رمضان الخير والنصر… مبادرة رمضانية تستهدف 30 ألف أسرة في حماة
تاريخ النشر: 16th, March 2025 GMT
حماة-سانا
تمثل حملة رمضان الخير والنصر، التي أطلقتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل خلال شهر رمضان المبارك أنموذجاً لافتاً للعمل الإنساني المتكامل، الذي يجمع بين الإغاثة العاجلة وبناء القدرات المجتمعية استجابةً للظروف الاقتصادية الصعبة، عبر توزيع مساعدات غذائية ونقدية، إلى جانب برامج الدعم النفسي والاجتماعي.
وتشرف مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بحماة على هذه الحملة الإنسانية، بمشاركة 35 جمعية خيرية، بهدف تقديم الدعم لأكثر من 30 ألف أسرة من الأكثر احتياجاً في مدينة حماة ومنطقتي مصياف والسلمية خلال شهر رمضان المبارك.
مدير الشؤون الاجتماعية بحماة أحمد الحاج يحيى أكد في تصريح لـ سانا أن الحملة تعد من أكبر الحملات الإنسانية، وتهدف إلى الوصول إلى العائلات الأشد فقراً، وتأمين مستلزمات الشهر الفضيل لتخفيف الأعباء عنهم، حيث تشمل المساعدات التي تقدمها الجمعيات الخيرية سللاً غذائيةً ضمنها مواد أساسية (تمور، رز، دجاج نيئ، وخبز)، بالإضافة إلى وجبات إفطار جاهزة، و توزيع ألبسة جديدة استعداداً للعيد، مع إقامة برامج إرشاد نفسي تستهدف النساء والأطفال لتعزيز القيم الإيجابية المرتبطة بشهر رمضان.
وأضاف: “تحضّر أيضاً وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لتوزيع 50 ألف سلة غذائية على العائلات في مختلف المحافظات، مع توزيع معونات نقدية تستهدف 500 شخص من ذوي الإعاقة المسجلين لدى مديرية الشؤون بحماة”.
وأوضح أن الحملة تضم تحالفاً متميزاً من الجمعيات المحلية، منها الرعاية الاجتماعية، وحماية الطفولة، والأمل للأحداث، وجمعية البر، خزامى، وجمعية حماة للخدمات الاجتماعية، وجمعيات من خارج المحافظة، منها عطاء، وبنفسج، والعيادة البيضاء، والوفاء.
من جانبها أشارت رئيسة جمعية حماة للخدمات الاجتماعية روعة سلطان إلى أن كوادر الجمعية وزعت سللاً رمضانية ووجبات غذائية على كل الأسر المسجلة بالجمعية، مع بدء توزيع ملابس العيد، وتنفيذ برامج إرشاد نفسي لتوعية النساء والأطفال بفوائد السهرات الرمضانية في تعزيز التماسك الأسري وتغيير السلوكيات السلبية.
بدورها ذكرت رئيسة جمعية خزامى غادة خلوف أن الجمعية وزعت في اليوم الأول 125 حصة غذائية (دجاج نيئ مع رز وتمور)، مؤكدةً أن هناك مساعي لتوسيع نطاق الدعم الأسبوعي ليشمل أسراً إضافيةً، وخاصةً في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الشؤون الاجتماعیة
إقرأ أيضاً:
الراية فلسطينية والنصر للكوفية
هند بنت سعيد الحمدانية
ترفع الرايات في المعارك منذ الأزل، وتُفدى بالأرواح والأبدان، ويُلاذُ بها ويلتف حولها الجنود والجيوش؛ فهي رمز النصر القادم والحافز الأعظم الذي يُحرك ويُلهب مشاعر الجيوش نحو الصمود والكفاح والسعي للكرامة والنصر.
فها هي معركة مؤتة أعظم معارك المُسلمين تُخلِّد لوحة مهيبة في المقاومة والنضال؛ حيث يُواجه ثلاثة آلاف من المسلمين جيشًا كبيرًا من الروم وأنصارهم من العرب قوامه 200 ألف مقاتل، في مشهد جلل خلده التاريخ يأخذ راية المسلمين زيد بن حارثة ويذود عنها حتى يُقتل طعنًا بالرماح، ثم يمسك بالراية جعفر بن أبي طالب، فتقطع يمينه فيمسكها بشماله فتقطع، ثم يحتضنها بعضديه حتى يقتل في سبيل الله، فيأخذ راية المسلمين عبدالله بن رواحة ويتقدم بها وهو يقول: "أقسمت يا نفس لتنزلنه.. لتنزلن أو لتكرهنه.. إن أجلب الناس وشدوا الرنة.. مالي أراك تكرهين الجنة.. قد طال ما قد كنت مطمئنة.. هل أنت إلا نطفة في شنة".
عرف الجاحظ الرايات في كتاب "البيان والتبيين" فقال: "هي خُرَقٌ سود وحمر وصفر وبيض" ويُفهم من الجاحظ أنَّ الرايات في الأصل ما هي إلا قطعٌ من القماش ذات مقاساتٍ وألوانٍ مختلفة، لكنها تختص برمزيتها العميقة التي تلامس الإنسان وجذوره المُمتدة في الأرض.
ولا شيء يستحق الذكر عندما نذكر الإنسان والأرض سوى الإنسان الفلسطيني وجذوره الممتدة في كل شبر من أرض فلسطين، ورايته التي أصبحت ترفرف في سماء كل بلدان العالم بعد صحوة الوعي العالمي التي سجلها طوفان الأقصى المبارك والتي ما زالت تجوب كل شعوب العالم الحر من مشارق الأرض ومغاربها، رافعة العلم الفلسطيني ومكتسية الكوفية الفلسطينية، منددة الظلم والطغيان والإبادة هاتفةً باسم الحرية لفلسطين والحرية لغزة؛ فمئات الآلاف من أحرار العالم مستمرين في التظاهر ومتشبثين براية فلسطين وكوفيتها رغم كل التهديدات التي تطالهم والاعتقالات الجائرة في ساحات المدن والشوارع وداخل الجامعات، ومع ذلك فما زالت الكوفية تتربع صدور أشهر الفنانين العالميين، وما زال العلم الفلسطيني يرفرف فوق أبراج وبنايات مُعظم بلدان العالم، وما زالت جماهير كرة القدم تشكل الراية الفلسطينية في المجمعات الرياضية وتهتف بالحرية لغزة الأبية، العلم الفلسطيني لن يسقط والكوفية أصبحت أيقونة عالمية للصمود والحق والحرية.
ولعلَّ الحادثة المؤلمة والتي حدثت ضمن الإضراب العالمي للتضامن مع غزة، وأودت بحياة الشاب الشجاع التونسي فارس خالد أثناء محاولته رفع علم فلسطين فوق أعلى نقطة في إحدى البنايات مما أدى إلى سقوطه ووفاته، فيظهر والده مُحتسبًا وفخورًا مُخاطبًا المقاومة الفلسطينية في غزة بقوله: "ها قد أتاكم أخوكم"، ثم تُصِر والدته أن تشيع جنازته مكتسيةً بالعلم الفلسطيني.
ترفرف الراية الفلسطينية في سماء الحرية وتتوشح الأكتاف والصدور الكوفية الفلسطينية، والنصر وعدٌ من الله وفي الكتاب مذكور، لكن يبقى السؤال: ما دوري أنا العربي المسلم في هذه المعركة الدامية؟! معركة غزة ضد كل قوى الظلم والطغيان، العدو فيها بات معروفًا وواضحًا ووقحًا من الصهاينة واليهود والغرب والعرب. وهناك في الجانب الآخر في القطاع الضيق المُحاصر وحيدة غزة في معركتها الأخيرة وجيشها العزيز الراسخ الذي بات معروفًا وواضحًا أيضًا أمام كل أنظار العالم بجنوده المستضعفين من الأجنة والأطفال والنساء والرجال والبنات والبنين، وبقيت الراية الفلسطينية الفرض الذي حُق على جميع الأحرار حمله ورفعه، دوري ودورك أن نرفع الراية في كل محفل وغاية ونكتسي الكوفية الفلسطينية شرفًا وتحديًا وموقفًا؛ فالشاعر يرفع الراية في كل قصيدة وعند مطلع كل بيت، والرسَّام يرسم الراية في لوحة من الفن والنضال، والمُعلِّم يرفع الراية بين مقاعد الدراسة وفي أذهان طلابه، والكاتب يرفع الراية بين أسطر مقالاته، والأم والفنان والمطرب والملحن والسياسي جميعهم يرفعون الراية إلى أن تتحقق الآية: "وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" (الحج: 40).
رابط مختصر