هل نتنياهو حجر عثرة في طريق ترامب؟!
تاريخ النشر: 16th, March 2025 GMT
د. أحمد بن علي العمري
منذ الأزل والخصومة بين النصرانية واليهودية حادة وشديدة وفيها الكثير من تبادل الاتهامات بينهما بدرجة محرجة ومخجلة في نفس الوقت، وكل منهما أقرب للإسلام دين الوسطية من قربهما لبعضهما البعض.
لكن لماذا يحصل ما يحدث اليوم من اتحادهما وتعاونهما ضد الإسلام وشيطنة المسلمين؛ بل لقد استخرجوا مُسمى لم يكن موجودا من قبل ولم يسبق له أي تواجد ولم يُنزل الله به من سلطان وهو "الإسلاموفوبيا"، ومع ذلك يزداد عدد المسلمين في العالم يوماً بعد يوم لأنه دين حق وفضيلة ووسطية وعدل واعتدال، في الوقت الذي يبدي المسلمون أنفسهم ضعفا ووهنا لم يسبق له مثيل في التاريخ وكأنهم ينسلخون من دينهم الحق المبين.
هذا نتيجة اتحاد اليهود والنصارى ضد الإسلام وتسخيرهم كل الأجهزة الإعلامية التي يتمكنون منها عالمياً في هذا التوجه وعملا بالمثل القائل (عدو عدوي صديقي وصديق عدوي عدوي).
من هنا أتى التحالف الوثيق بين أمريكا وإسرائيل ضد العرب والمسلمين وذلك بعد ما تحللوا من بعض التزاماتهم الدينية واستخدموا الدين كأداة ممنهجة في العملية السياسية، ونتج عن ذلك الصهيونية العالمية والتي هي أيضاً بعيدة عن النصرانية واليهودية ولا تحمل اعتبارا لأي دين من الأديان. ورغم ذلك فقد بدأ بعض التباين بين ترامب ونتنياهو في الفكر والتوجه والتقديرات السياسية المعلن منها والمبطنة وظهرت وإن كانت على استحياء بعض الخلافات وهي أن:
- نتنياهو ينافس ترامب الذي يطمح لنيل جائزة نوبل للسلام في حالة توقيعه المزيد من اتفاقيات السلام.
- نتنياهو يخرج من حرب إلى حرب أخرى مثل الثعبان الذي انقطع ذيله وذلك تفاديا لمحاكمته داخلياً بالإضافة إلى قرار الاعتقال الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية الذي يلاحقه أينما ذهب وحيثما توجه.
- اختلافهما تجاه إيران، فترامب يريد أن ينتزع إيران من الحضن الصيني ويعود بها إلى طاولة المفاوضات حيث أوقف تمويل المعارضة الإيرانية وأوقف ولأول مرة في الأمم المتحدة إدانة إيران في نواحي حقوق الإنسان بغض النظر عن الأمور الشكلية التي تُبديها حكومته في الضغط على إيران ومنها الضغوط القصوى ومهما يوقع من مذكرات وقرارات تنفيذيه فإنها تبقى شكلية وديكورية لا تتجاوز الحبر الذي وقعت به وقد قال ترامب نفسه إنه سيجري مفاوضات مع الرئيس الإيراني وزاد على ذلك قوله أتمنى تكون علاقتنا مع إيران جيدة بعكس نتنياهو في هذا التوجه تماما.
- نتنياهو يقبل التعامل مع الجميع إلا الفلسطينيين؛ بما في ذلك السلطة الفلسطينية.
- نتنياهو يتزعم اليمين المتطرف الصهيوني وليس هو القائد الذي يتمناه ترامب وقد سبق أن وصفه بالضعيف عندما تراجع عن اغتيال قاسم سليماني في فترة حكم ترامب الأولى.
- يرغب ترامب في حكومة إسرائيلية أكثر اعتدالا، ولكن لها قائد قوي ينفذ ما يوجّهه به دون تردد.
إن جميع ما سبق يؤكد أن نتنياهو ربما يكون حجر عثرة في طريق ترامب للذين يعرفون ببواطن الأمور. ولله في خلقه شؤون.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أول تعليق من إيران على الهجمات الأمريكية ضد اليمن
طهران - الوكالات
خاطب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي المسؤولين الأمريكيين داعيا إياهم إلى وقف "دعم الإبادة الجماعية والإرهاب الإسرائيلي وقتل اليمنيين".
وكتب عراقجي في منشور على منصة "إكس": "كفوا عن دعم الإبادة الجماعية والإرهاب الإسرائيلي، وتوقفوا عن قتل اليمنيين. وليس لواشنطن الحق في فرض سياستها الخارجية على إيران".
وأضاف: "الإدارة الأمريكية لا يحق لها إملاء السياسة الخارجية الإيرانية، وقد انتهى ذلك العهد منذ عام 1978".
كما أشار وزير الخارجية الإيراني إلى أنه تم "خداع" الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، العام الماضي لدفع مبلغ غير مسبوق قيمته 23 مليار دولار لإسرائيل، "مما أدى إلى استشهاد أكثر من 60 ألف فلسطيني". وقال: "العالم يعتبر أمريكا مسؤولة عن هذه الجرائم بشكل كامل".
و شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضربات عسكرية واسعة النطاق على جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن أمس السبت ردا على هجمات الجماعة على حركة الشحن في البحر الأحمر مما أسفر عن مقتل 31 شخصا على الأقل في بداية حملة من المتوقع أن تستمر لعدة أيام.
وحذر ترامب الحوثيين من أنهم إن لم يتوقفوا عن شن الهجمات، "فستشهدون جحيما لم تروا مثله من قبل".
كما حذر ترامب إيران، الداعم الرئيسي للحوثيين، من استمرار دعمها للحوثيين، قائلا إنه إذا هددت إيران الولايات المتحدة "فإن أمريكا ستحملكم المسؤولية الكاملة، ولن نكون لطفاء في هذا الشأن!".
وقال القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي اليوم الأحد إن الحوثيين مستقلون ويتخذون قراراتهم الاستراتيجية والعملياتية بأنفسهم.
وأضاف سلامي لوسائل إعلام رسمية "نحذر أعداءنا من أن إيران سترد بحسم وبقوة مدمرة إذا نفذوا تهديداتهم".
والضربات، التي قال أحد المسؤولين إنها قد تستمر لأيام وربما لأسابيع، هي أكبر عملية عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط منذ تولي ترامب منصبه في يناير كانون الثاني، وتأتي في الوقت الذي تصعد فيه الولايات المتحدة ضغوط العقوبات على طهران بينما تحاول جلبها إلى طاولة المفاوضات على برنامجها النووي.
وكتب ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال للتواصل الاجتماعي "إلى جميع الإرهابيين الحوثيين، وقتكم انتهى وهجماتكم يجب أن تتوقف بدءا من اليوم. إذا لم يحدث ذلك فستشهدون جحيما لم ترونه من قبل".