في عام 1909، دخلت الكاتبة السويدية سلمى لاغرلوف التاريخ كأول امرأة تحصل على جائزة نوبل في الأدب، في وقت كان عالم الأدب يهيمن عليه الرجال. 

لم يكن هذا التكريم مجرد تتويج لمسيرتها الأدبية، بل كان أيضًا لحظة فارقة في تاريخ المرأة في الأدب العالمي.

لاغرلوف وكسر الحواجز الأدبية

ولدت سلمى لاغرلوف عام 1858 في السويد، ونشأت في بيئة ريفية ألهمت الكثير من أعمالها.

 

لم تكن رحلتها في عالم الأدب سهلة، فقد كانت النساء آنذاك نادرًا ما يحظين بفرصة للنشر أو الاعتراف بموهبتهن، ورغم ذلك، استطاعت أن تفرض اسمها في المشهد الأدبي بفضل أسلوبها الفريد الذي مزج بين الخيال والأسطورة والواقع.

كانت روايتها الأولى “غوستا برلينغ” (1891) نقطة انطلاقتها الكبرى، حيث نالت إعجاب النقاد ووضعتها في مصاف كبار الكتاب السويديين، لكن عملها الأشهر عالميًا كان “مغامرات نيلز العجيبة” (1906)، وهو كتاب تعليمي للأطفال تحول إلى أيقونة أدبية وثقافية في السويد.

هل كان الفوز مستحقًا؟

عند إعلان فوزها بجائزة نوبل، بررت الأكاديمية السويدية قرارها بأن “أسلوبها السردي الفريد أعاد إحياء الأسطورة وأضفى لمسة شعرية على الأدب”، وهذا ما يجعل تكريمها يبدو مستحقًا، خاصة أن أعمالها امتازت بقدرتها على دمج التقاليد السويدية بالقصص الفانتازية، ما أعطاها طابعًا أدبيًا خاصًا.

لكن في المقابل، لم يكن بالإمكان تجاهل سياق الجائزة آنذاك، فقبل فوزها، تعرضت الأكاديمية السويدية لانتقادات لعدم تكريم النساء، ما جعل البعض يتساءلون: هل جاء اختيارها بدافع تحقيق توازن جندري، أم أن أدبها استحق التقدير عالميًا بغض النظر عن كونها امرأة؟

التأثير النسوي لفوزها

بعيدًا عن الجدل، كان لفوز لاغرلوف أثر كبير على الأديبات اللاتي جئن بعدها، فقد فتحت الطريق أمام النساء للحصول على اعتراف عالمي بمواهبهن الأدبية، وساهمت في تعزيز حضور الكاتبات في عالم النشر.

لم تكن سلمى لاغرلوف فقط كاتبة متميزة، بل كانت مدافعة عن حقوق المرأة، حيث دعمت حق المرأة في التصويت في السويد، وكانت ناشطة في عدد من الحركات النسوية، مما يجعل فوزها امتدادًا لنضال النساء في ذلك الوقت


 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سلمى لاغرلوف جائزة نوبل الأدب عالم الأدب المزيد

إقرأ أيضاً:

ترجمة مجموعة ليل قصير لإسحاق العجمي إلى اللغة الفارسية في إيران

طهران "العُمانية": صدرت عن دار "عبارت" للطباعة والنشر بالعاصمة الإيرانية طهران الترجمة الفارسية لمجموعة "ليل قصير" الشعرية للشاعر العُماني إسحاق العجمي تحت عنوان "شبی کوتاه".

وترجمت المجموعة الشعرية من نسختها العربية إلى اللغة الفارسية الكاتبة والروائية الإيرانية معصومة تميمي في 118 صفحة، وهو رابع إصدار من الأدب العُماني تقوم بترجمته إلى اللغة الفارسية.

وقالت الكاتبة والروائية الإيرانية معصومة تميمي، في حوار مع وكالة الأنباء العُمانية: إن مجموعة "ليل قصير" لفتت انتباهها منذ القراءة الأولى لما تحمله من عمق شعري ورمزية غنية حيث إن الشاعر إسحاق العجمي يستخدم الليل كرمز للتأملات الوجودية والتقلبات النفسية، ويغوص من خلاله في موضوعات الحب والنوستالجيا والعلاقات الإنسانية بطريقة تمس الروح.

وأضافت أن هذا البعد الإنساني والعالمي في القصائد هو ما دفعها لاختيارها الترجمة إلى الفارسية، حيث إن هذه التجربة الشعرية يمكن أن تلامس القارئ الفارسي أيضاً، وهناك جسراً مشتركاً من الأحاسيس والمعاني بين الثقافتين.

وأكدت على أن الشاعر يتميز في أعماله الأدبية برؤيةٍ فريدةٍ في الكتابة، حيث يعتبرها امتدادًا للماضي وجسرًا يربط الأزمنة، ما يجعلها بلا بداية أو نهاية محددة، كما تعكس كتاباته اهتمامًا بالقضايا الإنسانية المعاصرة، حيث يعبّر عن قلقه تجاه الأحداث العالمية ويطرح تساؤلات حول مفاهيم وقيم العصر الحديث وهذا التوجه يظهر جليًّا في مجموعاته الشعرية مثل "ليل قصير".

وأوضحت أن الفعاليات الثقافية الحديثة في ترجمة الأعمال العُمانية إلى الفارسية تظهر تزايدًا في اهتمام الجمهور الإيراني بالأدب العُماني، بما في ذلك الروايات والشعر، ما يسهم في توسيع دائرة قرّاء الأدب العُماني في إيران ويعزز التفاهم الثقافي بين الشعبين.

جديرٌ بالذكر أن الكاتبة والروائية الإيرانية معصومة تميمي هي أستاذة في جامعة الزهراء بالعاصمة الإيرانية طهران، وقامت بترجمة العديد من أعمال الروائيين العرب إلى اللغة الفارسية، كما قامت بترجمة رواية "تغريبة القافر" لزهران القاسمي و"انعكاس" لشريفة التوبية من الأدب العُماني، وأكدت أنها تعمل على ترجمة رواية "دفاتر فارهو" للكاتبة العُمانية ليلى عبدالله البلوشي.

مقالات مشابهة

  • داليا إبراهيم تفوز بجائزة «الإنجاز مدى الحياة» من مبادرة PublisHer العالمية
  • الأدب في خدمة العقيدة.. كيف وظف جابر قميحة الشعر للدفاع عن الإسلام؟
  • برلمانية تطالب الحكومة بإضافة اسم الأم في بطاقة الرقم القومي لتفادي أزمات تشابه الأسماء
  • مشاركة واسعة في مهرجان الفيلم الفلسطيني بالعاصمة السويدية ستوكهولم
  • الإمارات تفوز برئاسة لجنة الحوكمة الدائمة في منظمة الشرطة الجنائية الدولية “الإنتربول”
  • الإمارات تفوز برئاسة لجنة الحوكمة الدائمة في «الإنتربول»
  • حتى لا تموت الأحلام (2).. تامر أفندى يكتب: نجوم تبحث عن سماء
  • في يومه الثالث.. الأدب الكوردي يستقطب زوار معرض أربيل للكتاب (صور)
  • ترجمة مجموعة ليل قصير لإسحاق العجمي إلى اللغة الفارسية في إيران
  • شوهت وجهها وعادت تهددها.. تطور جديد بقضية سلمى المغربية