حين يقابَــلُ الحصارُ بالحصار والقصفُ بالقصف
تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT
علي راوع
يدخل اليمنيون رمضان هذا العام وهم يحملون في قلوبهم جراح الأُمَّــة، جراح غزة التي تستمر في النزف تحت وطأة العدوان الصهيوني الغاشم. فالمشاهد القادمة من هناك ليست مُجَـرّد أخبار عابرة، بل هي صرخات ألم واستغاثات شعب يواجه الإبادة الجماعية، في ظل حصار خانق يهدف إلى تركهم بين الموت جوعًا أَو القتل بالقصف الوحشي.
وفي ظل هذه الظروف، لا يمكن للشعب اليمني وقائده السيد عبدالملك الحوثي أن يقفوا موقف المتفرج، فالصمت في مثل هذه الأوقات خذلان، والخذلان خيانة للأخوة والدين والمبادئ. لقد أصبح واضحًا أن الكيان الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة، وأن المعادلة يجب أن تتغير، فكما يحاصرون غزة، يجب أن يحاصروا، وكما يقصفون المدنيين العزل، يجب أن يشعروا بلهيب الردع.
رمضان لم يكن يومًا شهر الخمول أَو الاستسلام، بل هو شهر الجهاد والانتصارات الكبرى في تاريخ الأُمَّــة. من بدر إلى حطين، ومن عين جالوت إلى انتصارات المقاومة في العصر الحديث، كان هذا الشهر محطة فاصلة في مسيرة التحرّر من الطغيان والاستعمار. واليوم، يواصل اليمن مسيرته في خط المواجهة، حَيثُ تقف قواته البحرية والقوة الصاروخية والطيران المسيّر كسدٍ منيع أمام أطماع العدوّ، معلنين أن استهداف السفن الإسرائيلية وشركاتها في البحر الأحمر لن يتوقف حتى ينتهي العدوان على غزة.
لم يعد اليمن بعيدًا عن المعركة، بل أصبح قلبها النابض، فرسالته للعالم واضحة: لا يمكن أن يصوم اليمنيون عن نصرة غزة، ولا يمكن أن تظل الموانئ الصهيونية آمنة بينما يموت أطفال فلسطين تحت الركام. فكما استهدفت ضربات صنعاء الاقتصادية العمق الإسرائيلي، فَــإنَّها كشفت هشاشة العدوّ وأربكت حساباته، وجعلته يدرك أن كلفة الاستمرار في العدوان باتت أعلى من قدرته على التحمل.
لقد بات واضحًا أن الحصار الذي يفرضه العدوّ على غزة لن يمر دون رد، وأن القصف الذي يطال الأبرياء لن يبقى دون عقاب. فاليمن، الذي عرف الحصار والمعاناة طيلة السنوات الماضية، يعلم جيِّدًا ما يعنيه الجوع والحرمان، لكنه أَيْـضًا تعلم كيف يحول المعاناة إلى قوة، وكيف يجعل من الحصار وسيلة لتركيع العدوّ بدلًا عن أن يكون أدَاة لخنقه.
إن الرسالة التي يبعث بها اليمن اليوم، ليست مُجَـرّد شعارات، بل هي خطوات عملية بدأت بالفعل، وما زالت تتصاعد. فإغلاق البحر الأحمر أمام السفن الإسرائيلية والشركات الداعمة لها لم يكن سوى البداية، والقادم سيكون أشد تأثيرا إن استمر العدوان. إن ما يحدث اليوم ليس مُجَـرّد تضامن، بل هو شراكة حقيقية في معركة المصير، حَيثُ تقف صنعاء وغزة في خندق واحد، وتواجهان نفس العدوّ الذي يسعى إلى كسر إرادَة الشعوب وإخضاعها لمخطّطاته الاستعمارية.
