عبد الله مشنون يكتب..إستفحال مظاهر العنصرية في الجزائر ضد ذوي البشرة السمراء
تاريخ النشر: 16th, March 2025 GMT
عبد الله مشنون
كاتب صحفي مقيم بايطاليا
تُعاني الجزائر من تفشٍّ واضح للعنصرية ضد ذوي البشرة السمراء، سواء كانوا من أبناء الجنوب الجزائري أو من المهاجرين الأفارقة. رغم الخطاب الرسمي الذي يُنادي بالمساواة ومناهضة التمييز، إلا أن الواقع يُظهر أن هذه الفئة ما زالت تواجه العديد من مظاهر الإقصاء، سواء في الحياة السياسية أو الاجتماعية، مما يطرح تساؤلات حول الأسباب العميقة لهذه الظاهرة وتأثيراتها على تماسك المجتمع الجزائري.
في المؤسسات الرسمية، لا يزال حضور الجزائريين ذوي البشرة السمراء في المناصب العليا محدودًا. فرغم تعيين شخصيات بارزة من هذه الفئة، مثل عبد القادر مساهل ونور الدين بدوي، إلا أن ذلك يبقى استثناءً وليس القاعدة. كما أثار تعيين حسن دردوري ردود فعل عنصرية، ليس بسبب مؤهلاته، ولكن بسبب لون بشرته، ما يعكس استمرار النظرة الدونية تجاه أبناء الجنوب. أما في المؤسسة العسكرية، التي تُعد من أكثر المؤسسات نفوذًا في البلاد، فيندر أن نجد تمثيلًا لهذه الفئة، مما يعمق الشعور بالتهميش لدى الجزائريين السود ويؤكد أن الفرص ليست متساوية للجميع.
إلى جانب الإقصاء السياسي والمؤسسي، يواجه أبناء الجنوب الجزائري مظاهر تمييز صارخة عند انتقالهم إلى مدن الشمال. كثيرون يعانون من مضايقات يومية، وأحيانًا إساءات لفظية بسبب لون بشرتهم ولهجتهم المختلفة. حتى في الجامعات، طُلب من بعض الطلاب القادمين من الجنوب الخضوع لفحوصات طبية قبل استلامهم غرفهم في الإقامات الجامعية، في إجراء لم يُفرض على غيرهم، وهو ما يعكس وجود تمييز مؤسساتي قائم على أساس العرق والانتماء الجغرافي. هذه الممارسات جعلت الكثير من أبناء الجنوب يترددون في الاستقرار في الشمال، خوفًا من مواجهة معاملة غير عادلة أو شعور دائم بالغربة داخل وطنهم.
في الإعلام، لا يختلف الوضع كثيرًا، حيث يبدو أن الوجوه ذات البشرة السمراء غائبة إلى حد كبير عن البرامج التلفزيونية، وكأنها لا تمثل جزءًا من الهوية الجزائرية. حادثة عارضة الأزياء والمؤثرة الجزائرية بركة مزراية تُجسد هذا التهميش، حيث تعرضت لتعليقات عنصرية مؤلمة جعلتها تبكي بحرقة، ما كشف عن حجم التنمر الذي يواجهه الجزائريون السود في الفضاء العام. غياب التمثيل العادل في وسائل الإعلام يعزز الصورة النمطية السلبية عن هذه الفئة، ويُكرّس فكرة أنها ليست جزءًا من النسيج الوطني، رغم أنها من أقدم المكونات السكانية في الجزائر.
العنصرية لم تقتصر على أبناء الجنوب، بل امتدت أيضًا إلى المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء، الذين يُنظر إليهم أحيانًا على أنهم عبء أو تهديد ديموغرافي. كثير منهم يعملون في ظروف صعبة دون أي حماية قانونية، ويواجهون رفضًا اجتماعيًا واضحًا. في بعض الحالات، تعرض هؤلاء المهاجرون لاعتداءات عنيفة وحوادث قتل وخطاب كراهية متصاعد، دون أن يكون هناك رد فعل رسمي حازم لحمايتهم أو الحد من هذه الظاهرة.
