سودانية تجمع أبناء جاليتها في القاهرة على مائدة «حوشنا» لتخفف عنهم آلام الحرب
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
نهى صديق هربت من حرب السودان لحضن القاهرة: مصر هي أم الدنيا وبلدنا التاني ولم نشعر فيها بالغربة
بوجهها البشوش وزيها السوداني المميز تفتح نهى أذرعها قبل قلبها لترحب بكل أبناء جاليتها في القاهرة، إذ أصبحت موطنًا جديدًا يضمد آلامهم من الحرب الدائرة في الخرطوم، حيث جاءت نهى صديق إلى القاهرة قبل سنوات واستقرت بها، ولم تتخيل يومًا أن تكون سفيرة بلادها في مصر.
في داخل إحدى ممرات حي عابدين بالقاهرة، تخطفك الروائح الشهية المنتشرة في أرجائه، إذ تجد نهى داخل مطعمها تصنع الوجبات السودانية مثل الأقاشي، والملوخية، والفاصوليا البيضاء، والبامية، والمعكرونة، والكسرة، والعصيدة، وغيرها من الأكلات السودانية الشهية، فضلا عن القهوة السودانية المميزة، وبمجرد دخول زبائنها وأصدقائها من السودانيين تجد كل أساليب الترحيب بهم، فيختلط على أذهانك اللهجات السودانية وسط المصرية.
تقول نهى في حوارها مع «الشروق»، إنها جاءت إلى القاهرة منذ عام 2015، واستقرت بها هي وأسرتها، إلا أنها ظلت تبحث عن مصدر رزق حتى بدأت العمل في صنع الوجبات السودانية في منزلها ومحاولة تسويقها أون لاين لأبناء الجالية بالقاهرة.
مع مرور الوقت، وزيادة تدفق السودانيين إلى القاهرة هروبًا من ويلات الحرب الدائرة في بلادهم، بدأت نهى تفكر في توسيع نشاطها أكثر، خاصة أنها أصبحت لديها زبائن يثقون في صنعها، ففكرت في إنشاء مطعم ومقهى سوداني بالقاهرة، وأطلقت عليه مسمى «حوشنا».
لدى نهى خبرة جيدة في مجال المطاعم، إذ كانت تملك مطعمًا للأسماك بالسودان ورثته عن والدها، فهي طباخة ماهرة في الأساس، لذا لم تواجه أي صعوبات في صنع الطعام أو إدارة مشروع مثل ذلك.
حرصت نهى على نقل أجواء السودان في مطعمها، فلم يتوقف الأمر عن صنع الوجبات السودانية الشهية، والقهوة السودانية، بل تجد رائحة البخور السوداني تعم المكان، وسط ديكورات صممت خصيصًا لتحاكي الثقافة السودانية، مضيفة: «الأكل أما يكون قدامك كدا يحسسك إن حاجة من السودان، إن في محل ونلاقي سودانيين، فبيكون أقرب منه في السودان».
شددت نهى على أنها لا تشعر بالغربة بين المصريين، وأن الشعب المصري أطيب الشعوب، حيث قالت: ما في غربة تقريبا إحنا بنشبه الشعب المصري في كل حاجة، عاداتنا زيكم وتقاليدنا زيكم، بالعكس الشعب المصري والسوداني واحد، ما في غربة هنا، مصر بلدنا الثاني، وهي أم الدنيا أصلا.
ولفتت إلى أن أكثر شيء عجبها في المصريين طيبة قلبهم، وتنافسهم على تقديم المساعدة للغير، مردفة: «بيحبوا يساعدوا الناس، يعني بيشيلوا هم غيرهم، وبيحاول يساعدك ويساندك».
وعن اختلاف حياتها من السودان القاهرة، وكيف تكيفت مع الوضع والحياة وظروف المعيشة، تضيف: ما في اختلاف في العيشة هنا، الاختلاف بس في الزبون، ففي السودان عشان بلدنا الكل موجود، والناس بتنزل عارفين مواعيدها، والأوقات التي يخرجون فيها، وعندنا دخل كويس وعائد كويس، هنا يوجد بعض الركود، وأرجعت ذلك إلى أنها واجهت صعوبات في معرفة الزبون نفسه ووكسب ثقته.
ولفتت نهى إلى أنها تتبنى مبادرات إنسانية في القاهرة لمساعدة السودانيين الهاربين من الحرب، وذلك من خلال تخفيف الأعباء عنهم، وتوفير المواد الغذائية، أو محاولة تسكينهم في شقق مشتركة، أو مساعدة البعض في الحصول على وظيفة مناسبة لكسب رزقه والوقوف على قدميه من جديد، لتؤكد أن أي شيء بيدها تحاول تقديمه لهم حتى ولو بسيط.
وتحلم نهى أن يعود الهدوء إلى السودان من جديد، لتعود إلى بلادها هي وأبناء جاليتها ليعمروا السودان من جديد، مضيفة: «نحاول نصلح ما أفسدوه الساسة، وتجار الحرب».
سهام عيد – الشروق نيوز
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
حمدوك يطلق "نداء سلام السودان".. ماذا جاء فيه؟
أطلق رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك، الثلاثاء، دعوة إلى وقف الحرب الدائرة في البلاد منذ نحو عامين، تحت اسم "نداء سلام السودان".
ويتضمن النداء الذي أطلقه حمدوك خطوات أولها عقد اجتماع مشترك بين مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الأفريقي.
وحثَّ حمدوك، وهو رئيس "التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة"، على عقد هذا الاجتماع بحضور قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد "قوات الدعم السريع" محمد حمدان دقلو.
كما اقترح رئيس الوزراء السابق أن يضم الاجتماع أيضا كلا من قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، عبد العزيز الحلو، وقائد حركة تحرير السودان عبد الواحد نور، موضحاً أن الهدف منه الاتفاق على بنود تشمل التوصُّل لهدنة إنسانية، ووقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار.
وأشار إلى أن من بين هذه البنود أيضا اتخاذ حزمة إجراءات لبناء الثقة وتهيئة المناخ لإنهاء الحرب، تتضمَّن الاتفاق على آليات مراقبة فعَّالة لوقف إطلاق النار بما في ذلك نشر بعثة سلام إقليمية ودولية، وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية عبر حدود السودان وداخل المناطق المتأثرة.
وأضاف حمدوك أن الخطوات المقترحة في دعوته لوقف الحرب تتضمَّن التواصل مع الأطراف السودانية العسكرية والمدنية لمناقشة "نداء سلام السودان"، وكذلك مع القوى الإقليمية والدولية لحشد الدعم لتنفيذ تلك الخطوات.
وقال حمدوك، نعمل على أن تفضي هذه العملية إلى:
وقف دائم لإطلاق النار واتفاق سلام شامل. ترتيبات دستورية انتقالية تنهض على توافق عريض واستعادة مسار ثورة ديسمبر في الانتقال المدني الديمقراطي. إعادة بناء وتأسيس منظومة أمنية وعسكرية موحدة، مهنية، وقومية، بعيدة عن السياسة والاقتصاد. إرساء عملية عدالة وعدالة انتقالية تحاسب على الانتهاكات وتحقق الإنصاف للضحايا. تشكيل سلطة مدنية انتقالية ذات صلاحيات كاملة، تقود البلاد حتى الانتخابات. تصفية آثار الحرب وإعادة إعمار السودان.