الهجوم الأمريكي يأتي في سياق التوترات السياسية والعسكرية المتزايدة في المنطقة، حيث تُتهم صنعاء بدعم القضية الفلسطينية بشكل علني وقوي، خاصة في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة في ظل الحصار الإسرائيلي. ـ

الغارات الأمريكية: أهداف مدنية تحت قصف الطيران:

كانت الغارات الأمريكية الأخيرة على صنعاء عنيفة، حيث استهدفت بعض المنشآت المدنية في مناطق متفرقة من العاصمة وبعض المحافظات اليمنية.

الهجوم الأمريكي لم يستثنِ حتى الأحياء السكنية، ما أسفر عن أضرار كبيرة في المباني السكنية ومرافق البنية التحتية، إضافة إلى سقوط عدد من الضحايا بين المدنيين.

هذه الغارات تؤكد مجدداً استهداف المدنيين من قبل الطيران الأمريكي في إطار ما يُسمى "حملات الضغط العسكري" التي تهدف إلى معاقبة صنعاء على مواقفها السياسية، خاصة الدعم المستمر للشعب الفلسطيني في غزة.

رغم الأضرار المادية التي خلفتها هذه الغارات، يرى العديد من المحللين السياسيين والعسكريين أن هذه الضربات لن تؤثر على موقف صنعاء السياسي ولن تحقق أي تغيير في المعادلة العسكرية في اليمن.

بل على العكس، قد تزيد من تمسك القوات اليمنية في صنعاء بمواقفها الثابتة، خصوصاً في ما يتعلق بمساندة غزة ضد العدوان الإسرائيلي.

ـ السياسة الأمريكية في عهد ترامب: رسائل القوة والعجز:

تُظهر الغارات الأمريكية الأخيرة محاولة واضحة من الإدارة الأمريكية لإثبات قوتها وحزمها تجاه قوات صنعاء، وهو ما يعكس سياسات الرئيس دونالد ترامب، الذي كان قد تبنى نهجاً أكثر تشدداً تجاه الجهات التي يعتبرها تهديداً للمصالح الأمريكية في المنطقة.

ومع تصعيد القصف الجوي، تسعى واشنطن إلى إرسال رسالة قوية مفادها أنها لن تسمح لقوات صنعاء بمواصلة دعم غزة وتحقيق مكاسب سياسية من خلال هذه المواقف.

ومع ذلك، وبغض النظر عن الأهداف التي تسعى الولايات المتحدة لتحقيقها من خلال هذه الضربات، من المرجح أن تظل المعادلة العسكرية في اليمن على حالها.

قوات صنعاء أثبتت قدرتها على الصمود أمام الهجمات الخارجية، ولم يكن التصعيد الأمريكي في الماضي كافياً لإحداث تغيير حاسم في مجريات الحرب. وعلى الرغم من القوة الجوية الأمريكية الهائلة، تظل الأرض هي ساحة الحسم الحقيقية في الصراع اليمني، مما يجعل الضربات الجوية وحدها غير كافية لتحقيق أهداف استراتيجية واسعة.

ـ موقف صنعاء الثابت: غزة أولاً ولن يثنيها التصعيد:

في إطار الرد على الهجوم الأمريكي، أكد مجلس صنعاء السياسي أن هذه الغارات لن تؤثر على موقف صنعاء الثابت تجاه القضية الفلسطينية.

جاء في البيان الصادر عن المجلس أن الشعب اليمني سيواصل دعمه لأهل غزة، مشدداً على أن التصعيد العسكري لن يثنيهم عن الوقوف مع المحاصرين في قطاع غزة الذين يعانون من الحصار والعدوان الإسرائيلي المتواصل.

وفي هذا السياق، أشار المجلس إلى أن مثل هذه الهجمات لن تؤدي إلا إلى تعزيز موقف اليمن ورفع معنويات شعبها في دعم فلسطين.

وأكد المجلس أن الولايات المتحدة ومن ورائها إسرائيل لن تنجح في تغيير مواقف اليمن السياسية، وأن الرد على المعتدين سيكون قاسيا وبالأسلوب الذي يتناسب مع حجم التصعيد.

وأضاف أن التحديات التي تواجهها صنعاء لن تجعلها تتراجع عن موقفها في دعم الشعب الفلسطيني، مشدداً على أن اليمن سيكون جزءاً من المعركة السياسية والعسكرية إلى جانب كل من يقف ضد الظلم والاحتلال.

ـ ختاماً: عدم جدوى التصعيد العسكري الأمريكي:

رغم أن الغارات الأمريكية الأخيرة جاءت في وقت حساس وأثارت الكثير من الجدل، إلا أن تأثيرها الفعلي على مجريات الاحداث يبقى محدوداً.

فالتصعيد العسكري الأمريكي ضد صنعاء لن يغير شيئاً من المعادلة العسكرية الراهنة، بل على العكس، قد يزيد الأمور تعقيداً ويعزز من موقف القوات اليمنية في مقاومتها للاعتداءات الخارجية.

ويبدو أن صنعاء مصممة على المضي قدماً في دعم القضية الفلسطينية، ولن يثنيها التصعيد الأمريكي عن الوقوف إلى جانب غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي.

في النهاية، ستبقى الحرب في اليمن رهناً بقوة الصمود على الأرض، وليس فقط بالقصف الجوي.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الغارات الأمریکیة

إقرأ أيضاً:

صنعاء تُسقط ثالث طائرة أمريكية خلال 10 أيام وواشنطن تقر بالعجز رغم التصعيد الجوي

يمانيون../
في إقرار جديد بالعجز العسكري الأمريكي أمام قدرات الدفاع الجوي اليمني، أكدت شبكة فوكس نيوز الأمريكية أن القوات المسلحة اليمنية نجحت في إسقاط طائرة أمريكية من طراز MQ-9، وذلك للمرة الثالثة خلال عشرة أيام فقط، رغم التصعيد الجوي المكثف الذي تشنه الولايات المتحدة ضد اليمن.

ونقلت مراسلة الشبكة في البنتاغون جينيفر غريفين عن مصادر مطلعة، أن الطائرة التي تم إسقاطها تُعد واحدة من أكثر الطائرات المسيّرة تكلفةً وتطوراً في الترسانة الأمريكية، مشيرة إلى أن هذه الخسارة الجديدة تُضاف إلى سجل الضربات التي تتلقاها واشنطن في إطار حملتها العسكرية المستمرة.

وفي تقرير نشرته القناة، قالت فوكس نيوز إن “الولايات المتحدة تستخدم طائرات B-2 الشبحية ومتفجرات خارقة للتحصينات ضمن غاراتها الجوية ضد أهداف في اليمن، إلا أن قوات صنعاء لا تزال تحتفظ بقدرتها على الرد الفاعل، وإسقاط الطائرات المسيّرة، وإطلاق الصواريخ الداعمة للمقاومة الفلسطينية في غزة”.

وكانت القوات المسلحة اليمنية قد أعلنت، يوم الأربعاء، إسقاط طائرة MQ-9 أمريكية متطورة أثناء قيامها بمهام معادية في أجواء محافظة الجوف، مؤكدة أن العملية تمّت باستخدام منظومة دفاع جوي محلية الصنع، في تأكيد جديد على تطور القدرات الدفاعية اليمنية في مواجهة التفوق الجوي الأمريكي.

وتُعد هذه الطائرة هي الثالثة التي يتم إسقاطها خلال عشرة أيام فقط، والـثامنة عشرة منذ بدء عمليات الإسناد اليمني لمحور المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الصهيوني على غزة.

ويرى مراقبون أن استمرار إسقاط هذه الطائرات المتطورة، والتي تُستخدم عادة في المهام الاستخباراتية والهجومية عالية الدقة، يُشكل إحراجاً كبيراً للبنتاغون، ويعكس في الوقت ذاته نجاح صنعاء في فرض معادلة ردع جوية جديدة رغم فارق الإمكانات الهائل.

كما تؤكد هذه العمليات، وفق محللين، أن اليمن بات يمتلك منظومة دفاع جوي فعّالة، قادرة على مواجهة أحدث ما تملكه واشنطن من طائرات دون طيار، ما يضرب عمق نظرية “التفوق الأمريكي الجوي”، ويعزز حضور صنعاء كلاعب إقليمي مؤثر في المعادلات الميدانية والسياسية في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • شاهد | رسائل المشاركين في ميدان السبعين ردًا على الجرائم الأمريكية
  • أين تقع القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط؟ وما هي التعزيزات التي أرسلها ترامب؟
  • أين تقع القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط وأكبرها في دولة عربية ؟ وما هي التعزيزات التي أرسلها ترامب
  • برغم التصعيد الأمريكي.. هذا ما يحدث الآن في العاصمة صنعاء وادهش العالم
  • الرئيس الصيني يطالب أوروبا بمواجهة التصعيد التجاري الأمريكي
  • غارات أمريكية جديدة تستهدف مناطق سكنية وزراعية في صنعاء
  • ماكرون: يجب إظهار القوة ومواصلة العمل ضد الرسوم الجمركية الأمريكية لحماية أوروبا
  • صنعاء تعلن حصيلة جديدة لضحايا الغارات الأمريكية على حي سكني بمدينة الحديدة
  • صنعاء تُسقط ثالث طائرة أمريكية خلال 10 أيام وواشنطن تقر بالعجز رغم التصعيد الجوي
  • السلطة المحلية بأمانة العاصمة تدين استمرار المجازر الوحشية التي يرتكبها العدو الأمريكي بحق المدنيين