أن تكون قتيلا في العراق
تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT
آخر تحديث: 17 مارس 2025 - 11:24 صبقلم:فاروق يوسف يقول لك “لقد رأيت قتلى كثيرين في العراق” تقول له “أنا رأيت قتلى كثيرين في الحرب” يقول لك “ولكن القتلى الذين رأيتهم لم يكونوا محاربين” تقول له “كانوا يحملون سلاحا في بلد مسلح” يقول لك “أبدا. كانوا عزلا” تكتشف أن القاتل وحده مَن يحمل السلاح وهو يعرف أن خصمه على استعداد أن يكلمه إلى الفجر من غير أن يهدد حياته.
ربما شعر القاتل أن ما يجري عبارة عن إهدار للوقت. الوقت عزيز وحياة الآخر ليست عزيزة. سيكون ذلك الآخر عدوا مؤقتا ينبغي قتله. مَن تعلم أن السلاح هو وسيلته للتعبير عن ذاته لا بد أن يفعل ذلك. “لقد قتلته” سيقول لرفاقه.سيُضاف رقم جديد إلى سلسلة القتلى. لا أحد يسأله “هل كان القتيل يهددك بالقتل؟” ما بدا واضحا أن القاتل يفلت من العقاب في دولة لا يملك فيها القتيل الحق في الدفاع عن حقه في الحياة. الصحافي ليث محمد رضا قُتل إثر مشاجرة مع عنصر في حماية أحد المسؤولين. ليست هذه هي المرة الأولى الذي يُقتل فيها صحافي في العراق.في أوقات سابقة تم تصنيف العراق على أنه بلد خطر على الصحافيين. تبخرت كذبة حرية التعبير سريعا. كان هناك من يفاخر بأن الناس في العراق صاروا يقولون علنا ما كانوا يفكرون فيه بالسر. كل الذين قُتلوا من الصحافيين كانوا قد صدقوا تلك الكذبة فدفعوا حياتهم ثمنا لذلك الخطأ. وإذا ما كانت الميليشيات هي التي تقتل فإن الدولة ليست جادة في حماية المواطنين من القتل. بل إن الدولة في الجزء الأمني منها تُدار من قبل زعماء تلك الميليشيات. لكل صحافي قتيل ملف لا يُفتح لدى السلطات المعنية. فالقاتل، حتى لو ذهب إلى السجن محكوما عليه سيتم الإفراج عنه بسرعة لأن القتل ليس مشروعا شخصيا إلا في حالات نادرة. في كل الحالات كان القتل جزءا من سياسة تكميم الأفواه.قُتل في العراق بعد احتلاله أكثر من مئتي صحافي. في حين قُتل 69 صحافيا في الحرب العالمية الثانية وفي حرب فيتنام قُتل 63 صحافيا،تنحصر حرية التعبير في العراق في منطقة واحدة هي شتم النظام السابق ورئيسه. هناك اليوم في العراق إعلاميون بالمئات لا تزال مهمتهم محصورة في النبش في انتهاكات نظام صدام حسين لحقوق الإنسان ومصادرة حريته وامتهان كرامته على الرغم من مضي أكثر من عشرين سنة على سقوط ذلك النظام. تلك الآلة الإعلامية تعمل ليل نهار على غسل أدمغة العراقيين من أجل فرض واقع جديد تكون فيه إيران هي سيدته التي لا غنى عنها وتكون الطائفية المدعومة بالميليشيات هي البديل للمواطنة ويكون الفساد هو المحرك لحياة العراقيين. أما مَن يقف ضد تطبيع الهيمنة الإيرانية والتمزق الطائفي والفساد فإن رصاصة ستكون ثمن حياته. الكلمة ثقيلة فيما الرصاصة خفيفة. هناك الكثير من حملة السلاح مقابل أقلية لا تملك سلاحا سوى الكلمة. المسلحون لا يخسرون شيئا حين يتخلصون من رصاصة أما الكلمة فإنها تخسر الكثير حين يصمت واحد من حملتها. قُتل في العراق بعد احتلاله أكثر من مئتي صحافي. في حين قُتل 69 صحافيا في الحرب العالمية الثانية وفي حرب فيتنام قُتل 63 صحافيا. يتفوق العراق في قتل الصحافيين بسبب تواطؤ النظام السياسي مع الميليشيات التي تمارس القتل وهو ما يفسر عجز القضاء واتساع دائرة الإفلات من العقاب كما أن المنظمات الدولية المعنية بحرية الصحافة لا تمارس عملها بطريقة مهنية إذا تعلق الأمر بالعراق لكونه لا يزال محمية أميركية وكل ما حدث له وما يحدث فيه هو صناعة أميركية وإن بدا بغطاء إيراني. مشكلة الإعلاميين والصحافيين والكتاب الذين قُتلوا في العراق أنهم لم يقولوا سوى أجزاء صغيرة من حقيقة المشهد المأساوي الذي تم التعتيم عليه عالميا بسبب ارتباطه بالاحتلال الأميركي.ليث محمد رضا حياة تحولت إلى رقم حين انتصرت الرصاصة على الكلمة. قاتله في الواقع ليس مجهولا غير أنه سيكون كذلك في ملفات الشرطة. لا أحد بإمكانه أن يصطدم بمسلح في دولة تحكمها الميليشيات. وبلد تحكمه الميليشيات لا بد أن تكون الفوضى حاضنته. لقد رأى العالم كله الفيلم لذي صور كيف تضرب امرأة ضابط في شرطة المرور بنعلها وهي تصرخ باسم النائب الذي يحميها. مشهد لا يمكن أن يراه المرء في أي جزء من عالمنا. ذلك يحدث فقط في العراق وسيحدث دائما.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: فی العراق
إقرأ أيضاً:
الأعشاب والصداع: هل يمكن للنباتات الطبيعية أن تكون حلاً فعّالاً؟
لطالما كانت الأعشاب خيارًا مفضلًا لدى الكثيرين للتعامل مع المشكلات الصحية المختلفة، خصوصًا عندما لا تقدم الأدوية التقليدية النتائج المرجوة. ويُعد الصداع من أكثر الأعراض شيوعًا التي يلجأ الناس لعلاجها بوسائل طبيعية. فهل يمكن حقًا لبعض الأعشاب أن تخفف من آلام الرأس؟ الإجابة تحمل جوانب متعددة نستعرضها في هذا المقال.
