شيخ الأزهر: الحوار بين الأديان لم يعد ترفاً بل ضرورة وجودية لإنقاذ البشرية من براثن الجهل
تاريخ النشر: 16th, March 2025 GMT
أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، أن الحوار بين الأديان والثقافات لم يعد اليوم ترفاً بل ضرورة وجودية لإنقاذ البشرية من براثن الجهل وسوء الفهم، مشددا على ضرورة توحيد الصفوف لبناء جسور التفاهم علي أنقاض الجهل والغطرسة والكراهية.
جاء ذلك في بيان ألقاه السفير أسامة عبد الخالق مندوب مصر الدائم لدي الأمم المتحدة بنيويورك، نيابة عن فضيلة الإمام الأكبر أمام جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة للاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا.
وقال شيخ الأزهر: إن عقد الاجتماع جاء تتويجاً لجهود مشكورة تحملت عبئها مجموعة الدول الإسلامية لدي الأمم المتحدة لمواجهة هذه الظاهرة اللامعقولة واللامنطقية والتي باتت تمثل تهديداً حقيقياً للسلم العالمي.. مشيرا إلى أن ظاهرة الخوف المرضي من الإسلام ما هي إلا نتاج لجهل بحقيقة هذا الدين العظيم وسماحته ومحاولات متعمدة لتشويه مبادئه التي قوامها السلام والعيش المشترك في كذبه هي الأكبر في التاريخ المعاصر استناداً لتفسيرات خاطئة واستغلال ماكر خبيث لعمليات عسكرية بشعة اقترفتها جماعات بعيدة كل البعد عن الإسلام.
وسلط البيان الضوء علي إنشاء مرصد الأزهر الشريف لمكافحة التطرف لتوضيح مفاهيم الدين الصحيحة للمسلمين ولغير المسلمين في شتي بقاع العالم وأيضاً لمواجهة الفكر المتطرف وجماعات الإرهاب وحركات العنف، ورصد أعمال العنف ضد المسلمين.. مطالبا بوضع تعريف دولي لظاهرة الاسلاموفوبيا وإنشاء قواعد بيانات شاملة ومحدثة لتوثيق الجرائم والممارسات العرقية والعنصرية ضد المسلمين، واستحداث آلية للمراقبة والتقييم لفعالية التدخلات والمبادرات الهادفة إلي مكافحة الإسلاموفوبيا.
وأشار البيان إلى إطلاق وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية والتي وقعها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر مع قداسة البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية في أبوظبي عام 2019 وإلى ضرورة مكافحة خطاب الكراهية الذي يتسلل عبر الخطابات والممارسات اليومية في منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وإعلاء مفاهيم الحوار والتسامح والتعايش المشترك، وإصدار تشريعات ملزمة، وإطلاق حملات توعوية تزرع بذور التسامح، وتعزز ثقافة الاحترام المتبادل مما يتيح التعاون علي صناعة خطاب قادر علي إعادة روابط التفاهم والتضامن والإخاء بين الشعوب.
وأعرب شيخ الأزهر عن التقدير للمواقف النزيهة والشجاعة لأنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة ولكلماته التي تحدث فيها عن الإسلام حديثاً منصفاً ينم عن معرفة حقيقية بهذا الدين وبتعاليمه السمحة التي تقف في مواجهة هذه الظاهرة، وتقطع الطريق على فلسفة الانجرار خلف الأحكام الجاهزة، والخضوع المهين للصور النمطية التي يحاول البعض الصاقها بالإسلام، والتي غالباً ما توظف بشكل شعبوى من قبل بعض جماعات اليمين المتطرف لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة.
اقرأ أيضاًشيخ الأزهر يهنئ الرئيس السيسي والقوَّات المسلحة والشعب المصري بذكرى انتصار العاشر من رمضان
شيخ الأزهر: المرأة الفلسطينية ضربت المثل في الصمود والشجاعة والتمسك بالوطن
شيخ الأزهر: التاريخ سيقف طويلًا وهو يحني الرأس للمرأة الفلسطينية التي تشبثت بوطنها
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأزهر الشريف شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب مجلس حكماء المسلمين الحوار بين الأديان شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
ما دور المسلمين الجدد بالغرب في نشر الإسلام؟
واستضافت الحلقة عضو مجلس الفتوى في بريطانيا الدكتور محمد علي بلاعو، الذي قال إنه لا توجد إحصاءات رسمية لعدد من يدخلون الإسلام في دول الغرب، واصفا الأمر بالمتعمد من جانب الحكومات.
