يواجه تحالف "العيون الخمس"، الذي يُعدّ أحد أقوى وأقدم التحالفات الاستخباراتية في العالم، تحديات غير مسبوقة نتيجة سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته، مما يثير تساؤلات حول مستقبل التعاون الاستخباراتي بين أعضائه.

بدأت التوترات مع تعيين تولسي غابارد مديرة للاستخبارات الوطنية الأميركية. وأشعلت غابارد، المثيرة للجدل والمعروفة بميولها المؤيدة لروسيا، جدلا جديدا بتصريحاتها التي اتهمت فيها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالسعي نحو حرب عالمية ثالثة.

وإن مواقفها هذه، إلى جانب تاريخها في تداول دعاية روسية علنا، أثارت قلقا بين أجهزة الاستخبارات الأميركية والدول الحليفة على حد سواء.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خبير فرنسي: نظام عالمي جديد ينطلق من الشرق الأوسط ويقصي أوروباlist 2 of 2أربعون يوما في الغابة.. القصة الحقيقية لأطفال كولومبيا الأربعةend of list

إلى جانب ذلك، توقف ترامب عن تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا مؤقتا للضغط عليها لتحقيق مكاسب سياسية. ولم تقتصر تحركاته على ذلك، إذ هدد بضم كندا إلى الولايات المتحدة أو إخراجها من تحالف "العيون الخمس"؛ هذه التحركات تزيد من احتمال حدوث انقسام داخل التحالف.

غابارد مثيرة للجدل بسبب مواقف سابقة لها مؤيدة لروسيا (رويترز) ما تحالف "العيون الخمس"؟

تحالف "العيون الخمس" هو شبكة استخباراتية تجمع 5 دول ناطقة بالإنجليزية: الولايات المتحدة، وبريطانيا، وكندا، وأستراليا، ونيوزيلندا. تأسس التحالف بعد الحرب العالمية الثانية بهدف جمع وتحليل وتبادل المعلومات الاستخبارية، خاصة في مجال المراقبة والتنصت الإلكتروني (SIGINT). ويتمتع التحالف بثقة متبادلة طويلة الأمد، مما يسمح بمشاركة معلومات حساسة بصورة تلقائية.

حسب المؤرخ الكندي جون فيريس، فإن العلاقة بين أعضاء التحالف وصلت إلى درجة أن ضباطا أميركيين أداروا عمليات من داخل بريطانيا والعكس، في صورة تعكس عمق التعاون بين أجهزة الاستخبارات.

هل تتجه الأمور نحو الانهيار؟

رغم التوترات الحالية، فلا يزال تبادل المعلومات جاريا بين أعضاء التحالف. لكن المخاوف تتزايد من أن سياسات ترامب قد تؤدي إلى إضعاف النظام الاستخباراتي العالمي. وهناك 3 سيناريوهات محتملة:

إعلان أولا، انسحاب أو استبعاد أعضاء:

تهديد ترامب بطرد كندا من التحالف أو انسحاب الولايات المتحدة نفسها قد يزعزع النظام الأساسي للتحالف.

ثانيا اهتزاز الثقة وتقليل المشاركة:

حلفاء الولايات المتحدة قد يبدؤون في تقليل اعتمادهم عليها بسبب مخاوف من تسريب المعلومات أو تسييسها. ففي السابق، كشف ترامب أسرارا استخباراتية إسرائيلية لمسؤولين روس، مما أثار شكوكا حول مصداقية واشنطن.

شلل داخلي:

تعيين شخصيات مثيرة للجدل مثل مدير مكتب التحقيقات الفدرالي كاش باتيل قد يُضعف أجهزة الاستخبارات الأميركية من الداخل، ويؤدي إلى انقسامات تعوق التعاون مع الحلفاء.