أشهر الأعشاب المستخدمة في تخفيف الصداع
الزنجبيل
يُعرف الزنجبيل بقدرته على تهدئة الالتهابات وتخفيف الألم، بفضل مركباته النشطة. يُعتقد أنه يساعد في التقليل من نوبات الصداع النصفي من خلال تثبيط إنتاج مواد في الجسم مسؤولة عن الالتهاب والشعور بالألم. يمكن تناوله كمشروب دافئ أو على شكل كبسولات.
النعناع
زيت النعناع يُستخدم موضعيًا على الجبهة لتخفيف الصداع الناتج عن التوتر، إذ يحتوي على المنثول الذي يساعد في استرخاء العضلات وتنشيط الدورة الدموية. كما يُستخدم في جلسات الاستنشاق لتخفيف احتقان الجيوب الأنفية.
الأقحوان
رغم أنه أقل شهرة من غيره، إلا أن الأقحوان له استخدامات تقليدية في الوقاية من نوبات الصداع النصفي. تشير بعض التجارب إلى فعاليته عند استخدامه بانتظام، لكن تأثيره قد يختلف حسب الجرعة ونوعية المكمل المستخدم.
اللافندر (الخزامى)
زيت اللافندر له خصائص مهدئة للأعصاب، ويُستخدم في تقليل الصداع الناتج عن التوتر أو الضغط النفسي. يمكن استنشاقه أو تدليكه على مناطق التوتر مثل الصدغين، ما يساهم في تخفيف حدة الألم.
البابونج
يُستخدم البابونج لخصائصه المهدئة، خاصة في حالات الصداع الناتج عن الإجهاد والتوتر. شرب شاي البابونج الدافئ أو استنشاق بخاره قد يساعد في تهدئة الأعصاب وتخفيف الألم.
الكركم
يحتوي الكركم على الكركمين، وهو مركب مضاد للالتهاب والأكسدة، يُعتقد أنه يساعد في التخفيف من الصداع الناتج عن التهابات الجيوب الأنفية أو التوتر العضلي. يُمكن استهلاكه كمكمل أو إضافته للطعام.
إكليل الجبل (الروزماري)
يُستخدم زيت الروزماري لتحفيز الدورة الدموية وتخفيف شد العضلات، مما يجعله خيارًا مناسبًا للتخفيف من الصداع المرتبط بالتوتر. كما يتميز باحتوائه على مضادات أكسدة طبيعية.
الأعشاب والصداع: فعالية مشروطة بالحالة
رغم أن الأعشاب تقدم حلولًا واعدة، إلا أن فعاليتها لا تزال موضع بحث وتقييم. تُظهر بعض التجارب نتائج إيجابية، لكن لا يمكن اعتبارها بديلًا قاطعًا للعلاجات الطبية، خصوصًا في حالات الصداع المزمن أو الشديد. كما أن استخدام الأعشاب يجب أن يتم بحذر لتجنّب التفاعلات المحتملة مع الأدوية.
آثار جانبية محتملة
مثل أي علاج آخر، قد تسبب بعض الأعشاب أعراضًا جانبية، من بينها:
الزنجبيل: قد يؤدي إلى اضطرابات في المعدة عند تناوله بكميات كبيرة.
النعناع: الاستخدام المفرط قد يسبب تهيجًا في الجلد.
الأقحوان: يمكن أن يسبب حساسية لبعض الأشخاص.
البابونج: قد يتفاعل مع أدوية مخصصة لسيولة الدم.
متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا استمر الصداع لفترة طويلة، أو كان مصحوبًا بأعراض غير معتادة مثل تشوش الرؤية أو الدوار الشديد، يُفضل التوجه إلى الطبيب المختص. في بعض الحالات، قد يكون الصداع مؤشراً لمشكلة صحية أعمق تتطلب تشخيصًا دقيقًا وعلاجًا متخصصًا.