واشنطن تعلن مقتل العديد من قادة «الحوثيين» وتؤكد استمرار الضربات
تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT
عواصم (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأكدت الولايات المتحدة، أمس، أن ضرباتها ضد مواقع تابعة لجماعة «الحوثي» في اليمن أدت إلى قتل العديد من قادة الجماعة، كما تعهدت بشن مزيد من الضربات ضد «الحوثيين» حتى يقرروا وقف هجماتهم على سفن الشحن في البحر الأحمر.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز، في تصريح لشبكة «إيه بي سي نيوز»، إن الغارات الجوية مساء السبت «استهدفت العديد من قادة الحوثيين وقتلتهم». وأضاف: «لقد ضربناهم بقوة ساحقة»، محذراً إياهم من مغبة الاستمرار في مهاجمة السفن في البحر الأحمر. وأشارت القيادة المركزية الأميركية، التي نشرت لقطات فيديو لإقلاع مقاتلات ولإلقاء قنبلة على مجمع عسكري حوثي، إلى توجيه «ضربات دقيقة» تم شنها «للدفاع عن المصالح الأميركية ولردع الأعداء واستعادة حرية الملاحة».
وفي السياق ذاته، أعلن وزير الدفاع الأميركي، بيت هيجسيث، أن الولايات المتحدة ستواصل مهاجمة «الحوثيين» حتى يوقفوا هجماتهم على حركة الشحن البحري العالمية. وقال هيجسيث: «في اللحظة التي يقول فيها الحوثيون: سنتوقف عن قصف سفنكم، ستنتهي هذه الحملة، ولكن حتى ذلك الحين، فالحملة ستستمر بلا هوادة». وأضاف: «يتعلق الأمر بوقف استهداف الأصول.. في ذلك الممر المائي الحيوي، لعودة حركة الملاحة إلى طبيعتها، وهي مصلحة وطنية جوهرية للولايات المتحدة.. من الأفضل لهم أن يتراجعوا».
وفي سياق آخر، حمّلت الحكومة اليمنية «الحوثيين» المسؤوليةَ الكاملة «عن استدعاء الضربات العسكرية وتحويل اليمن إلى ساحة حرب مفتوحة». وقال معمر الإرياني، وزير الإعلام في الحكومة اليمنية، أمس، في حسابه على منصة «إكس»: «اختارت جماعة الحوثي التصعيد العسكري منذ البداية، ومع كل هجوم إرهابي يشنونه على خطوط الملاحة الدولية، وكل معركة يفتعلونها تحت شعارات زائفة، فإن الشعب اليمني هو من يدفع الثمن». وأوضح أن «الأحداث أثبتت أن جماعة «الحوثي» لا تهتم بمستقبل اليمن، وتقامر بحياة اليمنيين خدمة لأجنداتها، غير آبهة بحجم الدمار الذي تلحقه بالشعب اليمني.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أشار لدى إعلانه تنفيذ الضربات العسكرية ضد «الحوثيين»، مساء السبت، إلى شن «عمل عسكري حاسم» ضد «الحوثيين»، وجاء في منشور له على منصته «تروث سوشال»: «سنستخدم القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا»، مؤكداً أن «الحوثيين» يمثلون تهديداً لحركة الشحن في البحر الأحمر.
وأضاف: «إن دعم الإرهابيين الحوثيين ينبغي أن يتوقف فوراً. لا تهددوا الشعب الأميركي ورئيسه، وطرق الملاحة البحرية العالمية. وإذا فعلتم ذلك فإن أميركا ستحمّلكم كاملَ المسؤولية ولن تقدم إليكم هدايا». وجاءت الضربات الأميركية بعد أن توعد «الحوثيون» باستئناف هجماتهم ضد السفن التجارية في البحر الأحمر. وقد بدؤوا منذ أواخر عام 2023 شنَّ عشرات الهجمات بصواريخ وطائرات مسيّرة ضد السفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر وخليج عدن. وبعد وقف هجماتهم لبعض الوقت، عادوا ليتوعدوا باستئنافها في 11 مارس الجاري. ووفقاً للمتحدث باسم «البنتاغون»، شون بارنيل، فإن «الحوثيين هاجموا سفناً حربية أميركية 174 مرة وسفناً تجارية 145 مرة منذ عام 2023». وعطلت هجمات «الحوثيين» حركة شحن التجارة العالمية، واضطرت شركات الشحن البحري العالمية إلى زيادة مسارات إبحارها بآلاف الأميال؛ تجنباً لهجمات الحوثيين، مما دفع الجيش الأميركي إلى شن حملة لاعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة الأميركية.
