ما الاختلاف الذي لمسه السوريون في أول رمضان بدون الأسد؟
تاريخ النشر: 16th, March 2025 GMT
دمشق – "كل شيء قد اختلف، حركة الناس والمحلات والوضع المعيشي، يشعر المرء وكأن الناس في الشام أصبحت تتنفس بشكل أفضل"، بهذه العبارة يشرح خالد السلوم (43 عاما) الاختلاف الذي لمسه بعد مضي 15 يوما على شهر رمضان الأول الذي يشهده السوريون بعد رحيل نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ويضيف السلوم، في حديث للجزيرة نت، "كان هناك الكثير من الشبان المطلوبين للخدمة الإلزامية في الجيش أصبح بإمكانهم اليوم التحرك بحرية، ومن الاختلافات الملحوظة أيضا أن أعداد الناس في رمضان هذا العام وكأنها قد تضاعفت".
ويؤكد الرجل الأربعيني شعوره بالفرحة الغامرة لتمكنه من مواكبة أجواء رمضان هذا العام في سوريا بعد سقوط النظام السابق، وهو الشعور المشترك الذي رصدته الجزيرة نت لدى كثير من السوريين في دمشق.
أجمع بعض السوريون في دمشق ممن تواصلت معهم الجزيرة نت على أن الحرية الدينية ربما تكون أبرز ما لمسوه من اختلاف بين شهور رمضان في ظل حكم النظام السابق ورمضان هذا العام.
وحول ذلك تقول لينا العجلوني (26 عاما) للجزيرة نت "نتمتع في رمضان هذا العام بالحرية، أن يستمع الإنسان للقرآن الكريم أينما كان وأن يصلي أمام جميع الناس من دون أن يمنعه أحد"، وتضيف "هذه الحرية لم تكن موجودة في السابق، وأعتقد أن ذلك يمثل فرحة لنا ولكل المسلمين حول العالم".
ومن جهته، يشير الطالب الجامعي أحمد الحلبي إلى جانب آخر يتمثل في زيادة إقبال الناس على زيارة الجوامع بدمشق في رمضان هذا العام، وزيادة إقبالهم على صلوات التراويح والقيام.
إعلانبالإضافة إلى ذلك تخلص السوريون من ظواهر عديدة كـ"بسطات الدخان أمام الجوامع" والتي كانت تعود بالغالب إلى "مخابرات النظام"، وظاهرة المجاهرة بالإفطار في الشوارع التي كانت تستفز مشاعر الصائمين و"تقلل من هيبة الإسلام"، على حد تعبير الحلبي.
ضبط كثير من السوريين المغتربين توقيت زيارتهم إلى بلدهم هذا العام مع حلول الشهر الفضيل، ليتسنى لهم معايشة أجواء رمضانية استثنائية في سوريا الوليدة، ومن بينهم سمير صابونجي، وهو مغترب سوري في الولايات المتحدة الأميركية، قدم إلى سوريا لمعانقة هذه الأجواء.
وعن ذلك يقول صابونجي للجزيرة نت "إنه أول رمضان لي في سوريا بعد غياب 15 عاما، وأشعر بسعادة لا توصف، ويبدو لي أن الناس قد استعادت بلدها وأرضها، وهي تجربة مختلفة جدا عن كل تجاربي التي عشتها في الشام سابقا".
ويضيف صابونجي "رغم أن الأجواء أخفّ من المعتاد بسبب أزمتي الكهرباء والسيولة، فإن الخوف الذي كان يسيطر على الناس قد اختفى، ولمست أُلفة وطاقة إيجابية تعم الشوارع والجوامع، وأنا ممتن لكل ذلك".
بدوره، عبّر المهندس حذيفة الشهابي، المغترب في ألمانيا، عن مشاعره المختلطة بزيارة بلده في رمضان بالقول "فرحة ونشوة وحب ورغبة بالبقاء في الشارع والحكي مع الناس، والكثير من المشاعر الأخرى التي تنتابني كلما خرجت من المنزل لأتجول في حارات دمشق وشوراعها".
ويتابع الشهابي في حديث للجزيرة نت "رغم ضيق أحوال الناس والفقر الذي خلفه حكم الأسد، فإن إيمانهم الثابت بالله وبهجتهم بالأجواء الرمضانية تعطيني الأمل في هذه البلاد التي شبعت من القسوة والدمار".
وكانت الأنشطة الدينية الإسلامية قد شهدت تضييقا ممنهجا في عهد الرئيسين حافظ وبشار الأسد منذ عام 1970 حتى 2024، وتحكمت الأجهزة الأمنية في مفاصل المؤسسة الدينية الرسمية، ومُنعت الصلوات في الجيش، وفُرض تشديد على الخطب والدروس الدينية في المساجد.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان رمضان هذا العام للجزیرة نت فی رمضان
إقرأ أيضاً:
أردوغان: السوريون اكتفوا من الألم.. ولن نسمح بجر سوريا مجددا لعدم الاستقرار
شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، على عزم بلاده عدم السماح بانجرار سوريا إلى دوامة جديدة من عدم الاستقرار، لافتا إلى أن الشعب السوري اكتفى من "الألم و الظلم الحرب" طيلة 14 عاما.
وقال أردوغان في كلمة له بالافتتاح الرسمي لمنتدى أنطاليا الدبلوماسي الرابع، "نحن من أكثر الدول التي تحملت عبء الصراع وعدم الاستقرار الذي استمر 14 عامًا في بلدنا الجار سوريا، ودفعنا ثمنه".
وأضاف أنه "لا يمكننا السماح بإضاعة الفرصة التي أتيحت بعد ثورة 8 ديسمبر (تاريخ سقوط نظام الأسد) لإرساء الاستقرار الدائم، ليس فقط في سوريا، بل في منطقتنا كلها".
وشدد الرئيس التركي خلال المؤتمر، على أن بلاده "لن تغض الطرف عن انجرار سوريا إلى دوامة جديدة من عدم الاستقرار"، موضحا أن أنقرة "لا تعتبر سلامة أراضي سوريا، واستقرارها، وأمنها أمورا منفصلة عنها".
ولفت أردوغان إلى أن الشعب السوري "اكتفى من الألم والظلم والحرب"، مضيفا أنه "يجب على من ينوون جعل إخوتنا السوريين يعيشون هذه المعاناة مجددا أن يضعوا حساباتهم بناء على ذلك".
وقال الرئيس التركي إنه "لا ينبغي لأحد أن يسيء فهم هدوئنا، وصبرنا، وموقفنا في حل القضايا عبر الحوار، أو يفسره بشكل خاطئ"، كما أكد ضرورة "ألا يدفع هدوؤنا البعض إلى أوهام خاطئة جدا"، حسب تعبيره.
وأشار إلى أن تركيا "في حوار وثيق وتفاهم مع الجهات الفاعلة صاحبة النفوذ بالمنطقة، لا سيما ترامب وبوتين للحفاظ على وحدة أراضي سوريا".
وتأتي تصريحات أردوغان على وقع تصاعد التوترات بين الاحتلال الإسرائيلي وتركيا بسبب نفوذ الأخيرة في سوريا، وهو ما انعكس بسلسلة من الغارات الإسرائيلية على مواقع عسكرية سورية يعتقد أن فرق استطلاع تركية تفقدتها مؤخرا، ما أدى إلى محادثات تركية إسرائيلية في أذربيجان لتفادي الصدام.
ويشارك الرئيس السوري أحمد الشرع في أعمال منتدى أنطاليا الدبلوماسي المنعقد تحت شعار "التمسك بالدبلوماسية في عالم منقسم"، وذلك في ثاني زيارة من نوعها إلى تركيا منذ مطلع شباط /فبراير الماضي.
وأجرى الشرع ووزير خارجيته أسعد الشيباني سلسلة من اللقاءات مع قادة وزعماء دول على هامش المنتدى الدبلوماسي، بما في ذلك الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيسة جمهورية كوسوفو السيدة فيوسا عثماني.