"العيون الخمس" أكثر من مجرد تحالف تقني؛ إنه شبكة متداخلة يصعب فكّ ارتباط أحد أطرافها من دون التأثير على النظام بأكمله

لماذا لا يمكن فصل كندا وغيرها بسهولة؟

يؤكد مسؤولون سابقون أن "العيون الخمس" أكثر من مجرد تحالف تقني؛ إنه شبكة متداخلة يصعب فكّ ارتباط أحد أطرافها من دون التأثير على النظام بأكمله. وحتى خلال أزمات تاريخية، مثل أزمة السويس في الخمسينيات أو الحرب على العراق عام 2003، ظل التحالف متماسكا.

وتساهم كل دولة بدور فريد. فكندا، على سبيل المثال، تقدم خبرات استخباراتية متعلقة بالقطب الشمالي، بينما تُعد أستراليا مركزا مهما لمراقبة الأنشطة الصينية. ورغم أن الولايات المتحدة تمتلك اليد الطولى في التحالف، فإنها تعتمد أيضا على هذه المساهمات.

أعلام الدول المشاركة في تحالف "العيون الخمس" (ويكيبيديا) الوضع الحالي: قلق لكن دون هلع

حاليا، يرى محللون أن التحالف لا يواجه "أزمة كبرى" بعد، إذ لا تزال المعلومات تنتقل بسلاسة بين أعضائه. ومع ذلك، يحذر خبراء من أن سياسات ترامب، وخصوصا استهدافه للبيروقراطية الفدرالية وإقالة ضباط الاستخبارات، قد تؤدي إلى مزيد من الفوضى.

ويقول جون فيريس إن الشراكة الاستخباراتية ظلت قوية في أزمات سابقة، لأن الوكالات الأميركية كانت تدرك أهمية الحلفاء. لكن الوضع الآن مختلف، حيث تعيش الاستخبارات الأميركية حالة من "الخوف غير المسبوق" إزاء مستقبل مجهول تحت قيادة ترامب.

ويرى مراقبون أن التحالف يعتمد في صيغته الحالية على قاعدة غير مكتوبة: "الولايات المتحدة هي من تُحدد القواعد". لكن مع استمرار سياسات إدارة ترامب المثيرة للجدل، يبقى السؤال: إلى متى ستستمر هذه القاعدة غير الرسمية قبل أن تهتز أسس "العيون الخمس"؟

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان ترجمات الولایات المتحدة العیون الخمس

إقرأ أيضاً:

صراع القوة يهدد مستقبل دولة جنوب السودان

لم تنتهِ الحرب التي مهّدت لولادة دولة جنوب السودان عام 2011 إلا ونشبت حرب أخرى بين رفقاء السلاح عام 2013، أي بعد عامين من الاستقلال، انتهت باتفاق سلام هش عام 2018 لم يكن كافياً لوقف دوامات العنف المتكررة التي كان آخرها ما حدث نهاية فبراير/شباط الماضي.

فقد اندلعت أعمال عنف في منطقة أعالي النيل في مدينة ناصر، بين "الجيش الأبيض" الموالي لـرياك مشار نائب الرئيس، وبين "الجيش الشعبي" الموالي للرئيس سلفاكير ميارديت.

وفي هذا التقرير نستعرض السياقات، وأبرز مسببات التوتر والعوامل المؤثرة ودور الجوار والمؤسسات الإقليمية المعنية بالأزمة.

سلفاكير رئيس جنوب السودان (يمين) ونائبه مشار (أسوشيتد برس) حرب أهلية واتفاقات سلام هشة

اندلعت الحرب الأهلية في جنوب السودان عام 2013، نتيجة خلافات سياسية تفاقمت على خلفيات عرقية بين سلفاكير ومشار، بعد أن اتهم الرئيس نائبه بمحاولة انقلاب ضده.

ويمثل سلفاكير عرقية الدينكا، بينما ينتمي مشار إلى عرقية النوير، وهما أكبر مجموعتين عرقيتين في البلاد.

