكثر جفافا، ويمكن أن تعيش هذه الحشرات أحيانا في رقعة مشتركة في نفس الغابة، بل وحتى على نفس الشجرة، حيث تتزاوج وتُنتج أنواعا هجينة طبيعية.

محصول نقدي يدمّر الغابات

وعادةً ما تُزرع محاصيل الكاكاو التجارية ضمن نطاق 10 درجات شمال وجنوب خط الاستواء، وتُعد غانا وساحل العاج وإندونيسيا من أكبر الدول المنتجة للكاكاو في العالم، وتُنتج غانا وساحل العاج أكثر من نصف إنتاج العالم من الشوكولاتة، وتُمثل الغابات المطيرة أفضل بيئة لأشجار الكاكاو.

إعلان

والكاكاو هو أحد أهم المحاصيل النقدية التي ينتجها المزارعون أصحاب الحيازات الصغيرة في المناطق الاستوائية، حيث من المتوقع أن يصل سوق حبوب الكاكاو غير المعالجة العالمي إلى 16 مليار دولار أميركي هذا العام، وتقدر صناعة الشوكولاتة العالمية بقيمة 100 مليار دولار أميركي سنويا ويعتمد ما بين 4 إلى 6 ملايين مزارع من أصحاب الحيازات الصغيرة في جميع أنحاء العالم على صناعة الكاكاو في معيشتهم.

وتوفر هذه القيمة الاقتصادية العالية للكاكاو حافزا لتوسيع مناطق إنتاج الكاكاو وتكثيف أساليب زراعته، ومع ذلك، يمكن أن يؤدي توسيع المزارع إلى إزالة الغابات، وعادةً ما تكون المزارع مُدارة من قبل المالكين بطرق بسيطة وتعتمد على الكيميائيات الزراعية، وتؤوي تنوعا بيولوجيا منخفضا، ما يؤدي إلى التوسع في إزالة الغابات وخسارة التنوع البيولوجي والقدرة على الإنتاج المستدام على المدى الطويل.

خنافس جالوت بنوعيها تواجه خطرا شديدا (غيتي) على حافة الانقراض

وعن منهجية وأسلوب الدراسة، يوضح لويزيلي للجزيرة نت أن أبحاثا استمرت نحو 30 عاما حول بيئة حيوانات الغابات المطيرة وحمايتها في جميع أنحاء أفريقيا، وخاصة الزواحف، والدراسات الميدانية التي أُجريت بالتعاون مع علماء وطلاب محليين؛ جمعت بيانات عن الحشرات، وخاصةً عن الخنافس، كما أجرى الفريق مقابلاتٍ مع مئات الصيادين والمزارعين وجامعي القواقع والفطر المحليين.

وتبيّن بحسب الدراسة أن أعداد خنافس جالوت من المرجح أن تشهد انخفاضا حادا في أجزاء من نطاق انتشارها، وخاصة في دول غرب أفريقيا، لذلك، تقرر دراسة هذه المسألة بمزيد من التفصيل من خلال أبحاث ميدانية مُحددة في العديد من دول نطاق انتشارها.

وبحسب لويزيلي، والذي يشغل منصب رئيس تحرير المجلة الأفريقية لعلوم البيئة، تواجه خنافس جالوت بنوعيها غولياتوس كاسيكوس ووغولياتوس ريجيوس خطرا كبيرا، ويجب إدراجهما في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، كنوع مهدد بشكل حرج بالانقراض تحت التصنيف بالنسبة للنوع الأول، ونوع مهدد بالانقراض تحت التصنيف بالنسبة للثاني.

إعلان

لذا فإن النوع الأول على بُعد خطوة واحدة فقط من الانقراض، ويعود ذلك أساسا إلى التطور الهائل لصناعة الكاكاو في ساحل العاج أكبر منتج للكاكاو في العالم، حيث تتطور هذه الصناعة تحديدا في مناطق الغابات المطيرة في البلاد الموطن الأساسي لهذا النوع من الخنافس.

وتقع المزارع على حدود محميات الغابات في البلاد، بل وتغزوها أحيانا، علاوة على ذلك، يتم استغلال هذه الحشرات وبيعها بأسعار مرتفعة في السوق الدولية للحشرات الجافة، وهو ما يزيد من خطر انقراضها.

