دراسة: غرينلاند تفقد غطاءها الجليدي بأكبر من المتوقع
تاريخ النشر: 16th, March 2025 GMT
تكشف دراسات جديدة أن معدل ذوبان الجليد في غرينلاند بات أسرع وأكثر مما كان متوقعا، وأن حوالي 20% من الغطاء الجليدي في حواف الجزيرة قد اختفى مقارنة بالتقديرات السابقة، ويهدد ذلك التيارات المحيطية التي تساعد في تنظيم درجات الحرارة العالمية.
ووجد الباحثون في الدراسة التي نشرت في مجلة "طبيعة" (Nature) أن أكثر من ألف غيغا طن (الغيغا طن الواحد يعادل مليار طن)، أو 20%، من الجليد حول حواف غرينلاند قد فُقد على مدى العقود الأربعة الماضية.
ومن المعروف أن الغطاء الجليدي الواسع في غرينلاند بات في حالة تقلص منذ تسعينيات القرن الماضي بسبب الاحتباس الحراري الناجم عن تغير المناخ، وهو مصير مشترك للغطاء الجليدي في المحيط المتجمد الشمالي وكذلك الأنهار الجليدية في العالم. والآن يتكسر الجليد المفقود ويذوب من أطراف الأنهار الجليدية المحيطة بالجزيرة.
ويقدم البحث وصفا مفصلا لعملية كان العلماء على علم بحدوثها، لكنهم واجهوا صعوبة في قياسها بشكل شامل، وقال تشاد غرين، عالم الأنهار الجليدية في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا والمؤلف الرئيسي للدراسة، إن "جميع الأنهار الجليدية تقريبا في غرينلاند تتراجع، وهذا التراجع يحدث في كل مكان وفي آن واحد".
إعلانوأشار إلى أن أطراف هذه الأنهار الجليدية تقع عادة تحت مستوى سطح البحر، داخل مضايق عميقة، ولذلك فإن تراجعها لا يُسهم بشكل مباشر في ارتفاع مستوى سطح البحر كثيرا. لكن ذوبان الجليد لا يزال يُضيف تدفقًا للمياه العذبة، مما يؤثر على نماذج المناخ العالمي وتوقعاته، وعلى نظام التيارات المحيطية التي تنظم درجات الحرارة على جانبي المحيط الأطلسي.
ومع فريق الدكتور غرين أكثر من 200 ألف ملاحظة لنقاط نهاية الأنهار الجليدية، والتي تغطي تقريبا كل غرينلاند، استنادا إلى صور الأقمار الصناعية الملتقطة منذ عام 1985 إلى عام 2022.
استخدم الباحثون الملاحظات من مجموعات البيانات العامة الموجودة ودمجوها لإنشاء رؤية شاملة من أعلى للحواف المتقلصة للغطاء الجليدي في غرينلاند على مدى السنوات الأربعين الماضية.
وكانت التقديرات السابقة للحجم المتغير للغطاء الجليدي في غرينلاند تعتمد على 3 أنواع من القياسات: ارتفاع سطح الغطاء، وسرعة مرور الجليد عبر مواقع ثابتة، والقوة الجاذبية الناتجة عن كتلة الغطاء. وبدمج العديد من هذه التقديرات، توصل العلماء إلى إجماع على أن غرينلاند فقدت ما مجموعه نحو 5 تريليونات طن من الجليد منذ عام 1992.
ويمكن لهذه الطرق التقليدية رصد مدى مساهمة الغطاء الجليدي في ارتفاع مستوى سطح البحر بحوالي 13 مليمترا حتى الآن. لكنها لا ترصد كل ما يحدث على أطراف الأنهار الجليدية، عند سفوح مئات الأنهار الجليدية التي تتدفق عبر مضايق الجزيرة العديدة. ووفقا للدراسة الجديدة، تُعرف هذه العملية باسم "تراجع الطرف الجليدي"، وهي مسؤولة عن فقدان تريليون طن إضافي من الجليد.
