د. عبدالله باحجاج

العنوان أعلاه بمثابة مُقترح نُقدِّمه لتتبناه كل مُحافظة على غرار الملتقى السنوي "معًا نتقدَّم"، والذي تنظمه الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وقد جاءتنا فكرة المُقترح من تنظيم المجلس البلدي بمُحافظة ظفار لقاءً سنويًا تعريفيًا لعدد من المؤسسات الحكومية في ظفار، وفي عام 2024 أُقيم اللقاء السنوي تحت رعاية صاحب السُّمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار، وفي الخامس من مارس الماضي عُقد اللقاء بحضور سعادة رئيس بلدية ظفار.

انحصرت جلسات ذلك اللقاء على فروع ومكاتب الوحدات الحكومية في المحافظة، بحضور أعضاء المجلس البلدي، ويشهد كل لقاء سنوي استعراض أبرز المشاريع المُنجَزة خلال عام، والكشف عن الخطط المستقبلية لفروع ومكاتب الوحدات. وهي جلسات مُغلقة بمعنى أنها محصورة على مُمثلي تلكم الجهات دون مشاركة المجتمع المحلي مباشرة. فلماذا لا تكون هذه اللقاءات السنوية على غرار ملتقى "معًا نتقدَّم"، بحيث يُدعى لها الفاعلون في المحافظة من كُتَّاب وإعلاميين ومؤسسات المجتمع المدني ومهتمين بالشأن المحلي العام، وأن تكون تحت رعاية المحافظ؛ أي تحويل اللقاء السنوي إلى منصة حوار حول المُتحقَّق من الإنجازات والمُخطَّط له على المدى الزمني القصير.

هذه فرصة تُتاح للجهات الحكومية- المركزية واللامركزية- للتعريف بإنجازاتها، والكشف عن خططها، وتوضيح مُسوِّغات خياراتها التنموية والخدمية أمام الرأي العام المحلي؛ لأنَّ أي خيار تنموي أو خدمي من المؤكد له مبرراته العقلانية والوطنية، ولا بُد أن تصل للرأي العام المحلي، كما سنخرج من النقاشات بآراء بنَّاءة يُمكن الأخذ بها في خطط التطوير المقبلة.

هنا تتجسَّد فلسفة وغاية "معًا نتقدَّم" على صعيد اللامركزية كالنسخة المطبقة على صعيدنا الوطني، وهذا يخدم مسار اللامركزية- نظام المحافظين- لتعزيز التشاركية المجتمعية المسؤولة في مساراتها التنموية والخدمية. وهذه التشاركية نعوِّلُ عليها كثيرًا في كسب الرضا الاجتماعي المحلي، وفي تفعيل أدوار المؤسسات اللامركزية الحكومية والمستقلة وفروع المركزية؛ حيث ستحرص كل جهة وفرع على تقديم المنجزات الجديدة وذات الجودة سنويًا؛ لأنها ستكون تحت الرقابتين السياسية والاجتماعية المباشرة.

معظم فروع ومكاتب المركزية واللامركزية الخدمية مثل البلدية والتجارة والصناعة والبيئة والسياحة والتربية والتعليم والعمل والثقافة والرياضة والشباب والتنمية الاجتماعية، تستعرض سنويًا إنجازاتها، والقليل منها يخرج للرأي العام، ولا يتفاعل معها لعدم وجود إعلام وصحافة ناقلة للحدث بعيون المواطن والوطن، وإنما بما اعتادت عليه التغطيات التقليدية، وبالتالي فإنَّ رسالة الإنجازات المؤسسية لا تصل للرأي العام بمضامينها ووفق سياقاتها الزمنية ومعايير خياراتها التنموية، ولا تدفع بالفاعلين الذين شرفوا وتشرفوا بحمل الأمانة الوطنية على الإبداع وعلى الحرص على تقديم إنجازات نوعية وكمية كل سنة.

