أزمة تجارية عالمية وشيكة مع إشعال أميركا الحرب ضد الحوثيين في باب المندب
تاريخ النشر: 16th, March 2025 GMT
شنت الولايات المتحدة مساء أمس نحو 40 غارة على اليمن أسفرت عن مقتل وجرح العشرات. واعتبرت واشنطن أن الغارات تأتي دفاعا عن المصالح الأميركية، واستعادة لحرية الملاحة البحرية. من جانبه قال المتحدث العسكري باسم جماعة أنصار الله (الحوثيين) يحيى سريع -اليوم الأحد- إنهم استهدفوا حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس هاري ترومان" بـ18 صاروخا وطائرة مسيّرة، واصفا العملية بالنوعية.
وأوضح سريع في كلمة مقتضبة أن الهجوم الحوثي جاء "ردا على العدوان الأميركي الذي استهدف عددا من المحافظات اليمنية بأكثر من 47 غارة جوية مخلفا عشرات الشهداء والجرحى".
وأكد أن الحوثيين "لن يترددوا في استهداف أي قطع بحرية في البحرين الأحمر والعربي ردا على العدوان".
وصرح مسؤول أميركي بأن الضربات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن قد تستمر لأسابيع.
وفي تبريره للغارات التي شنتها بلاده ضد اليمن، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منشور له على "تروث سوشيال" أنه لم تعبر أي سفينة تجارية أميركية قناة السويس أو البحر الأحمر أو خليج عدن بأمان منذ أكثر من عام. وأضاف تسببت في خسائر بمليارات الدولارات للاقتصاد العالمي.
تهديد الملاحة البحريةوذكر البيت الأبيض أن هجمات الحوثيين تسببت في تحويل مسارات 60% تقريبا من السفن المرتبطة بالاتحاد الأوروبي إلى أفريقيا بدلا من البحر الأحمر، وأن هجمات الحوثيين على الشحن البحري منذ عام 2023 تسببت في تأثير سلبي مستمر على التجارة العالمية والأمن الاقتصادي الأميركي.
إعلانويعتبر مضيق باب المندب الذي تطلع عليه اليمن من الجنوب أحد أهم الممرات البحرية الاستراتيجية في العالم. هذا المضيق يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن، ويعد مسارا حيويًا لحركة النفط والتجارة بين آسيا وأوروبا.
وفيما يلي أبرز التداعيات لإغلاق المضيق:
في إطار نصرتها لغزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 نفذ الحوثيون عدة هجمات استهدفت سفن تجارية وناقلات نفط في البحر الأحمر، ما أدى إلى اضطراب حركة الشحن البحري. هذه الهجمات دفعت الكثير من الشركات إلى تعليق مرور سفنها عبر المضيق أو اتخاذ مسارات بحرية أطول بالتوجه نحو رأس الرجاء الصالح، الأمر الذي زاد من تكاليف الشحن. مع تزايد الهجمات التي استهدفت السفن الإسرائيلية أو المتجهة نحو إسرائيل، ارتفعت تكاليف التأمين على السفن العابرة في المنطقة بشكل ملحوظ، ما زاد من الأعباء المالية على الشركات التجارية، وزاد الأمر سوءا بعدما وسع الحوثيين الحظر ليشمل السفن الأميركية والبريطانية بسبب استهداف دولهم الحوثيين بضربات جوية خلال العام الماضي. تهديد إمدادات الطاقة، باب المندب يُعد مسارًا رئيسيًا لنقل النفط من دول الخليج الغنية بالنطف إلى أوروبا وأميركا. أي اضطراب في هذه المنطقة قد يؤثر على أسعار النفط عالميًا.
أهمية باب المندب
مضيق باب المندب يُعَدّ من أهم الممرات البحرية لنقل النفط عالميا، حيث بلغ متوسط تدفقات النفط عبر المضيق عام 2023 حوالي 8.8 مليون برميل يوميا. وفي عام 2024 شهدت تدفقات النفط تراجعا حادا بنسبة 54% خلال الأشهر الثمانية الأولى، حيث انخفض المتوسط إلى نحو 4 ملايين برميل يوميًا حتى أغسطس/آب، مقارنة بـ 8.7 مليون برميل يوميا لنفس الفترة من عام 2023.
هذا الانخفاض الكبير في عام 2024 يُعزى إلى تصاعد الهجمات على السفن في المنطقة، مما دفع العديد من شركات الشحن إلى تجنب المرور عبر المضيق.
إعلانيُذكر أن مضيق باب المندب يحتل المرتبة الثالثة عالميًا من حيث حجم تجارة الطاقة التي تمر عبره، بعد مضيقي ملقا وهرمز، مما يبرز أهميته الاستراتيجية في حركة النفط العالمية.
وشنت جماعة الحوثي أكثر من 100 هجوم على السفن منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وحتى نهاية العام 2024، مما أسفر عن غرق سفينتين والاستيلاء سفينة "غالاكسي ليدر" (تم الإعلان اليوم عن الإفراج عن طاقمها).
ودفع ذلك العديد من شركات الشحن الكبرى في العالم إلى تغيير مسار سفنها لتبحر حول جنوب قارة أفريقيا بدلا من البحر الأحمر. وهو ما أدى إلى خسارة طاقة شحن إضافية تقدر بنحو 30% على الأقل عن المعتاد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان البحر الأحمر باب المندب
إقرأ أيضاً:
قبيل ساعات من انطلاق مباحثات نووية.. أميركا تهدد بمنع صادرات النفط الإيرانية
الاقتصاد نيوز - متابعة
لوّح مسؤول أميركي بشن حرب جديدة ضد صادرات النفط الإيرانية، في إطار محاولات الضغط على طهران لوقف برنامجها النووي.