وسعت الإدارة الأميركية السابقة، برئاسة جو بايدن، إلى إضعاف قدرة «الحوثيين» على مهاجمة السفن قبالة السواحل اليمنية، لكن إدارة ترامب، كما يقول مسؤولون أميركيون، أجازت اتباع نهج أكثر قوة. وقد وصفت القيادة المركزية في الجيش الأميركي ضربات، أول أمس، بأنها بداية عملية واسعة النطاق في أنحاء اليمن. وقال مسؤولون إن بعض الضربات انطلقت من حاملة الطائرات «هاري إس. ترومان» المتمركزة في البحر الأحمر.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الولايات المتحدة اليمن الحوثي البحر الأحمر الغارات الجوية فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
حرب اليمن تعمق الانقسام داخل الكونغرس الأمريكي
يمانيون../
لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة، شهد الكونغرس الأمريكي، انقساماً حاداً بين اعضاءه على خلفية الحرب العدوانية التي يشنها المجرم ترامب على اليمن دفاعاً عن الكيان الصهيوني.
ومنذ ما يقارب الشهر يواصل الطيران الأمريكي عدوانه على اليمن، حيث نفذ مئات الغارات التي استهدفت منازل المواطنين والمصانع والمنشآت والاعيان المدنية، مخلفة العشرات من الشهداء والمدنيين الأبرياء غالبيتهم من النساء والأطفال في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، وهو ما عمق من ورطة أمريكا في اليمن وجعل الوضع يبدو وكأنه أشبه بكارثة حقيقية لها، وما زاد الأمر تعقيداً هو استخفاف واشنطن بقدرات اليمنيين وتلقيها صدمات غير متوقعة في البحر الأحمر جعلت منها أضحوكة أمام العالم.
وأمام ذلك، طالب مشرعون في الكونغرس الأمريكي الرئيس دونالد ترامب، بتبرير الأساس القانوني للضربات العسكرية التي نفذتها إدارته في اليمن منذ منتصف مارس الماضي.
وبحسب موقع “ذا إنترسبت”، حذر مشرعين في الكونغرس الرئيس “ترامب” من خطر انخراط الولايات المتحدة في “صراع غير دستوري” في الشرق الأوسط، في إشارة إلى الحرب الإجرامية التي يشنها على اليمن.
وقال الموقع في تقرير نشره، إن الرسالة الموجهة من النواب “براميلا جايابال”، و”روخانا” ، و”فال هويل” وانضم إليهم 30 نائباً من أعضاء الكونجرس، إلى البيت الأبيض، حيث تجاوز انتقادهم لدردشة سيجنال سيئة السمعة، وطالبوا بمعرفة المبرر القانوني لترامب في استمرار ضرباته باليمن.
وطالبت الرسالة من إدارة ترامب تقديم مبرراتها القانونية للضربات غير المبررة، وشرح ردها على الاختراق المحتمل للأمن القومي لرسائل سيجنال المرسلة إلى محرر مجلة أتلانتيك، جيفري غولدبرغ، وتقدير تكاليف الضربات وشرح كيفية دفع الإدارة لها؛ وشرح سبب ادعاء جنرال كبير بأنه “لم تكن هناك أي مؤشرات على أي إصابات بين المدنيين” خلال غارة جوية أسفرت عن مقتل العشرات.
كما طالبت الرسالة إدارة ترامب بـ “التوقف الفوري” عن استخدام القوة العسكرية دون تفويض، والرجوع إلى الكونغرس قبل اتخاذ أي خطوات عسكرية إضافية، تهدد بتعريض أفراد الجيش الأميركي في المنطقة للخطر.
وأشارت الرسالة إلى أن القانون يُلزم الرؤساء بالتوجه إلى الكونغرس للحصول على إعلان حرب أو أي تفويض قانوني آخر. الاستثناء الوحيد هو “حالة طوارئ وطنية” تنطوي على غزو – وهي حالة يُشير الموقعون على الرسالة إلى عدم وجودها.
وأوضح موقع “ذا إنترسبت” الأمريكي أن الرسالة قد تمهّد الطريق أمام تحرك ديمقراطي لإنهاء أو تقييد الضربات الأمريكية المستقبلية في اليمن، خاصة بعدما وردت تقارير عن استهداف مناطق سكنية مكتظة في العاصمة صنعاء والحديدة وصعدة وذمار وبعض المحافظات.
وبين الموقع أن الرسالة حظيت بدعم كبير من الجماعات التقدمية والمناهضة للحرب، بما في ذلك لجنة خدمة الأصدقاء الأمريكية، ومنظمة “كودبينك” ومنظمة “ديمند بروجرس”، والمجلس الوطني الإيراني الأمريكي، ومعهد كوينسي لفن الحكم المسؤول، ومنظمة “الفوز بلا حرب”.
إقرار رسمي بالفشل العسكري في اليمن:
وتأتي تحركات أعضاء الكونغرس الأمريكي لوقف الحرب على اليمن، تزامناً مع تواصل الاعترافات التي يدليها قادة الجيش الأمريكي بشأن فشلهم في اليمن، وتعرضهم إلى خسائر فادحة جراء العمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد سفن واشنطن الحربية وفي المقدمة حاملة الطائرات “هاري ترومان”، وذلك في إطار الدعم والاسناد المقدم للشعب الفلسطيني.
وفي آخر تلك التصريحات، قال قائد العمليات الخاصة الأمريكية الجنرال “برايان فينتون” في تصريح صحفي اليوم الجمعة: “خصومنا يستخدمون طائرات مسيرة بقيمة 10 آلاف دولار ونسقطها بصواريخ بقيمة مليوني دولار”، في إشارة إلى قوات صنعاء.
وأضاف قائد العمليات الخاصة الأمريكية: “هذا المنحى من حيث التكلفة والفائدة مقلوب “.
وكان قادة عسكريون أمريكيون قد عبروا أمس الأول عن قلقهم الشديد من أن الحملة في اليمن ستؤدي إلى استنزاف أسلحتهم.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤول أمريكي، قوله، إن البحرية وقيادة منطقة المحيطين الهندي والهادئ “قلقتان للغاية” بشأن السرعة التي يحرق بها الجيش الذخائر في اليمن، مؤكداً أن الجيش الأمريكي يواجه صعوبة في موازنة موارده أثناء قصفه لليمن.
وأشار المسؤول العسكري الأمريكي إلى أن البنتاغون استهلك ذخائر بقيمة 200 مليون دولار تقريبًا في الأسابيع الثلاثة الأولى فقط، مبيناً أن تكاليف حملة القصف على اليمن خلال 3 أسابيع تتجاوز مليار دولار عند أخذ النفقات التشغيلية والبشرية في الاعتبار.
وذكر أن صيانة المعدات الأساسية أصبحت مشكلة في ظل هذه الظروف القاسية، موضحاً أن البنتاغون سيحتاج قريبًا إلى نقل أسلحة دقيقة بعيدة المدى من المخزونات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى الشرق الأوسط، لافتاً إلى تضرر الولايات المتحدة بسبب نشر البنتاغون للسفن الحربية والطائرات في الشرق الأوسط.
إلى ذلك سلطت مجلة “ناشيونال إنترست”، الضوء على حرب ترامب في اليمن، موضحة أن عمليات اليمنيين في البحر الأحمر تبرز الوضع الصعب الذي تواجهه البحرية الأمريكية، فبعد أن فقدت مكانتها كأكبر قوة بحرية في العالم- وتخلت عن هذه المكانة للصين- تبحث البحرية عن أساليب جديدة للتعامل مع الطائرات المسيّرة والصواريخ المضادة للسفن؛ فقد أثبتت حاملات الطائرات والسفن الحربية القديمة، المجهزة بطائرات مأهولة باهظة الثمن ومتطورة وأنظمة صواريخ، أنها غير مُلائمة تماماً لهذا العصر الجديد من الحروب، ويُعدّ تطوير هذه الأسلحة لمواجهة تلك الصواريخ والمسيّرات عملية قد تستغرق سنوات من البحرية والكونغرس في التطوير والتحسين.
وأفادت المجلة أن الدرس الذي قدمته معركة البحر الأحمر هو أن البحرية مُرهَقةٌ للغاية، فقد اضطرت إلى إبقاء ما يصل إلى مجموعتين من حاملات الطائرات مُرابطتين في منطقة البحر الأحمر لمواجهة عمليات قوات صنعاء المنفذة ضد السفن الحربية والتجارية، ورغم هذه القوى الجبارة، لا يزال البحر الأحمر مُغلقاً تماماً.
هاني أحمد علي – المسيرة