ولو أخذنا مثلًا عرض إنجازات بلدية ظفار؛ فهناك فعلًا ما يستحق التشاركية التفاعلية، فعرضها التفصيلي حول مشاريع البنية الأساسية، والتعرف على آخر مستجدات مشروع "بوليفارد الرذاذ" في منطقة إتين بصلالة الذي يُعد من أبرز المشاريع السياحية التي ستُعزِّز القطاع السياحي؛ هل وصلت رسالة إنجازاتها للرأي العام المحلي والوطني؟ التساؤل نفسه يُطرح على إنجازات فروع وزارات الصحة والتنمية الاجتماعية والعمل في محافظة ظفار؟ والسبب أنَّ عرض الإنجازات يجري في جلسات غير تشاركية. فكيف نكسب الرضا الاجتماعي في ظل هذا الانغلاق؟!

مثال آخر للاستدلال به، أنه في جلسة استعراض الجهود في ملف الأمن الغذائي ودور منطقة النجد فيه، استلزمت دواعي المصلحة الوطنية إثراء النقاشات ومعرفة حجم النسب المئوية المتحققة من أهداف وخطط الدولة في جعل النجد الظفاري، يمثل سلة غذاء متكاملة، وهنا كان ينبغي أن يُسمع صوت الرأي الآخر.

ومما سبق تتجلى مشروعية مقترحنا تطبيق تشاركية "معًا نتقدَّم" على صعيد كل محافظة وبصورة سنوية، وتحت رعاية المحافظين، لكي تصل المنجزات السنوية إلى الرأي العام، ومن ثم كسب الرضا الاجتماعي، والمساهمة الاجتماعية المباشرة في إنضاج الإنجازات والخطط، وحمل الفاعلين على تقديم الجديد كل سنة؛ لأنهم سيكونون تحت الرقابة الاجتماعية التي ستحفز الجهود على تقديم الجديد بجودة عالية.

ولماذا تحت رعاية المحافظين؟ لأن نظام المحافظين يجعل كل محافظة وحدة مُستقلة ماليًا وإداريًا يُمثِّلُها المحافظ، والمتأمِّل في ديناميات أو قوى كل واحدة منها، سيجد أنها ذاتها على الصعيد الوطني، لكنها بصورة تعكس توجهات البلاد نحو اللامركزية. ففي كل محافظة، محافظ ووالٍ ومجلس بلدي وأعضاء بمجلس الشورى وفروع لغرفة تجارة وصناعة عُمان ومؤسسات المجتمع المدني الزراعية والاجتماعية والمهنية والثقافية والصحفية.. إلخ، فلماذا لا تُشرَك في مثل هذه النقاشات المسؤولة تحت رعاية المحافظ؛ باعتباره رئيس الوحدة ومسؤول النظام اللامركزي في المحافظة؟!

الفصل الرابع الخاص بالمحافظ في قانون نظام المحافظات، بالمادة 11، نقرأ عن اختصاصات المحافظ أنه يتولى "التنسيق مع رؤساء الوحدات الحكومية بشأن أداء فروعها ومكاتبها في المحافظة في ضوء التقارير المرفوعة إليه من الولاة"، كما إن من صلاحيات الولاة حسب المادة 13 من ذات القانون "متابعة أداء فروع ومكاتب الوحدات الحكومية الأخرى في الولاية، ورفع تقارير دورية بشأنها الى المحافظ".

ومما تقدَّم تظهر الحاجة الوطنية في أولويتها اللامركزية، لنسخ فلسفة وغاية ملتقى "معًا نتقدَّم" من على المستوى الوطني الى المحافظات، لكي تُصبح قناة اتصالية تشاركية بين بين الأطراف سالفة الذكر في كل محافظة، لكسر الفجوة الفاصلة بين جهود ونتائج المركزية واللامركزية في كل محافظة، ومعرفة أفكار ومقترحات كل مجتمع محلي بشأن المُتحَقَّق والمُخطَّط، وهذا من دواعي تعزيز الإدارة المحلية، تماهيًا مع نظام اللامركزية وتفعيله، من حيث التطبيق من جهة، والاعتداد بالبُعد الاجتماعي لكل محافظة من جهة ثانية، ولأن التقدُّم في حقبة مُتغيِّرة تحتمه التشاركية بمنطق "معًا نتقدَّم".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بنك ظفار يقدم خدمة المساعد الشخصي لزبائن الخدمات المصرفية الخاصة

 

 

مسقط- الرؤية

تعاون بنك ظفار مع شركة Nuclei Technologies (نيوكلي تكنولوجيز) لإطلاق خدمة (ARISE) "آريس"، وهي خدمة المساعد الشخصي الحصرية والمصممة خصيصًا لتلبية الاحتياجات العالمية والفريدة لقاعدة زبائنه من الأفراد ذوي الثروات العالية ورجال الأعمال.