وقد استمر الصراع لمدة عامين حتى تم توقيع اتفاق سلام عام 2015، لكنه سرعان ما انهار العام التالي، ثم تدخلت وساطات عديدة ليتم التوصل إلى اتفاق سلام جديد عام 2018 نجح في تهدئة الأوضاع نسبياً.

إعلان

وعام 2020، تم تشكيل حكومة وحدة وطنية جمعت بين قيادتي سلفاكير ومشار، حيث احتفظ كل منهما بمنصبه. ومع ذلك، ظل غياب الثقة بين الطرفين يشكل عائقاً أمام تنفيذ بنود الاتفاقية، كما أن غياب آليات فعالة لضمان التزام الطرفين جعل العديد من بنود الاتفاق حبراً على ورق، مما ساهم في استمرار حالة الهشاشة السياسية والأمنية في البلاد.

وبعد توتر آخر عام 2022، توسط السودان وتم الاتفاق على تمديد الاتفاقية لمدة عامين إضافيين من أجل استكمال تنفيذ بنودها بالذات تلك التي تتعلق بدمج المجموعات العسكرية تحت إمرة قيادة واحدة، على أن يتقاسم الطرفان المناصب القيادية بنسبة 60% لجبهة سلفاكير وما نسبته 40% لجبهة مشار.

اشتباكات الناصر وعودة العنف

نهاية فبراير/شباط الماضي، اندلعت اشتباكات عنيفة في ولايتي غرب الاستوائية وأعالي النيل -خاصة مدينة ناصر- بين الجيش الرسمي المعروف باسم "قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان" وبين الجيش الأبيض، وهي عبارة عن مجموعات مسلحة تنتمي لعرقية النوير التي يتزعمها مشار، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمدافع مما أدى إلى سقوط عدد كبير الضحايا كما نزح الآلاف جراء المواجهات.

وكانت نتيجة المواجهات بين الطرفين في 4 مارس/آذار الجاري استيلاء الجيش الأبيض الموالي لمشار على القاعدة العسكرية في الناصر، وتتميز المنطقة بوقوعها في موقع إستراتيجي قريبا من حدود الدولة.

وما زاد الأمر حدة أن الجيش الأبيض أسقط طائرة تابعة للأمم المتحدة كانت تحاول إجلاء عدد من المسؤولين العسكريين من قاعدة الناصر أيام 5 و6 و7 من مارس/آذار الجاري أثناء الاشتباكات، مما أسفر عن مقتل 27 شخصا من بينهم عسكري كبير وهو اللواء ماجور داك وهو من قادة الدينكا.

رد الرئيس سلفاكير حملة اعتقالات

في 5 مارس/آذار الجاري، شنت الاستخبارات العسكرية لحكومة سلفاكير حملة اعتقالات واسعة استهدفت قادة بارزين في الحركة الشعبية بقيادة مشار، وكان من بين المعتقلين رئيس هيئة الأركان بالجيش الشعبي غابرييل دوب لام، إلى جانب وزير النفط وبناء السلام، كما طالت الاعتقالات عائلات المعتقلين وحراسهم الشخصيين. ولم تصدر أي تصريحات رسمية توضح أسباب هذه الخطوة.

إعلان محاصرة منزل نائب الرئيس

بالتوازي مع حملة الاعتقالات، عمدت القوات الأمنية إلى محاصرة منزل نائب الريس بالعاصمة جوبا، دون تقديم أي تفسيرات من قبل الأجهزة المختصة، كما تفيد بعض التقارير بأنه قيد الإقامة الجبرية إلى حين هدوء الأحوال.

إقالات وزراء

بعد أيام من اشتباكات الناصر، أقال الرئيس عددا من الوزراء، وعلى رأسهم وزير العدل والشؤون الدستورية روبن مادول أرول، ووزيرة التعليم العام والعالي أدوت دينق أكويل، ووزير التجارة والصناعة جوزيف موم ماجاك، ولم يذكر أي أسباب للإقالات في المرسوم، علماً بأن التعيينات والإقالات تخضع لاتفاقية السلام لعام 2018 ويقتضي الأمر التشاور مع الشركاء.