وقال وزير الطاقة كريس رايت، إن أميركا قد تزيد الضغط على إيران وتفرض قيودًا جديدة على صادراتها من الخام.
وتحفّظ رايت عن ذكر آليات تنفيذ منع الصادرات.
ويبدو أن هناك انفراجة تلوح في الأفق؛ إذ من المتوقع بدء محادثات بين الجانبين في هذا الشأن غدًا السبت.
وهدّد ترمب إيران بالقصف الأميركي، حال فشل التوصل إلى اتفاق بين الجانبين.
التهديد الأميركي لإيران
أكد وزير الطاقة كريس رايت، أن خطة الرئيس دونالد ترمب تتيح الضغط على إيران والتهديد بمنع صادراتها النفطية، لحين حسم أمر برنامجها النووي المثير للجدل.
وأضاف أن من ضمن السيناريوهات المحتملة إعادة تطبيق سياسة الضغط القصوى ضد طهران، في تكرار لسياسة الرئيس ترمب خلال مدة رئاسته الأولى.
وأشار رايت إلى إمكان تتبع ناقلات النفط الإيرانية ورصد وجهتها لمنع الصادرات، في حين تحفظ عن الإدلاء بتصريح مباشر حول كيفية تنفيذ ذلك أو احتمال توقيف الناقلات في عرض البحر.
وزعم أن حلفاء أميركا في الخليج أبدوا قلقهم من التطور النووي لطهران، وفق ما نقلته عنه رويترز.
وكان ترمب قد انسحب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، خلال مدة رئاسته الأولى، وأظهر عداء لبرنامج إيران النووي منذ عودته للبيت الأبيض للمرة الثانية في يناير/كانون الثاني الماضي.
من جانبها، أبدت إيران مرونة في خوض هذه المحادثات بوصفها "فرصة حقيقية" للتوصل إلى اتفاق.
عقوبات جديدة
هدّد كريس رايت إيران بعقوبات أكثر صرامة من الحالية، في حالة عدم انتهاء المشاورات مع "ترمب" إلى اتفاق.
وتوقع فرض بلاده عقوبات قد تجبر طهران على إعادة النظر في برنامجها النووي.
وأكد وزير الطاقة الأميركي أن العقوبات الأميركية المحتملة قد تخفض صادرات النفط الإيرانية إلى "ربع" مستوياتها الحالية، بحسب ما نقلت عنه بلومبرغ.
وقال إن منتجي النفط الصخري في بلاده قادرون -بجانب الموردين العالميين- على تعويض غياب إمدادات طهران بعد العقوبات الجديدة.
واستدعى رايت تراجع صادرات إيران النفطية إلى ما دون 400 ألف برميل يوميًا خلال المدة السابقة لرئاسة ترمب، مشيرًا إلى قدرة العقوبات الجديدة على خفض الصادرات حاليًا إلى المستوى ذاته.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت -أمس (الخميس 10 أبريل/نيسان)- فرض عقوبات على شركة غوانغشا الصينية لتسلمها 8 شحنات من النفط الإيراني خلال السنوات الأخيرة.
وشملت الحزمة -أيضًا- إدراج 3 شركات معنية بإدارة السفن في قائمة العقوبات، لاتهامها بالتورط في نقل وتصدير خامات طهران، وحظرت 30 ناقلة، حسب بيان الوزارة المنشور على موقعها الإلكتروني.
وجدّد البيان التزام أميركا باستهداف سلاسل تصدير النفط الإيراني والمتعاونين في تهريبه وتصديره -خاصة إلى الصين- وانسحبت العقوبات أيضًا على شركات تتخذ من الإمارات والهند مقرًا لها.
وأورد البيان أن ملاحقة صادرات النفط الإيرانية وخفضها إلى "مستوى صفري" -خاصة لبكين- يأتي ضمن التزام ترمب بذلك، لتقييد تمويل برنامج طهران النووي.
صادرات النفط الإيرانية
تعد الصين أبرز مشتري صادرات النفط الإيرانية، خاصة أنها ترفض العقوبات المفروضة من الجانب الأميركي على طهران.
ويُظهر قطاع النفط الإيراني تماسكًا، إذ زادت الصادرات خلال تولي الرئيس الأميركي السابق جو بايدن منصبه (من 2021 – حتى 2025).
وخلال الأشهر التالية لتولي ترمب الرئاسة الأميركية مرة أخرى حتى الآن، لم تسجل صادرات النفط الإيرانية تراجعًا.
وتلقى إنتاج النفط الإيراني دعمًا بنحو 50 ألف برميل من ارتفاع إنتاج حقل آزادكان، نهاية مارس/آذار الماضي.
وتعزز طهران القطاع بـ15 منصة حفر جديدة خلال العام الجاري باستثمارات تصل إلى 800 مليون دولار.
وارتفع الإنتاج على أساس شهري في فبراير/شباط الماضي، من 3.247 إلى 3.308 مليون برميل يوميًا.
ويعد ذلك ارتفاعًا من متوسط إنتاج الخام خلال العامين الماضيين، البالغين 2.884 و3.257 مليون برميل يوميًا.
وبين الحين والآخر، تضيف أميركا حزمة عقوبات جديدة على صادرات الخام الإيراني، ما يضع القطاع تحت ضغط اقتصادي وتقني تكافح طهران للتغلب عليه عبر: جذب الاستثمارات الأجنبية، وإنعاش الشراكات المحلية، والتحايل على عقوبات الصادرات بأسطول ناقلات الظل.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام