كارثة الرسوب الجماعي: إلى أين يتجه التعليم؟
تاريخ النشر: 16th, March 2025 GMT
يعقوب الخنبشي
حين يرسب 12 ألف طالب في امتحانات الشهادة العامة، فالأمر لا يعدو كونه مجرد إحصائية باردة، بل هو ناقوس خطرٍ يدق أبواب المستقبل، مشيرًا إلى خللٍ جسيمٍ في جسد المنظومة التعليمية.
هذا الرقم المفزع لا يعكس فشل الطلبة فحسب، بل يكشف عن أزمة أعمق تتشابك فيها الأسباب التربوية، والاجتماعية، والاقتصادية، والإدارية؛ حيث لا يُمكن تفسير هذا العدد الهائل من الراسبين على أنه مجرد تقصير فردي، بل هو مؤشرٌ صارخٌ على اختلال المنظومة التعليمية.
حين يكون السقوط جماعيًا، فالمشكلة لم تعد في اجتهاد الطالب وحده، بل في المناهج، وطرق التدريس، وآليات التقييم وضعف المعلم المؤهل وضعف المسؤول والمشرف، وجميعها عوامل تؤدي إلى وأد الطموح وإضعاف الدافعية لدى المتعلمين.
ولا يمكن فصل الواقع التعليمي عن البيئة المجتمعية، إذ إن الفقر، وغياب الدعم الأسري، وضعف البنية الأساسية، جميعها أسباب تساهم في تفاقم الأزمة؛ فالطالبٌ الذي يواجه تحديات معيشية صعبة لن يجد في المدرسة مكانًا محفزًا؛ بل سيرى في التعليم عبئًا لا طائل منه، مما يدفعه إلى الهروب من الفصول، وحتى التسرب من التعليم نهائيًا.
واستمرار هذه الظاهرة يعني مستقبلًا غير إيجابي؛ حيث يتحول التعليم من أداة للنهوض إلى عائق أمام التنمية. وفي ظل هذه الأوضاع، قد نجد أنفسنا أمام أجيال فاقدة للكفاءة، غير مؤهلة لسوق العمل، وغير قادرة على الإبداع والتطوير، مما يؤدي إلى مزيدٍ من البطالة والانحدار الاقتصادي والاجتماعي.
ولا يمكن معالجة هذه الأزمة بحلول سطحية، كتعديل نسبة النجاح أو تخفيف صعوبة الامتحانات، بل يجب إعادة هيكلة المنظومة التعليمية بالكامل، بدءًا هيكلة الوزارة وتحديث المناهج، وتأهيل المعلمين، وتطوير أساليب التقييم، ودمج التكنولوجيا في التعليم، وليس انتهاءً بإصلاح البنية التحتية وإعادة النظر في السياسات التعليمية.
لا بُد من ثورة تعليمية حقيقية، تجعل من المدرسة بيئة جاذبة للطلاب، ومن المعلم قائدًا معرفيًا، ومن المناهج أدوات لبناء العقول لا مجرد تحصيل دراسي موقت.
ختامًا.. إن رسوب 12 ألف طالب ليس مجرد رقم، بل كارثة تعليمية تستوجب وقفة جادة من المسؤولين وأصحاب القرار. التعليم ليس ترفًا، بل هو أساس نهضة الأمم، وحين ينهار، ينهار معه المستقبل. فإما أن نعيد بناءه على أسس سليمة، وإما أن نستعد لمجتمعٍ تسوده الأُمِّية المُقنَّعة، والعجز عن مواكبة العالم، والتخلف عن ركب الحضارة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أمير هشام: الأهلي يتجه للتعاقد مع مدرب جديد حتى لو فاز كولر بدوري الأبطال
أكد الإعلامي أمير هشام، أن مارسيل كولر المدير الفني لفريق الأهلي سيتواجد في مواجهتي صن داونز الجنوب إفريقيا في نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، وحال العبور للنهائي سيكون موجودًا حتى نهاية البطولة القارية، وحال الخروج من دوري الأبطال سيرحل المدرب السويسري عن منصبه.
وقال عبر برنامجه بلس 90 الذي يبث على قناة النهار الفضائية: "لو كولر فاز مع الأهلي بدوري الأبطال، فأن هناك اتجاه أيضًا لرحيله حتى لو توج الفريق باللقب القاري مع التعاقد مع مدير فني جديد يقود الأهلي في كأس العالم للأندية".
وأضاف: "هذا الاتجاه سائد حتى الآن لدى مسئولي الأهلي مع الوضع في الاعتبار إمكانية حدوث متغيرات في موقف النادي، والصوت الأقوى داخل النادي هو تجهيز مدرب أجنبي جديد، لتعيين مدرب آخر في حال رحيل كولر".
وزاد: "الاتجاه الأكبر رحيل كولر مع نهاية الموسم حال التتويج بالبطولة الإفريقية، ومن الوارد بقوة وجود مدرب جديد مع الأهلي في كأس العالم للأندية".