تشريح المثقف- بين شجرة النيم وظل الأيديولوجيا- هلوسا
تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT
تشريح المثقفين للمختلف معهم في الرأي تحت شجرة النيم وحديث من يتبول في الشارع وهو يرتدي بدلة من أشهر المحلات الباريسية وحقيقة هذا حالهم ولا أبالغ في الامر
يبدو أن البعض قد نذر نفسه لحراسة القوالب الجاهزة، فإذا خرج أحدهم عن خطّ مستقيم رسموه، سارعوا إلى تشريحه فكريًا ووضعه على مائدة التقييم القاسي، متناسين أن الفكر ليس سجنًا، وأن الكتابة ليست بيانًا حزبيًا يُقرُّ ولا يُراجع.
ولأنني لم أدّعِ يومًا أنني حكيم المعرة ولا أيس الكوفة الهَمْداني، فأنا أمارس الحياة كما يحلو لي، أتنقل بين قراءاتي وأفكاري، وأحاول أن أفهم المشهد السياسي كما هو، لا كما يريده المتحمسون لتصنيفي وفق مقولاتهم الجاهزة. أجل، انتقدتُ العسكر وعسكرة الدولة، وسأظل أنتقد كل هيمنة تُضيّق على الناس مساحة الحرية، فهل المطلوب أن أكون تابعًا أعمى كي يرضى عني حراس الأيديولوجيات؟
من القباب إلى الحداثة مسيرة لا تستحق السجن في قوالبكم
لم أولد وفي يدي بيان ماركسي أو خطاب ليبرالي، بل كانت طفولتي محاطة بالقباب، حيث تعلمتُ القرآن كغيري من أبناء ذلك الجيل، قبل أن تأخذني رياح الأسئلة الكبرى إلى ماركس، فوجدتُ في طرحه نقدًا عميقًا للبنى التقليدية، لكنني لم أكتفِ به، فالعالم أرحب من أن يُرى بعين واحدة. انفتح فضائي الفكري على الحداثة وما بعدها، لا لأهرب من الأسئلة، بل لأعمّقها، ولأختبر الأجوبة خارج إطارات الصراع الإيديولوجي الضيق. فهل يُعد ذلك خيانة فكرية أم بحثًا عن المعنى؟
عناوين جذابة أم مضامين سطحية؟ السفسطة ليست مشكلتي
اتهمني البعض بأنني أجيد العناوين الجذابة، لكن مضموني فارغ أو معقد، كأنما المطلوب مني أن أختصر السياسة في هتافات الشوارع. حسنًا، لن أدافع عن نفسي في هذا، فالقارئ الذي يقرأ لي بعين مُنصفة سيعرف أنني لا أمارس الكتابة كحرفة ميكانيكية، بل كبحث مستمر عن الفهم. وإن كانت بعض كتاباتي تستفز البعض، فلأنها تخرج من المساحات الرتيبة إلى أسئلة أكثر عمقًا. ومن لا يريد الغوص، فالبحيرات الضحلة متاحة للجميع.
بين هذا وذاك لا تضيقوا واسعًا، فالكتابة بحرٌ أوسع من صدوركم الضيقة
لستُ مثاليًا، ولا أملك مشروعًا فكريًا عظيمًا يستحق القراءة العميقة، ولستُ تاجر أفكار يُسوّق نفسه باعتباره المُخلّص الفكري لهذا الزمان. أكتب لأنني أريد أن أفهم، ولأنني لا أطيق اختزال الواقع في ثنائية قاتلة بين الأبيض والأسود. لا يزعجني النقد، لكنه يُضحكني حين يأتي من مثقف يرتدي بدلة اشتراها من أشهر محلات باريس، ثم يتحدث عن النقاء الثوري وهو يتبول في الشارع أمام الجميع.
أيها المتحمسون لجلدي فكريًا، تحيَّ شجرة النيم التي ظللتني ذات يوم، تحيَّ رياح الأسئلة التي لم تتوقف عن ملاحقتي، وتحيا الكتابة كمساحة رحبة لا تُختزل في تقييماتكم الضيقة.
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
شاهد.. لقاء لا يُنسى بين أطول وأصغر كلبين في العالم
التقى أطول وأصغر كلبين في العالم، ريغي وبيرل على التوالي، في منزل ريغي في مدينة أيداهو فولز بولاية أيداهو الأمريكية للاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس موسوعة الأرقام القياسية العالمية الشهيرة.
وتُظهر لقطات جديدة نشرتها الموسوعة، “بيرل” وهي كلبة شيواوا بطول 9.14 سم (3.6 بوصة)، و”ريغي” الدانماركي العملاق الشاهق الذي يبلغ طوله 1.007 متر (3 أقدام و4 بوصات).
انسجامعلى الرغم من فارق الطول بين الكلب الأطول والأصغر في العالم والذي يبلغ 91.56 سنتيمتر (3 أقدام)، فقد لعبا معاً بسعادة عندما التقيا لأول مرة.
وبحسب ما نشرته “سي إن إن”، فقد سافرت بيرل وصاحبتها، فانيسا سيملر، من فلوريدا إلى أيداهو للقاء ريغي وصاحبه سام جونسون رايس، وعندما التقى الكلبان لأول مرة، بقيت بيرل في أمان بين يدي صاحبتها بينما مد ريغي يده ليحييها ويشمها برفق قبل أن يستلقيا بجانب بعضهما البعض على الأريكة.
وبمجرد أن اعتادا على بعضهما البعض، تجولا معاً في المنزل والحديقة، وتظاهرا بالتقاط الصور.
كان ريغي طويلًا جداً لدرجة أن طوله يساوي طول أسطح المطبخ، وكانت بيرل صغيرة جداً بحيث تتناسب مع وعاء طعامه.
على الرغم من حجمه وسلوكه الهادئ، إلا أن ريغي “يبدو كطفل كبير”، كما قال جونسون رايس: “إنه مرح للغاية، وصوته قوي جداً”.