ويوجد في أوروبا عدد كبير من المسلمين الجدد لكن العدد الأكبر من هؤلاء يوجد في أميركا اللاتينية التي يمتلك سكانها إيمانا قويا بالمسيحية على عكس أوروبا التي ينتشر فيها الإلحاد، كما يقول بلاعو.
ومع ذلك، لا يمكن الإمساك بإحصاءات دقيقة لعدد من يدخلون الإسلام "لكن هذه الأعداد تزيد بسبب الأحداث الحاصلة حاليا في فلسطين وأيضا بسبب عمل مراكز الدعوة".
وتكمن العبرة في نقل الإسلام بالكيف وليس بالكم، وعلى معرفة أن الإسلام دين سماحة وسعة صدر ولا مساحات رمادية فيه ولا أمورا محظورة مناقشتها، كما يقول بلاعو.
تزايد المسلمين رغم حملات التشويه
وفي حين تتزايد حملات تشويه الإسلام في الغرب إلا أن الإقبال عليه في تزايد أيضا وذلك بسبب الفراغ الروحي الذي تعانيه هذه المجتمعات، حسب بلاعو.
وتلعب أخلاق المسلمين في الغرب دورا مهما في نشر الإسلام أيضا لأنها تتعارض مع ما يتم بثه من مزاعم تحاول النيل من هذا الدين، فضلا عن المبادرات التي تحاول تعريف غير المسلمين بالدين.
إعلانكما لعبت الأحداث التي يتعرض لها المسلمون في فلسطين تحولا كبيرا في العالم الغربي ودفعت كثيرين لاعتناق الإسلام بعدما شاهدوا ما يتعرض له الفلسطينيون من قتل وتنكيل، وما رأوه منهم من صبر وأخلاق وفق بلاعو.
وتطرق الضيف لقصة رجل كان أقرب للإلحاد لكنه أسلم لما رأى الشيخ الشهيد خالد النبهان وهو يقبل حفيدته الشهيدة (روح الروح) في صبر وجلد قبل دفنها.
وفي بريطانيا، قالت سيدة إنها ذهلت لما رأت واحدة من الأمهات في قطاع غزة وهي تودع ابنها الشهيد وتقول "يا رب لك الحمد، يا رب خذ من دمائنا حتى ترضى"، مضيفة أن هذا الأمر دفعها للبحث في الإسلام وأنها عندما فتحت المصحف لأول مرة وقعت عينها على قوله تعالى "لهم دار السلام عند ربهم" فكانت سببا في إسلامها.
الدعوة إلى الله بعزة
ويرى بلاعو أن على الدعاة والمراكز أن تدعو لدين الله بعزة لا أن تتوسل الناس التعرف عليه، قائلا إن الإسلام عزيز ويدعو للعزة حتى وأنت تدعو غير المسلمين إليه.
وإلى جانب العزة، فعلى الداعي أن يبث روح الإيمان فيمن يدعوهم لدين الله، فقد بعث النبي صلى الله عليه مصعب بن عمير رضي الله عنه، وكان شابا غنيا منعما، للمدينة فحولها إلى بيئة تتنفس الإسلام، يضيف بلاعو.
ورغم موته رضي الله عنه مبكرا، فقد كان ممن شاركوا من الأنصار في غزوة الخندق ومن أتوا في عام الوفود ومن شاركوا في فتح مكة كلهم ممن أسلموا على يديه، وفق المتحدث.
وعلى الدعاة أيضا أن يراعو فقه الأولويات -كما يقول بلاعو- لا أن يمسكوا في هوامش الأمور وكأنها هي أصل الإسلام. ومن ذلك مسألة الحجاب مثلا التي لا يجب وضعها كحاجز أمام إسلام المرأة وإنما تعريفها بكونها فرضا من فروض الدين لا يحول خلعه دون دخولها فيه.
ويجب على المسلمين ألا يستهينوا بالدور المهم لوسائل التواصل الجديدة والتي أسلم كثيرون بسببها، وفق بلاعو، الذي قال إن طاولات التعريف بالإسلام في الجامعات والمطارات والأسواق لعبت أيضا دورا في نشر الإسلام داخل بريطانيا.
إعلانفقد بدأت الطالبات في بريطانيا مثلا تنظيم يوم أسبوعي للحجاب في الجامعات لتعريف غير المسلمات به وتعريفهن عليه، وقال بلاعو إن النساء تلعب حاليا دورا مهما في الدعوة إلى الله بدول الغرب.
وختم بلاعو بالتأكيد على أن الدعوة مسؤولية كل مسلم ومسلمة وليست مسؤولية الدعاة فقط، وقال إن على كل مسلم أن يدعو إلى الله بما توفر له من وسائل وأسباب وألا يحتقر في هذا الشأن أمرا.
13/3/2025