ومن بين أكثر من 200 نهر جليدي شملتها الدراسة، لم يشهد سوى نهر جليدي واحد توسعا نهائيا منذ عام 1985. وكانت مكاسبه ضئيلة مقارنة بالخسائر في أماكن أخرى. ويؤثر تآكل أطراف هذه الأنهار الجليدية بشكل غير مباشر على مستويات سطح البحر.
إعلانفبمجرد ذوبان الجليد، يضيف كمية كبيرة من المياه العذبة إلى المحيط، مما قد يضعف نظاما مهما من تيارات المحيط يسمى الدورة الانقلابية الزوالية الأطلسية. ويشمل هذا النظام تيار الخليج الذي يحمل المياه الاستوائية الدافئة عبر الساحل الجنوبي الشرقي للولايات المتحدة وعبر المحيط الأطلسي إلى أوروبا، مما يُسهم في درجات حرارة معتدلة نسبيا هناك.
وبشكل عام، تم تجاهل ذوبان الأنهار الجليدية في غرينلاند في الأبحاث السابقة، بينما ركز العلماء على مسألة ارتفاع مستوى سطح البحر المُلحة. ووصف فينسنت فيرجانز، عالم الجليد في مركز "آي بي إس" لفيزياء المناخ بجامعة بوسان في كوريا الجنوبية، الدراسة بأنها ستساعد العلماء على فهم أفضل للنظام المناخي ككل، وكيفية توزيع الاحتباس الحراري بين الغلاف الجوي والمحيط والصفائح الجليدية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان بيئي الأنهار الجلیدیة مستوى سطح البحر فی غرینلاند الجلیدی فی
إقرأ أيضاً:
اتفاقية لتطوير متنزهات مانجروف في كورنيشي سيهات والدمام
أبرمت هيئة تطوير المنطقة الشرقية اليوم الأحد بحضور سعادة الرئيس التنفيذي للهيئة المهندس عمر بن صالح العبد اللطيف اتفاقية تعاون مع المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر.
وتهدف لتطوير متنزهات مانجروف في كل من كورنيش سيهات وكورنيش الدمام، وذلك في إطار جهود الجهتين لتعزيز الاستدامة البيئية وتحسين جودة الحياة في المنطقة الشرقية.التخطيط والتطوير الحضري في الشرقيةووقع الاتفاقية من جانب هيئة تطوير المنطقة الشرقية نائب الرئيس التنفيذي لقطاع التخطيط والتطوير الحضري الدكتور طلال بن نبيل المغلوث.
أخبار متعلقة ضبط مواطن لإشعاله النار في أراضي الغطاء النباتي بالمنطقة الشرقيةنائب أمير الشرقية: الاستثمار في البنية التحتية الذكية يحسن جودة الحياةطقس الجمعة.. أمطار خفيفة على أجزاء من المنطقة الشرقيةومن جانب المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر مدير عام المركز بالمنطقة الشرقية المهندس يوسف بن سليمان البدر.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } زراعة المانجروف لتعزيز استدامة السواحل في السعودية - واس
وتأتي هذه الاتفاقية لتوحيد الجهود في تطوير و تنمية الغطاء النباتي، مكافحة التصحر، والمحافظة على الموارد الطبيعية والمتنزهات الوطنية.دعم المساحات الخضراءهذا بالإضافة إلى دعم المساحات الخضراء عبر زراعة أشجار المانجروف التي تعزز من توازن النظام البيئي الساحلي وتسهم في رفع جودة الهواء وحماية الشواطئ.
ويمثل مشروع تطوير منتزه المانجروف في سيهات والدمام إضافة نوعية للمشهد البيئي في المنطقة الشرقية، ويعكس التزام الجهتين بتحقيق التنمية البيئية المستدامة.
وذلك من خلال مشروعات نوعية تحسّن من جودة الحياة وتواكب تطلعات السكان والزوار.