وتم تصميم خدمة "آريس" لإعادة تعريف مفهوم الفخامة والراحة حيث تقدم باقة من الخدمات المميزة والمجانية، بما في ذلك خدمة نقل من وإلى المطار مع سائق خاص، وخوض تجربة الاستقبال المميز، والوصول إلى أكثر الفعاليات العالمية شهرة في الموسيقى والأزياء والرياضة، كما  تضمن خدمة  المساعد الشخصي "الكونسيرج" حصول الزبائن على خدمات لا مثيل لها، والوصول إليها على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، إضافة إلى الاستفادة من الخدمات الرقمية بسهولة عبر الهاتف النقال أو المنصة الإلكترونية سهلة الاستخدام.

وقال أمجد إقبال اللواتي رئيس التجزئة المصرفية في بنك ظفار: "تُعيد خدمة "آريس" تعريف مفهوم الراحة وسهولة الوصول إلى الخدمات المختلفة لزبائننا من أصحاب الثروات المرتفعة، إذ يُمكن للزبائن استئجار طائرة خاصة، والحصول على استشارة من خبراء حول أفضل الجامعات لأطفالهم، كما يُعد آريس  أحد باقة الخدمات المصرفية الخاصة التي تشمل حلولاً للإدارة المالية والثروات، وخدمات مصرفية محلية متطورة، كما تُؤكد هذه المبادرة التزامنا بتقديم حلول مبتكرة ومصممة خصيصاً لتحسين أسلوب حياة زبائننا مع الحفاظ على إرثهم."

وتعاون بنك ظفار مع  Nuclei Technologies (نيوكلي تكنولوجيز)، وهي شركة عالمية مُعترف بها متخصصة في تكنولوجيا المعلومات والأنظمة البيئية الذكية التي تُعزز التفاعل العميق مع الزبائن. ويُمثل إطلاق "آريس" تعزيزاً كبيراً لقسم الخدمات المصرفية الخاصة في بنك ظفار، الذي تم إطلاقه رسمياً في يونيو 2024، إذ يُلبي هذا القسم احتياجات الزبائن من ذوي الثروات الكبيرة الذي يُقدم مجموعة من الخدمات المالية والثروات والاستشارات، وبإمكان الزبائن الاستفادة من إرشادات استثمارية مُصممة خصيصًا لهم، وأسعار تفضيلية، وفرص استثمارية مختلفة.

مقالات مشابهة

  • مزايا متنوعة مع حساب "الرفعة" للخدمات المصرفية الحصرية من بنك ظفار
  • محافظة الجيزة: القمح يمثل محصولا استراتيجيا لا يحتمل أي تهاون في إدارته
  • كل عُمان يناقش أولويات التنمية المستدامة بمحافظة ظفار
  • بنك ظفار يقدم خدمة المساعد الشخصي لزبائن الخدمات المصرفية الخاصة
  • كجوك: موازنة العام المالي الماضي شهدت فائضا أوليا بنسبة 2.5% من الناتج المحلي
  • التضامن تعلن تدشين النسخة الثانية لمبادرة أحلام الأجيال من محافظة السويس
  • تعليق ناري من محمود مسلم على خناقة نائب محافظ سوهاج والسكرتير العام
  • إعلان مناقصة من المجلس المحلي_مديريه كعيدنة محافظة حجة
  • محافظة الجيزة تنشر لافتات التعريفة الجديدة بالمواقف الرسمية
  • طلب إحاطة حول خناقة نائب محافظة سوهاج وسكرتيرها العام