من المقرر أن ينتهي مشروع الدماغ البشري (HBP) في سبتمبر القادم والذي يستهدف خلق محاكاة كاملة للطريقة التي يعمل بها الدماغ البشري وتطوير أنظمة حاسوبية على غرار الدماغ، وذلك بعد عقد كامل من الزمن شمل آلاف الأبحاث في هذا الشأن. 

 

وبحسب مجلة Nature فإن أوروبا أنفقت على المشروع 600 مليون يورو، وحوالي 500 عالم، حيث كان المشروع يمثل أحد أكبر المساعي البحثية التي يمولها الاتحاد الأوروبي على الإطلاق.

 

 

ونشر العلماء تحت مظلة مشروع الدماغ البشري (HBP) آلاف الأوراق البحثية وقطعوا خطوات كبيرة في علم الأعصاب، مثل إنشاء خرائط مفصلة ثلاثية الأبعاد لما لا يقل عن 200 منطقة دماغية، وتطوير غرسات عصبية لعلاج العمى، واستخدام أجهزة الكمبيوتر العملاقة، لنمذجة وظائف مثل الذاكرة والوعي وتطوير علاجات لمختلف حالات الدماغ.

 

يقول توماس سكورداس، نائب المدير العام للمفوضية الأوروبية في بروكسل “عندما بدأ المشروع، لم يكن أحد تقريبًا يؤمن بإمكانيات البيانات الضخمة وإمكانية استخدامها، أو أجهزة الكمبيوتر العملاقة، لمحاكاة الأداء المعقد للدماغ”.

 

ومع ذلك، ومنذ بدايته تقريبًا، أثار مشروع HBP انتقادات واسعة، كما لم يحقق المشروع هدفه المتمثل في محاكاة الدماغ البشري بأكمله، وهو الهدف الذي اعتبره العديد من العلماء بعيد المنال في المقام الأول. 

 

ويأمل مديرو HBP في تقريب هذا الفهم خطوة بخطوة من خلال منصة افتراضية، تسمى EBRAINS - تم إنشاؤها كجزء من المشروع - حيث تعد عبارة عن مجموعة من الأدوات وبيانات التصوير التي يمكن للعلماء حول العالم استخدامها لإجراء عمليات المحاكاة والتجارب الرقمية.  

 

 ويقول فيكتور جيرسا، عالم الأعصاب بجامعة إيكس مارسيليا في فرنسا وعضو مجلس إدارة مشروع HBP: “ لدينا اليوم جميع الأدوات اللازمة لبناء توأم دماغي رقمي حقيقي”.

 

وعندما تم إطلاق مشروع HBP في عام 2013، كان أحد أهدافه الرئيسية هو تطوير الأدوات والبنية التحتية اللازمة لفهم وظيفة وتنظيم الدماغ وأمراضه بشكل أفضل، إلى جانب مشاريع أصغر في علم الأعصاب الأساسي والسريري.  

 

وصرح المؤسس والمدير السابق للمشروع في عامه الأول، عالم الأعصاب هنري ماركرام في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في لوزان EPFL، بأن المشروع سيكون قادرًا على إعادة بناء ومحاكاة الدماغ البشري على المستوى الخلوي في غضون عقد من الزمن. 

 

وفي الوقت نفسه، انطلقت مشاريع مماثلة في عدد من الدول الأخرى، حيث أطلقت كل من الولايات المتحدة واليابان مشاريع الدماغ في نفس الوقت تقريبًا الذي أطلق فيه مشروع HBP، ولكنها لم تنته بعد، كما بدأ مشروع الدماغ في الصين في عام 2021، ودخل مشروعا أستراليا وكوريا الجنوبية عامهما السابع. 

 

وجمع مشروع  HBP بعض العلوم المهمة والمفيدة من خلال إنشاء ودمج خرائط ثلاثية الأبعاد لحوالي 200 قشرة دماغية وهياكل دماغية أعمق، قام علماء المشروع بإنشاء أطلس الدماغ البشري، والذي يمكن الوصول إليه من خلال EBRAINS، ويصور الأطلس التنظيم متعدد المستويات للدماغ، بدءًا من بنيته الخلوية والجزيئية وحتى وحداته الوظيفية واتصالاته. 

 

وقال أحد علماء المشروع، في مؤتمر صحفي في قمة HBP 2023 في مارس الماضي : "إن أطلس الدماغ البشري يشبه إلى حد ما Google Maps، ولكنه مخصص للعقل".

 

وتضمنت خطة المشروع الأصلية لبرنامج HBP تطوير أنظمة حاسوبية على غرار الدماغ، حيث ساهم علماء برنامج HBP في تطوير شبكات عصبية يمكنها محاكاة أنظمة كبيرة تشبه الدماغ، إما لاختبار الأفكار حول كيفية عمل العقول، أو للتحكم في الأجهزة الأخرى، مثل الروبوتات، أو الهواتف الذكية. 