وتعتبر خنفساء جالوت مؤشرا ممتازا على صحة الغابات، إذ يرتبط بقاؤها ارتباطا وثيقا بصحة النظم البيئية للغابات المطيرة في غرب أفريقيا، فإذا كانت وفيرة في الغابة، فهذا يعني أن الغابة في حالة جيدة بما يكفي لدعم الأنواع الأخرى، ولكن عندما تتدهور أعداد خنافس جالوت تشكل تحذيرا من الآثار الأوسع للتوسع الزراعي والاستغلال التجاري على التنوع البيولوجي، وتتطلب حماية هذه الخنافس الحفاظ على موائلها الطبيعية وتنظيم تجارة الحشرات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان الغابات المطیرة أن یصل

إقرأ أيضاً:

لماذا صمت المشايخ والدعاة ؟

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

ما اسهل ان تكون متظاهراً بجلباب الورع والتقوى. وما أصعب ان تكون إنساناً واعياً عادلاً منصفاً. .
حاول ان تسأل المشايخ والدعاة من المحيط إلى الخليج عن أسباب صمتهم، وسبب وقوفهم موقف المتفرج ازاء المذابح التي تُرتكب ضد العلويين والمسيحيين وضد أبناء الطوائف الأخرى في عموم المدن السورية ؟.
هل لأنهم يرون الجولاني وجماعته على حق ويرون أبناء الطوائف الأخرى على باطل ؟. وهل أبناء الطوائف الأخرى يستحقون القتل والتعذيب والتنكيل بهذه الأساليب الوحشية الغارقة بالإجرام ؟. أم لأنهم لا يستحقون العيش فوق الأرض، ويتعين قتلهم ورميهم في البحر ؟. .
لو قلتم ان الدعاة يرون العكس، ويرون ان الإسلام دين الرحمة والعدالة والإنسانية والمساواة بين الناس. كل الناس على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، فلماذا سكتوا ولم يعترضوا على الجولاني بكلمة واحدة ؟. .
يرنوا العلويون والمسيحيون الآن إلى الأزهر الشريف بقلوب مفجوعة طلبا للنجدة والشفقة، ويستغيثون بمنظمة العمل الإسلامي من دون ان يتلقوا منهم كلمة مواساة واحدة، ومن دون ان يسمعوا منهم مبادرة إنسانية مطمئنة. .
العالم غير الإسلامي يُدين ويشجب تلك المجازر الوحشية، وينادي ويستصرخ المجتمع الدولي، ويقف معهم أصحاب الضمائر الحرة، من أجل وقف نزيف الدم في الساحل السوري، ويطالبون بحماية المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ وغوثهم، ومحاسبة العصابات الارهابية وملاحقتهم على انتهاك القوانين والأعراف الإنسانية، وعدم السكوت عن مجازر الذين بغوا في الأرض فسادا، بما يمثل وصمة عار في جبين الإنسانية. .
هذا انطونيو غوتيريش يدين بشدة تصعيد العنف في المناطق الساحلية التي شهدت عمليات قتل واسعة النطاق. لكنك لن تسمع كلمة واحدة من المشايخ والدعاة. فالسكوت يُفسر في الغالب على انه علامة الرضا. .
ويل لكم وأنتم تتركون كتاب الله وراء ظهوركم. ويل لكم وأنتم تحسبون الارهابي بطلا وترون المحتل رحيما. ويل لكم وأنتم لا تفخرون إلا بالخراب. ويل لكم وأنتم مقسمون إلى طوائف وكل طائفة تحسب نفسها أمة. .
أي رب ربكم ؟. . وأي دين دينكم ؟.

د. كمال فتاح حيدر

مقالات مشابهة

  • في يوم الغابات.. أربيل تبحث الحلول العلمية لحماية البيئة
  • مصرع 37 شخصا جراء العواصف الشديدة في ولاية أوكلاهوما الأمريكية
  • مدير زراعة مطروح ينفي وجود الجراد بالمحافظة: الحشرة المنتشرة هي «الرعاش» النافعة
  • حرائق الغابات تهدد أستراليا.. ودرجات الحرارة في ارتفاع
  • بالتزامن مع الغارات الامريكية في اليمن.. حرائق الغابات تجتاح أمريكا.. شاهد
  • «الشتاء أصبح دافئًا والصيف طالت مدته».. الاحتباس الحراري يهدد الأرض «فيديو»
  • وصفهم بـ"الحشرات".. أوربان يهاجم قضاة وصحافيين ومنظمات مدنية
  • لماذا صمت المشايخ والدعاة ؟
  • بقيمة 125 مليار دولار.. خطة لحماية الغابات الاستوائية في البرازيل