قالت صحيفة "الغارديان" إن الحرب الدائرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ نحو 4 أشهر أعادت إحياء عمليات التطهير العرقي في دارفور، مشيرة إلى أن دول عربية تشارك في تغذية الصراع.

وذكرت الصحيفة البريطانية أنه عندما بدأ القتال في العاصمة الخرطوم بين الجنرالين ساد رعب من إمكانية تأثيره على المدنيين وانتشاره إلى بقية السودان وإثارة عنف إثني في منطقة دارفور.

وسرعان ما تحققت هذه المخاوف حيث قال مدعي عام الجنائية الدولية كريم خان: نحن لا نقف على شفا كارثة إنسانية بل نحن وسط واحدة منها".

وأشارت الصحيفة إلى أن الجرائم التي جعلت المنطقة صنوا بالإبادة قبل عقدين، من قتل جماعي وعنف جنسي وحرق القرى والأحياء، عادت إلى غرب دارفور عقب اندلاع الصراع. وأضافت أن أطراف في النزاع الدائر يستهدفون المدنيين ويوقعون ضحايا.

وفي حزيران / يونيو الماضي، اغتيل حاكم غرب دارفور خميس عبد الله أبكر في عاصمة الولاية، الجنينة، لأنه "انتقد علنا قوات الدعم السريع"، بحسب الصحيفة. وعقب ذلك بساعات قتل مئات من الكبار والأطفال وهم يحاولون الهروب من المدينة.



وأوضحت "الغارديان" أن "العنف الواسع متجذر في دارفور منذ عام 2003، فبعدما شعرت جماعات المتمردة من التهميش للسكان غير العرب، حملت السلاح حينها ضد نظام عمر البشير الذي حاول إخضاع المنطقة من خلال منح التعهد لميليشيا الجنجويد وزعيمها محمد حمدان دقلو المشهور بـ "حميدتي"، ثم أشرف على تحويل الميليشيا لقوات نظامية باسم قوات الدعم السريع".

وبعد اندلاع الثورة في السودان ضد نظام البشير عام 2019، وافق حميدتي وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان على المشاركة في عملية نقل السلطة للمدنيين على وقع اتساع الاحتجاجات، ولكنهما انقلبا لاحقا ضد المدنيين ثم ضد بعضهما البعض، وفقا لـ "الغارديان".

وأضافت الصحيفة أن ما يجري في غرب دارفور ليس جزءا من الحرب الحالية لكنها تتغذى منها، وإنما يعود في جذوره إلى أحداث العنف قبل عقدين التي أودت بحياة نحو 300 ألف شخص.

وفي قلب التوترات الأخيرة، تبرز الخلافات بين السكان غير العرب من البدو الرحل والقبائل العربية والميليشيات التي تريد السيطرة على مناطقها. ويلجأ مقاتلو الدعم السريع إلى غنائم الحرب ويزيدون من وحشيتهم، بحسب ما أوردته "الغارديان".



وقالت الصحيفة إنه من الواضح أن سحب قوات حفظ السلام عام 2021 كان خطأ كبيرا رغم محدودية عمل القوات، مؤكدة على ضرورة زيادة الدعم لمليون لاجئ سوداني فروا من الحرب، بل وتوسيعه إلى 3.5 مليون نازح في داخل السودان.

كما ذكرت أن "دول الخليج ومصر تغذي النزاع الواسع في السودان، ويجب على الحكومات الأخرى الضغط عليها للتوقف".

من جهته، أعلن كريم خان عن فتح تحقيق في جرائم بالمنطقة. وفي العام الماضي بدأت أول محاكمة محلية عن الجرائم في المنطقة كانت ضد زعيم "الجنجويد" علي محمد علي عبد الرحمن. 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة السودان دارفور قوات الدعم السريع السودان دارفور قوات الدعم السريع النزاع في السودان صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

في بيان رسمي.. مصر تعلن رفضها لحكومة سودانية موازية

القاهرة-رويترز

 أعربت مصر اليوم الأحد عن رفضها للمساعي الرامية إلى تشكيل حكومة موازية في السودان قائلة إن هذه المحاولات تعقد المشهد وتعيق الجهود لتوحيد الرؤى في جارتها الجنوبية التي تشهد صراعا أهليا بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية منذ ما يقرب من عامين.

وقال سياسيون سودانيون إن قوات الدعم السريع وقعت ميثاقا مع جماعات سياسية ومسلحة متحالفة معها خلال مراسم مغلقة في العاصمة الكينية نيروبي يوم 22 فبراير شباط لتشكيل "حكومة سلام ووحدة" في الأراضي التي تسيطر عليها القوات شبه العسكرية.

ومن غير المتوقع أن تحظى مثل هذه الحكومة، والتي أثارت بالفعل قلق الأمم المتحدة، باعتراف واسع النطاق لكنها دلالة أخرى على مدى تفكك البلاد خلال الحرب المستمرة منذ أبريل نيسان 2023.

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان اليوم الاحد "تعرب جمهورية مصر العربية عن رفضها لأي محاولات تهدد وحدة وسيادة وسلامة أراضى السودان الشقيق بما فى ذلك السعى نحو تشكيل حكومة سودانية موازية، الأمر الذى يعقد المشهد فى السودان، ويعيق الجهود الجارية لتوحيد الرؤى بين القوى السياسية السودانية، ويفاقم الأوضاع الإنسانية".

وطالبت مصر "كافة القوى السودانية بتغليب المصلحة الوطنية العليا للبلاد والانخراط بصورة إيجابية فى إطلاق عملية سياسية شاملة، دون إقصاء أو تدخلات خارجية".

وتؤيد القاهرة موقف الجيش السوداني وانتقدت قوات الدعم السريع عدة مرات. وفر ملايين السودانيين بعد اندلاع الحرب إلى دول جوار من بينها مصر.

وقالت مصادر شبه عسكرية وسياسيون داعمون للحكومة الموازية لرويترز إن هذه الحكومة تهدف إلى انتزاع الشرعية الدبلوماسية من منافستها التي يقودها الجيش فضلا عن تسهيل الحصول على أسلحة متطورة.

وقد يؤدي هذا التحرك إلى إطالة أمد الحرب المدمرة، التي فقدت فيها قوات الدعم السريع شبه العسكرية السيطرة على أراض خلال الفترة الماضية، وإلى التقسيم الفعلي لثالث أكبر دولة في أفريقيا من حيث المساحة.

مقالات مشابهة

  • الهجرة الدولية: نزوح أكثر من 3450 أسرة في شمال دارفور غربي السودان خلال يومي الجمعة والسبت في منطقة دار السلام وكلمندو بولاية شمال دارفور
  • السودان: هل تنهي مكاسب الجيش في العاصمة الحرب؟
  • الخارجية السودانية تندد بالمساعي الكينية لاحتضان حكومة موازية بقيادة “الدعم السريع”
  • ثالث دولة عربية تعلن رفضها دعوات تشكيل حكومة موازية فى السودان للدعم السريع
  • بعد الفوز بالأوسكار.. صناع لا أرض أخرى يدعون لوقف التطهير العرقي بفلسطين
  • لماذا تحتضن نيروبي مشروع حكومة الدعم السريع؟
  • ثاني دولة عربية تعلن رفضها تشكيل حكومة سودانية موازية بقيادة الدعم السريع
  • في بيان رسمي.. مصر تعلن رفضها لحكومة سودانية موازية
  • الحرب تغتال بهجة رمضان في السودان
  • الجيش السوداني يقصف مواقع الدعم السريع في الخرطوم وشمالي الأبيّض