وبحسب مراقبين للأوضاع هناك، فإن عامل الثقة يلعب دورا كبيرا في حالة الاضطرابات المتكررة التي تشهدها الدولة الوليدة، فقد كانت الإقالات سببا في تفجير الحرب الأهلية الأولى عام 2013.

وفي عامي 2015 و2016، أُجريت عدة إقالات داخل صفوف القيادات العسكرية العليا، تبعتها موجة أخرى من الإقالات الفترة بين 2016 و2018، بعد تجدد القتال في جوبا. ومنذ ذلك الحين، لم يمر عام إلا وشهد عددا من الإقالات مما يضعف الالتزام بالاتفاقية التي لم تجد طريقها للتنفيذ.

أسباب التوترات الأخيرة

على الرغم من أن الأوضاع في جنوب السودان تتوافر على أسباب كثيرة لتندلع الاشتباكات أو تتجدد التوترات بين طرفي الصراع فيه، فإن جملة من العوامل تقف خلف الموجة الأخيرة:

الخلاف على استبدال الجنود:

ذكرت مصادر محلية لصيقة بأطراف الصراع أن أحد أبرز الأسباب وراء اندلاع الاشتباكات في "الناصر" كان بسبب الخلاف على استبدال الجنود الذين ظلوا في الخدمة فترة طويلة في قوات الدفاع الشعبي بمنطقة ناصر لأكثر من 10 سنوات، وهو ما قاومه الجيش الأبيض ورفض نشر قوات جديدة، على اعتبار أن المجوعة المراد نشرها غير مرتبطة بجيش الجنوب الموحد.

هجمات الجيش:

يتهم مشار الجيش التابع للرئيس بشن هجمات على قواته في مقاطعة أولانق في 25 فبراير/شباط الماضي، وهجومين آخرين في منطقتين أخريين غرب الدولة.

إعلان تأجيل الانتخابات:

أعلنت حكومة جنوب السودان تأجيل الانتخابات العامة إلى عام 2026، وكان من المقرر أن تجرى في ديسمبر/كانون الأول 2024، وبررت ذلك بحاجتها إلى مزيد من الوقت لاستكمال التعداد السكاني وصياغة دستور دائم وتسجيل الأحزاب السياسية، قبل الدخول في أي إجراءات.

وقال وزير شؤون مجلس الوزراء إن هذا التمديد جاء بناء على توصيات من المؤسسات الانتخابية وقطاع الأمن، وهو ما ينظر إليه من الطرف الآخر باعتباره قرارا لم يتم التشاور فيه مع الشركاء، وبالتالي لا يوافق عليه.

الأزمة الاقتصادية:

تواجه جنوب السودان أزمة اقتصادية حادة أدت إلى عجز الحكومة عن دفع رواتب العاملين لعام كامل، ويعود هذا التدهور المالي بشكل رئيسي إلى فقدان الدولة معظم إيراداتها النفطية بعد انفجار خط أنابيب تصدير النفط الأساسي قرب العاصمة السودانية عام 2024.

ولم تتمكن الجهات المعنية من إصلاحه بسبب استمرار الحرب، مما أدخل الحكومة في أزمة مالية حادة، حرمت الجهات المعنية والمجموعات الموالية والقريبة من الرئيس الاستفادة من الامتيازات التي كانت تتوفر لها، وأثار تبرم القطاعات المختلفة في الدولة.