حتى في الخارج، حمل بعض الجزائريين معهم هذه النزعات العنصرية، كما ظهر مؤخرًا في حادثة جزائرية في باريس قامت بتصوير الجناح المغربي في معرض الفلاحة، ووصفت المشاركين فيه بأنهم “مجموعة من السود”، في مشهد يعكس كيف تسربت هذه العقلية إلى بعض فئات المجتمع الجزائري حتى خارج حدوده. هذه التصرفات لا تسيء فقط إلى صورة الجزائر على المستوى الدولي، بل تعكس مشكلة عميقة تتعلق بالهوية والتقبل الاجتماعي.
على الجانب الآخر، يبدو أن المغرب الجار يقدّم نموذجًا أكثر انفتاحًا وتسامحًا فيما يتعلق بالتنوع العرقي. لا تشهد المملكة نفس الحدة من الممارسات العنصرية، حيث تتعامل الثقافة المغربية بشكل أكثر طبيعية مع التنوع العرقي واللغوي. هذا الاختلاف لا يعود إلى عوامل اقتصادية أو جغرافية، بل إلى سياسات اجتماعية وثقافية عززت التعددية والتعايش بشكل أكثر فاعلية.
تاريخيًا، تعود جذور العنصرية في الجزائر إلى الحقبة الاستعمارية، حيث سعى المستعمر الفرنسي إلى تطبيق نموذج فصل عنصري يشبه ما حدث في جنوب أفريقيا. رغم الاستقلال، لم تختف هذه الذهنية بالكامل، بل استمرت في بعض مؤسسات الدولة والمجتمع، مما جعل التمييز العرقي أمرًا شائعًا وإن كان غير مُعلن بشكل رسمي. والمفارقة أن النظام الجزائري، الذي يدّعي الدفاع عن حقوق سكان جنوب المغرب، لم يُبدِ نفس الحرص تجاه سكان جنوب الجزائر أنفسهم، الذين يعانون من الإقصاء والتهميش المستمر. هذا التناقض يثير تساؤلات جدية حول مدى مصداقية الشعارات التي يرفعها النظام في قضايا حقوق الإنسان.
إن تفشي العنصرية في الجزائر يُشكل تحديًا كبيرًا أمام تحقيق مجتمع أكثر عدالة وانسجامًا. معالجة هذه الظاهرة تتطلب وعيًا جماعيًا، وإصلاحات قانونية تضمن المساواة الفعلية بين جميع المواطنين، وتجريم التمييز بكل أشكاله. من دون هذه الخطوات، ستبقى الفجوة قائمة، وسيستمر الجزائريون السود في مواجهة عراقيل غير مبررة داخل وطنهم، في تناقض صارخ مع المبادئ التي قامت عليها الثورة الجزائرية، والتي كان أحد أهدافها القضاء على كل أشكال الظلم والتمييز.
المصدر: مملكة بريس
كلمات دلالية: البشرة السمراء أبناء الجنوب فی الجزائر هذه الفئة
إقرأ أيضاً:
أفضل طريقة لتفتيح البشرة الجافة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تواجه البشرة تحديات مستمرة تتسبب في فقدان النضارة والرطوبة، خاصة في فصلي الخريف والربيع، فانخفاض درجات الحرارة والهواء الجاف يمكن أن يسبب جفاف البشرة وظهور الشحوب والتشققات، فمن الضروري الاهتمام بترطيب البشرة بشكل مستمر باستخدام منتجات تحتوي على زيوت طبيعية مثل زيت الأرجان أو زيت جوز الهند، كما يُعد تقشير البشرة بانتظام من الخطوات المهمة لإزالة الخلايا الميتة وتجديد البشرة، كما يجب تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات مثل الفواكه والخضروات للحفاظ على صحة البشرة.
