في حي لاتريكوندا جيرمان بمنطقة سيريكوندا الواقعة جنوب غربي العاصمة الغامبية بانجول تقف شجرة الكابوك الضخمة -التي يطلق عليها السكان المحليون اسم "الشجرة الكبرى"- شاهدا على عراقة الطبيعة وصمودها عبر الزمن.

يبلغ طول هذه الشجرة المعمرة 30 مترا، وتتميز بساق عريضة وضخمة، مما يجعلها واحدة من أكبر مصادر الظل الطبيعية في المنطقة.

وتحظى هذه الشجرة بمكانة خاصة في الثقافة المحلية، إذ يعتقد السكان أنها مقدسة، ويتّبع البعض تقاليد قديمة تتضمن التوجه إليها بالدعاء والتبرك.

رمز للمقاومة في وجه التوسع العمراني

ووفقا لخبراء، كانت أشجار الكابوك منتشرة في غابات غرب أفريقيا الاستوائية، لكنها تضاءلت بسبب التوسع العمراني، ومع ذلك ظلت الشجرة الكبرى صامدة، لتصبح رمزا للهوية المحلية وشاهدا على قرون من التاريخ.

شجرة الكابوك العملاقة تجذب السياح وهواة التصوير (الأناضول)

ويشير مؤرخون محليون إلى أن عمر الشجرة يتراوح بين 200 و300 عام، وأنها لعبت في الماضي دورا اجتماعيا وثقافيا مهما، إذ كانت ظلالها مكانا لاجتماع شيوخ القرى واتخاذ القرارات المهمة.

ملتقى للتجار والمسافرين

وتقول روايات شعبية إن التجار والمسافرين اعتادوا الاحتماء في ظل الشجرة خلال رحلاتهم، إذ شكّلت على الدوام محطة استراحة على الطرق التجارية القديمة.

إعلان

واليوم، لا تزال الشجرة الكبرى مركزا للحياة اليومية، إذ تحيط بها أسواق صغيرة لبيع الفواكه الاستوائية مثل الموز والمانغو والبطيخ، وتعد محطة استراحة للمارة والسائقين.

لا تزال شجرة الكابوك مركزا للحياة اليومية (الأناضول) رمز ثقافي وروحي

وبالإضافة إلى كونها موقعا تجاريا تعد الشجرة الكبرى رمزا ثقافيا يحمل أهمية روحية في معتقدات بعض المجتمعات المحلية، مثل الماندنغ والولوف والفولاني.

ويؤمن البعض بأن هذه الشجرة تحتضن أرواح الأجداد، وأن جذورها العميقة توفر ملجأ روحيا، في حين يأتيها آخرون للتضرع بالدعاء وطلب الأمن والرخاء، تاركين تحت ظلالها نذورهم.

وبفضل حجمها الضخم وأهميتها الثقافية تحولت الشجرة الكبرى إلى وجهة جذابة للسياح، خاصة عشاق الطبيعة والمصورين الذين يقصدون "لاتريكوندا جيرمان" لالتقاط صور للشجرة المهيبة التي لا تزال تتحدى الزمن وتحمل أسرار الأجيال الغابرة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان الشجرة الکبرى

إقرأ أيضاً:

أجزاء كبيرة من كوبا ما تزال بدون كهرباء

ما تزال أجزاء كبيرة من كوبا بلا كهرباء، اليوم السبت، بعد انهيار شبكة الكهرباء في الجزيرة الليلة الماضية، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن نحو 10 ملايين نسمة.
ومع شروق الشمس، قالت شركة تشغيل شبكة الكهرباء "يو.إن.إي" إنها لا تولد سوى قدر ضئيل من الكهرباء، حوالي 225 ميجاوات، أو أقل من 10 بالمئة من إجمالي الطلب، وهو ما يكفي لتغطية بعض الخدمات الحيوية مثل المستشفيات وإمدادات المياه ومراكز إنتاج الغذاء.
وقال مسؤولون إنهم بدأوا عملية تشغيل محطات توليد الكهرباء التي يبلغ عمرها عقودا، لكنهم لم يحددوا جدولا زمنيا لاستعادة الخدمة.
توقفت شبكة الكهرباء في كوبا حوالي الساعة 0815 مساء بالتوقيت المحلي الجمعة (0015 بتوقيت جرينتش) بعد حدوث تماس كهربائي في مكون قديم ومتهالك من خط نقل في محطة فرعية في العاصمة هافانا، مما أدى بحسب مسؤولين في شركة الكهرباء الوطنية إلى بدء سلسلة من ردود الفعل التي أدت إلى توقف توليد الطاقة بالكامل في جميع أنحاء الجزيرة.

أخبار ذات صلة أستراليا.. انقطاع الكهرباء وأوامر بالإخلاء مع اقتراب الإعصار "ألفريد" المصدر: رويترز

مقالات مشابهة

  • تشريح المثقف- بين شجرة النيم وظل الأيديولوجيا- هلوسا
  • فيديو. مضران : نهضة بركان الفريق الوحيد في العالم الذي إحتفلت الطبيعة بفوزه بلقب البطولة
  • لم ينجو منهم أحد .. قوات سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة العسكرية تنصب كمينا محكما لمجموعات من مليشيا أسرة دقلو
  • أوقاف شمال سيناء تتسلم 600 شجرة لتبدأ في زراعتها حول المساجد
  • قائد منطقة الشجرة العسكرية لواء دكتور ركن نصر الدين عبد الفتاح من أمام مقر رئاسة سلاح المدرعات؟
  • في جولة سياحية.. ستة سفراء أوروبيين وعرب يزورون طرابلس
  • أجزاء كبيرة من كوبا ما تزال بدون كهرباء
  • دراسة تكشف عن فائدة رائعة للتأمل في الطبيعة
  • مصر القومي: افتتاح المتحف المصري الكبير يوفر واجهة سياحية فريدة لمصر