نازحون من الحرب بدولة جنوب السودان في انتظار مساعدات من برنامج الغذاء العالمي (رويترز) صعوبات الانتقال وضعف الالتزام باتفاق سلام 2018:

يواجه هذا البلد صعوبات الانتقال من حالة الثورة إلى الدولة، واستمرار الصراعات القديمة، إضافة إلى عدم تنفيذ بنود اتفاقية سلام 2018 وضعف الالتزام بمقرراتها، وهو ما يؤدي إلى تجدد الصراعات وتعطيل بناء مؤسسات الدولة الموحدة، مهدداً بالعودة إلى مربع الحرب الأهلية التي حصدت ما يزيد على نصف مليون خلال سنوات الاستقلال الأولى.

تداعيات الجوار:

تتأثر الأوضاع في دولة جنوب السودان سلبا وإيجابا بجوارها المباشر، خاصة السودان المجاورة وأوغندا اللتين تلعبان أدوراً واضحة فيها، وقد أشار بعض الخبراء إلى أن الحرب في السودان وتداعياتها تعتبر أحد أسباب التوترات الأخيرة في دولة جنوب السودان، كما أن التدخلات الأوغندية المباشرة تزيد الفجوة بين أطراف الصراع هناك.

(الجزيرة) أوغندا تنشر قوات خاصة في جوبا

قال قائد الجيش الأوغندي موهوزي كاينيرو غابا إن بلاده نشرت قوات خاصة في جوبا لتأمينها، كما صرح الناطق باسم الجيش فيليكس كولايجي بأن نشر القوات جاء بطلب من حكومة جنوب السودان، ولم يذكر عدد القوات ولا فترة البقاء.

إعلان

بينما حاول وزير الإعلام في دولة جنوب السودان أن ينفي نشر القوات الأوغندية، وبرر المتحدث باسم الجيش الأوغندي بأن هدف العملية هو حماية دولة جنوب السودان ضد أي احتمال لتقدم الجيش الأبيض تجاه العاصمة جوبا، باعتبار أن العملية تأتي في سياق حماية اتفاق السلام الذي يُبقي سلفاكير ومشار معاً في حكومة واحدة.

وأكد رئيس الجيش الأوغندي موهوزي كاينروجابا أنهم سيحمون كامل أراضي دولة جنوب السودان كما لو كانت أراضيهم، مؤكدا أن أي تحرك ضد رئيس دولة جنوب السودان سيكون بمثابة إعلان حرب. ويذكر أن الحكومة الأوغندية أطلقت على العملية اسم "الحارث الصامت".

رئيس الجيش الأوغندي كاينروجابا قال إنهم سيحمون كامل أراضي دولة جنوب السودان كما لو كانت أراضيهم (رويترز) جهود بعثة الأمم المتحدة

منذ استقلال جنوب السودان عام 2011، أنشئت بعثة الأمم المتحدة لدعم جهود بناء السلام والتنمية في هذه الدولة الوليدة. ومع اندلاع الحرب الأهلية عام 2013، تحولت مهمتها الأساسية إلى حماية المدنيين، ودعم عملية السلام، بالإضافة إلى بناء القدرات وتعزيز سيادة القانون عبر تدريب الشرطة والقضاء.

ورغم هذه الجهود، تواجه البعثة تحديات كبيرة تعيق تنفيذ مهامها، يتمثل أبرزها في محدودية الموارد المالية والبشرية في بلد يعاني من صراعات واسعة النطاق. كما أن بعض الساسة هناك ينظرون إلى البعثة باعتبارها تدخلاً في الشؤون الداخلية، الأمر الذي يُقابل أحياناً بمواقف مقاومة أو رافضة لعملها، وفقاً لمسؤولين في البعثة.

ولا تتوقف التحديات عند هذا الحد، إذ تواجه قوات حفظ السلام تهديدات أمنية مباشرة، بما في ذلك الهجمات من الجماعات المسلحة. كما أن مماطلة الأطراف المشاركة في عملية السلام في تنفيذ بنود الاتفاقيات تضيف طبقة أخرى من التعقيد، مما يجعل دور البعثة أكثر صعوبة في تحقيق أهدافها.

