شهر العطاء والتكافل الإنساني
تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT
رمضان هو شهر الخير والعطاء؛ حيث تسمو النفوس وتتعاظم قيِّم الرحمة والتكافل بين الناس. في هذا الشهر الفضيل، تتجلَّى أسمى معاني الإنسانية؛ إذ يحرص الأفراد والمجتمعات على البذل والمساهمة في مساعدة المحتاجين، سواءً عبر التبرعات المالية، أو المشاركة في الأنشطة التطوعية، أو حتى بنشر الخير بالكلمة الطيبة والابتسامة الصادقة.
لا شك أن العمل الخيري في العصر الحديث، أصبح أكثر تنظيمًا وفعالية؛ بفضل المنصات الرقمية التي سهلت وصول التبرعات إلى مستحقيها بطرق حديثة وموثوقة؛ ومن أبرزها منصة إحسان، التي نجحت في تقديم نموذج رائد للعمل الخيري الرقمي، حيث تتيح للمستخدمين التبرع بسهولة، وسرعة في مختلف المجالات، سواء في سداد الديون عن المعسرين، أو دعم الأيتام والأسر المحتاجة، أو المساهمة في مشاريع الإسكان والصحة والتعليم. كما تأتي منصة تراحم لترعى أسر السجناء، وتخفف عنهم أعباء الحياة، ما يمنحهم فرصة كريمة للعيش رغم ظروفهم الصعبة. بينما تهتم منصة إخاء بالأيتام، فتسعى لتوفير بيئة داعمة لهم؛ تضمن لهم مستقبلًا أكثر استقرارًا. أما منصة جود، فهي نموذج آخر يعزز ثقافة التكافل الاجتماعي، من خلال تسهيل تقديم المساهمات السكنية لمن هم في أمسّ الحاجة إلى منزل يؤويهم.
هذا التوسع في المبادرات الخيرية لم يكن ليتم؛ لولا دعم القيادة الحكيمة، التي لم تكتفِ فقط بتشجيع العمل الخيري، بل أصبحت قدوة فيه. خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ضربا أروع الأمثلة في البذل والعطاء، حيث نجدهما دائمًا في مقدمة المتبرعين والداعمين لكل مشروع يسهم في تحسين حياة الناس. هذا النهج القيادي انعكس- بشكل واضح- على الشعب السعودي، الذي لطالما عُرف بكرمه وحبه للعطاء، فنجده يتسابق لفعل الخير في رمضان وغيره، إيمانًا بأن العطاء بركة، وأن من يمنح الآخرين، يسعد بروحانية العطاء، قبل أن يسعد المحتاج نفسه.
في شهر الرحمة، تتعدد صور الخير؛ فالبعض يختار تقديم المساعدات المادية، وآخرون يكرسون وقتهم وجهدهم في التطوع، سواء من خلال توزيع وجبات الإفطار للصائمين، أو زيارة المرضى، أو دعم العائلات المتعفِّفة بطرق مختلفة. وهناك من يؤمن بأن الكلمة الطيبة، ومشاعر التعاطف الصادقة، هي أيضًا صورة من صور العطاء، فليس الخير مقتصرًا على المال فقط، بل يمتد إلى كل فعل يسهم في جعل حياة الآخرين أفضل ولو بشيء بسيط.
رمضان يذكرنا دائمًا أن الخير لا حدود له، وأن المجتمع القائم على التكافل والتراحم، هو مجتمع قوي ومتماسك.
في هذا الشهر، يزداد إقبال الناس على فعل الخير، ويتضاعف الأجر، فتتحول القلوب إلى ينابيع من العطاء، ويتجدد الإيمان بأن ما نقدمه للآخرين يعود إلينا أضعافًا مضاعفة، ليس فقط في الدنيا، بل في رضا الله، وطمأنينة القلب، وسكينة الروح.
ومن هنا، تبقى قيمة العطاء إحدى أسمى القيم، التي تضيء درب الإنسانية، وتجعل رمضان موسمًا استثنائيًا للرحمة والبركة والكرم.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
بنك مصر يشارك في مبادرة «كرتونة الخير» بـ 100 ألف كرتونة غذائية خلال شهر رمضان
في إطار الدور الرائد لبنك مصر في مجال المسئولية المجتمعية، وحرصًا منه على دعم الأسر الأولى بالرعاية في مختلف محافظات الجمهورية، يشارك البنك هذا العام في مبادرة “كرتونة الخير” بتوزيع نحو 100 ألف كرتونة تحتوي على مواد غذائية أساسية، وذلك بالتعاون مع عدد من مؤسسات المجتمع المدني، من بينها: صندوق تحيا مصر، بنك الطعام المصري، مؤسسة مصر الخير، جمعية الأورمان، ومؤسسة بنك مصر لتنمية المجتمع.
وتأتي هذه المبادرة انطلاقًا من التزام البنك بالمساهمة في رفع المعاناة عن كاهل الفئات الأكثر احتياجًا، لا سيما خلال شهر رمضان المبارك، حيث تُقدم هذه الكراتين كمساهمة فعالة لدعم الأمن الغذائي للأسر المستحقة.
وقد حرص بنك مصر على إشراك موظفيه في هذه المبادرة عبر جهود تطوعية، تضمنت المشاركة في تعبئة الكراتين وتوزيعها، بالتعاون مع شركاء التنمية من مؤسسات المجتمع المدني في مختلف المحافظات.
ويؤمن بنك مصر بأهمية تفعيل الشراكات بين مختلف القطاعات في المجتمع المصري، وتقديم نماذج ناجحة، بما يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة للمواطنين.
وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود البنك المتواصلة لدعم رؤية مصر 2030، عبر تعزيز التعاون مع شركاء التنمية من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، وتأكيدًا على التزام البنك الدائم بتحقيق التنمية والرخاء للمجتمع المصري.