لم يكن رمضان يومًا شهرَ الاستسلام، بل هو شهر العزة والصمود، واليوم يُكتب تاريخ جديد بمداد المقاومة. ففي الوقت الذي يسعى فيه العدوّ لتركيع غزة وإبادتها، يقف اليمن ومعه محور المقاومة ليقول: لن تكونوا وحدكم، ولن يكون رمضان شهر الخضوع بل شهر النصر.
اليوم، يثبت اليمن من جديد أن قضية فلسطين ليست مُجَـرّد شعار، بل هي التزام ديني وأخلاقي، وأنه مهما بلغت التضحيات، فَــإنَّ القضية لن تُنسى، ولن يُترك أهل غزة يواجهون الموت وحدهم. فكما عاهد السيد عبدالملك الحوثي الشعب الفلسطيني على المضي في دعم المقاومة، فَــإنَّ هذا العهد يُترجم إلى أفعال، وإلى عمليات ميدانية تعيد للعدو حساباته، وتجعل من البحر الأحمر مقبرة لمشاريعه الاقتصادية والعسكرية.
إنها معادلة جديدة تُرسم بدماء الشهداء، وبإرادَة لا تلين، لتؤكّـد أن الأُمَّــة التي تصوم عن الطعام، لا تصوم عن الكرامة، وأن رمضان لن يكون شهر الركوع، بل سيكون شهر الردع والانتصار.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
وقفات في إب تنديدًا باستمرار الحصار على غزة
الثورة نت/..
أُقيمت في محافظة إب وقفات شعبية تنديدًا باستمرار الحصار الصهيوني على قطاع غزة والعدوان على سوريا واحتلال المزيد من أراضيه من قبل العدو الإسرائيلي، المدعوم أمريكيًا وأوروبيًا.
وفي الوقفة بحارة البر في مركز المحافظة، بحضور مسؤول التعبئة بالمحافظة عبدالفتاح غلاب، استنكر المشاركون الجرائم التي ارتكبها التكفيريون بحق المدنيين في الساحل السوري.
إلى ذلك نُظمت وقفات بمركز مديرية مذيخرة وفي مناطق الحدود بخولان، وفي حزة والأفيوش التابعة لمذيخرة، ووقفتان بمدينة القاعدة بمديرية ذي السفال، ووقفتان في حبيش بمركز المديرية، وفي ساحة الميدان بالعارضة.
وندد المشاركون في الوقفات باستمرار غطرسة العدو الصهيوني، واعتداءاته على سكان قطاع غزة وتنصله عن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
إلى ذلك أُقيمت بمديرية الرضمة وقفات حاشدة في مركز المديرية ومناطق حصن كحلان وقرعد بكحلان وبيت العشاوي وعجيب والبكرة، ووقفات في العدين في مناطق شلف وبني هات وصنيد وسوق حدبة، وكذا وقفتان في نجد العدن وخبأت بمديرية حزم العدين، ووقفات في مناطق الرمادي والمحنابة والجلة والغارب والعرمة وروينا والإشعاب وحسيد والراهدة بمديرية فرع العدين، ووقفة في قرية السر بريف إب.
وثمن المشاركون موقف قائد الثورة والقوات المسلحة اليمنية باستئناف حظر الملاحة البحرية على سفن العدو الصهيوني، معتبرين هذا الموقف خطوة أولى ضمن مسار تصاعدي يواكب مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة.
وجدد بيان صادر عن الوقفات، تفويض أبناء إب لقائد الثورة في اتخاذ الخيارات اللازمة والاستعداد والجهوزية لأي تحرك يوجه به السيد القائد.
واعتبر ما قامت به الجماعات التكفيرية في سوريا من جرائم بشعة في الساحل السوري لا يخدم سوى أعداء الدين .. داعين علماء الأمة إلى فضح الجماعات التفكيرية وكشف ارتباطها بالمشاريع الأمريكية والإسرائيلية.
وحثوا على الإنفاق في سبيل الله ودعم القوة الصاروخية والطيران المسير، والاهتمام بالتكافل الاجتماعي والإحسان ومساعدة الفقراء والمحتاجين في الشهر الكريم.