بعثة الأمم المتحدة في دولة جنوب السودان تواجه تحديات كبيرة تعيق تنفيذ مهامها (رويترز) منظمة الإيغاد

بذلت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية "إيغاد" جهودا كبيرة من أجل تخفيف حدة التوترات بين طرفي الصراع في دولة جنوب السودان منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 2013، وأنشأت مكتب اتصال لتسهيل مهام المنظمة.

إعلان

ومع اشتداد وتصاعد الصراع، أنشأت ما عُرف بـ"إيغاد بلس" وذلك بانضمام الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والصين والولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والنرويج ومنتدى شركاء إيغاد.

وبعد الاشتباكات التي تجددت مؤخراً، أصدرت الإيغاد بيانا أعربت فيه عن قلقها إزاء تصاعد التوترات والاشتباكات المسلحة في مقاطعة ناصر بدولة جنوب السودان.

ودعا الأمين التنفيذي للإيغاد ورقنه جبيو جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وإعادة تأكيد التزامها ببنود الاتفاقية المنشطة لحل النزاع في جمهورية جنوب السودان، وإعطاء الأولوية للحوار والمصالحة باعتبارهما السبيل الوحيد المستدام للسلام.

وقال ورقنه جبيو إنهم سيرسلون وفدا رفيعا لتقييم الوضع على الأرض والتواصل مع حكومة الوحدة الوطنية بشأن تدابير استعادة الهدوء، والمضي قدما في عملية السلام.

الأمين التنفيذي للإيغاد دعا جميع الأطراف إلى إعادة تأكيد التزامها ببنود الاتفاقية المنشطة لحل النزاع في جنوب السودان (الفرنسية) تحذيرات من حرب وشيكة

حذرت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في دولة جنوب السودان -على لسان رئيستها ياسمين سوكا- من التراجع المقلق في الالتزام باتفاقية السلام، وأثارت مخاوف من أن تصاعد العنف والتوترات واستمرار عدم الاستقرار سيضيع المكاسب التي تحققت بشق الأنفس.

وأشارت إلى أن أطراف الاتفاق -منذ تأسيس حكومة الوحدة الوطنية- لم يعملا معاً في تنفيذ بنود الاتفاقية، لأن التعيينات والإقالات يجب أن تكون باتفاق الطرفين، ودعت اللجنة إلى خفض التصعيد لضمان الانتقال السلس، ومنع الانزلاق نحو حرب أهلية واسعة.

وعلى أية حال، يظل التوتر في أعلى درجاته سيد الموقف في جوبا، خاصة بعد التدخل الأوغندي بإرسال فرق من القوات الخاصة لحماية الرئيس، ولذلك تظل الحاجة إلى إنقاذ الاتفاق بتدخل المؤسسات الإقليمية والقارية أمراً ضروريا لمنع اندلاع حرب أهلية واسعة تعصف بما تحقق منذ 2011، ويهدد كيان الدولة الوليدة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • كيف يؤثر ترامب على تحالف "الخمس عيون"؟
  • صراع القوة يهدد مستقبل دولة جنوب السودان
  • وزير التعليم العالي يعلن إقامة شراكات بين المؤسسات البحثية ومجتمع الصناعة
  • رداً على ترامب..الحرس الثوري الإيراني يهدد بالرد على أي هجوم
  • مساع أوروبية لتقليل الاعتماد الاستخباراتي العسكري على أميركا
  • «التعليم العالي» تواصل جهودها لتنفيذ مبادرة «تحالف وتنمية» لتحفيز الابتكار
  • مليار جنيه لدعم البحث العلمي.. تفاصيل مبادرة تحالف وتنمية برعاية الرئيس السيسي
  • تحالف الأقوياء.. ما واقعية جمع أبرز قادة العراق بكيان واحد؟
  • المملكة المتحدة تعقد اجتماع "تحالف الراغبين" لمناقشة الوضع في أوكرانيا