أسباب فقد الجلد رطوبتهوتعاني البشرة الجافة من المزيد من التحديات، حيث يفقد الجلد رطوبته ويصبح أكثر عرضة للتشققات والجفاف، مما يؤدي إلى فقدان إشراقتها، ولعل أحد أهم العوامل التي تؤثر على البشرة الجافة هو قلة الرطوبة في الجو، ما يتسبب في جفاف الجلد وفقدان مرونته، وللحفاظ على بشرة متوهجة يجب الاهتمام بالترطيب العميق من خلال استخدام مرطبات طبيعية مثل زيت الزيتون أو زيت جوز الهند، التي تساعد على تغذية البشرة وتوفير الرطوبة، كما أن شرب كميات كافية من الماء، إلى جانب تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات مثل فيتامين C وE، يلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على بشرة صحية ونضرة طوال الشتاء.
وتولي السيدات اهتمامًا خاصًا للوصفات الطبيعية، حيث تعتبرها خيارًا آمنًا وفعّالًا للحفاظ على جمالهن وصحتهن، حيث أصبح استخدام المكونات البسيطة مثل العسل وزيت الزيتون والأفوكادو جزءًا من الروتين اليومي للكثير من النساء، حيث توفر هذه المواد فوائد متعددة من الترطيب إلى مكافحة التجاعيد، مما يجعل الجمال الطبيعي خيارًا مستدامًا وسهلًا للحفاظ على صحة وجمال البشرة والشعر على المدى الطويل، وتقدم لكم “البوابة نيوز” أبرز الوصفات الطبيعية للحفاظ على نضارة البشرة خاصة خلال الربيع.
وصفات طبيعية لتفتيح ونعومة البشرة الجافة1- ماسك العسل والموز
العسل هو مرطب طبيعي رائع بينما الموز غني بالفيتامينات التي تعزز إشراقة البشرة، امزجي نصف موزة مهروسة مع ملعقة من العسل، وضعي الخليط على وجهك لمدة 15-20 دقيقة، ثم اغسلي وجهك بالماء الفاتر.
2- ماسك زيت الزيتون واللبن
يساعد زيت الزيتون على ترطيب البشرة الجافة بينما يحتوي اللبن على حمض اللاكتيك الذي يساعد في تقشير الجلد بلطف، امزجي ملعقة من زيت الزيتون مع ملعقة من اللبن وطبقي الخليط على البشرة لمدة 20 دقيقة.
3- ماسك الشوفان والزبادي
يعمل الشوفان كمقشر طبيعي لطيف يساعد على إزالة الخلايا الميتة بينما يرطب الزبادي البشرة بعمق، امزجي ملعقتين من الشوفان المطحون مع ملعقة من الزبادي الطبيعي، وضعي المزيج على وجهك لمدة 15 دقيقة ثم اشطفيه بالماء الدافئ.
4- ماسك الأفوكادو والعسل
الأفوكادو غني بالأحماض الدهنية والفيتامينات التي تعزز مرونة البشرة وتفتيحها، امزجي نصف ثمرة أفوكادو مهروسة مع ملعقة من العسل وطبقيه على بشرتك لمدة 15 دقيقة، ثم اغسليه بالماء الفاتر.
5- ماء الورد وجل الألوفيرا
يساعد ماء الورد في تفتيح البشرة وتنقيتها، بينما يعمل جل الألوفيرا على تهدئة البشرة الجافة وترطيبها، امزجي ملعقة من ماء الورد مع ملعقة من جل الألوفيرا وضعيه على وجهك قبل النوم.
6- ماسك السكر البني وزيت جوز الهند
يعمل السكر البني كمقشر طبيعي لإزالة الخلايا الميتة بينما يرطب زيت جوز الهند البشرة بعمق، امزجي ملعقة من السكر البني مع ملعقة من زيت جوز الهند، وافركي البشرة برفق ثم اغسليها بالماء الدافئ.