ماذا يعني استئناف اعتقالات الفساد في الانبار بعد أسابيع من الصمت؟
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
بغداد اليوم - بغداد
دفعت العملية الأخيرة للجنة مكافحة الفساد برئاسة ابو علي البصري، باعتقال مدير بلديات الانبار السابق عماد الدليمي، بعد أسابيع من "الصمت" وغياب العمليات في الانبار، التي مازالت مستمرة منذ اشهر وتطيح بمسؤولين بتهم فساد على شكل "سلسلة"، دفعت الى التساؤل عما اذا كان لجنة البصري قد استأنفت اعمالها مجددًا في المحافظة بعد فترة صمت جراء "ضغوط".
الا ان الباحث في الشأن السياسي مهند الراوي، قال الراوي في حديث لـ "بغداد اليوم" إن "اللجنة لم توقف أعمالها كما أشاع عدد من الفاسدين والسراق، ولاتوجد أية تسوية بين الحكومة العراقية وشخصيات سياسية وحزبية متنفذة".
وأضاف أن "ماجرى يوم أمس من اعتقال لمدير بلديات الأنبار السابق عماد محمد الدليمي يؤكد أن لجنة البصري لم تخضع لأي ضغوط سياسية أو ضغوط مورست عليه، وأثبت بالدليل القاطع أن عمليات مكافحة الفساد لاتزال سائرة".
وأشار إلى أن "اللجنة في جعبتها 23 أمر إلقاء قبض بحق عدد من الفاسدين في ملفات فساد كبيرة مثل ملف الأراضي والتقاعد والدوائر الأخرى".
وفي وقت سابق اكد مصدر لـ"بغداد اليوم"، أن لجنة البصري فتحت ملف الأراضي والاستحواذ عليها بطريقة غير قانونية في محافظة الانبار، وقامت في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء، بعملية مداهمة في حي الروسيين واعتقلت مدير بلديات الأنبار السابق عماد الدليمي.
وأضاف، أن “عمليات اعتقال جديدة ستطال عددًا من المسؤولين في بلديات الأنبار ودوائر الطابو والتسجيل العقاري، ومسؤولين في دوائر أخرى بالمحافظة”.
ونفذت لجنة مكافحة الفساد وهيئة النزاهة عمليات اعتقال مستمرة منذ اشهر لمسؤولين كبار في المحافظة، منهم مدير تقاعد الانبار ومدير التسجيل العقاري في المحافظة، وكذلك مدير بلدية ناحية الوفاء، بل طالت عمليات الاعتقال حتى مسؤول هيئة النزاهة في المحافظة.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: فی المحافظة
إقرأ أيضاً:
“بين الكرم العراقي والرفض المقنّع .. تساؤلات تبحث عن إجابة”
بقلم : سمير السعد ..
في الوقت الذي شكّل فيه العراق رمزًا للكرم الأخوي بموقفه الذي كان بمثابة “عين غطى وعين فراش”، نجد في المقابل رفضًا مبطنًا من الكويت تجاه الحضور العراقي، باستثناء أصحاب المناصب والمقربين. ورغم أن كل دول الخليج رفعت عنها الحواجز، إلا أننا نجد أنفسنا أمام عوائق لا تنتهي، وسط صمت مستغرب من المسؤولين الذين يُفترض أن يدافعوا عن حقوقنا، لكنهم إما خجلًا أو تهربًا من المواجهة يفضلون الصمت.
نحن العراق، نضيف للبطولة ولا تضاف لنا، فلماذا لا نعتز بأنفسنا؟ مسؤولوهم يخدمون شعوبهم، بينما مسؤولونا يقفون مكتوفي الأيدي، وكأن “وجع الرأس” هو ما يخيفهم.
قد نفهم مسألة تحديد أعداد الجماهير أو الصحفيين، ولكن عندما نمثل الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية ونحصل على كتاب رسمي من الاتحاد العراقي لكرة القدم يؤكد أننا جزء من الوفد الرسمي، كيف يمكن تفسير عدم منحنا تأشيرات الدخول؟ البطولة انطلقت، والجمهور يحصل على تأشيرته خلال ساعات، بينما الوفد الصحفي الرسمي يُترك معلقًا بلا تفسير.
هل هناك قصدية وراء الأمر؟ أم أنه مجرد سوء تنظيم؟ مهما كان السبب، تبقى الحقيقة أن القائمين على الأمر فينا يتحملون مسؤولية هذا الوهن. مؤسف أن نجد أنفسنا في هذا الموقف، نبحث عن إجابات من مسؤولين يبدو أنهم اختاروا الصمت على المواجهة.
إن هذا الواقع يطرح تساؤلات كثيرة، ليس فقط حول كيفية تعامل بعض الدول مع الوفود الرسمية، بل أيضًا حول طريقة إدارتنا لأمورنا كعراقيين. كيف يمكن لدولة مثل العراق، بكل ثقله وتاريخه، أن يجد ممثلوه أنفسهم في موقف كهذا؟ أين هي الهيبة التي يجب أن تعكس مكانة العراق؟
إن الكارثة ليست في التعامل غير المنصف الذي قوبلنا به، بل في غياب أي رد فعل جاد أو حازم من المسؤولين العراقيين ( اتحاد الكرة ) كان يفترض أن تكون هناك مواقف واضحة، وقرارات تُثبت أننا لا نقبل أن يُهضم حق أي عراقي، سواء كان من الجمهور أو الصحافة أو أي جهة رسمية.
إن الاعتزاز بالنفس يبدأ من الداخل. إذا لم نتمسك بحقوقنا ونطالب بها بقوة ووضوح، فكيف نتوقع من الآخرين احترامنا؟ نحن لا نحتاج إلى شعارات ولا مجاملات، بل إلى أفعال تؤكد أن العراق دولة لها وزنها، وأن من يمثلون العراق يستحقون معاملة تليق بهذا الاسم العظيم.
يبقى السؤال . متى سنرى مسؤولين يدافعون عن حقوقنا بجرأة؟ متى سنكسر دائرة الصمت والخضوع؟ ربما الإجابة تبدأ من هنا: أن نرفض الوهن ونطالب بما نستحقه، بكل ثقة واعتزاز.