 

وفي نهاية شهر سبتمبر القادم ، سيتوقف مشروع HBP، حيث يأمل عدد من العلماء المشاركين في المشروع أن يكون عمل HBP ومنصة EBRAINS أساسًا لعلم الأعصاب الأوروبي لسنوات قادمة. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي اوروبا علم الأعصاب الروبوتات الدماغ البشري الدماغ البشری

إقرأ أيضاً:

1.4 مليون يورو منحة إسبانية لدراسة جدوى امتداد خط مترو القاهرة حتى شبين القناطر

وقّعت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، مع إدواردو سوريانو، المستشار الاقتصادي والتجاري لإسبانيا في مصر، اتفاقية منحة تنموية بقيمة 1.4 مليون يورو، لتمويل "دراسة الجدوى الأولية لمشروع امتداد الخط الأول لمترو القاهرة (المرج الجديدة- شبين القناطر)، وذلك في إطار مشروعات محور النقل المستدامة بالمنصة الوطنية لبرنامج «نُوَفِّي+»، وذلك بحضور ألفارو ايرانزو جوتيريز، سفير مملكة إسبانيا لدى مصر ، والمهندس وجدي رضوان نائب وزير النقل، والمهندس طارق حامد جويلي، رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للأنفاق، والمهندس وائل نعيم، مساعد وزير النقل للاستثمار والتمويل الخارجي ، وممثلي شركة Triangle الممثل لشركة Typsa في مصر .

ومن المقرر أن تستفيد وزارة النقل والهيئة القومية للأنفاق من المنحة التي تُسهم في إعداد دراسات الجدوى لمشروع امتداد الخط الأول لمترو القاهرة، عن طريق شركة Typsa الإسبانية التي ستقوم بتوقيع عقد التنفيذ مع الهيئة القومية للأنفاق، وتستمر فترة تنفيذ المشروع 8 أشهر.

وأوضحت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن الاتفاقية مع الجانب الأسباني تأتي في إطار جهود الوزارة لتحقيق التكامل بين الموارد المحلية والشراكات الدولية لدفع جهود التنمية في القطاعات الحيوية، موضحة أن مشروعات مترو الأنفاق تُعد أحد نماذج الشراكات المثمرة مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، حيث استطاعت أن توفر وسيلة نقلة صديقة للبيئة وتُقل ملايين المواطنين يوميًا بين مختلف مناطق القاهرة الكبرى.

وأضافت أن التوسع في المشروعات الصديقة للبيئة والمستدامة أحد الروافد الأساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية، ومن هذا المنطلق تعمل وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، من خلال محور النقل ببرنامج «نُوَفِّي+»، على تعزيز الشراكات الدولية لتنفيذ العديد من المشروعات بقطاع النقل المستدام، من بينها مشروع امتداد الخط الأول لمترو الأنفاق حتى شبين القناطر، ومشروع تطوير خط سكة حديد أبوقير الإسكندرية وتحويله إلى مترو كهربائي، وغيرها من المشروعات التي تُعزز جهود الدولة في الربط بين المحافظات، وتعزيز البنية التحتية المستدامة.

وفي ذات السياق، أشادت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، بالعلاقات المُشتركة المصرية الأسبانية، والتي يسعى البلدان إلى تطويرها لتشمل المزيد من المجالات ذات الأولوية خاصة في مجال التحول إلى الاقتصاد الأخضر، ودعم جهود التنمية المستدامة، لافتة إلى استضافة أسبانيا للمؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية المقرر انعقاده منتصف العام الجاري، والذي من المقرر أن يُسهم في دعم الجهود الدولة لتسريع وتيرة التنمية وتطوير الهيكل المالي الدولي.

جدير بالذكر أن وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، التقت السفير الأسباني بالقاهرة نهاية العام الماضي، حيث بحثا الشراكات المستقبلية، كما وقعا منحتين بقيمة 800 ألف يورو، تتيحهما الوكالة الاسبانية للتعاون الدولي، لمشروعي «معالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها في مصانع السكر المصرية»، و«خلق فرص عمل للشباب من أجل التوظيف وإنشاء الشركات - المرحلة الثانية».

وتعود علاقات التعاون الدولى والتمويل الإنمائي بين مصر وإسبانيا، إلى تسعينيات القرن الماضي، حيث تم توقيع بروتوكولي تعاون أولهما فى 10 فبراير 1998 بموجبه قدمت أسبانيا لمصر تمويلات تنموية بقيمة 255 مليون يورو، ثم مُذكرة تفاهم في 2008 بقيمة 250 مليون يورو، بينما تتنوع محفظة التعاون بين مصر وإسبانيا في تنفيذ مشروعات في العديد من القطاعات من بينها النقل والاسكان والصرف الصحى والكهرباء والطاقة المتجددة وخط ائتمان للمشروعات الصغيرة والمتوسطة والآثار، ومنح مقدمة من الوكالة الإسبانية للتعاون الدولى والتنمية فى مجال الصحة والمرأة والسياحة والحوكمة والتنمية المستدامة.


 

مقالات مشابهة

  • 300 مليون دولار خسائر مشروع الجزيرة جراء اعتداءات المليشيا
  • «بيت الخير» تنفق 9,7 مليون في عام لدعم المرضى
  • الأول من نوعه في عُمان.. مشروع لربط مصيرة بشبكة الكهرباء بتكلفة 72 مليون ريال
  • زيادة مفاجئة لكمية البلاستيك في الدماغ البشري
  • 2.6 مليار ريال لإنشاء محطة «رأس محيسن»
  • كريستيانو رونالدو: من طفل فقير إلى صاحب إمبراطورية بقيمة 850 مليون يورو
  • 1.4 مليون يورو منحة إسبانية لدراسة جدوى امتداد خط مترو القاهرة حتى شبين القناطر
  • دراسة: الدماغ البشري يحتوي على ملعقة كاملة من البلاستيك النانوي
  • تونس تقترض من «البنك الإفريقي للتنمية» 90 مليون يورو
  • تونس.. البرلمان يصادق على اتفاق قرض من البنك الإفريقي للتنمية بقيمة 90 مليون يورو